حوارات

عبد الغني عقلان: لولا الثورة ما عقد مؤتمر وطني للمهمشين ولما استطاع أحد أن يسافر من مكان إلى أخر

 يمنات – متابعات

بين النظرة المجتمعية المزدرية وبين تهميش حكومي اصبحت هوية مليون ونصف مليون مواطن يمني مهمشاً!! وتعاقبت الحكومات والأنظمة ووضعت القوانين, ولكن الواقع يفرض قانوناً لا إنسانياً ضد هؤلاء, لا لشيء سوى أنهم كانوا وما زالوا ضحايا التاريخ والجغرافيا والوطنية التي شكلت في مجملها مجتمعاً البقاء فيه لقوى التهشيم والتهميش فقط!!

مليون و500 الف في إحصائية غير دقيقة هو عدد هؤلاء المواطنين من إجمالي سكان اليمن البالغ عددهم نحو 23 مليون نسمة المتعاقبة حتى استطاعت ابتكار هذا المصطلح "المهمشين" للدلالة على هذه الفئة التي تسمى أيضاً بالاخدام, رغم أن دستور الجمهورية اليمنية يمنع أي شكل من أشكال التمييز العنصري ضد أي شريحة في المجتمع.

ذكر في بعض المصادر التاريخية أنهم من بقايا الأحباش الذين دخلوا اليمن عام 525م وأصبحوا فيما بعد عبيداً للدولة الزيادية في زبيد ومنذ ذلك الحين استغلت هذه الفئة وتنوعت أشكال الاستعباد إلى ان وصلت اليوم إلى وضع تكون فيه العبودية بمعناها الحقيقي أفضل بكثير من التهميش والإقصاء, إذ أن العبودية غالبا ما تكون دافعا لدى الإنسان لنيل الحرية.

انعقد الأسبوع الماضي مؤتمر الحوار الوطني الأول للمهمشين بصنعاء حيث ناقش المؤتمر أوضاع المهمشين ومعاناتهم والانتهاكات التي يتعرضون لها.

والوقوف على المؤتمر وأوضاع المهمشين عموماً التقت صحيفة الأمة بالأخ  عبد الغني عقلان مسفر رئيس منتدى التنمية الحقوقية والدمج الاجتماعي, ونائب رئيس الحقوق والحريات في الاتحاد الوطني للمهمشين وأجرت معه هذا الحوار.

حوار: عبد القوي محب الدين

 

• حدثنا باختصار حول المؤتمر الوطني الذي عقد مؤخرا و ما هي النقاط التي خرجتم بها؟

– نحن نعد للمؤتمر الوطني منذ فترة طويلة من أجل إيصال رسالتنا إلى كل الناس في الداخل والخارج بأن هناك شريحة واسعة من المجتمع اليمني تم إقصاؤها من كل حقوقها السياسية والاجتماعية والسكنية والحقوقية وأنها تعاني من الفقر والأمية وانخفاض مستوى التعليم وتعاني من العلل الاجتماعية والضعف وعدم وجود دمج اجتماعي.

المؤتمر كان عبارة عن حشد لكل القيادات والفئات المهمشة من كل محافظات الجمهورية من أجل توحيد الخطاب لإيصال رسالة قوية للمجتمع الداخلي والخارجي بأننا موجودون وبأننا رقم يصعب تجاوزه.

 

• هل الاتحاد معترف به رسمياً كمنظمة مجتمع مدني؟

– الاتحاد اليمني تم تأسيسه قبل خمس سنوات لأننا لم نحصل على دعم كبير لترتيب وتحسين اوضاعنا ويتكون من أربعين جمعية من مختلف محافظات الجمهورية والاتحاد يضم هذه الفئة وهو عبارة عن تكتل طبقي يعمل على لملمة شمل هذه الفئة وتوحيد الخطاب حتى نصل إلى مطالبنا الحقيقة ونيل حقوقنا في الجوانب السياسية والاجتماعية والثقافية بشكل متساو مع بقية فئات الشعب.

