أهلاً بكم في الموقع الإخباري الأول في اليمن ، موقع يمنات _ yemenat.net

حوارات

رئيس حزب الرشاد (السلفي): لا يمكن أن نقبل يهوداً في حزبنا والثورة لم تكتمل وعافية اليمن ستتأخر قليلا

يمنات – متابعات

 تستضيف "إيلاف" في ضيف الأسبوع لهذا العدد الشيخ الدكتور محمد بن موسى العامري رئيس حزب الرشاد اليمني لسلفي، ونائب رئيس هيئة علماء اليمن، الذي زرناه إلى منزله وأجرينا معه هذا الحوار المطول والشامل، والذي تطرقنا فيه إلى الكثير من قضايا المجتمع المهمة بشكل عام، وقضايا الحزب (السلفي) الوليد بشكل خاص، عن دوره في المرحلة القادمة.. إلى التفاصيل..

حاوره أحمد الصباحي- إيلاف

 

أتساءل: هل سيقبل حزب الإصلاح بأن يكون أحد أعضائه اليهود مسئولا قيادياً فيه..!!

لسنا صورة أخرى للإصلاح ومن كان مع مصلحة المجتمع فنحن أقرب الناس إليه.

 

كانت هناك أصوات سلفية تفتي للحاكم الظالم المستبد فلا يوجد مستبد إلا وبجواره مُفتي..!!

لا نستلم أي دعم من الإخوان المسلمين أو من القطري النعيمي أو من أي جهة أو تيار سياسي.

 

بداية، أرحب بك دكتور محمد ضيف هذا الأسبوع في إيلاف.. وأبدأ معك بالتساؤل أين يقف السلفيون بشكل عام، وحزب الرشاد بشكل خاص مما يحدث في اليمن؟

بداية أشكر وأشكر صحيفة إيلاف، وبخصوص سؤالك أقول: لا شك أن الرشاد والسلفيين عموماً عامل مهم من عوامل البناء في المجتمع، وهم من أحرص الناس على أمن اليمن واستقراره ووحدته والمحافظة على ثوابته وقيمه وأخلاقه.. اليمن يمر اليوم بمنعطفات خطيرة، إشكالية في الجنوب، وإشكالية في شمال اليمن، وأوضاع أمنية، وأوضاع اقتصادية، وللأسف وصاية أجنبية، وانتهاك لسيادة اليمن بشكل صارخ، وصول قوات أجنبية إلى اليمن، الطيران يقصف خارج إطار القضاء.. كل هذه الإشكالات تستدعي من جميع أبناء الشعب اليمني ومن السلفيين عموماً والرشاديين بشكل خاص أن يكونوا صادقين مع شعبهم، وأن يكونوا ناصحين لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، بالتالي نحن مع جميع الثوابت الدينية والوطنية لهذا الشعب، ونحن مع أن تكون الشريعة الإسلامية مرجعاً للناس عند الخلاف وعند النزاع، لأن الله عز وجل أمرنا بذلك، (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول) يعني إلى الكتاب والسنة، (وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله)، فالواجب علينا جميعاً حينما نختلف في مفاهيم، أو تصورات، أو قيم، أن يكون المرجع تاب الله وسنة رسوله وأن نهتدي باستنباطات العلماء فهم أهل الذكر الذين أمرنا بالرجوع إليهم كما أن من واجبنا أن نحافظ على بلدنا من التمزق والاحتلال والتشرذم والتمزق، ومن واجبنا أن نحافظ على أمننا واستقرارنا، ومن واجبنا أن ننهض ببلادنا اقتصاديا وصحياً واجتماعياً وثقافياً وإعلامياً.. كل هذه المفردات يجب أن تكون حاضرة، وهذا هو موقفنا في الرشاد وهو موقف إخواننا عموماً من السلفيين من القضايا التي تهم المجتمع بأسره.

 

أنت تقول أنه من واجبكم، لكن ما هي الإجراءات العملية التي اتخذتموها من أجل تحقيق تلك النقاط التي ذكرتها؟

نحن لا شك؛ ليس بأيدينا سلطة اليوم، لكن بأيدينا الكلمة، بأيدينا النصحية، التعاون مع كافة القوى الخيرة في المجتمع، وهم كثير.

المجتمع اليمن مؤمن، ومجتمع حريص على دينه ووطنه، ونحن سنقيم علاقات تواصل وتكاتف مع كافة القوى الخيرة المحافظ على هوية المجتمع ومصالحه واستقراره وأمنه.

 

وهو الأمر الذي دعاكم إلى الدخول في معترك العمل السياسي.. أليس كذلك؟

لا شك أننا انطلقنا في هذا العمل السياسي من الشعور بالمسئولية وأنه ليس أمامنا خيار إلا أن نكون مشاركين حاملين لهموم أبناء شعبنا، متمثلين للمسئولية الواقعة على أعناقنا، وبالتالي اخترنا أن نشارك في العمل السياسي، إضافة إلى بقي الأعمال الاجتماعية والدعوية وغيرها.

 

هناك من يقول أنه تم تأسيس هذا الحزب من أجل المشاركة في العمل السياسي، وحجز مكان في الساحة ليس أكثر، ما هو ردكم، وهل عندكم رؤية لمشروع أكبر من ذلك؟

الناس سيتكلمون كثيراً بدون شك، خصوصاً في عالم السياسية التي تكثر في المناكفات، ويكثر فيه التشكيك في النوايا، والحديث عن المقاصد، تارة يتكلم الكثير بعلم وتارة أخرى يتكلمون بدون علم، نحن لم ننطلق في تأسيسنا للرشاد من منطلق مجرد حجز مقعد فقط، أو حجز موقع، فالأحداث كثيرة، ولكن انطلقنا من رؤية شرعية سياسية تحتم علينا أن ندلي بدلونا وأن نشارك مشاركة بناءة وإيجابية وهذا حق لنا كما هو حق لجميع أبناء الشعب اليمني، وبالتالي ليست المسألة مجرد كثرة أحزاب، وإنما المقصود الكيفية والرؤية، ونحن لدينا رؤية ولدينا برنامج..

