أرشيف

(الأرملة أم البنات).. كيف جلبت لابنتيها السوء إلى داخل المنزل؟

(فوزية) أرملة عدنية في الخامسة والأربعين من العمر توفي زوجها بعد معاناته الطويلة مع آلام السرطان.. والتي باع فيها كل أملاكه حتى (دباب)  النقل الصغير الذي كان يشكل مصدر دخله الوحيد لإعالة زوجته وابنتيه (شروق) و(حنان)..

بعد وفاة الزوج ساءت ظروف الأسرة المادية وتدهور حالها في ظل عدم وجود ولد ذكر يتحمل عبء المسئولية ويقوم بدور رعاية الأسرة التي فقدت عائلها الوحيد وفقدت معه الأمل في الغد القادم والحياة الكريمة وبدأت رحلة هم توفير لقمة العيش في أتون جحيم الفقر وغلاء الاسعار.

تحملت الأم الأرملة على كاهلها مسئولية الوفاء بمصاريف ابنتيها اليتيمتين واللتين تدرسان في المرحلة الثانوية فخرجت للعمل بتنظيف صالة الأفراح الواقعة إلى جوار منزلها في الحارة مقابل أجر مادي كان الضمان لحفظ ماء الوجه وتجنيبها مذلة سؤال الناس أعطوها أو منعوها.

أستمرت (فوزية) في عملها بالصالة لمدة عامين متتاليين حتى جاء اليوم الذي أبلغتها فيه إحدى جاراتها برغبة أحد اقربائها ويدعى (حسين) في الارتباط بها فوافقت عليه بعد أن عرفت أنه عازب رغم كبر سنه وفي عمرها وقبل هذا وذاك كانت قد تعبت من العمل في الصالة ورأت أن الوقت حان لتأخذ قسطاً من الراحة والاستقرار.. فاتحت ابنتيها بالأمر فأبدتا موافقتهما وأخبرتاها أن ذلك من حقها وليس فيه أي مخالفة للشرع وأشترطتا أن يقيما هي وشريكها في المنزل الى جوارهما فسرت الأم وأبدت ارتياحها لاكتمال ما كانت تريده.

ودون تردد نقلت (فوزية) خبر الموافقة لجارتها  وطلبت منها أن تسأل قريبها (حسين) عن مدى استعداده لتلبية شرط ابنتيها بالإقامة معهم في المنزل فكان الرد سريعاً بقبول العرض من قبل العريس العاطل الذي بدأ وكأنه كان ينتظر الفرصة للحصول على عرض كهذا، وفي غضون أسبوعين تم الترتيب لإتمام الزفاف البسيط بإقامة حفل متواضع في منزل العروسة الأرملة (أم البنات) وكان هدف الطرفين تجنب التكاليف قدر الإمكان فالقصد في الأول والأخير هو ستر الحال والسلام.

مر الأسبوع الأول عقب الزفاف والعروس تصرف على عريسها العاطل (حسين) من المهر الرمزي الذي دفعه لها فلم تشأ أن تدفعه إلى الخروج للبحث عن عمل مباشرة من باب الذوق مراعاة لمشاعره ولكن المهر الضئيل نفذ قبل انقضاء فترة الثلاثة أسابيع وذهب معظمه مقابل شراء السجائر والقات لعريس الغفلة الذي أبدى انزعاجه في وجه (فوزية) من المرة الأولى التي ترجته فيها أن يخرج ليدبر لهم مصروف البيت.

عرفت (فوزية) أن عريسها استطاب طعم الراحة والجلوس في المنزل فلا شيء يهمه البيت الصغير ملك والعروسة بلاش ولا ينقص إلا أن تخرج للعمل وتصرف عليه.. وللضرورة وجدت نفسها مضطرة للضغط عليه فواجهته بالأمر وصارحته بأنها لن تصبر عليه ولن تقدم له أكثر مما قدمت فالاتفاق كان من البداية على أساس أن يتحمل المسئولية كرجل ويحترم واجباته الزوجية في الإنفاق على المنزل ورغم ذلك لم تجد منه غير السخرية ومقابلة كلامها بكل برود.

توالت الأسابيع وحال الزوج لم يتغير.. يخرج للشارع في الصباح ليدبر مصروف القات والسجائر ويعود في الظهر ليبحث عن وجبة الغداء في المنزل دون أدنى خجل ضارباً بصياح (فوزية) وتهزئاتها عرض الحائط حتى تأكدت بأنه لا فائدة من الكلام معه ورأت أنه من الأفضل لها أن تعود مجدداً للعمل بتنظيف الصالة وإلا ستموت جوعاً هي وابنتيها.

أخذ الخلاف مجراه المتصاعد بين الزوجين حتى وصل إلى القطيعة وعدم السماح من قبل (فوزية) لزوجها (حسين) بمعاشرتها فبدأ الشيطان يوسوس له بإيجاد حيلة ترغمها على طاعته وتلبية كل رغباته واهتدى إلى الحل سريعاً.. اتفق مع أحد الشباب على خطة ووعده بأنه سيمكنه من  ابنتي زوجته الصغيرتين  إذا لبى له طلبه فطاوعه الشاب الطائش في كل ما طرحه عليه واتفق معه على موعد التنفيذ.

تأخر (حسين) يومها في العودة الى المنزل وعندما عاد في المساء أحضر معه عصير ليمون كان قد خلط فيه كمية من الحبوب المنومة وجهز حاله لإتمام الخطة فقام بتقديم العصير لـ(فوزية) وابنتيها وسط دهشتها واستغرابها من لطف كلماته غير المعتاد وإخباره لها بأنه وجد عملاً ومن الغد لن يدعها تخرج من المنزل للعمل في الصالة.

