قضية اسمها اليمن

حوث مدينة مغلقة وعصابات المشائخ ترصد الداخل إليها والخارج منها

يمنات – المستقلة خاص

 

 قبائـــل حـوث.. هاتــوا لنا صميل طفــاح وخذوا بنــدق شيخنــا

كما وعدت المستقلة قراءها وكل المظلومين والمقهورين في هذا البلد أنها سوف تقوم بنشر كل أنواع الاضطهاد التي يمارسها المشائخ ضد المواطنين . وكما بدأت بفتح هذا الملف في العدين والجعاشن وبعد ذلك في عقر الظلم والاستبداد تهامة نواصل في هذا العدد كشف حقائق ووقائع جديدة ولكن هذه المرة من منطقة أكبر المشيخيات في اليمن .. من هناك من عمران وصعدة وتحديداً من حوث سوف نبدأ بنقل أنات المواطنين وأوجاعهم وغصص قهرهم..لقد سمعت كثيراً عن معاناة الناس في عمران والعصيمات والظلم الكثير الذي يطال الناس هناك وخصوصاً في منطقة حوث وما يجاورها من المناطق كما سمعت عن حالة التخويف التي يمارسها المأجورون من قبل المشايخ أو الذين شرعوا لمثل هؤلاء الأشخاص ممارسة هذا العمل الاستبدادي والاستعبادي، إلا أنني كنت لا أتوقع أن تكون بتلك الوحشية والبشاعة حيث كنت أظن أن هناك نوعاً من التهويل والتضخيم..لكن الواقع بعد ذلك هالني وأثار لديّ عواصف من الكراهية ضد المشائخ عموماً ، فزيارتي لهذه المدينة "حوث" وما جاورها من المناطق  جعلتني أتيقن بحقيقة وجود ما كنت لا أصدقه ولأول مرة أحس بالخوف من مخلوق مثلي ليس لأنه شجاع : وليس لأن الخوف من طبائعي ولكن لكون هؤلاء الأشخاص لا يخافون الله كما وصفهم أحد الأشخاص ولا يترددون عن القيام بأي عمل مهما كان  وكما قال المثل “من لا يخاف الله خف منه” ومن هنا كان الحذر في التعامل والحركة عنواناً لزيارتي.

زيارة/ عبدالله حمود


في البدء وقبل وصولنا إلى مدينة حوث وجدنا كثيراً من التقطعات رغم أننا لم نتجاوز أكثر من عشرة كيلو مترات من الخط الرئيس قبل وصولنا إليها كما لا حظنا وجود سيارات محروقة على الطريق.

وحين وصلنا إلى مثلث حوث الذي تتفرع منه عدة طرق إلى حرض وصعدة ومدينة حوث نفسها توقفنا للقاء محمد ساري الذي كان أحد الشاكين من ظلم المشائخ وفي نفس الوقت سيكون دليلنا الذي كنا نتواصل معه هاتفياً وعند وصوله إلينا وقبل أن يلقي علينا السلام باشرنا بالحديث عن قصة هذه السيارة المحروقة قائلاً: هذه السيارات تم نهبها من أشخاص تابعين للشيخ وكانوا يستخدمونها لقطع الخط لنهب الناس المارة وتخويفهم ولكن في حوادث كثيرة يتم الرد عليهم ويسفر هذا الرد عن خسائر من بينها إحراق هذه السيارات المنهوبة فما جاء حراماً راح حراماً، بعد ذلك صافحنا الأخ الدليل الرائع/ محمد ساري وهو من أبناء منطقة حوث وكان برفقته شخص رفض ذكر أسمه وهذا الشخص يمتلك بيتاً في مدخل حوث، وقد طلب منا أخذ الحطية والحذر وأشار إلى أشحاص كانوا جالسين على رصيف  أسفل إحدى العمارات وقال هؤلاء مراقبون من جماعة الشيخ حسين الأحمر يرصدون تحركات المارة.. وهؤلاء الأشخاص هم من أبناء حوث وبالتالي لديهم المعرفة التامة عن أصحابهم من قبائل حوث وبالتالي يمكنهم التعرف على أي غريب يدخل المنطقة.