 

"مقاطعة".. ما برنامجكم؟

أعددنا الآن البرنامج السياسي، وأعددنا رؤيتنا الكاملة لكل القضايا المصيرية في اليمن، وهذا الذي سنتقدم به في مؤتمر الحوار الوطني، سنقدم رؤيتنا في حل القضية الجنوبية من منطلق شرعي وواقعي، وسنحاول أن نكون متوازنين، كيف نحافظ على الوحدة اليمنية، وكيف نرد المظالم إلى أهلها، وأن نصحح الاختلالات والجور الذي لحق بأبناء المنطقة الجنوبية، سنقدم رؤية فيما يتعلق بمحافظة صعدة، وسنقدم رؤية فيما يتعلق بمشاكل القاعدة وغيرها، ورؤية للجانب الاقتصادي وكيفية النهوض به.. سنقدم رؤى شاملة لمختلف جواب الحياة في المجتمع.

 

تحريم الحزبية..

ما قولكم كعالم وكرئيس حزب في الفتاوى التي تجرم وتحرم التحزب والديمقراطية، ما هي التغيرات الفكرية التي حدثت حتى بدأتم في العمل الحزبي الذي كان محرماً سابقاً؟

أحسنت، سؤال مهم.. في الحقيقة؛ علماء الدعوة السلفية قديماً وحديثاً بمختلف بقاع العالم، لم يكونوا يحرمون العمل السياسي، ولم يكونوا يعتبرون العمل السياسي مسبة أو منقصة، ولكن كان هناك ممارسة سياسية خاطئة، كان الحديث ينصب حولها، مثل التعصب للأحزاب، كنا نحرمه ولا زلنا نحرمه إلى اليوم، والتعصب الأعمى للحزب وعقد الولاء والبراء على مجرد هذا الكيان الحزبي أو ذلك، هذا نحرمه اليوم وقبل اليوم.

 

"مقاطعاً".. الفتاوى يا شيخ كانت واضحة في تحريم الديمقراطية والتحزب؟

وما زلنا نحرم الديمقراطية التي تعني أن التشريع يكون لغير الله، عندنا الديمقراطية يجب أن نفهمها من زاويتين.

 

كيف؟

الزاوية الأولى الجانب الفلسفي التشريعي، النمط الغربي الموجود في الغرب، بالنسبة للغرب الديمقراطية عنده أن التشريع ليس لله إنما هو الشعب، هذه الصورة ليس يختلف فيها أي مسلم، وكل الناس مجمعون على أن التشريع حق لله وأن الحكم لله.

الجانب الثاني: وهو الجانب الإجرائي، وهو كيف نختار الحاكم؟ كيف نختار المحافظ، كيف تتم الانتخابات، كيف تراقب هذا الحاكم؟ جانب إداري إجرائي، هذا الجانب يخضع للمصلحة والمفسدة لا نستطيع أن نقول أنه حرام، نحن نقول أن الحرام في الديمقراطية هو الجانب الفلسفي التشريعي، عندما تأتي الديمقراطية وتقول: القرآن والسنة ليس هما مصدر التشريع، هنا نقف ونقول هذا لا يجوز..

لكن الجانب الإجرائي يخضع للمصلحة والمفسدة. عفواً أريد ان أنبه إلى أنه قبل ثورات الربيع العربي كانت المشاركة في الديمقراطية وفي الانتخابات ربما تكون نوعاً من العبث، لأنه لم تكن هناك شفافية. كان هناك ظلم، كان هناك إقصاء، كان هناك حاكم مستبد، الإعلام بيده السلطة، الجيش، المال بيده، بالتالي كان الدخول في عملية انتخابية من هذا القبيل، قد لا يحقق مقصداً وقد لا يحقق المصلحة المرجوة، لكن عندما يوجد حرية حقيقية ويطلق للناس اختيارهم، حرية منضبطة ويترك للناس الحرية الكاملة في اختيار من يريدون، نحن نثق أن الناس سيختارون الرجل الصالح سواء كان من الرشاد أو من غير الرشاد.

 

قبل الربيع العربي ربما كان الناس الذين يحرمون العمل الديمقراطي، هم الذين يفتون للحاكم الظالم، المستبد الذي تكلمت عنه؟

أن أتفق معك أن هناك للأسف أصوات سلفية قليلة كانت من هذا الصنف، وكان هناك من خارج السلفية كذلك، وهذه هي طبيعة علماء السلطة في كل زمان ومكان، عندما نقرأ التاريخ لا يوجد أي مستبد إلا وبجواره مفتي يفتي له، حتى لو نظرنا اليوم في سوريا رغم هذا الجرائم المنكرة والبشعة، يوجد بجوار بشار الأسد مفتي يفتي له ويبرر له هذه الجرائم، فهذا المرض موجود وهذا النموذج موجود، لكن هذا ليس هو الثورة العامة للعالم الرباني والمدعاة الصادقين والمتوجه السلفي.. السلفيون من أكثر الناس نصحاً للحاكم.