 

• هل كان هناك تواصل مع الحكومة فيما يخص تلبية مطالبكم أو جزء منها سواء في الفترة الحالية أو في الفترة السابقة؟

– كل تواصلنا كان مع الحكومة إلا أنه للأسف لم تكن هناك أي استجابة وفي الماضي تم تهميشنا كما تم تهميش المجتمع اليمني برمته لأن النظام كان يهمش الجميع, وبعد الثورة تواصلنا مع رئاسة الوزراء من اجل تثبيت عمال النظافة وتم تلبية هذا الجانب وهو شيء نعتبره إيجابيا بالنسبة لرئيس الوزراء.

 

• هل عمال النظافة جزء من الاتحاد؟

– بالتأكيد هناك نقابات تمثل عمال النظافة هناك نقابة في صنعاء ونقابة في تعز ونقابة في عدن وهناك تنسيق مع النقابات بشكل مستمر ومعظم أعضاء الاتحاد هم من عمال النظافة كونها المهنة الرئيسية لهذه الفئة.

 

• في منتدى التنمية الحقوقية والدمج الاجتماعي ما الذي سيقدمه المنتدى في ظل وجود الاتحاد الوطني للمهمشين وهل الأهداف مختلفة؟

– الاهداف بين المنتدى والاتحاد الوطني للمهمشين متناغمة إلى حد كبير لكن المنتدى يعمل على تنمية شريحة الشباب ورفع وعيها الحقوقي حتى يسهل لها الاندماج في المجتمع وإيجاد كادر متعلم وكذلك الدفاع عن قضايا الناس وتبني قضايا المظلومين وما يمارس ضدهم من العنف اللفظي والجسدي والمعنوي والنفسي.

 

• متى أسس المنتدى وما هي أبرز أهدافه؟

– أسس المنتدى في 2011م في بداية الثورة, ومن أهداف المنتدى رفع مستوى وعي الشباب بحقوقهم الاجتماعية والسياسية والثقافية, والسعي نحو ايجاد مجتمع واع متقدم قادر على الذوبان والانصهار الاجتماعي بكل سهولة, وتخفيف حدة التسول من خلال تدريب الشابات المهمشات في مجال الخياطة والحياكة والعمل في المنازل حتى نخفف من النظرة الدونية للنساء على أنهن مهمشات, والاهتمام بالطفولة وانتشالهم من عمالة الأطفال وإيجاد كادر يقوم بخدمة الفئة والوطن بشكل عام مستقبلاً, والتواصل الاجتماعي مع كل أطياف المجتمع سواء كانت ثقافية او اجتماعية أو اقتصادية من أجل تبني قضايا الفئات المقهورة من ساكني الصفيح والأحياء الشعبية التي تعاني الكثير من المشاكل, وبالنسبة للفظ مهمشين نحن نقول ان رسالة المنتدى هي أننا أصحاب رسالة ولسنا مهمشين كما كرسها النظام فنحن أصحاب رسالة إنسانية لا تقل شأناً عن رسالة بلال بن رباح.

 

• ولكنكم ساهمتم في ترسيخ هذا الاسم لدليل الاتحاد نفسه, الاتحاد الوطني للمهمشين؟

– هو اسمه الحقيقي الاتحاد الوطني لتنمية الفئات الأشد فقراً لكننا وصفناه بعبارة الاتحاد الوطني للمهمشين كي نعرف الناس من نحن لأن لفظ الفئات الأشد فقراً أصبح لا ينطبق علينا, فنصف المجتمع اليمني أشد فقراً فهناك سادة مهمشون نحن نقول أننا نحن ساكنو الصفيح نحن ساكنو الأحياء الفقيرة الشعبية التي تفتقر إلى كل الخدمات ابتداء من الصرف الصحي حتى المسكن حتى التعليم حتى الصحة حتى شهادة الميلاد بالنسبة للأطفال.