وفر لي قلاباً  وسأتحدث

وعند دخولنا إلى حوث وجدنا ما حذرنا منه فقد لفتنا أنظار هؤلاء الأشخاص فتابعونا بنظراتهم ونحن نواصل السير نحو المدينة وهم يتعقبون سيرنا وحين وصلنا إلى حوث لنسأل أهلها عن معاناتهم  نتيجة تسلط المشائخ على  هذه المناطق القابعة تحت احتلال المشيخة والمشائخ وغيرها من الأسئلة التي كنا نود طرحها عليهم ولكننا وجدنا أن الناس يرفضون حتى مجرد الحديث معنا والخوض في تفاصيل هذه المواضيع وذلك خوفاً من ردة فعل المشائخ الذين لا يتوانون في البطش بكل من يحاول الحديث عنهم وعن غطرستهم في المنطقة،ا بل أن أحدهم قال كلمات تدل على شدة خضوع هؤلاء القبائل وخوفهم من مشائخهم فقد قال: تريد مني أتكلم وفر لي قلاب ينقل عفشي وسكن أسكن فيه لأنه إذا تكلمت عن معاناتي أو معاناة المنطقة من المشائخ لن يكون لي سكن بعدها في هذه المدينة هذا إن سلمت من عصاباتهم وكتب الله لي عمر..

في تلك اللحظة ركبتني موجة من الغضب وصرخت على من كان حولي قائلاً: تخافون من هؤلاء الأشخاص أكثر من خوفكم من الله الذي أمركم بقول الحق وعدم التنازل عنه وأنتم تعلمون أن الساكت عن الحق شيطان أخرس فمتى استعبدكم هؤلاء المخلوقون وقد ولدتكم أمهاتكم أحراراً ولكن أعلموا أن سكوتكم هو  علامة رضاكم بتصرفات المشائخ وهو أيضاً جبن وخوف  وسيزداد المشائخ عتواًُ ونفوراً… وبعد محاولات عدة لفك شفرات هؤلاء المطحونين بعنجهية المشائخ أدركنا أننا لن ننال مرادنا في تلك المدينة “حوث” بسبب خوف أهلها من الحديث معنا وتفضيل الصمت على الكلام وبينما كنا نتشاور كي نغادر مدينة حوث والتوجه إلى مكان أخر من المنطقة نجد فيه ما نريد إذا بدليلنا الأخ/ محمد علي ساري يأمرنا بالتحرك فوراً إلى منزل أحد الأشخاص الذي يثق فيهم لأنه لاحظ انتباه هذه العصابة المسيطرة على حوث لنا فقد كثرت تحركاتهم وصاروا يدورون حولنا وازداد تجمعهم بطريقة تثير الريبة وكان ذلك بعد العصر وبالفعل فقد تحركنا وبشكل حذر ومتخف حتى دخلنا بيت ذلك الشخص الذي استقبلنا في ضيافته  حتى حل الليل حيث قررنا مغادرة المكان والتوجه إلى قفلة عذر التي تبعد عن حوث أكثر من 70 كيلو حيث كان ينتظرنا مجموعة أشخاص تم التنسيق معهم وهم بدورهم سيبحثون لنا عن أشخاص من حوث على معرفتهم يتم التنسيق معهم لمقابلتنا.

وبالفعل فبعد أن أسدل الليل ستاره  خرجنا من المدينة متخفيين ومتجهين إلى قفلة عذر وبعد خروجنا من مدينة حوث قطعنا عشرات الكيلو مترات ومررنا من عدة مناطق ابتدأناها بجبل اللسان حتى وصلنا إلى العشر ثم نزلنا وادي دنان ووادي صدان ومن ثم إلى قفلة عذر.. ونحن نعاني من حالة احباط شديد لعدم قدرتنا في تأدية مهمتنا بالاضافة الى شعورنا بالحزن على الحياة الاستعبادية التي يعيشها أبناء هذه  المنطقة.. وقبل منتصف الليل وصلنا قفلة عذر واستقبلنا شخص عزيز علينا وقام بضيافتنا في بيته وأستدعى مجموعة من أصدقائه للسمر معنا ومحاولة البحث عن أشخاص عندهم قدر من الشجاعة للحديث معنا وفي تلك الأثناء لفت انتباهي أن الظلام حالكاً ومخيماً على المكان فظننت أن الكهرباء طافئة كما هو حال الكهرباء في جميع انحاء اليمن لكن الصدمة كانت حين أبلغني الأهالي أن الكهرباء لم تصل بعد إلى منطقتهم.

أنتم  مجانين

اليوم الثاني كان كسابقه  فالصمت لم يحل قيوده بعد وكأنه متعمد لنا وقاصد حرماننا من نقل الحقيقة فذهبنا لنتجول في سوق قفلة عذر لعل وعسى نجد من نتكلم معه ويتكلم معنا ونستطيع سوياً نقل ما يمارسه المشائخ على أبناء هذه المنطقة للرأي العام وكلما كنا نتكلم مع شخص يرد علينا قائلاً: أنتم مجانين تشتونا نتكلم عن الشيخ؟

لكن ما كان يثلج صدري هو اعتراف أبناء المنطقة بوجود مظالم لا حصر لها لكنهم خائفون من قولها وهذه بداية مبشرة لانتفاضة حقيقية ستطيح بالمشائخ وبدولة العصابات هناك يوماً ما.