 

ماذا تغير بعد الثورة؟

ما الذي تغير من بعد الربيع العربي، الناس يقولون أنه جاء حكام جدد وحكموا بدلاً عن الحاكم السابقين وربما يمارسون نفس الدور الذي كان مارسه الحكام الذين رحلوا عن السلطة؟

نحن نقول هناك تغير، وهناك تغير كبير حصل، والتغير الكبير الذي حصل هو في وعي الأمة اليوم بعد الربيع العربي اختلفت الصورة، وذهب الخوف، وبدأت الشعوب تدرك أن لها أحقية وأن لها قراراً، وأن لها احتراما ومكانة، ولذلك حينما أتيحت لها الفرصة اختارت؛ كما في مصر النموذج الإسلامي الذي كان يتصور أنه من أبعد الخيارات، لكن التغير كبير، نحن لا ننظر إلى المسألة من زاوية الحاكم، بل ننظر إليه من زاوية المجتمع الذي حصل فيه تغير كبير جداً، أما الحكام فأنا أظن أنهم اليوم أضعف قوة من ذي قبل.

قبل الربيع العربي، كان الحاكم ينظر إلى الجانب الخارجي والقوة الخارجية ويراعي الخارج، يقتل الشعب لأجل الخارج، يسحق الحريات لأجل الخارج يهمش.

المجتمع من أجل الخارج، اليوم أصبحت المسألة فيها موازنات، أصبح الحاكم يراعي الخارج ويراعي الداخل.

 

لكن حالتنا اليمنية مختلفة عما ذكرت، هناك مراعاة للخارج أكثر من الداخل، والدليل أن الطائرات الأمريكية بدون طيار تطيش في الأجواء اليمنية من دون مراعاة لمشاعر المواطنين؟

لا شك أن اليمن حالة استثنائية، ونستطيع أن الثورة لم تكتمل، إنما هي نصف ثورة وبالتالي أظن أن العافية في اليمن ستأتي بصورة تدريجية وقد تتأخر قليلاً، نظراً بطبيعة المجتمع وعي المجتمع ونسبة الأمية  المتفشية فيه، ووجود السلاح بيده بصورة كبيرة، ووجود أطراف متنازعة بشكل حاد في اليمن، هذه كلها التي ساقتنا إلى الوصاية الأجنبية وأن نكون تحت التأثير المباشر للضغط الخارجي وما يحصل من قصف الطيران الأمريكي، وحتى الوصاية في صياغة الدستور، ما هو إلا نموذج لمدى الهيمنة الخارجية على الشأن اليمني سياسيا واقتصادياً.

 

دكتور محمد، الطائرات الأمريكية تجوب الفضاء بحرية تامة، وجنود المارينز الأمريكي متواجدون في قاعدة العند وفي السفارة الأمريكية بصنعاء، ولربما هذا يكون له دور في ضعف هيبة الحكومة لدى المواطن، أنتم في حزب الرشاد ماذا تقولون في ذلك وما يمكن أن تفعلوه في مساعدة الحكومة والرئيس الاتخاذ إجراء لإيقاف هذا التدهور؟

نحن في الحقيقة كما قلت لك سابقاً، سنسعى للتعاون مع كافة القوى التي يهمها شأن الشعب اليمن، والتي ترفض مثل هذه الهيمنة الخارجية، سنسعى إلى الوسائل السلمية المشروعة للضغط على الحكومة والمسئولين أن يتحملوا مسئوليتهم، وأن يحترموا القسم الذي أقسموه، أنهم سيحافظون على مصلحة اليمن، وأعتقد أنه  إذا ما رسنا الدور التوعوي بشكل كبير مع الضغط السياسي مع القوى السياسية سنستطيع أن نفعل شيئاً، نستطيع أن نوجد تحالفات اجتماعية مع العلماء، مع القبائل، مع شرائح المجتمع المتعددة، مع الأحزاب المختلفة، وفي النهاية إذا الشعب نفسه أدرك أهمية استقلال بلده واستقراره، لا شك أن الأجنبي لا يمكن أن يتسلط إلا إذا وجد الضعف.

 

هذا يدعو إلى السؤال: هي يمكن أن تفكوا بإنشاء تكتل خاص بكم مع قوى موجودة، وهل يمكن أن تنضموا إلى اللقاء المشترك مثلاً؟

نحن لا نفكر الآن أن ننضم إلى أية قوى، أو نتحالف مع أية قوى تحالفاً استراتيجياً، نحن سنقف مع أي تيار أو جهة سياسية بحسب القضية المطروحة، إذا كان هناك  قضية السيادة اليمنية أنا سأقف مع أي اتجاه يمني يقف في هذه القضية ولا أنظر إلى قربه أو بعده في القضايا الأخرى، ثم قد تأتي قضية أخرى مثل قضية صياغة الدستور وهوية المجتمع سأقف مع أي جهة تعتني بالهوية الأخوية للشعب وثوابت الشعب والمحكمات والرد إلى الله ورسوله بالتشريع، وهكذا في كل قضية سننظر من هو الأقرب إلى تحقيق مقاصد الشريعة الإسلامية، ومقاصد المجتمع فنقف مع هذه القضية.

 

لربما تدخلون مستقبلاً إلى الانتخابات البرلمانية، وفيما إذا طبق النظام البرلماني ستكون الانتخابات محسومة على التحالفات، ستضطرون للتحالف، مع من ستتحالفون؟

مسألة الانتخابات من السابق لأوانه أن نتحدث عنها الآن، نتركها لظروفها، ولملابساتها لأن الشكل والصورة لم تتحدد بعد، وبالتالي نحن من حيث الجملة سننظر أين المصلحة ليس فقط للحزب وإنما المصلحة للمجتمع هي الأساس الذي سننطلق منه.

