حوارات

الشاعر والمفكر العروبي نائف الأمير: الرئيس هادي رجل صبور ونثق في قدراته..

الشاعر الناصري/ نائف علي أمير والذي لم يزاول أي عمل تنظيمي ولكنه ناصري الهوى والتفكير والتوجه..وقف كشاعر وكمفكر عربي يدافع عن هذا الفكر العروبي وعن قضايا الأمة العربية ككل.. الشاعر نائف أمير حاز على العديد من جوائز الأدب والشعر.. بتواضع وأدب جم استقبلنا الشاعر، وبرحابه صدر وابتسامة واسعة أجاب على أسئلتنا متطرقاً للعديد من القضايا الوطنية قديماً وحديثاً، ومستعرضاً معنا العديد من الذكريات التي عاشها الشاعر خلال مراحل حياته.. فإلى الحوار:

حاوره: عبدالباسط الشميري

* سيرة ذاتية:
نايف علي أمير، ولد في وادي النشيمة جبل ميراب 1949م.
درس في الأزهر حصل على الإعدادية والثانوية وليسانس آداب حضارة وتاريخ جامعة الأزهر حصل على الماجستير في السياسة الدولية جامعة القاهرة 1986م.
حصل على جائزة الشعراء الشبان الاسكندرية 1974م
حصل على جائزة الشاعر الراحل أبي القاسم الشابي 1986م.
جائزة جامعة ناصر الأمم جائزة المضمون الحداثي.
وحصل على وسام الرافدين من الزعيم الراحل صدام حسن، عضو اتحاد الكتاب العرب وعضو اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين.

نظام صالح نتاج سيء للاستحواذ على السلطة..
الحمدي هو ضمير اليمن إذا لم يكن هو اليمن كله..

أزلام النظام الذي سرقوا هذا الوطن طيلة 35 عاماً هم الذين كانوا يصورون للنظام أن سقوط تعز وساحتها وإحراقها هو انتهاء ذلك التمرد على شرعيته..

* المشهد اليمني كيف تقرؤونه اليوم بعد مرور هذا الوقت من قيام ثورة الشباب السلمية؟
– أولاً اهنئك واهنئ الشعب اليمني والأمة العربية والاسلامية بهذا الشهر الكريم شهر الانتصارات على الأعداء وعلى النفس وشهر المحبة والسلام والرحمة، شهر رمضان الذي أنزل القرآن فيه ونصر الرسول والمسلمون فيه بإحدى (المعركة الشهرة)..

ثانياً رداً على سؤالك: المشهد اليمني يبدو إلى هذه اللحظة مخيباً للآمال وطموحات الشعب اليمني، ولهذا المسؤولية تقع على الكل.

أولاً النظام السابق الذين لا توجد لديهم آي قناعة بالتغيير والاعتراف بالأمر الواقع وعلى أن اليوم غير الأمس، وكأنهم لا يون ولا يفقهون أن الزمن غير الزمن، وليس لديهم استعداد بالتصديق والتسليم على أن اليمن ملك لكل اليمنيين وازدهارها ازدهار الجميع وعرقلتها واحباطها احباط وعرقلة للجميع أيضاً لهذا في اعتقادي أن الاستمرارية التي كانت تنتهجها الدولة منذ قيام ثورة 26 سبتمبر هي التي أدت بنا وبهذا الوطن إلى الحضيض وأصبحنا بين الشعوب مثالاً للسخرية والفشل، لهذا كان نظام علي عبدالله صالح الرئيس السابق نتاجاً سيئاً للاستحواذ على السلطة وعلى أنه الأحق والأجدر بقيادة هذا الوطن وبالأسف لقد حكمت اليمن بهذا الأسلوب الذي لا يرقى إلى إدارة ناحية أمد من نواحي هذا الوطن (مديرية).
ثانياً المعارضة الهزيلة التي كانت سبباً رئيساً لتوطيد وتدعيم هذا النظام دون أن تعي، حيث أنها لم تكن تحظى بثقة الجماهير المنتمية إليها ولم تكن في نفس الوقت قياداتها القديمة أو الجديدة ترقى إلى قيادات معارضة حقيقة لذا اتصفت بالضعف وعدم القدرة على قراءة المستقبل وانشغالها بالأمور الحياتية الدنيوية فوقعت في فخ دون انذار، لذا استمر الحكم بخداعها وتسويقها إلى الفشل، لذا قراءتي هذا التاريخ هو أن الفشل والإحباط ساد كل هذه الفترة، وعلى المعارضة، أقصد أحزاب اللقاء المشترك وأخص بالذات (التجمع اليمني للإصلاح)، التي تلهث قياداته وراء المصالح الذاتية والتسابق بالاستيلاء على المناصب القيادية الهامة هذا رأيي حسب ما ألمسه من حوارات مؤيدة ومعارضة.