 

• سواءً في الاتحاد الوطني أو المنتدى ما أبرز ما قدمتموه لهذه الفئة؟

• ابرز ما قدمناه هو إيجاد حوار داخلي داخل الفئة نفسها بالتواصل مع معظم المحافظات وعمل تكتل طبقي لمعظم المحافظات للوصول إلى الانجاز الذي قمنا به يوم الأربعاء والخميس الماضي وهو انجاز كبير اشترك فيه الاتحاد الوطني واشتركت فيه منظمة الدفاع عن الاحرار السود وشاركت فيه جمعية عامر العقبي ومنتدى التنمية الحقوقية وجمعية وحدة قطاع النظافة وجمعية الخساف وجمعية الحاريش في الحديدة ومنظمة مناهضة التمييز العنصري كل هذه المنظمات ساهمت في الخروج بهذا المؤتمر الوطني للمهمشين الذي يبتدئ بحوار فيما بيننا ثم ننطلق للحوار مع المجتمع والقوى السياسية لبحث مطالبنا ومشاكلنا.

 

• ماذا قدمت لكم الدولة؟

– وزارة الشئون الاجتماعية والعمل منحتنا التصاريح فقط ولا يوجد أي دعم حكومي فنحن مستبعدون من الدعم الحكومي فاتحاد الشباب مثلاً يمنح أربعين مليون سنوياً وكذلك اتحاد نساء اليمن يمنح نفس المبلغ بينما يمنح لاتحاد المهمشين شهريا مائة الف ريال فقط.

فيما اكتفت وزارة الشئون الاجتماعية والعمل بمنحنا التصاريح فقط ومن لديه فكرة يذهب مع أسرته وجماعته ويمنح تصريحاً ويبدأ هو بالبحث عن تمويل يخفف من الفقر والظروف التي يعاني منها هذا الشخص الذي قام بإخراج التصريح وقد كنا نتمني من الوزارة أن تحدد كيف توجد مجتمعاً مدنياً في وسط المهمشين بشكل منظم وليس بشكل عشوائي كما هو حاصل اليوم مثلا لكل محافظة أكثر من ست إلى سبع جمعيات وهو عمل عشوائي, فقد كنا نتمني لو انها حددت لكل محافظة جمعية واحدة من خيرة كوادر أبناء الفئة وأن تكون لهم بناء مؤسسي راقي وتكون لهم خدمات حقيقية في مجال تعليم الشباب وفي مجال مناصرة قضايا الشباب والمظلومين وعمال النظافة وإدراج الخريجين في الجامعة والبحث عن علاج للأطفال, هذا هو العمل الصحيح لكن الشئون الاجتماعية هي من أوجدت دوشة داخل المهمشين لغرض تفكيكهم ولتثبت للمجتمع الدولي أن هذه الفئة غير قادرة على إدارة نفسها للوصول إلى بر الأمان.

 

• الحكومة ممثلة بالوزارة منحتكم التراخيص وكفت يدها عن الدعم, وفي ظل التقاسمات السياسية الواضحة الآن في اليمن هل تعتبر هذه الفئة لقمة سائغة لأي طرف قد يستغلها؟

– النظام السابق عود هذه الفئة على مكاسب بسيطة جداً واستغلال سياسي أيام الانتخابات فيما الآن تولدت فكرة عند بعض القيادات بان المسألة هي اصطياد فرص للحصول على أموال والتصرف بشكل عشوائي وغير دقيق وغير منظم لكننا الآن نسعى من خلال عملنا مع الكثير من المكونات الناضجة والتي لديها بعد نظر في كيفية الخروج برؤى واستراتيجيات وخطط مستقبلية قادرة على إيجاد عمل مدني ملموس يفيد الناس ويفيد رسالتنا الحقيقية التي نريد أن نوصلها للناس وللمجتمع الداخلي والخارجي..