علاقتنا بالإصلاح..

من هم أقرب الناس إليكم من الأحزاب أو القوى الموجودة حالياً في الساحة؟

والله أقرب الناس إلينا من قرب من الشريعة الإسلامية كائنا من كان.. ومن قرب من ثوابت الأمة، ومن مصلحة الوطن هو الأقرب إلينا.

 

لنفترض جدلاً أن حزب الإصلاح هم الأقرب إليكم، إلى أي مدى يمكن أن تعملوا وتنسقوا معهم؟

نحن منفتحون على كافة القوى مع المجتمع، وليس عندنا انغلاق على أية فئة من فئات المجتمع الفاعلة، والإصلاح نحن نقدرهم وهم إخواننا، وهذا لا يعني أننا وجه آخر أو صورة أخرى للإصلاح كما يظن البعض، وإنما نحن لنا رؤيتنا ولنا أهدافنا ولنا تصوراتنا، كل من كان مع الثوابت الدينية ومع مصلحة المجتمع نحن أقرب إليه وهو أقرب إلينا.

 

هذا يقودني إلى سؤالك عن ما يتم الحديث حالياً، عن أن حزب الرشاد مدعوم من أطراف داخلية مثل علي محسن وحزب الإصلاح.. هل هناك دعم حقيقي للرشاد من هؤلاء؟

لا يوجد أي دعم حقيقة للرشاد من الإخوان المسلمين أو من أي جهة كانت، الرشاد يقوم مستعينا بالله ثم بأعضائه وأفراده، من الطبيعي أن يحكم الناس بهذا، نظراً للقرب والتشابك في المواقف والقضايا العامة، باعتبار أن الإصلاح ذو توجه إسلامي ونحن كذلك وبالتالي الناس يحكمون أن هذا من هذا، ونحن ليس لدينا دعم من أي تيار أو جهة سياسية.

 

ما علاقتكم بحركة الرشاد الجزائرية؟

ليس لنا أية علاقة بالرشاد الجزائرية، ونحن نتشابه معهم في الاسم فقط.

 

يقال بأنكم تتشابهون معها في الممول الرئيسي للحزبين في الجزائر واليمن وهو القطري (عبد الرحيم النعيمي).. ماذا تقول في هذا؟

أولاً أنا أقول لك وأنا صادق، لا أعرف شيئاً عن حركة الرشاد الجزائرية، نعم سمعت بها، لكن لا أعرف هيكلها ولا تمويلها.

 

"مقاطعاً" ولا تعرفون الممول القطري عبد الرحمن النعيمي؟

النعيمي شخصية حقوقية مشهورة، لكن ليس لنا أية علاقة تمويلية لا بنعيمي ولا بغير نعيمي، ولا أعلم هل النعيمي له علاقة بحركة الرشاد الجزائرية أو لا، هذه المعلومة أنت جئت بها الآن.

 

مصادري تقول هكذا أنكم ممولون من النعيمي الذي يمول الرشاد الجزائرية؟

لا أبداً لا يوجد أي تمويل..

 

الحوار الوطني..

طيب، ننتقل إلى الحوار الوطني، بالأمس الأول تم إضافتك مع أربعة آخرين إلى اللجنة الفنية للحوار الوطني، كيف تم اختيارك ولماذا تم في هذا الوقت المتأخر، في حين تم تجاهلكم سابقاً؟

نحن أعلنا من أول يوم أعلنت فيه هذه التشكيلة للجنة الفنية أعتراضنا، وعدم قبولنا بهذه التشكيلة، ليس لأننا كرشاد لسنا ممثلين فيها ولكن السبب الجوهري: أننا نريد حواراً مثمراً جاداً لعلمنا أنه ضروري وفريضة في هذا الوقت للخروج باليمن من أزماته ومشاكله العالقة، فرأينا أن هذه التشكيلة التي أعلن عنها لا تمثل القوى اليمنية المؤثرة في الساحة، وبالتالي أي حوار من هذا القبيل لن يكون معبراً عن إرادة الشعب اليمني.

الأصل أن يكون التحاور بين كافة الأطراف المؤثرة في الساحة، فإذا كان الحوار مقتصراً على لون أو على شكل معين هذا هو اعتراضنا وليس المسألة…

 

"مقاطعاً".. ما هي القوى المؤثرة التي تم استبعادها؟

استبعدت قوى كثيرة، علماء اليمن استبعدوا وهذا شيء غير مقبول وغير مفسر أن يكون علماء وفقهاء اليمن غير ممثلين.. من الذي يحكم بين الناس عند الخلاف في قضايا شرعية إذا كان العلماء غائبين أو كانوا مبعدين، من الذي يفسر لهم في قضايا التشريع، في قضايا المفاهيم والقيم العامة، هذه شريحة أبعدت، عندك شريحة القضاة يكونوا مغيبين، عندك أساتذة الجامعات الأكاديميين، في الدنيا كلها يكونون هم في طليعة أطراف الحوار ونحن عندنا ليسوا موجودين، عندك حتى رجال الأعمال والمال كقوى مؤثرة في اليمن أين هم؟، عندك شيوخ القبائل نحن مجتمع قبلي والقبيلة لها دورها، أي شيخ القبائل؛ من يمثلهم، عندك أحزاب جديدة استبعدت، وهي أحزاب لا تزال نظيفة، وعندك قوى الشباب.