استبشرت (فوزية) خيراً وقالت (سبحان مغير الأحوال) وبكل اطمئنان تناولت مع ابنتيها العصير لآخر قطرة فلم تمضي سوى دقائق حتى ساقهن النعاس الى الفراش ليغرقن في بحر النوم العميق وفي الموعد قرع الشاب باب المنزل ففتح له حسين وأدخله إلى فراش زوجته  ويقوم هو بتصوير المشهد بدم بارد وبكل سذاجة دون معرفة (فوزية) التي صحيح أنها أدركت الأمر في اليوم التالي ولكنها ظنت أنه فعل ذلك كي تسمح له بمعاشرتها بعد أن حرمته من النوم في فراشها ولم تعلم بحقيقة ما خطط له وما جرى ليلتها بالضبط.

وخلافاً لما وعد لاحظت (فوزية) عدم خروج زوجها للعمل الذي أخبرها عنه البارحة فحاولت أن تسأله ولكنه رد عليها بنبرة حادة وبلهجة تهديد ووعيد طالباً منها تنفيذ كل ما يمليه عليها دون نقاش اذا ارادت ان تبقى فضيحتها مغطاة.. استغربت من طريقة كلامه وقالت له: أيش من فضيحة ما قصدك وكان الرد ان كشف لها بالصور  فكانت الصدمة التي زلزلت كيانها.. تحدثت إليه باكية: بدون فضائح أخبرني ما الذي تريد مني أن أفعله قال لها: لا أريدك انت لأنك كبيرة ولا أحد يرغب فيك فقط كل ما أريده أن تسلميني البنات وأنا عندي ناس مستعدين يدفعوا المبلغ الذي أطلبه، صرخت في وجهه رافضة طريقته في مساومتها ولكنه كان قاسياً معها ولم يدع لها فرصة التملص وضغط عليها بالصور ومقطع الفيديو الذي التقطه لها بكاميرا جواله.

لم تجد (فوزية) مجالاً للخلاص فسلمت بالواقع وقالت له: أفعل ما أردت يا سافل ولكن اتركني بعيدة وأنا سأعتبر نفسي غير عارفة بشيء.. بهذه الكلمات أخذ (حسين) الضوء الأخضر من الأم فتسلل ليلتها الى غرفة الفتاة الكبرى (شروق) البالغة من العمر 18 عاماً وتدرس في الصف الثالث الثانوي ودون أن تشعر نام بجوارها  فاستيقظت وحاولت الصراخ وهددته بأنها ستنادي والدتها إذا لم يخرج من الغرفة بأقصى سرعة.. وضع يده على فمها محاولاً إسكاتها وأخبرها بأن والدتها تعرف كل شيء وانه هددها بالفضيحة بعد أن ضبطها مع أحد الشباب لم تصدق الفتاة فأطلعها على الصور فرضخت لشروطه بسهوله .

لم يكن (حسين) يتصور أبداً أن يجد بغيته بهذه السهولة فالفتاة التي كان يظنها عصية مهيأة تماماً وقد أبدت له موافقتها في ممارسة الحب وجلسات الفرفشة والمتعة مع الذين وعدها بأنه سيجلبهم لها إلى المنزل وفوق ذلك أخبرته بأنها ستحضر له معها صديقاتها في المدرسة.

سارت الأمور هادئة ومن يومها بدأ (حسين) بجلب الشباب إلى المنزل على أساس المقيل وتناول القات عنده وتحولت غرف المنزل إلى منتزه لبيع الهوى من قبل (شروق) وزميلاتها بينما ظلت الفتاة الصغرى (حنان) منعزلة في غرفتها وغير راضية عما يدور من حولها ولكن والدتها أجبرتها على الصمت بعد أن أخبرتها بحكاية الصور.. رغم ذلك لم يهد بال زوج والدتها حسين وظل وراءها ليدفعها للسقوط في المستنقع الذي فجره في المنزل وأبى إلا أن يلحقها بشقيقتها (شروق) طمعاً في زيادة  الدخل ومضاعفة المحصول.

تكررت محاولاته لإضعافها وزعزعة إرادتها لكن (حنان) تمسكت بموقفها الرافض حتى أفقدته الأمل في استجابتها بشتى الطرق فكلف شقيقتها بوضع جرعة من المنومات في فنجان الشاي وطلب منها أن تعطيه لها كي تشربه وبعد أن تحقق القصد وغرقت (حنان) في النوم دخل عليها  بمساعدة (شروق) التي جلست جانباً لتتفرج  على زوج والدتها السافل وهو يلتقط لها الصور بواسطة الجوال.

في الغد عندما استيقظت (حنان) ورأت ما حدث لها لم تتمالك أعصابها فأخذت تبكي بشدة وفي اليوم التالي ارتدت ملابسها وحملت حقيبتها المدرسية وتظاهرت بأنها ذاهبة للمدرسة وفي الطريق عكست المسار باتجاه قسم الشرطة لتخبر افراده بما حصل لها وتفضح حقيقة ما يدور في المنزل  بسبب زوج والدتها.. وبعد أن دلتهم على المنزل توجهوا للقبض على (الزوج حسين) والأم (فوزية) وابنتها (شروق) والذين اعترفوا جميعاً في التحقيقات بصحة كل التفاصيل التي أدلت بها (حنان) وتم بعد ذلك تحويل ملف القضية إلى النيابة لاستكمال الاجراءات.

زر الذهاب إلى الأعلى