 

• أنتم تقولون : لم نجد أي حزب أو تنظيم سياسي قد تطرق إلى قضايانا في برامجه ولم نجد أحزاباً بادرت بضم أي عضو من هذه الفئة إلى عضويتها, لماذا لا تبادر الفئة نفسها سواءً أنتم في المنتدى أو في الاتحاد إلى توعية الفئة نفسها بان هذه الأحزاب وجدت لمصلحة المواطن اليمني, فلم لا يبادر أعضاء الفئة إلى الانضمام والانخراط في هذه الاحزاب؟

– هناك أسباب مزدوجة منها ما يعود إلى الأحزاب السياسية ومنها ما يعود إلى الفئة نفسها ومن الأسباب المتعلقة بالفئة نفسها هي أنها لم تحدد رؤيتها بشكل كامل وماذا تريد إلى الآن لم يستطيعوا تحديد ماذا يريدون وما هي أهدافهم.

ثانياً: المنظومة السياسية في البلاد تنظر لهذه الفئة بأنها ليست قادرة على مزاولة عمل سياسي راقي, أنا شخصياً رئيس دائرة المنظمة الجماهيرية لحزب الحق بمحافظة تعز ولا مشكلة في هذا الجانب فنحن نعمل مع زملائنا في المكتب التنفيذي ونزاول كل الأنشطة، المشكلة أن هناك استغلال سياسي لهذه الفئة من قبل طرف معين.

الحوار الوطني مثلاً, فمن أسباب عقد المؤتمر الوطني للمهمشين الكبيرة والملحة هو الحوار الوطني نحن لم ندخل ضمن اللجنة الفنية كممثل وهذا حق من حقوقنا, ولم ندخل ضمن النقاط العشرين التي رفعت لرئيس الجمهورية.

نحن ذكرنا في المبادرة الخليجية في البند السابع بضرورة حماية المستضعفين والعمل على تحسين وضعهم المعيشي والسياسي في البلاد, فإذا كانت المبادرة تبنت قضيتنا بينما القوى السياسية في الداخل لم تتبن قضيتنا فهذا كان هدفاً رئيسياً وكبيراً لعقد هذا المؤتمر ونحن نطالب كل القوى السياسية بإدراج قضية المهمشين ضمن النقاط العشرين كونها قضية مهمة وإنسانية كبيرة حتى لا تكون بحاجة إلى مبادرة مستقبلاً.

 

• ما هي المطالب الأخرى؟

– نحن طالبنا بالإدراج من اجل إيصال صوتنا داخل الحوار الوطني لأن الحوار الوطني هو البوابة الوحيد الآن لإخراج البلاد من المأزق الحقيقي إذا كان هناك فعلاً حوار وطني صادق فالمؤشرات إلى الآن تقول أن هناك مشاكل كثيرة وربما ينجح الحوار الوطني وربما لا ينجح ونحن نقول في حالة نجاح المؤتمر إذا وجدت قضيتنا بقوة وتم مناقشتها والخروج بها ضمن الرؤى والاستراتيجيات المستقبلية لمعالجتها سيعني أننا حققنا نقلة كبيرة جدا واستفدنا بشكل كبير حتى تتم معالجة أوضاعنا فإذا كانت هناك قضية حقيقية في اليمن فهي قضية المهمشين.

– هناك فئة كبيرة من المهمشين وأبنائهم شاركوا في الثورة وهناك جرحى ومصابون وكنا أكثر الناس تخوفاً أثناء المشاكل لأننا كنا عرضة لإطلاق النار وعودة الرصاص وحرماننا من كل الخدمات وتعرضنا لمشاكل كثيرة لكن الخوف الموجود عند أبناء هذه الفئة كان نتيجة السياسات التي كانت تمارس عليهم منذ فترة طويلة ولد لديهم التقوقع والانحصار والعزلة وأيضاً تهديدهم بأماكن سكنهم وإذا كان هناك اندفاع للساحات يتم تهديدهم بأخذ مواقعهم واستبدالها بقصور.