 

لربما تم اختيار أعضاء اللجنة حسب القوى الموجودة سياسيا في الساحة؟ والذين تحدثت عنهم ليس لهم قوة أو رافعة سياسية؟

ليس هناك أي معايير عادلة تم اختيار اللجنة الفنية بموجبها، وأنا أعي ما أقول. أخي هناك مشكلة كبيرة في اليمن كانت بين المؤتمر وحلفاؤه والمشترك وشركاؤه، هم بحاجة إلى أطراف أخرى من أجل أن تحل المشكلة بينهم، تم استبعاد هذه الفئة والشعب اليمني شعب كبير لا يعني إما في المؤتمر أو في المشترك، هناك القوى المختلفة. نحن باختصار لا نقول بإقصاء أي طرف، نحن نقول فلنحضر كل قوى اليمن.. علماء اليمن قبل أمس أصدروا بياناً ناشدوا فيه بوجوب التمثيل العادل. شيوخ قبائل وملتقيات تنادي، قادة عسكريون يصيحون، أكاديميون، قضاة، كل الناس تصيح.

 

الرئيس عبد ربه قال أن اللجنة الفنية مهمتهما التحضير لمؤتمر الحوار، يعني إعداد أماكن الحوار، والمساكن والتجهيز والترتيب والقرطاسية وخلافة، أما الحوار الوطني ستشارك فيه كل القوى السياسية، إذن لما كل هذا الصياح والتذمر؟

وماذا عن العشرين نقطة التي وضعتها هذه اللجنة، ماذا نفهم من زواج الصغيرات، هل هذه أولويات؟ الأصل أن مضمون الحوار ومفاهيمه يجب أن تنصّب حول القضايا التي لو لم يتحاور الناس عليها لا قتتلوا ودخلوا في فتنة، فدخول قضايا عرضا لا تمثل كارثة في المجتمع اليمني، مدعاة في الحقيقة للتندر.

 

العشرين نقطة لن ينبني الحوار عليها فقط، كانت مجرد اقتراح من اللجنة الفنية على الرئيس؟

هذا دليل على أن اللجنة الفنية هي التي ستوجِّه مسار الحوار، وهي التي ستضع أولويات الحوار، فليس صحيحاً أن هذه اللجنة الفنية مهمتها الأرشفة والمكان.. هذا غير صحيح.

 

طيب، نتحدث عن اختيارك، كيف تم اختيارك في هذا الوقت المتأخر، أنت والأربعة المتبقين، هل كان يديكم وسائل ضغط ساهمت في ضمكم لقوام اللجنة؟

نحن على كل حال قمنا بواجبنا واستنكرنا، نحن في الرشاد أول من استنكر هذا، ولكن نحن في الحقيقة نقول رغم أن الرشاد قد رحب بإدراجي ضمن اللجنة الفنية إلا أنه تحفظ في حقه بالمطالبة العادلة له ولبقية القوى السياسية المؤثرة في الساحة.

 

هل بدأت تحضر اجتماعات اللجنة؟

القرار أعلن قبل يومين لم يبلغونا بأي شيء حتى الآن.

 

سمعنا بعدما تم اختيارك أن 10 من اللجنة جمدوا عضويتهم احتجاجاً على قرار إضافتكم؟

أنا لم اسمع عن هذا من جهة مؤكدة.

 

مصادرنا تؤكد ذلك، والسبب أن أربعة أشخاص من الذين تم إضافتهم قالوا أنهم محسوبين على حزب الإصلاح وأنت أحدهم؟

إذا صح ذل فالاحتجاج ليس عليّ شخصياً وإنما على مجموعة، وإذا صحّ هذا فهو يؤكد أن الإقصاء موجود من الداخل، لكن هذا مبني على صحة ما ذكرت وأرجوا أن لا يكون صحيحاً.. نحن نريد أن تكون هنا شفافية، وأنا لا أطالب بإقصاء أي أحد موجود في لجنة الحوار إنما أطالب بالتمثيل العادل ويكون هناك حوار حقيقي يحل مشاكل اليمن ولا يعقدها، هذا الذي نريده.

 

الاعتذار لصعدة والجنوب..

كنت وأنت خارج اللجنة معترضا على بعض نقاط اللجنة مثل الاعتذار لصعدة والجنوب، وزواج الصغيرات.. هل ما يزال موقفك على ما كان، أم أنه تغير بعد ضمّك على اللجنة؟

مسألة الاعتذارات تم فهمها فهم خاطئ، الذي صرّح به الاخ الأمين العام في الرشاد هو أن اللجنة الفنية ليس من صلاحياتها الآن أن تبدأ في إجراءات معينة، ولم يتكلم عن أصل القضية، لكن هو قال أن هذه لجنة فنية، وإذا كانت فنية فلماذا بدأت تدخل في قضايا هي من صلاحيات المؤتمر الموسّع الذي سيكون هو صورة التشكيلة النهائية للحوار الوطني.

 

طيب هل أنتم أصلاً مع مسألة الاعتذار للجنوب وصعدة فيما لو تم اعتماد هذه النقطة؟

نحن من حيث المبدأ ضد الحروب والقتال في الشعب اليمني، مسألة الاعتذار لهذه الجهة أو تلك، هذه مبنية على حيثيات ومعرفة الأسباب الحقيقية ومعرفة الدوافع والملابسات في كل قضية بعينها. عندما نتكلم عن صعدة، لمن سيكون الاعتذار؟ هل للمشردين الذين خربت بيوتهم والذين لا يستطيعون العودة إلى بيوتهم، والذين مورس عليهم دور السلطة المحلية من قبل جماعة الحوثي، أم لمن سيكون هذا الاعتذار؟ نحتاج إجابات واضحة.

