حوارات

وزير المياه: انا لا أؤمن بالتعيينات الحزبية، انا أؤمن بتعيينات فنية مهنية معيارها الكفاءة والمهنة والخبرة

 عندما تتحدث اليه يبتسم وكانه يعرفك منذ زمن بسيط في تسيير اموره قال اثناء حديثنا الجانبي وبعد تجوالنا بسيارته لأكثر من ساعتين لكي نجري الحوار معه:" انا هكذا مشغول يوميا؛ ولكن حضك السعيد اليوم اني لست مشغولا"، فحدثت نفسي قائلا: كل هذا ولست مشغولا!

قال عن الوضع انه متأزم الى حد كبير ؛ لكنه يتفاءل بالقادم كثيرا. تمنى ان يجد مكتبا يتبع الوزارة لكي يداوم فيه وليوفر له عناء التعب الجسدي والنفسي اثناء تنقله من مكان الى آخر.

صحيفة " الشارع" التقت عبد السلام رزاز ، وزير المياه في حكومة الوفاق الوطني، الذي تحدث عن مشاكل عدة بما يخص شحة المياه والجفاف الذي يهدد تعز واليمن بأكمله.. فإلى نص الحوار..

 

• معالي الوزير هل يوجد لديكم خطة عمل لتطوير اداء الوزارة؟

– اولا اشكر صحيفة "الشارع" لمتابعتها وتسليطها الضوء على قضايا المياه في البلد كلها.

بالنسبة لسؤالك، الاهم لأي مؤسسة او وزارة هو الخطة، اي خطة العمل، ولا يمكن ان ينجح عمل بلا خطة ولدينا خطة نحن لكني لست راضيا عنها لأنها وضعت في فترة قصيرة وتحتاج الى مراجعة ومرحلة اعداد الخطة يحتاج الى وقت كاف وليست جاهزة هذه الادوات تحتاج الى تأهيل وتحتاج الى خبرات وتحتاج امكانيات واجهزة فنية والتخطيط شيء مهم وجوهري وغياب التخطيط في البلد يشكل المعضلة الكبرى اضافة الى غياب المؤسسات.

 

• اذن لديكم خطة ؟ ما لذي نفذ منها ؟ وما لذي لم ينفذ؟

– في اطار المياه والبيئة لا تستطيع خلال اشهر تقول ماذا نفذت. انا تخطيطي استراتيجي وقضايا المياه تحتاج لوقت وتحتاج الى امكانيات كبرى انا عندي اتجاهات عامة في الخطة على صعيد حل المشاكل السريعة في المؤسسات المحلية والمشكلات الادارية ومالية وغيرها، اضافة الى المشكلات الفنية وايضا قمنا ببعض التعيينات وتحديث الاستراتيجية الوطنية للمياه وتحديث لقانون البيئة وغيره.

والان نعمل على استكمال قانون البيئة واصدار واعادة بناء لوائح للمؤسسات ووضع قواعد العمل الاداري.

 

• ما هي المعوقات التي تواجهك في عملك كوزير للمياه؟ وكيف تعمل على تجاوز هذه المعوقات؟

– المعوق الاساسي الذي أواجه هو غياب الادارة وضعفها وايضا غياب شروط واسس العمل المؤسسي وهذه مشكلة عامة في البلد، وليست في المياه فحسب، لكني اتحدث هنا باعتباري وزير للمياه، انا اعتبر ان المشكلة الاساسية في البلد هي ادارية ومشكلتي الاولى في وزارة المياه، هي ادارة لا توجد مؤسسة وامامنا اليوم اساسا اعادة البناء لهذه المؤسسات المنهارة اصلا، ويمكننا القول انها لا توجد وايضا المبني هو احد المعوقات الكبرى، باعتباره يقع في منطقة حصل فيها حرب وهي منطقة الحصبة نهبت كل محتوياته كل نوافذه وابوابه، والان المبنى غير مؤهل ونحن نداوم في فروع للوزارة، وهذا يشكل علينا ضغطا نفسيا ولا نستطيع ان نتواصل مع جميع الموظفين ولا تستطيع ان تفعل العمل بشكل كامل لأن الموظفين ليس لديهم مكان يداومون فيه.