 

• في جانب مطلبكم بتمليككم للأراضي التي يسكنها المهمشون ممن منحكم الأرض هل هي الدولة حتى تطالبوا بتمليك؟

• معظم الأماكن التي نسكنها تم الجلوس فيها من خلال إما ان يكون في خلاف ما بين اشخاص على قطعة أرض معينة يقوم بعدها أحد الأشخاص بإحضار مجموعة من المهمشين كي يجلسوا فيها لفترة معينة فيما بعض الاماكن تمتلكها الدولة سكنها المهمشون وبنوا بيوتهم من الصفيح فيها والدولة لم تقم بتمليك أي أرض لهم مثلما تقوم بتمليك مئات الهكتارات للمتنفذين في الدولة فنحن نعتبر أن عدم تمليكنا من قبل الدولة للأراضي التي تقطنها عنصرية بحتة فكيف يتم تمليك المتنفذين ولا يتم تمليك المهمشين المفارقة فعلاً عجيبة فنحن بحاجة إلى الاستقرار والسكن حتى نحدد هويتنا فمعظمنا لا يمتلك حتى البطاقة الشخصية بسبب أنه لا يوجد لديه موطن حقيقي أو مكان للجلوس فيه بشكل مستمر مما ينتج عنه عدم إرسال الأبناء على المدارس وعدم الاستقرار وعدم ربط علاقة اجتماعية راقية مع المجتمع.

• البنك الدولي بادر إلى عمل مدينة سكنية في تعز "مدينة الوفاء السكنية" وكذلك مدينة في سعوان إلا انه مازال التمليك لهذا البيوت لم يتم لصالح المستفيدين منها حتى اليوم فقد أعطيت لمستفيدين آخرين, ففي تعز مثلاً للمتضررين من كوارث السيول وتم منحهم مدينة مكونة 244 وحدة سكنية إلا أن التمليك لم يتم حتى الآن فكل ما لديهم في تعز أو سعوان هي عقود سكن فقط ولم يعطوهم التمليك النهائي فقد تم رفع الوحدات السكنية التي كانت متواجدة في الصافية وفي باب اليمن على أساس منحهم وحدات سكنية في سعوان لكن بقيت المشكلة في عدم منحهم عقود التمليك تحت مبرر أن هذه الفئة من المهمشين سيقومون ببيع البيوت فلماذا الحكومة لا تتبنى تنفيذ آلية بضرورة توعية الناس بالارتباط والبقاء بمساكنهم وإيجاد برنامج متكامل لتوعية الناس فالمسألة عادية جداً ونحن الآن كمتواجدين في وسط الفئة دورنا يكمن في توعية الناس في ان يحافظوا على منازلهم, لكن الحكومة تخلق مبرراً لتنتظر الفرصة المواتية لإخراج هذه الفئة من منازلهم.

 

• ماذا عن رصد قضايا الانتهاك حتى تستطيعوا مخاطبة المنظمات والحكومة؟

– لم تقم بعمل مسح ميداني شامل كون المشروع بحاجة إلى تمويل ولكن لدينا تقرير للعدد بمليون ومئتين ألف, أما بالنسبة للرصد فنحن متابعون ونرصد كل قضايا الانتهاكات والحقوق ونعمل على توثيقها والتواصل مع بعض المحامين الراغبين في العمل التطوعي معنا لتبني بعض القضايا في كل المحافظات سواء كان في صنعاء او تعز, أو الحديدة ومن أبرز هذه القضايا قضية الشهيد خطاط في تعز, تبنى المنتدى توكيل محامين للقضية وإدخال القاتل السجن والقضية ما زالت قائمة.

 

• هل هناك تنسيق وتواصل مع المهمشين في المحافظات الجنوبية؟

– نتواصل مع الأخوة في المحافظات الجنوبية بشكل فاعل جداً فالأخوة هناك يعانون من قضيتين قضية تهميش سياسي وإقصاء كونهم فئة ويعانون تهميشاً مجتمعياً ويعانون ارتداداً كونهم قبل الوحدة لم يكونوا مهمشين فيما هم مهمشون بعدها.