 

الاعتذار للحوثي مثلاً؟

هذه إشكالية، يجب أن ينظر الناس في تقييمهم إلى من هي الجهة التي تضررت ومن الجهة التي بدأت، فنحن نقول من حيث المبدأ نحن ضد الحروب ونحن مع الحوار، لكن مسألة أني اعتذر يجب أني أحقق أولاً من الظالم ومن المظلوم، ومن المعتدي ومن المعتدى عليه, فإذا تبين أن هذه الشخصية التي اعتدت نعتذر للمعتدى عليه، مش نعتذر للمعتدي.

 

جماعة الحوثي هل هي معتدية أم معتدى عليها؟

أنا أقول لك يا أخي الكريم، أي جماعة تقوم بحمل السلاح في وجه الدولة، وتقوم بمعاقبة المواطنين، بافتعال السجون، وبممارسة السلطات المحلية وبالقتل، لا أظن أن أحد يشك أن هذا هو العدوان بعينه، نحن لا نتكلم عن الحوثي من حيث فكرة ومذهبه، هذا شأن يخصه. نحن نختلف معه في هذا الجانب، لكن نحن نتكلم عن جماعة تحمل السلاح وتمارس صلاحيات السلطة المحلية على أبناء المجتمع اليمني، يجب أن تبسط الدولة نفوذها على جميع أبناء اليمن، فإذا قامت جماعة في الجوف أو حضرموت وحملت السلاح نحن سنقول أن هذا تصرف خاطئ، وإذا افتعلت السجون والنقاط العسكرية وجمعت الزكوات من الناس، سواء فعلها الحوثي أو القاعدة أو الجماعات فهذا تصرف خاطئ.

الدولة حاربت القاعدة بقوتها وعتادها وبمساعدة الطيران الأمريكي بسبب ممارستهم سلطات الدولة في أبين، والحوثي يمارس السلطة المحلية في صعدة ويفتعل السجون ويجمع الزكوات، ما الفرق.. الفارق للأسف أننا اليوم نستقي حلولنا من الخارج وليس من الداخل، لو أننا نعالج مشاكلنا بروح مستقلة متجردة لتوصلنا إلى حلول لكن عندما تأتي لنا الحلول من الخارج، تكون الأولويات غير أولوياتنا، والضروريات غير ضرورياتنا، ومعالجات مشكلات ليست مشكلاتنا، لأن الخارج يريد أن يعالج مشكلاته هو وليس مشكلاتنا نحن، وبالتالي نحن نسير في اتجاه اجبارين يقال لنا قاتلوا هذا، ولا تقاتلوا هذا، تصالحوا مع هذا ولا تتصالحوا مع هذا.. المشكلة أننا لا ننطلق من مصلحتنا، نحن ندير أعمال التفجيرات والاعتداء على الجنود والقوات المسلحة وإقلاق الأمن، لكن نحن مع المعالجة الحكيمة العادلة لهؤلاء ولهؤلاء.

 

كيف يمكن أن ندخل محافظة صعدة إلى سلطة الدولة ونخرجها من سلطة الحوثي؟

أنأ أقول الدولة، يجب أن تقوم بمسؤولياتها وهذا هو الذي نقوله منذ زمن، أنه يجب أن نشترك في الحوار الوطني كل القوى، لأن الحل سنستخرجه من مجموعة هذه الآراء عندما نجمع أهل الحل والعقد في اليمن، علماء ومشائخ وقضاة ومنظمات أهلية وأحزاب سياسية نستخرج الحل، هذه مشكلة مجتمع وليست مشكلة حزب أو جماعة، مشكلة المجتمع بأسره، بالتالي الح سيستخرج من مجموع هذا النسيج الاجتماعي كله، عندما يتفق أبناء اليمن على حل معين، يقولون للجهة الفلانية الحل كذا، فإن لم تستجيبوا له فنحن جميعاً نقف في وجهك، هذا هو الحوار الناجح المثمر الذي ندعوا إليه.

 

ملابسات تأسيس الرشاد..

قيل أن أعضاء سابقين كانوا في حزب الرشاد، ثم انسحبوا، وتفاجئوا بوجود أسماءهم في صحيفة الثورة عند الإعلان عن الحزب؟ يقولون لماذا أبقيتم أسماءهم؟

أبدأ نحن لم ننشر أي أسم من أعضائنا إلا بعد أن وقع بنفسه، ولذلك نحن لم يتقدم إلينا أي شخص منهم.

 

"مقاطعاً" قالوا إنهم كانوا قد وقعوا سابقاً، ولما حدث الاختلاف انسحبوا، فأبقيتموهم لكمال النصاب؟

لا.. هذا غير صحيح، لأنه كيف تمت الانتخابات وكيف أجريت الانتخابات، من جاء ووقع وضع أسمه في أعضاء الرشاد فنحن نعتبره عضوا، حتى يأتي هو بنفسه ويطالب بالانسحاب أو الاستقالة، هناك بعض الأخوة استقالوا وقبلنا استقالتهم لكن أن نضع اسما دون اختياره فهذا لم يحدث.

 

هم يقولون أنهم انشقوا وليس بالضرورة أن يقدموا ورقة بالاستقالة، يكفي أنهم أشعروكم؟

أي شخص أنشق أو انسحب فهو أخونا وليس بيننا خصومة، وهذا شأنه هو، ونحن ليس عندنا سلطة قهرية هذا عمل سياسي واختاري وليس فيه أي الزام، وقد أعلنا أكثر من مرة، أنه من أحب أن يشارك من خلال الرشاد فأهلاً ومرحباً به، ومن أحب أن يبقى لحاله أو مستقلاً أو ينتسب إلى أية جهة أخرى لا يوجد أي مشكلة.

