حوارات

القاضي أحمد سيف حاشد لـ”الهوية”: تقاسم السلطة من الوزارة إلى قسم الشرطة عائق أمام نجاح أي حوار وطني حقيقي

الثائر القاضي والنائب والناشط السياسي أحمد سيف حاشد في حوار في هذا العدد، الذي تناول العديد من القضايا التي تعمل في الساحة السياسية اليمنية، من الفوضى في تعز على تقاسم وجهي النظام للسلطة والتدخلات الخارجية في اليمن وغيرها من القضايا الهامة.. فإلى الحوار

حاوره: رئيس التحرير

 س1: القاضي أحمد سيف حاشد أتهم مؤخرا بزرع الفتن الطائفية في مدينة تعز.. ما صحة ذلك ومن المستفيد؟

أنا لا يمكن أن أكون طائفي لا في الماضي ولا بالحاضر ولا المستقبل.. أنا رجل مدني ولا يمكن أن أنجر لصراعات من هذا القبيل.. أنا لدي مشروع مدني لن أحيد عنه تحت أي ظروف.. أنا أمقت الطائفية لأنها تجر المجتمع إلى مواجهات خطرة تشوه الحاضر وتحرف المسار وتلحق ضرر كبير بالمدنية والمستقبل.

الذين يحاولون تحويل الحاضر لصراعات طائفية هم أولئك الذين لا يملكون مشروع مدني للمستقبل.. هم أولئك الذين يعتاشون على الولاءات الضيقة على حساب المجتمع وحاضره ومستقبله.

أعداء اليمن هم أول من يستفيد من تقسيم اليمن طائفيا.. يجب أن نتصدى لأي محاولة تريد تحويل اليمن إلى مسرح صراع طائفي. نأسف لبعض وسائل الإعلام التي لا زالت تستجر الماضي وتعيش على بقاياه وتتجه إلى مثل هذا التوجه معتقدة أنها تربح ولكن سينالها كل الخسران.. ومثل هذا ينطبق على بعض القوى السياسية التي تريد أن تخلق عصبية طائفية وصراع طائفي معتقدة أنها ستحقق اصطفاف أكبر ونجاح وتعبئة جماهيرية ولكنها ستكتشف إن النتيجة هو كثير من الفشل والخسران.

لا ييمكني أن أكون طائفياً لأني أعرف أن الطائفية تجر إلى دورة دم تكون كلفتها الإنسانية والاجتماعية عالية جداً وتترك في بنية المجتمع تشوهات كثيرة تكون معالجتها مكلفة على جميع المواطنين بلا استثناء.

 

س2: ما صحة من يقول أنكم جعلتم أنفسكم مجرد أداة بيد إيران في زعزعة أمن محافظة تعز وما استفادة إيران من ذلك؟ ومن المستفيد باتهامكم بالعمل لصالح إيران؟

  من يقول ذلك هم في الأغلب أولئك الذين يرمون بفشلهم على الآخرين.. أولئك الذين بدلاً من مواجهة مشكلات اليمن يبحثون عن مشاجب لتعليق فشلهم عليه. هم أولئك الذين يريدون إرضاء السعودية وابتزازها بنفس الوقت للحصول على مزيد من الأموال والعطايا.. هم أولئك الذين خاضوا ستة حروب ضد صعدة.. هم أولئك الذين يريدون أن يحولون اليمن إلى رأس حربه للمواجهة مع إيران في إطار مصالح ومواجهات إقليمية ودولية ليس في صالح اليمن، بل أنها لا تجلب لليمن غير مزيد من الكلفة والتمزق والخراب.

لا أنكر أني انصدمت في البداية بلجوء بعض القوى بتلفيق الأكاذيب علينا، لأني لم أتخيل أن يجرؤ أي طرف على استخدام أساليب النظام السابق في الإقصاء؛ واستغربت تكريس هذه القوى لماكنتها الإعلامية الضخمة لترويج الأكاذيب على معارضيهم. وبدل قيامهم بمعالجة الاختلالات والانتهاكات التي يمارسها أعضاءهم بحق الثوار والمعارضين للمبادرة، اتجهت هذه القوى إلى محاولة الافتراء والترويج ضد المعارضين لقمعهم واسقاط الانتهاكات التي تعرضوا لها؛ ولم أكن أنا وحدي من تعرض للاعتداء ولافتراء والترويج ضدي، بل تعرض كل من عارض المبادرة الخليجية وكل ما نتج عنها.