 

• كيف استلمت الوزارة من الوزير السابق الارياني؟

– الحقيقة انا لم استلم وزارة بدون وزير سابق، الوزير السابق يبدوا انه استقال من فترة مبكرة، وسمعت انه انسحب… انا مثلك لم اسمع استقالته لكن اخبرني الوكلاء والموظفين، بانه حدد موقفا قبل فترة من تعييني ولم يأتي الى الوزارة انا لم استلم من الوزير السابق وزارة هذا باختصار لم يجر استلام وتسليم بيني وبينه كما عمل زملائي الاخرون.

 

• اذن لماذا لا تجري تعيينات في وزارتك الى الان على غرار ما يفعل الكثير من زملائك الوزراء، سواء من حزبك او من غيره؟

– انا لا اؤمن بالتعيينات الحزبية انا اؤمن بتعيينات فنية معيارها الكفاءة والمهنة والخبرة، الذي تتوفر فيه شروط الوظيفة هو الذي سيحضى فيها سواء كان من حزبي او من حزب اخر، نحن ناضلنا سنوات من اجل تحريرها من الامتلاك السياسي لها. الاحزاب السياسية عندما تحكم لا تمتلك الوظيفة العامة وانما تدير الدولة ولا نريد ان نكرر ما فعله السابقون، ولا نريد ان نسير في نفس الطريق الذي سلكه السابقون وباعترافهم انهم كانوا على خطأ، فالوظيفة والاعلام والجيش هذه ملك الشعب اليمني كله وليست ملك حزب او جماعة او منطقة او مذهب.

 

• هل عالجتم اوضاع اهالي الحصبة ؟

– اعدنا ما استطعنا عودته ويوجد هناك مؤسسة محلية مسؤولة عن هذا الامر بشكل مباشر، ومثلما في كل محافظة تقدم الخدمات للمواطنين ولقد قمت بالتوجيه لكل مؤسسات المياه في امانة العاصمة بعودة الخدمات الى المناطق التي تضررت من الحرب والى المناطق التي لم تصل اليها الخدمات من قبل بسبب الفساد وسوء الادارة.

 

• هل يوجد بينك وبين امين العاصمة ووزير الاشغال والكهرباء تنسيق خاصة وان هذه الخدمات مترابطة مع بعضها؟

– الحقيقة لا يوجد تنسيق بشكل مباشر نحن بالنسبة للكهرباء عندما تعود مضخة المياه تشتغل بشكل طبيعي وهذا اكبر تنسيق، اما بالنسبة للأشغال فلا يوجد اي تنسيق بيننا، هناك مكاتب لكل منها في كل محافظة مثلها مثل المياه والتنسيق يتم بينها وهذا برايي يكون افضل بكثير من تنسيق سواء كان الوزير او من ينوبه.

 

• تقصد انه لا يوجد نية من الطرف الاخر صادقة لذا فضلت الراي هذا؟

– انا لا اقصد هذا انما اقصد ان الدولة اليوم تبني بالشكل المطلوب برؤيتها بمؤسساتها المتكاملة سيكون التنسيق امرا طبيعيا لأنه يكون ضمن خطة عامة او سيكون التنسيق جزءا من برنامج معين وهذا هو اساس العمل الصحيح في البناء المؤسسي.

– فعندما توجد الدولة ستوجد السياسة العامة والرؤية ولكل اختصاصه، وستكون له سياسة عامة.

• كيف تتعاملون مع معاملات المواطنين ومن كان لديهم ارشيف معاملات لديكم خاصة وانكم لم تستقروا الى حد الان في مكان معين ولم تبدؤوا في اعادة ترميم المبنى المنهار؟

– نحن افقر وزارة في الحكومة لا يوجد لدينا موازنة لترميم المبنى لذا لجأنا الى بعض المانحين، وتحديدا البنك الدولي لكي يقدم لنا دعما لترميم الوزارة، واعادة تأهيلها فنيا واداريا وتجهيزات واثاث، ووافق البنك الدولي مشكورا على طلبنا وللبنك اجراءات عادة ما تكون طويلة ونحن نشكره على قبوله لطلبنا ونحن اتفقنا في اخر لقاء جمعنا بهم على التسريع في الترميم وان يبدأ العمل بعد 3 اسابيع من الان.