إذا تكاتفت أحزاب اللقاء المشترك وعملت على إخراج اليمن إلى بر الأمان والاستقرار بعيداً عن التسابق المصلحي لبعض الأحزاب وقياداتها.
حزم الرئاسة الجديدة بقيادة (عبدربه منصور) واتخاذ خطوات حقيقة بعيدة عن المجاملات والتخوف بما يقوم به من إجراءات إصلاحية كمنع التدخلات الجهورية القبلية التي تعتقد أنها لها حق في تدخلات تخص اليمن كدولة.. تحييد المتنفذين الذين يظنون أن اليمن ملك خاص لهم وليس لغيرهم أي حق. عدم تعيين المناصب العليا والسلوك التوريثي الذي كان يقوم به النظام السابق. في كل هذه الاشياء إذا استئصلت من ديمومتها (ممكن في هذه الحالة) تخرج اليمن صوب المستقبل وسيكون الأمل حقيقياً وجدياً في مسألة الإصلاح وماذا سيكون مستقبلاً.


أما إذا كانت الأمور تسير على هذا المنوال الذي نشاهده حالياً فإن المستقبل لا يبشر بخير، وكان الله في عون الشعب، وماذا سيكون حينها مستقبلاً ندعو الله أن يجنبنا هذه المشاكل وهذه المكايدات التي مازالت تعيق مسار بناء الدولة الحديثة. وخلاصة القول إذا وجدت النية الصادقة من الجميع معارضة ومكايدة أقصد الحاكمون السابقون والمختلفون حالياً، في هذه الحالة تتحقق اماني وأحلام اليمنيين بإقامة دولة حديثة، أما إذا كان العكس فالمستقبل سيكون وخيماً، وهذا رأيي لا غير.. وبآخر المطاف تتحول الثورة إلى ثورة مصالح وكأنها جاءت بأمر سيء أسوأ من سابقه. لهذا على أحزاب اللقاء المشترك أن تعي أن النظام السابق لا يزال يزاول هوايته السابقة والمستحدثة ألا وهي:
– عدم الاستقرار.
– إشغال الناس بأمور حياتية ومعيشية.
– إشاعة الفوضى والتهميش لكل شيء يتعلق بالنظام والقانون.
– التحريض على شق الصف وإشاعة الفرقة وتجذير الطائفية.. كل هذه الوسائل ما زالت تزاول بقصد أو بغير قصد، ومع أنني محسوب على حال الفكر والإبداع فإنني في هذه الحالة أناشد الجماهير اليمنية ذات الطابع التجديدي المتمثل بشباب الثورة أن يتخلص أولاً من الوصاية المفروضة عليه قسراً من هذه الأحزاب، وعلى أن يتخلص من القيادات (الديناصورية) السابقة واللاحقة والمفروضة على هذه الأحزاب.. المشهد الأخير وهو يعتبر البند رقم (3) بنظري ألا وهو لحكومة الوفاق (متمثلاً بشخص رئيس الجمهورية) (عبدربه منصور) حفظه الله.. وثانياً برئيس الوزراء الأستاذ/ محمد سالم باسندوة ووزرائه الذين لا يختلفون كثيراً عن أسلافهم منذ ثلاثة وثلاثين عاماً، ولذا أقول للجميع وبلا استثناء إن دماء الفقراء والشرفاء من أبناء هذا الوطن هي التي أوصلتكم إلى هذه المناصب الهامة، ومع أنكم تقولون أنكم جنبتم الوطن ما هو أكثر من ذلك عليكم أن تتحملوا مسؤوليتكم على أكمل وجه.. وإن غداً لناضره قريب، فلذا يا أخي العزيز، كل هذه الأسباب هي التي أدت بنا إلى هذه الحالة المزرية وكان الله في عون (الرئيس عبدربه منصور) الذي صوت له أبناء اليمن لقيادة هذه المرحلة الخطيرة.. وأنا شخصياً اعتبر هذا الاستفتاء استفتاء جيداً على إعطاء الثقة لهذا الرجل الصبور، ولو كان شخصاً غير وطني لكان غادر صنعاء وأعلن الانفصال، كما يريد ذلك الآخرون، لذا على أزلام النظام السابق أن يعرفوا جيداً أن هذه المحاولات والعرقلات.. وكم أتمنى وكم.. أن يعرف هؤلاء أن الوطن هو الأبقى وأن كل شيء سيزول ولا المال ولا المناصب التافهة التي استحوذوا عليها تنفع في يوم لا ينفع الندم.