 

س3: هل تعتقد بأن حجم التدخلات الإيرانية للحد التي جعلت رئيس الجمهورية يندد بها.. أو كانت وراء التصريحات شيء آخر؟

هناك احتمالين..

الاحتمال الأول: أن يكون الرئيس قد وقع ضحية معلومات مضللة، وأقول "مضللة" لأنه لم يعلن حتى الآن أي تفاصيل أو وثائق حول الخلية التي أعلن القبض عليها.

والاحتمال الثاني: هو أن التنديد جاء محاولة من الرئيس لإرضاء المملكة السعودية.. وخصوصا إن هذا التنديد جاء في وقت شهدت فيه العلاقة اليمنية السعودية فتورا كبيرا بسبب امتناع الرئيس عن زيارة السعودية لتقديم (واجب) العزاء بوفاة نايف، وكذا التواصل المباشر بين القيادة اليمنية الجديدة (هادي والإرياني) مع الولايات المتحدة دون المرور بالمملكة السعودية؛ بالإضافة إلى فشل جهود القيادة اليمنية للإفراج عن القنصل السعودي المختطف.. ولذلك كان على هادي تقديم شيء مهم للمملكة يذيب الجليد الذي أصاب العلاقة بينهما- وإن كان على حساب إيران- وهذا ما حدث. ويبدو إن السعودية لازالت حتى اليوم تمارس الضغوط ضد أي تقارب يمني إيراني ولا زال الرئيس اليمني أسيرا لهذه الضغوط التي تمارسها عليه المملكة.

 

س4: هل التدخلات الإيرانية سوف تفيد اليمن أو غيرها من وجهة نظركم؟

بالتأكيد إن أي تدخل في اليمن سيكون على حساب المصالح والسيادة الوطنية، ويجب أن تحدد العلاقات بين الدول بحسب مصالحها وأولوياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. الخ. 

مع ذلك، وبحسب الواقع اليوم، فإن التدخلات الأمريكية والسعودية هي المشكلة الحقيقية في اليمن وليس الإيرانية. حسب علمي، عرضت إيران تقديم دعم غير مشروط لليمن بمليار دولار للكهرباء والطاقة وجوانب إنسانية وخدمية أخرى وكان بإمكان اليمن أن تستفيد من هذا الدعم، غير أن تخوف القيادة اليمنية من غضب المملكة السعودية قد حال دون أن تستفيد اليمن من هذا العرض.

 

س5: هل تعتقد بأن شوقي هائل هو من يمسك العصا من الوسط للتوازن في محافظة تعز؟ وهل صحيح بأن بعض القوى التي تحاول أن تفشله هي موعوز لها من الشماال حسب تلميح شوقي في أحد التصريحات له؟

شوقي هائل إداري محنك وهو رجل تكنقراط أكثر من كونه رجل سياسي.. ويتعرض لضغوط وتجاذب سياسي ومحاولات لحوحة لإفشاله من قبل بعض القوى السياسية التي تريد أن تستحوذ على صنع القرار ومقاليد الأمور في محافظة تعز.

لقد استطاعت مركز القوى في صنعاء أن تكون حاضرة في تعز وقادرة على التعطيل من خلال مراكز القوى التي أنشأتها ودعمتها خلال الفترة الماضية في تعز ولازالت تدعمها وتقدم لها كل المساندة لتعطيل جهود المحافظ وتعطيل كل الجهود من أجل استقرار تعز واستتباب الأمن فيها.

أحيي شوقي هائل لصموده وإرادته الفذة أمام تلك القوى التي تريد أن تحول تعز إلى إقطاعية تابعة لها. في تقديري أن بإمكان شوقي هائل أن يحقق إنجازات مهمة في تعز أذا توقفت محولات الزعزعة وإذا وجد الدعم الكافي من قبل القيادة السياسية والاستقلالية في صنع القرار.