 

• قربت حكومة الوفاق على الانتهاء متى نستطيع ان نقول للمواطنين : لا بد ان تأتوا الى مبنى وزارة المياه الذي في الحصبة لتستكملوا معاملاتهم؟

– الوزارة ليست معنية مباشرة بالخدمة الوزارة مهمتها رسم سياسات وتقييم ورقابة . اما خدمة المواطن هذا دور المؤسسات المحلية والتي تشرف عليها مباشرة ولا تديرها مباشرة ؛ لكنها تشرف على ادائها وليس لها علاقة بالتنفيذ، وتقديم الخدمات مسؤولية المؤسسات والمؤسسة لها قرارات ولها لوائح وصلاحيات كاملة في توفير الخدمة للمواطنين.

 

• هل صحيح انك ممتعض من امين العاصمة بخصوص تعاطفه مع رئيس مؤسسة المياه في العاصمة وذلك بإصدار قرارات او اوامر مخالفة للقانون؟

– انا لست ممتعضا: لكني اقول انه طموح في توسيع صلاحيات السلطات المحلية انا لست مع مركزية العمل ولست مع حشر القضايا في المركز انا ارفضه بالمطلق والثورة قامت ضد هذا ولكن اي توسع في صلاحيات السلطة المحلية وفق تشريع ولا بد ان نحترم التشريعات بكل عيوبها والا ستتحول المسالة الى فوضى كما كانت وخلافات ومنازعات على حساب الهم الرئيس اليوم الذي يتطلب منا تكريس الجهد لبناء دولة اليمن الحديث المستقبلية.

واعتقد ان هناك من يريد انه يوقع بيني وبينه مشكلة، وانا لن امضي في هذا الطريق وهو رجل اداري وعنده خبرة ولم يحصل بيني وبينه اي شيء يذكر.

 

• تقارير بيئية تقول ان البلد مهدد بالجفاف خلال وقت قريب كيف ستعالجون مثل هذه المشكلة ؟ وايضا ما هي الحلول لمواجهة مثل هذه الكوارث؟

– تعز وصنعاء وعدن وغيرها اليمن كلها تعاني من شحة المياه وتعز بشكل خاص لأنها اكثر الاحواض شحة الحل الاساسي والجوهري هو التحلية لمدينتي تعز واب وقد مضينا بهذا الطريق وبعد اسبوع سأسافر الى السعودية انا والاخ شوقي هائل للاستطلاع على تجربتهم في عملية التحلية باعتبارها افضل دولة في المنطقة بالتحلية وهناك دعم سعودي لهذا المشروع في تعز وان شاء الله مطلع العام القادم سنبدأ بالخط الناقل لمياه التحلية الخاص بتعز وهو الأهم.

 

• موظفو مؤسسة المياه يشكون من ان مديرها العام فاسد، حتى انه وصل به الامر الى ان يصدر قرارات دون الرجوع اليك وايضا مخالفا للقانون؟

– بالنسبة لموضوع الفساد يجب ان نتعامل معه بنوع من الحصافة وبالطرق القانونية، لكي يكون الموضوع مفتوحا للاتهامات السهلة، انا لا ابرئ ولا اتهم علينا ان نفعل المؤسسات وايضا تفعيل الدور الرقابي بعد ذلك، وانا لا انكر ان داخل كل مؤسسة فسادا وعبثا، وان هناك احتكارا للعمل والمال؛ لكن غياب الادارة والدولة والقانون..

 

• (مقاطعا) معالي الوزير هل هذا كلامك مبرر لما يقوم به مدير المؤسسة.. وتتحدث وكأنك رجل قانون ولست المسؤول الأول عن هذا الشخص؟

– نريد من الاعلام ان يزودنا بهذه الوثائق وان سمعت انه ظهر على قناة اليمن لكن من كان لديه وثيقة على اي شخص كان في وزارتي عليه ان يبرزها وانا اقيله فورا.