 

يقال بأن حزب سياسي سلفي في طور التأسيس؟ هل سترحبون به، وهل يمكن التنسيق معه؟

ليس عندنا معلومات مؤكدة حول هذا الموضوع.. الذي نعلمه هو عكس ما تطرحه، أن كثير من الشيوخ والأخوة مؤيدين للرشاد ونحن لا نستبق الحدث، ننتظر هذا الحزب الذي سيقوم إذا فرضنا أن هناك جهة تفكر في حزب، ونحكم من خلال رؤيتنا لمنهجه وأهدافه ورؤيته وحينئذ لكل حادث حديث.

 

حزب الإصلاح خاض تجربة كثيرة؛ حصلت فيها تغيرات فكرية ومراجعات كثيرة إلى أن قال أحد قياداته أنه يقبل بالانضمام اليهودي للحزب، ماذا عنكم هل تقبلوا بهذا؟

بكل تأكيد لا..

 

"مقاطعاً" لماذا؟

لأن أهداف الحزب بالنسبة لنا لا يدخل فيها لا يهودي ولا نصراني، أول هدف لنا هو العمل على تحكيم الشريعة الإسلامية وبالتالي أنا أستغرب إذا كان صح هذا عن القيادي الذي ذكرته، لأن الذي أعرفه أن الإصلاح هويته إسلامية واتجاهه إسلامي، كيف سيقبل بوجودي يهوي، وهل يعني هذا إذا قبلنا بيهودي في الحزب، هل يعني هذا أنه سيقبل بولاية هذا اليهودي لهذا الحزب، طبعاً أنا لا أؤكد هذه المعلومة التي تقولها أنت، وأنت تتحملها أنت…

"مقاطعاً"، نص إجابة القيادي الإصلاحي لصحيفة الجمهورية حينما سئل عن إمكانية انضمام يهودي إلى حزبه، فقال "في إطار المواطنة لا أرى أن ثمة مشكلة أن يكون يهودي يمني ضمن أعضاء الإصلاح باعتباره حزباً سياسياً، هم جزء من المجتمع، لهم ماله، وعليهم ما عليه".

أنا لو كنت أمام هذا القيادي لسألته: أنت إذا كنت تقبل بدخول يهودي إلى حزب الإصلاح هل ستقبل به مسئولاً لفرع من فروع الإصلاح، ثم هل ستقبل به في مناصب أخرى في الإصلاح.. نحن في الحقيقة ضد أي مراعاة تخالف قيمنا وشريعتنا ولا نستجدي لا شرقاً غرباً، ونحن صادقون في هويتنا وانتمائنا، اليهود هم أهل ذمة وأهل الذمة لهم حقوق في الإسلام لا ننر حقوقهم ولهم عهود والنبي نهانا عن أذية أهل الذمة وأوجب الله علينا أن نحسن إليهم، مسألة حقوق أهل الذمة في بلاد المسلمين هذا شيء، لكن أنك توليه على المسلمين وتعطيه ولاية شرعية هذه مسألة ثانية.

 

الدولة المدنية..

ماذا عن الدولة المدنية التي طالب الثوار بها، هناك اختلافات في المصطلح، يف تنظر لها؟

الذين ينادون بالدولة المدنية هم أقسام: قسم منهم ينادي بالدولة المدنية من مفهوم الدولة المتحضرة المتطورة الحديثة، البعيدة عن الديكتاتورية والاستبداد، هذا هو الجمهور الأكبر الذي يفهم المدنية بهذه الصورة، وهناك نخب تنادي بالدولة المدنية بالمفهوم العلماني أي أنها دولة مدنية لا دينية، وهناك نخب أخرى تنادي بالدولة المدنية التي ليست عسكرية.

نحن نقول أننا شعب مسلم أولا، الإيمان يمان والحكمة يمانية، ومن طبيعي أن الشعب المسلم لابد أن تحكمه شريعة الإسلام لأنه لا يسعه غير هذا، وبالتالي نحن نقول أن الدولة المدنية من الكلمات التي تحتمل الوجوه المتعددة، فنستفسر عن معناها، فإذا قيل أنها الدولة العلمانية أقول له: لقد أخطأت الطريق وانحرفت في مسارك وتحاول أن تنقل لنا النموذج الغربي الذي ثار على الكنيسة، إلى أننا نثور على ديننا، إذا كان الغرب قد ثار على الكنيسة والبابوات فهذا شيء طبيعي لأنه دين محرف، دين منسوخ، لكن نحن الدين الإسلامي هو الدين الخاتم، الذين الحق الذي حفظه الله، ليس فيه مصادمة للعلم، ليس فيه مصادمة للفطرة، محفوظ؛ لا تستطيع أن تغير فيه حرفاً واحداً، فكون المجتمعات الغربية ثارت على الدين لأنه شيء طبيعي لكن بالنسبة لنا ديننا يأمرنا بالعلم والحضارة، يأمرنا بالنهضة ليس عندنا أي مشكلة بالنسبة لنا كمسلمين.

 

الواضح من النخب السياسية أن الدولة المدنية المنشودة هي وفق المصطلح الليبرالي؟

هذا نحن نرفضه جملة وتفصيلاً، المصطلح الغربي العلماني الليبرالي للدولة نحن نرفضه والشعب اليمن يرفضه لأنه شعب مسلم، والدستور اليمني ينص على أن الشريعة الإسلامية مصدر القوانين جميعاً، لا يمكن لنا كمسلمين أن نقبل بالنموذج الغربي، هذا ليس فيه خيار فقبولنا الدولة الغربية يعني أننا انسلخنا من شريعة الإسلام.