 

س6: كيف ترى الصراع الدائر في المحافظة ومن المستفيد ومن الأطراف المتصارعة؟

ما يدور في صنعاء يدور في تعز.. ومراكز القوى الموجودة في صنعاء هي نفسها موجودة في تعز.. والصراع بين من يريد لتعز أن تكون رهينة لأجندة ومصالح حزبية ضيقة وتحويلها إلى إقطاعية تابعة لحزب أو مركز قوى معين وبين الجماهير والقوى التي تريد أن تخرج تعز من هذه الأجندات والمصالح الحزبية وتحويلها إلى مشروع مدني وتقديم تعز كنموذج لمحافظات اليمن كافة..

 

س7: هل تعتقدون بأن أنصار الله هم سبب التوتر في تعز، كما أتهمهم الإصلاح؟

ليس لدي تفاصيل دقيقة عما حدث ولكن أجمالا أقول يجب عدم السماح لتحويل ما حدث أو يحدث إلى صراع طائفي، أو يتم استخدام الورقة الطائفية في الخلافات السياسية بتعز، ولا في أي مدينة أخرى من المدن اليمنية. ولا أعتقد أن تعز يمكن أن تنجر لمثل هذا التوجه رغم أن بعض القوى السياسية تحاول وباصرار عجيب الدفع بالأمور إلى هذا الاتجاه، معتقده أنها ستجد التعبئة الجماهيرية اللازمة لاستخدامها ضد خصومها السياسيين.

أعتقد أن تعز أكبر من الطائفية وأكبر من أن تجر إلى هذا المنزلق، وأتمنى من كل قلبي أن يصدق اعتقادي هذا.

 

س8: هل صحيح بأن شباب أنصار الله ليسوا من تعز وإنما من محافظات أخرى وليس لهم أي تواجد في تعز؟

كما سبق وأخبرتك، ليست على إطلاع كامل على هذا الموضوع وليس لدي تفاصيل مهمة في هذا الجانب؛ لكن وفق ما وصلني، فإنهم موجودين ولكن تواجدهم متواضع وغير مؤدلج في الغالب، ولكن الطرف الآخر يحاول تضخيم الأمر لحشد التأييد الشعبي ضدهم وكسب الولاء واستخدام سلاح الطائفية في الولاء والكسب والتحريض ضد الخصوم.

 

س9: هل صحيح بأن سبب دخول شباب أنصار الله إلى تعز بتنسيق من علي صالح؟

أنا أستبعد هذا.

 

س10: هل أنتم مع من يقول بأن أنصار الله ينسقون مع علي صالح وما حجم التنسيق؟

لم أقف على أي دليل يجعلني أقول بهذا القول.

 

س11: باعتقادكم من المستفيد من إخلاء الساحة بتعز؟

في ظل عدم لمسنا لأي فرق في الواقع عن ما قبل الثورة، فإن بقاء الساحات هو الضمانة الوطنية والسقف السياسي الذي يجب أن نتمسك به من أجل نجاج مشروع التغيير وتحقيق أهداف الثورة على الواقع الملموس. وتأتي أهمية بقاء الساحات بسبب عدم وجود أي ضمانات أو مؤشرات على عدم تكريس أطراف السلطة الحالية لسلوك وممارسات النظام السابق.

أعتقد بأهمية بقاء الساحات واستمرار الفعل الثوري، ويكتسب بقاء ساحة الحرية بتعز واستمرار النضال الثوري السلمي أهمية خاصة، بسبب اختلاف ساحة الحرية بتعز عن غيرها ووجود التوازن بها وعدم قدرة طرف بعينة السيطرة عليها..

أنا مع استمرار الثورة السلمية حتى تحقيق التغيير المنشود، وأعتقد إن القوى التي تريد إخلاء الساحات هي تلك التي لا تريد للثورة أن تستمر أو يستعاد روحها.

 

س12: كيف تنظرون للثورة؟ هل هي من وجهة نظركم مستمرة أم قد تحولت إلى مبادرة أو أزمة؟

من الصعب أن نجزم بحكم بهذا الصدد، لا زال أمامنا كثير من الوقت لنحكم. ربما نحتاج إلى سنوات لنجزم  بحكم وتقييم للثورة. لكن نستطيع القول أن الثورة في لحظتنا هذه تعاني من الإحتواء وسيطرة القوى التقليدية عليها. غير أن النهاية لم تبِن بعد.. والمبادرة لم تقدم حلول ناجحة والإخفاقات أمامها كثيرة.  

