قضية اسمها اليمن

الغارات الأميركية فى اليمن تثير التعاطف مع تنظيم القاعدة

ايلاف – لميس فرحات – قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن الهجمات التي تنفذها الولايات المتحدة في اليمن من خلال طائرات بدون طيار تجعل اليمنيين يعتقدون أن تنظيم القاعدة يقع في الجانب الصحيح من المعادلة.


تثير هجمات الطائرات بدون طيار الأميركية فى اليمن التعاطف المتزايد مع المتشددين من تنظيم القاعدة، وتدفع برجال القبائل للانضمام إلى شبكة ذات صلة بمؤامرات إرهابية ضد الولايات المتحدة.
 
وأشارت صحيفة الـ"واشنطن بوست" إلى أن الهجمات الأميركية تجعل اليمنيين يعتقدون أن تنظيم القاعدة يقع في الجانب الصحيح من المعادلة، وأن الهجمات الصاريخية البالغ عددها 21 هجمة منذ يناير/كانون الثاني الماضي، والتي استهدفت مسلحين من القاعدة في جنوب اليمن، تعكس تحولاً حاداً في حرب سرية نفذتها وكالة الاستخبارات المركزية وقيادة العمليات الخاصة المشتركة التي ركزت على باكستان.

 وكما هو الحال في المناطق القبلية في باكستان، حيث أضعفت هجمات الطائرات بدون طيار الأميركية بشكل كبير قدرات تنظيم القاعدة، نتج عن ذلك تطرف ملحوظ من قبل السكان المحليين في اليمن.

طائرة أميركية بدون طيار

 ظهرت الدلائل الأولى على التطرف في أكثر من 20 لقاء مع زعماء القبائل، وأقارب الضحايا ونشطاء حقوق الإنسان ومسؤولين من أربع محافظات في جنوب اليمن حيث استهدفت الضربات الاميركية متشددين مشتبه بهم.

ويدل ذلك على وجود تحول قوي في شعورهم تجاه المسلحين الذين ينتمون إلى الجناح العسكري للشبكة العابرة للحدود الوطنية والأكثر نشاطاً، أي تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.

ونقلت الـ "واشنطن بوست" عن سلطان البركاني، أحد كبار مستشاري الرئيس السابق علي عبد الله صالح، قوله إن "هجمات الطائرات بدون طيار لم تساعد الولايات المتحدة أو اليمن"، مشيراً إلى أن اليمن يدفع ثمناً باهظاً وخسر أبناءه، "لكن الاميركيين لم يدفعوا الثمن نفسه".

وفي العام 2009، قال مسؤولون أميركيون إنه في الوقت الذي حصل فيه الرئيس الأميركي باراك أوباما على تصريح من علي عبد الله صالح بحرية تنفيذ هجمات على أهداف مشتبه بها لتنظيم القاعدة في اليمن، لم يكن هناك أكثر من 300 مسلح من أعضاء التنظيم.

وقال مسئولون يمنيون وزعماء القبائل إن هذا العدد ازداد في السنوات الأخيرة ليصل إلى 700 أو أكثر. وإضافة إلى ذلك، انضم مئات من رجال القبائل إلى القاعدة في الحرب ضد الحكومة التي تدعمها الولايات المتحدة في اليمن.

وفي الوقت الذي يزداد فيه أعضاء منظمة القاعدة وتتنامى قدراتهم، يزداد عزمهم وسيطرتهم، الأمر الذي انعكس في هجوم انتحاري الاسبوع الماضي في العاصمة اليمنية صنعاء، أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص معظمهم من الجنود اليمنيين.

ونقلت الصحيفة عن محمد الأحمدي، المنسق القانوني لمؤسسة الكرامة الحقوقية باليمن قوله: "في كل مرة تزداد الهجمات الأميركية، يزداد معها غضب الشعب اليمني، وخاصة المناطق التي يسيطر عليها تنظيم القاعدة"، مضيفاَ أن الطائرات بدون طيار تقتل قادة تنظيم القاعدة، لكنها تحولهم أيضاً إلى أبطال.

 وأشار زعماء القبائل والمسؤولون اليمنيون إلى أن الضربات الأميركية أثارت غضب القبائل القوية التي يمكن أن تمنع القاعدة في الجزيرة العربية من اكتساب القوة. وقد تولت المجموعة السيطرة على مساحات واسعة من جنوب اليمن في العام الماضي، في حين أن الحكومة اضطرت لمواجهة الانتقادات المتزايدة التي تنظر إليها على أنها ليست سوى دمية في أيدي الأميركيين.

لم ينس الشعب اليمني الهجمات الصاروخية التي شنتها الإدارة الأمريكية في عام 2009 والتي أسفرت عن مقتل عشرات المدنيين وأشعلت الغضب حتى في الولايات المتحدة. وختمت الصحيفة بالتأكيد على ما قاله عبد العزيز محمد حمزة، رئيس المجلس الثوري في محافظة أبين (المجموعة التي تقاتل القاعدة في جزيرة العرب)، حيث اعتبر أن اليمن بات الآن "ملاذاً لمتشددي القاعدة الذين انضم إليهم معظم سكان المنطقة".

زر الذهاب إلى الأعلى