 

* هل حققت الثورة أهدافها حسب رأيك أم لا؟
– الثورة يا أخي لم تحقق أهدافها كاملة، والثورة هي في حقيقة الأمر ماضية ولا محالة، والذين يعتقدون أنهم يستطيعون خداعها والمرور على جثمان أبنائها هم واهمون ولن يستطيعوا ابداً، لقد كسر حاجز الخوف وخرجت الجماهير النساء والرجال والشباب المعني بالثورة إلى الشوارع والساحات واستقبلت الحقد الممقوت ألا وهو (الموت) فازدادت ثورة وهيجاناً وبقيت واستمرت، ويكفيني فخراً أن أرى المدن اليمنية (وتعز العز) بالذات تقذف بالصواريخ وتحرق بمدافع الدبابات الحديثة وتحرق أيضاً الخيام ويقتلون المعوقين حرقاً وبالسلاح الأبيض من قبل البلاطجة والشباب الموعود بانضمامه إلى الحرس الجمهوري وظيفياً وبصورة طائفية قذرة، إلا أن الثورة استمرت وانتصرت وعادت ساحة الأحرار في تعز أكثر قوة.

* مقاطعاً: لماذا يا أخ نايف تتكلم عن تعز وكأن تعز هي الوحيدة التي قامت بالثورة؟!
– يا أخي العزيز أنا لا أعني أن (تعز) هي التي معنية بالثورة لوحدها وليست هي التي قادت هذا الرفض الشعبي لوحدها، وإنما وللأسف أزلام النظام الذين سرقوا هذا الوطن طيلة (35) عاماً بالتمام والكمال هم الذين كانوا يصورون للنظام أن سقوط (تعز) وساحته وإحراقه هو انتهاء ذلك التمرد على الشرعية ولا أدري كيف بنى (علي عبدالله صالح) وأزلامه شرعيته من قبل…

* نشرت ديواناً شعرياً مؤخراً أعطناً مختصراً مفيداً عن لب ما جاء فيه؟
– صدر لي ديوان شعري سميته (الوفاء الجميل)، وهو في حقيقة الأمر لقصائد قديمة كتبتها حين كنت طالباً في مرحلة السبعينيات.. في القاهرة، تكلمت بمضمونها الشعري عن المرحلة الناصرية، عن قضية العرب فلسطين، عن تجاربي الوجدانية، ثم اغنيت الديوان بقصائد المرحلة (الحمدية)، نسبة إلى الزعيم الراحل/ إبراهيم الحمدي والحركة الناصرية وإعدام رفاق دربي وأصدقائي حين كنا في أيام الدراسة سوياً كأمثال الأخ/ عيسى محمد سيف، الأخ/ سالم السقاف، الأخ/ أحمد العبد، وصديقي الرائع الذي كان وزيراً ونائب وزير ووزيراً للمرة الثالثة في عهد (إبراهيم الحمدي) ألا وهو الرجل الإنسان/ عبدالسلام مقبل، والديوان موجود في المكتبات.

* أنت من القيادات الناصرية وشاعر مخضرم حصلت على عدد من الجوائز العربية حدثنا عن تلك الجوائز ومتى كانت؟
– (أنا) رجل أنتمي للحركة الناصرية ولست قيادياً، أي بمعنى أنني أزاول عملاً تنظيمياً.. لا حالياً ولا من قبل، ولكنني أنا الذي وقفت كشاعر وكمفكر عربي أدافع عن هذا الفكر العروبي بالمحافل العربية الأدبية والمهرجانات الشعرية، في مهرجان المربد، في جرش، وفي مهرجان القاهرة الدولي وفي الرابطة الإقليمية في موريتانيا، وفي القاعة الكبرى في الخرطوم، وكانوا كلهم يتعاطفون معي ليس حباً بأدائي الفكري وإنما حباً بالزعيم الذي يحبونه كل الناس ألا وهو جمال عبدالناصر.
أما الجوائز التي أخذتها أنا (حصلت على جائزة الشعراء الشبان بالاسكندرية عام 1974م.
جائزة الشاعر الراحل أبي القاسم الشابي تونس عام 1986، جائزة جامعة ناصر الأممية 1987، ولم أذهب لاستلامها من ليبيا منعوني وأعادوني من مطار صنعاء حينئذ، أما وسام الرافدين فمنحني إياه الزعيم الراحل/ صدام حسين سنة 1988م حين ألقيت قصيدتي الرسالة الأخيرة وهي مطولة كبيرة وبنظري هي أروع ما كتبت..