إذا ما نجحت القوى التقليدية باحتواء الثورة اليوم والسيطرة عليها فربما ينقلب الحال بيوم وليلة وتتمكن القوى الحية من استعادتها، طالما أن المبادرة والتسوية السياسية لم تقدم شيء من حلم الثورة، ويتأكد كل يوم إخفاق للمبادرة والتسوية السياسية الراهنة.  

 

 س13: هل تعتقدون بأن الثورة تستطيع أن تنهض كما نهضت في البداية وما هي العوامل التي ترون لنهوضها؟

لا زال الأمل موجود ولا زال المستحيل لدينا ممكنا، فالتغيير سنة كونية. ربما الإخفاق السياسي للمبادرة وانهيار العملية السياسية في أي وقت أمرا لا زال وارداً. وبالتالي تظل الثورة هي الملاذ والممكن. كما أن وجود اصطفاف عريض للقوى الشبابية والسياسية في المستقبل لا زال أمر ممكنا نحو تحقيق أهداف الثورة وقيام دولة مدنية حديثة وديمقراطية. 

نلمس جميعاً مظاهر غير مطمئنة وتناقض صريح بين مشروع الثورة والحاصل اليوم فعلاً على الواقع، وهذا يحز في أنفسنا كثيراً؛ لكن هذا لا يعني بالضرورة فشل الثورة، لأن الثورة كانت ولا تزال هي الحامل الوطني للتغيير وحل المشاكل الوطنية؛ إن الفشل الذي نلمس مظاهره اليوم ليس فشل الثورة وإنما فشل أطراف القرار الوطني في ترجمة الثورة. 

إجمالاً، أنا كغيري مستائين كثيراً مما يجري، إلا أني أيضاً لم أفقد الأمل بعد .. وبين عشية وضحاها ربما ينقلب الأمر والباب لا زال مفتوحا على كل الاحتمالات..

 

س14: ما صحة القول بأن نبيل الخامري يقوم بتجنيد وتسليح الشباب بتعز لعمل فوضى في المحافظة ومن يقف خلفه ومن المستفيد؟

قلت لك سابقا إن مراكز القوى في صنعاء لازالت متحكمة وتستخدم أدواتها ومراكز قواها في تعز من أجل أن تكون تعز أقطاعية تابعة لها. ومراكز القوى هذه ليس من مصلحتها أن تستقر تعز أو تنهض أو ينجح مشروع مدني فيها ولذلك هي سوف تستخدم كل ما بوسعها لتستولي على تعز أو تحولها إلى خرابة دون أن تنتصر تعز. ولكن لدي ثقة أن تعز ستنتصر وسينتصر مشروعها ومدنيتها على من يحاول جعلها إقطاعية أو ضيعة تابعة له.

 

س15: هل سينجح الحوار؟ وهل تعتقدون بأن القوى ستكون ممثلة فيه بحجمها الحقيقي؟

السؤال الأوضح هو هل ستنجح  الأطراف الموقعة على المبادرة والمشاركة في القرار في إدارة حوار وطني حقيقي؟ هذا هو السؤال.

من وجهة نظري، فأنا لست متفائلاً كثيراً بنحاج الأطراف التي تدير البلاد اليوم في إنجاح الحوار الوطني، إذ يقف أداءها المتجسد بتقاسم السلطة من الوزارة إلى قسم الشرطة عائقاً أمام نجاح أي حوار وطني حقيقي، كما أن هذا الاقتسام يقف عقبة كبيرة أمام وجود بيئة لحوار وطني جاد وتمثل فيه كل القوى الوطنية.

أن تسييس القضاء وبقاء الفاسدين وعدم إزاحة مراكز القوى والإخفاقات الاقتصادية وغياب الحلول والمعالجات والكثير الكثير مما يجري اليوم من مظاهر استحواذ وسيطرة وفساد لا يمكن أن يفضي إلى نتائج وحلول وطنية ناجعة.