صميل طفاح وبندق شيخنا

مقولة تكررت على مسامعنا عند أكثر الأشخاص الذين قابلناهم ولم يصرحوا بأي تصريح مباشر إلا مقولتهم: شفت حلقة الشيخ طفاح شوفها وأكتب كل ما تشاهده فيها وأن أردت الزيادة فزد ما عندك كما تريد فعندنا ما هو أكثر مما شاهدت ومما يمكنك تخيله إلا أن الفرق بين طفاحهم وطفاحنا هو أن طفاحهم يخرج صميل خشب عليهم أما طفاحنا فلا يستخدم إلاّ البندق والأسلحة الأخرى.

الأمر الأكثر غرابة هناك هو انتشار ظاهرة حمل السلاح بشكل كبير بين جميع شرائح المجتمع من أطفال وشباب وعجائز من أبناء المنطقة بأكملها.

ومن الفكاهة أني أخبرت أحد زملائي قائلاً له: أعتقد أن هؤلاء الأشخاص شكلهم ما يعرفون أن الإمام قد مات وقد أنتهت فترة حكمه الملكية وأنه في ثورة وجمهورية ونظام جديد يحكم البلاد فرد عليّ قائلاً: أظن سبب هذا هو كثرة التقطعات وقطع وإغلاق الطرقات فيأتي الخبر إلى هنا والطريق مغلقة وحالة خوف فيخاف ويرجع…. الأمر الذي أثار ضحكنا.

استمرينا في العزيمة ومواصلة طرح تساؤلاتنا على الناس لكن دون جدوى حتى تلقينا اتصالاً من أحد مصادرنا رد إلينا الأمل في امكانية تحقيق هدفنا  من الزيارة حيث تضمن هذا الاتصال وجود مواطنين لديهما الاستعداد للكلام معنا وشرح مآسي تسلط المشائخ عليهم وعلى أبناء منطقتهم وانطلقنا إليهم مسرعين حتى وصلنا إليهم حيث قمنا بمصافحتهم وأطلقت عليهم اسم “أحرار حوث” وقلت أن مشوار الميل يبدأ بخطوة.

أخي القارئ المادة التي سأضعها بين يديك كنت قد توصلت إليها بصعوبة بالغة ولذلك فقد وضعت لها هذه المقدمة الطويلة وما دفعني لإطالتها هو صمت كل من قابلناهم فحاولت استجماع كل ما سمعته ورأيته في الزيارة وكل ما يجري فيها من أحداث كي أصف من خلالها الحالة التي يعيشها أبناء المنطقة فالمعذرة منك أيها القارئ الكريم..

 

محمد ساري : اختطفوني وعبثوا بمزارعي وأحرقوا أدواتها  وكفروني بحجة انتمائي للحوثي

 

لأن سائقه تمرد عليه وانضم  للحوثيين الشيخ حسين يغزو حوث

 الشيخ حسين أفتتح فرعاً لجامعة الإيمان بحوث لإستقزاز أهلها لأن مذهبهم زيدي

 

> المتحدث الأول وأحد أحرار حوث الشجعان هو محمد علي ساري حيث بدأ بالحديث قائلاً: الظلم هنا كبير وسأروي لك تفاصيل واقعة هجوم الشيخ حسين الأحمر على حوث كوني شاهداً عليها، كان مع الشيخ حسين الأحمر سائق أسمه مأرب عجاج وصديق أيضاً ومارب عجاج شخصية اجتماعية فعالة في المجتمع ومؤثرة لأنها معروفة في المنطقة فحصل بينهم خلاف على أثره ألتحق مارب عجاج بالحوثيين فسحب معه مجموعة كبيرة من أهل المنطقة  وانضموا إلى الحوثي وقام الحوثي بتوليه قيادة في حرف سفيان وكان فيما سبق هناك شخص من بيت الكبير قد ألتحق مع الحوثي وقتل هذا الشخص في حرب صعدة فكان مأرب عجاج يعرفه وقام أهل القتيل عملوا العزاء في حوث وذهب مارب عجاج إلى حوث مع مجموعة من القيادات لتعزية والد القتيل فقام أصحاب الشيخ حسين بمهاجمة بيت والد القتيل يريدون أخذ مارب عجاج واعتقاله ومن معه من الحوثيين فما كان من مارب عجاج وصاحب المنزل إلا المدافعة على أنفسهم والاشتباك مع جماعة الشيخ حسين مما أدى إلى مقتل شخصين أو ثلاثة من أصحاب الشيخ حسين وأيضاً جرح أبو القتيل صاحب الحوثيين وأثناء الاشتباك تمكن مأرب عجاج وصاحب المنزل ومجموعة من الحوثيين من الخروج من المنطقة سليمين متوجهين إلى حرف سفيان وبعد ذلك بلحظات جاءت مجموعات مسلحة من العصيمات ومن مختلف مناطقها لمدد أصحابهم في حوث ولكنهم عرفوا أن المطلوبين قد غادروا وخرجوا من حوث فما كان من أصحاب الشيخ حسين إلا مهاجمة بيت صاحب العزاء وبيت أبن عمه وقاموا بتخريبها ونهب محتوياتهما  ومحاولة تهجير أصحاب حوث قسراً ومن ذلك الوقت أصبحوا أصحاب حوث يعانون أوضاع أمنية سيئة نظراً لما يقوم به جماعة الشيخ من محاصرة المنطقة وفرض الهيمنة عليها، وقام الشيخ حسين الأحمر بفتح فرع جديد لجامعة الإيمان في حوث لاستفزاز أهل المنطقة لأنهم ينتمون إلى المذهب الزيدي وأيضاً أثناء الهجوم تم تدمير عدة منازل وتهجير أهلها قسراً تحت مسمى انتمائهم للحوثي وقام اعوان الشيخ بممارسة جميع أعمال بشعة في المنطقة هذا ما يخص هجوم الشيخ حسين الأحمر على حوث.