 

علاقة الرشاد بالغرب..

ادرك الغرب أن العهد عهد الإسلاميين، ما علاقتكم بالدولة الغربية وسفراءها في اليمن؟

نحن من حيث المبدأ ليس عندنا أي مانع ولا ضد أية علاقة مع المسلم أو غير المسلم بشرط، أن تكون هذه العلاقة علاقة مصلحية تخدمني ويستفيد هو من هذا، نحن نرفض أية علاقة مصلحية تخدمني ويستفيد هو من هذا، نحن نرفض أية علاقة فيها وصاية.

 

ما هي الضوابط التي تتعاملون بها معهم؟

نحن سنتعامل بديننا الإسلامي الذي هو دين حضاري، السياسة جزء من ديننا، الإسلام له أحكام في كل جزئية من أجزاء الحياة، والعلاقة مع غير المسلم لم نفتعلها نحن، وليست علاقة جديدة، عندنا تاريخ الإسلام أكثر من ألف و 400 عام وكان هناك علاقات وسقف مقنن، كيف تكون علاقة المسلمين مع غير المسلمين سلماً وحرباً، وذمة وأماناً، ومصلحة وتجارة، هذا جزء من تراث كبير لا نفتعله نحن اليوم فنحن لن نأت بشيء جديد، عندنا قرآن وسنة فيها كل خير وكل الضوابط للتعاون مع الآخر، فيجب أن تقوم العلاقة على مصلحة مشتركة أو منفعة أو تجارة أو خدمة إنسانية بشرية محضة، الإسلام لا يرفض مثل هذه الانفتاح، الذي نرفضه اليوم في علاقة العمالة، علاقة الخنوع، علاقة السيد مع العبد، علاقة تنفيذ اجندة خارجية، هذا المرفوض لأن هذا ضد مصالحنا وضد قيمنا.

هل زاركم أحد من السفراء الغربيين أو الاوروبيين إلى مقر الحزب؟
نعم، يوجد زيارات وتواصل تمت، وكانوا في الغالب يسألون عن أهدافنا وعن رؤيتنا.

 

مثل من، هل يمكن أن تذكر لي أسماء محددة؟

مثلا زارنا القنصل الياباني، زارنا بعض الألمان، لم يزرنا الأمريكان ولا زرناهم، لكن تم لقاء عابر بين أعضاء من الرشاد مع بعض الجهات الأمريكية وجرى حوار حول رؤية الرشاد وأهدافه.

 

الذين زاروكم أو زرتموهم، كيف وجدتم تقبلهم للرشاد؟

حقيقة نحن نصدقهم جميعاً، ولا نتلاعب معهم ولا نخدعهم ونتعامل معهم بتعامل الإسلام، ونعطيهم أهدافنا ومقاصدنا بكل وضوح، يسألونا عن الشريعة الإسلامية نقول نعم نحن نسعى إلى الشريعة الإسلامية، يسألونا عن المرأة ودورها، نقول لهم نظرتنا للمرأة واحترامها وفق الشريعة الإسلامية، لا نراوغ معهم لأننا لا نريد أن نغشهم وأن يفهمونا فهما غير حقيقي، نعطيهم صورتنا الظاهرة والباطنة، لأننا نرى أن هذا هو أقصر الطرق للتفاهم.

 

لن ألا تخشون أن يضعوكم في دائرة مغلقة يحاصرونكم فيها؟

بالعكس أنا أرى أنهم عندما يرون منا الوضوح والصراحة، يأنسون أكثر ويتفهمون وضعنا أكثر، بينما لم أعطيناهم الثورة المراوغة والمخادعة أو التلون وربما هذا سيؤخر مسألة التفاهم بيننا وبينهم، نحن لا يوجد لدينا شيء نخفيه عنهم. لا يوجد في ديننا أي شيء نستحي منه أبداً، وشريعتنا وديننا وقيمنا مبثوثة في القرآن والسنة، لا يوجد عندنا شيء من المفاهيم والقيم غير الموجودة عند المسلمين كل ما عند المسلمين هو عندنا وبالتالي لا يوجد أي شيء نستحي منه في ديننا.

 

ما هي خطتكم في الرشاد خلال السنة القادمة؟

نحن على أبواب استكمال الفروع وعمل الإعلام، وإن شاء الله عز وجل سنفعل دائرة التأهيل والتدريب لكوادر الحزب، سننطلق في مسألة الحوار الوطني وسنعد البرنامج إعداداً نرى أن يتناسب مع اتحاد الرشاد اليمني وسنقدم رؤيتنا ونعلنها للناس، هذه رؤيتنا المستقبلية ونسأل اله أن يعيننا على ما فيه خير العباد والبلاد.

نختلف مع الحوثي في مذهبه لكننه لا نتحدث عنه، وما يهمنا هو رفع السلاح في وجه الدولة.

تم استبعاد العلماء والقضاة والأكاديميين وشيوخ القبائل والأحزاب الجديدة من لجنة الحوار.

نرفض الدولة المدنية وفق المصطلح اليبرالي والنموذج الغربي الذي يسلخنا من شريعة الإسلام.

رحّب الرشاد بإدراجي ضمن اللجنة الفنية للحوار إلا أنه تحفظ في حقه بالتمثلي العادل.

عن: إيلاف

زر الذهاب إلى الأعلى