 المقدمات الخاطئة لا تقود إلا إلى نتائج خاطئة. وهذا ينطبق على الحوار الوطني الذي يجري الإعداد له حالياً.

وبالمثل، ففي ضل وجود تقاسم بين مراكز قوى بعينها سيفضى حتماً إلى إقصاء القوى الوطنية الأخرى الموجودة خارج "تحالف السلطة".

وأريد أن أشير هنا إلى مسئولية من يديرون الحوار على تمثيل كافة القوى في الحوار الوطني، وأن لا يتحول امتناع طرف ما عن المشاركة في الحوار إلى حجة لإقصاء هذا الطرف، على غرار ما حصل أثناء تأسيس المجلس الوطني، إذ أن عجز الأطراف التي تدير الحوار الوطني عن استيعاب كل القوى الوطنية وسحبها إلى طاولة الحوار، إن هذا العجز لا يعبر إلا عن فشل هذه الأطراف في إدارة حوار وطني جاد وحقيقي.

 

س16: باعتقادكم إذا فشل الحوار ما هو مصير اليمن بعد أن عطلت المبادرة الخليجية الدستور؟

لن تخرج اليمن من النفق دون دولة مدنية حديثة وديمقراطية أما الحلول القادمة من السعودية او من غيرها لن يحل مشاكل اليمن ولن يحقق أهداف الثورة؛ إذ أن الخارج حريص بالدرجة الأولى على مصالحة، وعلى اليمنيين أن ينتجوا حلاً وطنياً يخدم المصالح الوطنية، وليس حلاً يضع مصالح الخارج كأولوية وطنية لنا، بينما يضع مصالح وثورة اليمنيين أنفسهم في أخر قائمة أولويات اليمن.

لا يجب أن نسلم لسياسة العصا والجزرة التي ينتهجها الخارج لخدمة مصالحه داخل اليمن على حساب مصالحنا نحن اليمنيين. إن الحل الذي قدمته المبادرة ليس حلاً لليمن ولا يستجيب بأي حال من الأحوال للتغيير المنشود ولا لمشروع الثورة. اليمنيون قادرون على صياغة حل وطني حقيقي، تماماً كما استطاعوا أن يصيغوا الثورة كقرار وطني وحامل لمشروع الدولة المدنية التي ينشدونها. 

 

س16: وسائل الإعلام التابعة للإصلاح سربت مؤخرا شيئين ـ الأول: أن لا تطول فترة هادي كرئيس انتقالي ، والثاني تسريب تقارير توحي بمحاولة تصفية هادي.. باعتقادكم لماذا في هذا الوقت تتحدث الوسائل الإعلامية عن هذه الأشياء؟

حزب الإصلاح معروف عنه برجماتيته وأنانيته.. فهو لا يثق بهادي ولا يطمئن له، ولكنه إن وجد استحقاقات كبيرة لهذا التمديد تخدم أجندته ومصالحه ونفوذه لا أظنه يرفض؛ أعتقد أن الهدف من هذه التسريبات هو مطالبة "هادي" باستحقاقات أكثر والتلويح بخدمات وتنازلات يمكنه أن يقدمها لهادي.

حزب الإصلاح يتوقع الاستفادة من "هادي" لإزاحة ما أمكن من خصوم الإصلاح وإضعافهم، وبمجرد أن يحقق ذلك سوف ينقلب على هادي وخصوصا إن كان هادي لا يملك عنصر القوة اللازمة أو الكافية.

كما أن حزب الإصلاح بخطابه الإعلامي عبر بعض وسائلة ولاسيما تلك التي لها علاقة بمطبخه تضغط على هادي وترهبه وتشعره أنها القوة الوحيدة التي بإمكانها توفير الحماية له لحمله على تنفيذ أجندتها ومطالبها وأهدافها؛ إلى استغلال الإصلاح للعلاقة الوطيدة بينه وبين علي محسن الأحمر الذي يقدم نفسه لهادي كمركز قوة قبلية وعسكرية وسياسية قادر على حماية أمن "هادي" أو تهديده.

 

نقلا عن الهوية

زر الذهاب إلى الأعلى