أما عن المظالم الشخصية التي مارسها الشيخ ضده فقد تحدث قائلاً أنا شخصياً تعرضت لكثير من  الاعتداءات كغيري من أبناء المنطقة من قبل أصحاب الشيخ حسين الأحمر في منطقة شاجر ودنان على يد أنصاره من بيت أبو شيحة حيث قاموا بالاعتداء على محاصيل مزارعي الواقعة هناك وحرق المحراس التابع لمزارعي بما فيه من أدوات زراعية ومواطير ولفات بلاستيكية تقدر قيمتها بمليون ريال والاعتداء عليها وتكفيري بحجة انتمائي للحوثيين كما قام أنصار الشيخ بالاعتداء عليّ شخصياً يوم عيد الأضحى وأنا متجه إلى العبيسة لزيارة أقاربي هناك وأثناء وصولي إلى نقطة الراكب التابعة لجماعة الشيخ حسين من أصحاب حجور بقيادة الشيخين عبد الله محمد النمشة وخالد محمد صالح القاضي وأخذوني إلى جهة مجهولة وأنا معصوب العينين وتكتيفي بالقيود على أيدي وأرجلي وضربي بأعقاب البنادق وأخذ كل ما أمتلك كالجمبية تقدر قيمتها بـ 400000 ريال ومبلغ مالي 3500 ريال سعودي وهي ليست ملكي وإنما وداعة من قبل شخص ومرسلة معي وأيضاً مبلغ 20000 ريال يمني تخصني وجوالي وتركي بدون طعام أو شراب لمدة تقارب الأربعة الأيام ولم يتم إنقاذي إلا بالصدفة عندما هاجمت مجموعة مجهولة  هذه المجموعة التي اسرتني ففروا وتركوني مغمى عليّ من شدة الجوع والعطش حتى أتت راعية فوجدتني مستلقي على الأرض وداخل في غيبوبة فدلت عليّ أشخاص تابعين للحوثي فقاموا بإسعافي إلى أقرب نقطة لهم حيث لم أستعيد وعيي إلا هناك وبعد شفائي قمت بمتابعة هؤلاء المشائخ لأني أعرفهم وطالبتهم بإعادة ما أخذوه مني إلا أنهم رفضوا متحججين بأني حوثي وإلى حد الآن لم يرجعوا شيئاً مما نهبوه مني وعندنا لا توجد عدالة لأن الشيخ هو المسيطر وما يكون إلا ما أراد حتى وأن وجدت محكمة فهي تعمل لصالح هؤلاء المشائخ المتنفذين وهناك الكثير من المظالم لكن الناس غير قادرين على الافصاح عنها بسبب قسوة الشيخ وتسلطه في منطقتنا أيضاً أبن عمتي عمار محمود قبل فترة تم الاعتداء عليه من قبل عدد من أصحاب الشيخ ومحاولة قتله داخل المسجد لكنه تخلص منهم واستطاع الفرار والخلاص من بين أيديهم التي لا ترحم حتى المساجد التي هي بيوت الله ومن دخل فيها فهو أمن ,ان جماعة الشيخ  ظلمة لا يعرفون هذا الشيء وكما شاهدت احتلال على مدينة حوث من قبل الشيخ وجماعته ومالنا إلا رب العالمين فقط هو القادر على تخليصنا منهم.

زر الذهاب إلى الأعلى