 

• أهم الانتهاكات الحقوقية التي يتعرض لها المهمش؟

– من أهم الانتهاكات هو العنف اللفظي والجسدي والمناداة بكلمة خادم تعتبر أكبر عنف ممارس على هذه الفئة في الشارع وفي الباص وفي المدرسة وفي كل مجالات الحياة العملية وهي لفظة تصيب الشخص المتلقي لها بإحباط والشعور بالدونية وأيضاً الحقد على الرجل الأبيض الذي يناديه بهذا اللفظ ويكون هناك تراكم, وعندما يكبر ويشيب على هذه اللفظة تكون عنده نظرة عدائية خاطئة فلا نريد أن تستغل هذه النظرة من قبل اطراف حتى يتم تغذيتها بطريقة سلبية تخدم أهدافاً سياسية أخرى ويتم استغلال هذه الفئة من المجتمع, نريد العمل بشكل منظم وبشكل يوضح ما نريد فلدينا مشاكل اقتصادية حقيقية وفقر مدقع وجهل ومرض نريد ان نعالجه كي نصل إلى بر الأمان.

 

• تقييمكم لأرقام الانتهاكات التي يتعرض لها المهمش والقضايا الحقوقية التي تعني بالمهمش خلال العام 2011/2012م مقارنة بأعوام سابقة؟

– الثورة هي حصن حصين لهذه الفئات لكن للأسف نحن لم نستوعب ما تعنيه الثورة وكيف يمكن ان تعود علينا بالنفع نتيجة الأمية والجهل والاستغلال السياسي المفروض علينا منذ ثلاثين عام وقد كنا نطرح في بعض لقاءاتنا مع الشباب بأنه لا يجب ان نكرر خطأ آبائنا وأجدادنا في الوقوف دائما مع القوى التقليدية التي تريد استغلال الناس وابتزاز حقوقهم وعقد المؤتمر الوطني للمهمشين أعتبره من مخرجات الثورة فلولا الثورة ما عقد مؤتمر وطني للمهمشين ولما استطاع أحد أن يسافر من مكان إلى مكان, أما بخصوص الاتحاد الذي أقيم في 2007م فهي فكرة كان قد تم مناقشتها وتوصلنا لفكرة الاتحاد وكان التيار المتبني للقضية هو النظام القائم في البلاد فممن سيكون الخوف فهم أصحاب الفكرة وهم أصحاب الدعم, والشيء الآخر بخصوص النظافة وتوجيه رئيس الوزراء باسندوة بتثبيت عمال النظافة يعد هذا منجز كبير من منجزات الثورة بينما عجز الأولين عن تثبيت ولو 10% من عمال النظافة.

 

• رسالتكم إلى المجتمع والنخب السياسية في اليمن؟

– رسالتنا إلى المجتمع اليمني هي أننا فئة واسعة وعريضة في المجتمع لا يقل قوامها عن مليون ومئتين ألف, متواجدون في جميع أنحاء الجمهورية ونعاني من مواطنة منتقصة ونعاني من تدني مستوى التعليم والصحة وسوء معيشة السكن ونحن نمد يدنا مع كل الناس المظلومين والمقهورين في هذا الوطن للانطلاق والسعي نحو دولة مدنية حديثة تكفل الحقوق والحريات لكل الناس بدون استثناء أو إقصاء على أساس اللون أو العرق أو الجنس ونكون يداً بيد نحو بناء دولة مدنية حديثة, إذا كان هناك نواة حقيقية لدولة مدنية حديثة في اليمن فهو نحن المهمشون والشباب الفئتان اللتان لا تمتلكان السلاح ولا نريد العنف ونسعى نحو إيجاد دولة مدنية حديثة.

عن: صحيفة الأمة

زر الذهاب إلى الأعلى