* انضمام اللواء/ علي محسن صالح قائد الفرقة الأولى مدرع للثورة ماذا يمثل برأيكم؟
– القائد/ علي محسن صالح. قائد الفرقة الأولى مدرع، أتمنى أن يكون انضمامه إلى ثورة الشباب فاتحة خير مستقبلية، واقصد هنا أن يستمر وقوفه إيجابياً كما هو الآن، لأن بعض المشتغلين بالسياسة يشككون، بذلك وأنا لا أعرف شخصية الرجل ولكنني أسمع عنه الكثير، وأتمنى أن يكون مساعداً فعلياً لإقامة دولة نظامية قائمة على القانون، كما يريدها الشباب، واعتقد أن المرحلة القادمة ما بعد هذه المرحلة الانتقالية هي التي ستكشف الأشياء التي لم تكتشف بعد.. (والقائد علي محسن الأحمر) شخصية مهمة ووجوده بجانب الجيل الجديد يجعله سنداً قوياً بجانبه وبجانب وطنه (اليمن).


* درست مع عدد من قيادات الدولة اليمنية ورؤساء ووزراء عرب في القاهرة من أبرز تلك القيادات والرؤساء وبعض المواقف والذكريات معهم؟ (مواقف شخصية وسياسية وأخرى إن وجدت)؟!
– في المرحلة الستينية في القاهرة كان ذلك الوقت جميلاً فعلاً ا لذي يعرف حالياً (بالزمن الماضي الجميل) كان هناك المثقفون الكبار أمثال د. المقالح وغيرهم وهناك سياسيون أضحوا فيما بعد وزراء ورؤساء وزارات أمثال الأخ/ عبدالقادر باجمال، حسن اللوزي، عبدالله الظرافي، د. أحمد لقمان، والكثير الكثير.. وبما أنني درست في الأزهر كان هناك طلاب من أفريقيا وآسيا والأميريكيتين أذكر أن رئيس المالديف كان ساكناً معنا في مدينة البحوث الإسلامية مأمون عبدالقيوم ووزير خارجيته (جميل) كان ساكناً في عمارة 19 في المدينة، (رئيس وزراء البوسنة) (حارث) حالياً رئيس الدولة لا أعرف اسمه كاملاً كان ساكناً في عمارة 16 وهناك الكثير والكثير لا أذكرهم فالزمن الجميل هو ذلك الزمن.

 

* أنت قلت قصائد عن الزعيم الراحل إبراهيم الحمدي رحمه الله ممكن تعطينا بعض الأبيات من القصائد التي قلتها؟
– "أنا" كتبت أشعاراً خاصة بالمرحلة (الحمدية) وبشخص الرجل بالذات، قصيدتي (ذو يزن في ذمة التاريخ) هي التي اشهرتني وهي التي أبعدتني من وظيفتي حين كنت في رئاسة الوزراء مديراً للمراسيم، وبالرغم أنها أبعدتني عن وظيفتي إلا أنها هي التي رفعت رأسي عالياً أينما وحيثما وليت، ولذا كانت جائزة الشابي فضل هذه القصيدة على وهي موجودة في الديوان..


وكلما يجري حالياً، لهذا الوطن كان سببه (قتل أو استشهاد) ذلك الزعيم لقد كان اليمن في أشد الحاجة لمثل هذا الرجل إن إبراهيم الحمدي, (هو ضمير اليمن إذا لم يكن هو اليمن كله) ودليل على ذلك هذه الجماهير التي لم تره ولم تشاهده حينئذاك وإنما تناقلت أخباره عن جيلنا ومن أبيات القصيدة على لسان الزعيم الحمدي:
لو شج مزمن السماء بأرضنا لدعت
أنا سهيل أنا غيث على تبن
صنت الهوى حين الكذب لعبتهم
فخانوا عهدي وباعوني ولم أخن
أني أرى شعبي المنهوك في سقم
يجتر حزني وآلامي ومرتهني
في مفرق الصبح ناداني على أمل
كي يحني في ثرى قبري يعاتبني
فنحن نمضي سرى ركب مهمته
الله والمجد والتاريخ لليمن.
ألخ.. ألخ.. ألخ.


