فضاء حر

دولة العلماء (الربانيون)

 يمنات

   

ايها العلماء الربانيون: دعونا نعيش مع رئيسنا المنتخب الذي يحكمنا بما يمليه عليه ضميره

التقى فخامة الرئيس عبدربه هادي بمشائخ دين كانوا شكلوا لجنة للتواصل معه وطالبوا بوضع جدول زمني لتنفيذ مطالبهم، وابرزها دولة إسلامية، ورفض الفيدرالية. واعتبار الوحدة فريضة.

أبرز المشائخ الشيخ الزنداني- وهو الكل في الكل- وأبرز مطالبهم بيان الحق ورفض كل ما يخالف الاسلام وتحكيم شرع الله في كل مناحي الحياة. ومن مطالبهم الربانية. منع إصدار أي تشريعات على مستوى الدستور والقوانين أو اللوائح أو عقد أي اتفاقيات تخالف شرع الله وتنتقص منه.

وشددوا في مطالبهم على عظيم حرمة إخضاع الأحكام الشرعية للتصويت ووجوب إيجاد مرجعية شرعية من العلماء الربانيين لبيان الحق ورفض كل ما يخالف الاسلام.

المهم ان هؤلاء العلماء الربانيين طالبوا بأشياء كثيرة، وسبحان الله كيف أن هؤلاء العلماء لم يطلبوا هذه المطالب من الرئيس المخلوع؟! والمواطن العادي غير الرباني يتساءل:

أين كان هؤلاء الربانيون عندما قتل رئيس البلاد الشهيد إبراهيم الحمدي ومشائخ تعز؟..

أين كان العلماء والخمر يهرب ويباع ويرفع من مكانة بعض الناس؟

أين كان العلماء الربانيون وأموال الشعب تنهب وتكدس في البنوك لحساب القائمين على الحكم؟

أو ليس من مهام العلماء الأجلاء أن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر؟

وهل يوجد منكر اكبر من هدر كرامة الإنسان والتي اتبعها المخلوع في سياسة التجويع والتجهيل والإفقار؟

أين كان هؤلاء العلماء الربانيون والمريض يموت وهو يجرى به من مستشفى إلى آخر، لا علاج ولا خدمات ولا اهتمام بالمريض الفقير؟

أين كان هؤلاء العلماء الربانيون والفقراء يتسابقون مع الكلاب والقطط للاستيلاء على صناديق القمامة بحثاً عن لقمة يسدون بها جوعهم؟

أين كان هؤلاء العلماء الربانيون والحاكم يبيع الأراضي اليمنية بأبخس الأسعار للجارة الجائزة، والتي لا تحلم إلا بأن ترى اليمن متسولاً أو عاملاً مهدور الكرامة أو متسللاً مقبوض عليه من قبل حرس الحدود فليقى في غياهب السجون أو يطلقون النار عليه فيردونه قتيلاً او تلدغه الأفاعي ويدفن أو يلقى به تلتهمه الوحوش أوالجوارح؟

أين كان الشيخ الزنداني وصالح يحرض الأمريكان على قتل أبناء اليمن ويقول لهم: اقصفوا وأنا سأتبنى القصف! ألم يسمعوا بضحايا المعجلة في أبين؟ ألم يعلموا بقتل الحارثي في 2002 بمأرب والشبواني؟

وكم وكم من الضحايا الأبرياء الذين لا ناقة لهم ولا بعير في أعمال التطرف!

الآن، ولأن الرئيس عبدربه منصور هادي لا يملك وقاحة صالح الذي كان يستدعي العلماء هؤلاء ويلقي فيهم محاضرات ويذلهم، وفي ختام الحفل يدفع لها من فائض ما بيده!

اليوم يطالبون هادي الذي ساقته المقادير ولم يختر هو المنصب والمدة الزمنية أمامه محددة والمطالب التي يجب عليه أن ينجزها تنوء بحملها الجبال.

لقد ترك له المخلوع من القنابل المتفجرة والقابلة للانفجار ما لا تعد ولا تحصى.. واليوم تقدم العلماء الربانيون وبدؤوا طالبون بوضع جدول زمني لتنفيذ مطالبهم والمتمثلة بأن يكونوا هم قادة الأمة، أي هؤلاء العلماء الأجلاء يريدون دولة إسلامية يديرونها بطريقتهم الإسلامية!

فعن أي دولة إسلامية يتحدث العالم الرباني الزنداني؟

أيها العالم الرباني: الناس تنفر من كل يريد أن يلبس السياسة لباس دين ضيق الأفق.. الدين ليس مظاهرات وشعارات.. الإيمان بالله هو عمل قلبي وهو ما وقر في القلب وصدقه العمل وليس بالتشدد في الدين.

المولى عز وجل ترك لنا فسحة لكي نفكر، ولا عمل العقل الذي فضلنا به على كثير من خلقه لجعل الحياة سهلة وميسرة.. نحن لسنا ملائكة، ولا يوجد علماء ربانيون يهرولون خلف رجال السياسة.

العالم الرباني هو الذي يعمل من أجل حياة الناس وتسود في أوساطهم المحبة والرحمة والتسامح، وليس نريد ونريد ونريد ونحن ونحن ونحن.

وأنتم كنتم صامتين إزاء الجرائم التي ارتكبها الرئيس المخلوع!

ألم يكن صالح مرشحك الوحيد في عام 2006م وحزبك هو عضو في اللقاء المشترك؟ إذا كنت تخالف إجماع حزبك فلا يستبعد أن تخالف ما هو أكبر!

ألم تشاركوا في قتل أبناء الجنوب في حرب 1994م؟

يا شيخ عبدالمجيد- أيها العالم الرباني- الشعب اليمني اختار الرئيس عبدربه منصور هادي وحصل على 6 مليون صوت أو يزيد، وسيعمل معه الشعب.. وإن أصاب سيقول له الشعب: أحسنت، وإن اخطأ سيقول له الشعب: لا يا فخامة الرئيس.

أيها العلماء الربانيون: دعونا نعيش مع رئيسنا المنتخب الذي يحكمنا بما يمليه عليه ضميره، وسيأتي رئيس بعده أكيد غير رباني وقابل للنقد والمحاسبة. ونحن على الأرض نريد أن ندير شؤوننا بما سيتناسب وعقولنا وطباعنا وأخلاقنا النسبية، وأنتم عليكم أن تنتظروا حتى يأتي دور دولتكم التي سيكون سكانها منتقين.. ربما صغيرات يتزوجن باكراً وينجبن مجاهدين جاهزين بالأحزمة الناسفة!

أما الخلق الذي على شاكلتنا، والذين لا يؤمنون بالعلماء الربانيين الذين يصمتون ويدارون المجرمين وعندما تحين فرصة لقيام دولة يظهرون بقيام دولتهم..

نحن بشر نخطئ ونصيب. ونثق بالله العظيم أنه التواب الرحيم.. ولا مكانة لنا في دولة العلماء الربانيين.

 

عن (صحيفة اليقين)

زر الذهاب إلى الأعلى