 

• هل نزلت الى مؤسسة المياه؟

– نعم نزلت ووجدت ان معظم الموظفين معارضين للأخ ابراهيم هذا حصل بعد تعييني بأيام، والتقيت بالموظفين، وهدأت الامور وقلت لهم ان التغيير ليس بالأشخاص، وانما التغيير الافضل هو التغيير لآليات وفي اعداد لوائح وقواعد مالية وتحسين الية الرقابة داخل المؤسسة ايضا يوجد اكبر قدر ممكن من الشفافية، هذا هو التغيير، يتم بعد ذلك ننتقي الاشخاص؛ ليس هو الحل.. سمعت من الكثير انهم يشكون منه ومن غيره من الموظفين بالمؤسسة. اليوم انا اطلب من الاعلام ان ينزل الى كافة فروع المؤسسة ستجدون ان هناك مؤهلات دنيا وهناك كوادر غير مؤهلة ضعيفة لكن انا املي كبير بان التدوير الوظيفي قادم ونحن سنعمل جاهدين للدفع بأكبر قدر ممكن من الناس المؤهلين الى هذه المؤسسات ان شاء الله.

 

• يوجد هفوات كبرى لوزارة المشترك في حكومة الوفاق وكان اخرها وزير الكهرباء… هل تخضعون انتم كوزراء لتقييم مرحلي من قبل احزابكم؟

– الأحزاب لا يوجد لديها آليه لتقييم اداء وزرائها.

ولست انا مع ان تكون هناك آلية. نحن نريد بناء دولة ونريد بناء مؤسسات رسمية ان تقيم وتحاسب. صحيح ان من حق الحزب ان يقيم اداء الوزير؛ لأنه يمثل حزبه لكن من حقه ان يقيمه في هذه الفترة، واي سلوك سيء يسيء للحزب اولا واخيرا، يجب ان تكون مؤسسات الرقابة والمحاسبة مؤسسات رسمية.

وبالنسبة للأخ صالح سميع انا قرأت الموضوع ودهشت لما قراته؛ لكني اعتقد انه لن يمارس خطأ بمثل هذا الحجم..

 

• (مقاطعا) لكنه بالوثائق هل الوثائق مزورة؟

– لا انا لم اقل ان الوثائق مزورة ؛ لا يوجد وزير يقدم على مثل هذه الاخطاء الفادحة في ظل وجود ثورة وساحات.

 

• هل ستناقشون هذه القضية بجلسة مجلس الوزراء القادمة؟

– اعلم ما لذي سنناقشه: لكن باعتقادي انه لن يناقش في جدول اعمال مجلس الوزراء لكننا سنسأل وسنستفسر من الاخ صالح ومن الاخ رئيس الوزراء.

 

• برايك هل العملية السياسية في البلاد كادت ان تتوقف في البلاد واخرها الحوار الوطني وذلك بسبب تهميش بعض القوى في البلاد ؟

– بالفعل الحوار الوطني لا بد ان يحل قضايانا ويفتح آفاقا نحو المستقبل، ويساعد على بناء دولة الحوار هو المخرج لكل اليمنيين؛ لكن يجب ان تأتي الى الحوار هو المخرج لكل اليمنيين، لكن يجب ان تأتي الى الحوار جاهزين بأفكارنا، وبالقضايا التي يجب ان نناقشها، ونحدد اولوياتنا، لا نأتي لمعطل الحوار او نأتي بأمزجة شخصية او بمناكفات.

الحوار الوطني يجب ان يكون اداه تنقل اليمن الى افاق جديد والى بناء دولة القانون التي تنتظرها كثيرا والتي غابت عن اليمنيين كثيرا.

 

• الاصوات بدأت ترتفع تطالب بانفصال الجنوب عن الشمال هل تخافون على الوحدة وممن؟

– اذا لم تقم الدولة اليمنية التي تلبي كل مصالح المواطنين وتخلق مواطنة متساوية وتخلق دولة قانون وشفافية ورقابة ومحاسبة وشراكة وديمقراطية وتعددية فلن نضمن بقاء الوحدة حتى الشمال، لن تضمن بقاء الوحدة حتى الشمال لن نضمن بقاؤه.

 

• اذن ممن تخافون على الوحدة؟

– على غياب الدولة ومن استمرار غيابها.. نحن لسنا دولة نحن الان حكومة وفاق وطني؛ نحن اداة وفاقية مهمتها ادارة الحوار والتهيئة لبناء دولة المؤسسات والقانون، لو كان هناك دولة نظام وقانون ومؤسسات ودستور، يعمل وقوانين تنفذ لما قامت هناك ثورة نحن نعيش فترة انتقالية بدون دولة وعندنا اجهزة تدير امور الناس بالممكن.

عن: الشارع

زر الذهاب إلى الأعلى