* ما هي رؤيتكم للمشهد اليمني القادم تحليلة، توقعاتكم وهل الأمور تسير في الاتجاه الصحيح؟
– إذا رضخ النظام السابق بالاستسلام للحقيقة وصدقها فعلاً لأنه حتى ا لآن يتعامل فلوله على أن الرئيس/ علي عبدالله صالح الرئيس السابق الرئيس وعلى أن المسألة مسألة وقت وسيعودون هم ورأس النظام (إن آجلاً أو عاجلاً).


القلاقل تخدم كل من يريد تمزيق هذا الوطن سواءً كان التمزيق هذا على طريقة (القاعدة ومهدي مقولة) أو على طريقة الحراك الجنوبي الذي تشدق بالقضية الجنوبية، وعندما نناقشهم أن القضية الجنوبية هو إقامة دولة النظام والقانون وإعادة الحقوق إلى ذويها يقولون لنا لا، النظام السابق نهب الأراضي وأستولى على منازل الرفاق وباع الشواطئ وحجز مئات الآلاف من الكيلو مترات لبعض المتنفذين، ونحن بدورنا كرجال فكر نقول لهم نعم هذا حصل لكن كل هذه المآسي تؤدي إلى تمزيق (اليمن) كما كانت ونخشى أن تعود اليمن دويلات.


* ما هي ذكرياتكم عن مرحلة حكم إبراهيم الحمدي هل لديكم بعض القصص الجميلة وباختصار؟
– أذكر أنني قابلته شخصياً في مكتبه وكان يستقبل أفراد الشعب (الاثنين والأربعاء) من كل أسبوع، وكنت حينها أتابع الحكم الشرعي بالقصاص لقاتل أخي الطيار الذي قتل في مشاكل عائلية، وقد تبنى الحمدي الموضوع وتابع بنفسه ونفذ القصاص الشرعي بعد شهر لا غير في باب موسى في (تعز) بعد أن كان الحكم هذا قد مر عليه ثمان سنوات دون أن ينفذ ولا يزال خطه وأمره الذي رافق الحكم معي وياله من توجيه إن إبراهيم الحمدي كان إنساناً قبل أن يكون رجلاً أولاً في قيادة هذا الوطن.


* أين يقف الشاعر نائف الأمير من ثورة التغيير؟
– أقف معها بروحي ووجداني وأشعاري ولهذا أنا شاركت مع الشباب شعرياً وفعلياً في جمعة الكرامة وفي كل المواقف والمسيرات التي خرجت بها الثورة.


* برأيك كيف تنظرون إلى المبادرة الخليجية وهل حققت ما كان يصبو إليه الشعب اليمني؟
– المبادرة الخليجية هي خلاصة في مضمونها السياسي تخدم النظام السابق وتجنبه المساءلة دولياً ومحلياً إذ تأملها المختصون سياسياً برؤيا متمعنة أنها أيضاً تحافظ على ماء وجه النظام السابق وخروجه من المشهد السياسي بكرامته ولكن النظام لا يعي ولا يفهم، ولهذا حدث في خلال التنفيذ لهذه المبادرة كما تشهده اليمن حالياً وشهدته قبل وانعكست الأمور على معاناة هذا الشعب كما ترى، وعلى أي حال لقد جنبتنا ما هو أفظع وأبغض وخرجنا في أقل خسارة رغم تجاوز الشهداء بالآلاف.


* كلمة أخيرة لكم؟
– أمنيتي أن تخرج (اليمن) من أزمتها الحالية وأن تتحقق أمنية كل اليمنيين ألا وهي إقامة دولتهم الحديثة القائمة على المساواة والتعددية، وعلى أن تبقى وحدة الأرض في هذا الجو العاصف وعلى أن يعي الذين لا يعون أن (اليمن) وطن للجميع وليس لعائلة أو قبلية بذاتها، وعلى أن يدركوا أن الزمن غير الزمن الماضي وأن التوريث لم يعد محسوباً، وعفى الله عما فات بالرغم من الدماء المهدورة.. هذه أميني وهذه توسلاتي إلى من يهمهم الأمر أن يجنبونا شرهم.

 

المصدر: صحيفة الشموع
 

زر الذهاب إلى الأعلى