حوارات

علي ناصر محمد: انا ضد انفصال الجنوب والثورة الشبابية الشعبية لم تحقق أهدافها وتعاني معضلة ثورتي سبتمبر وأكتوبر

 بمنات – متابعات

في هذا الحوار ، ترجع الذاكرة مع الرئيس اليمني الجنوبي الاسبق علي ناصر محمد الى حقبة ماضية بمناسبة ذكرى ثورة 14 اكتوبر ، الى تاريخ اليمن المعاصر والثورتين ، ويتناول الحوار جملة من القضايا المتعلقة بالثورة الشبابية الشعبية ، حيث يؤكد ان هذه الثورة لم تحقق كافة اهدافها وانها تعاني من معضلات ثورتي سبتمبر واكتوبر .

ويقول الرئيس علي ناصر – في حوار مع موقع " التغيير نت " – ان اليمن يعاني حاليا نوعا من الازدواجية في السلطة ، ويدعو الرئيس السابق علي عبد الله صالح الى مغادرة البلاد بصورة مؤقتة والى ان يترك الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي يمارس صلاحياته ويقود المرحلة الانتقالية بصورة سلسلة وهادئة ، بعيدا عن اية تدخلات ، اضافة الى تناول قضايا هامة في الساحة اليمنية تتعلق بالتاريخ المعاصر وبالتطورات الراهنة ومواقف ناصر من قضايا الجنوب والبلاد بصورة عامة ، وعلاقات محلية واقليمية ودولية ، فالى نص الحوار:

حوار – عرفات مدابش

س / إذا أردنا أن نسترجع التاريخ والذاكرة ماهي القوى السياسة التي كانت تطالب باستقلال الجنوب والثورة المسلحة ؟

إن ثورة 14 أكتوبر هي امتداد للانتفاضات الشعبية في عدن والمحميات منذ بداية القرن العشرين وحتى اعلان قيام الثورة المسلحة التي انطلقت من جبال ردفان بقيادة الجبهة القومية لتحرير الجنوب عام 1963م وقد ساهمت وشاركت كافة القوى السياسية كحزب الشعب الاشتراكي ورابطة ابناء الجنوب وجبهة التحرير واتحاد الشعب

الديمقراطي ونقابات العمل والمنظمات الجماهيرية وغيرها من القوى السياسية في الجنوب قبل وبعد انطلاق الثورة ، وعند انطلاقها اعلن الرئيس جمال عبد الناصر من كمدينة تعز "إن على الاستعمار البريطاني أن يحمل عصاه ويرحل من عدن" ، وقدمت مصر كافة اشكال الدعم لثورة الجنوب بقيادة الجبهة القومية وجبهة التحرير حتى تحقق النصر في الثلاثين من نوفمبر 1967م واعلان قيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية برئاسة المناضل قحطان محمد الشعبي .

س / مرت ذكرى اليوبيل الذهبي لثورة 26 سبتمبر ونعيش هذه الأيام الذكرى الـ 49 لثورة 14 أكتوبر المجيدتين .. وتأتي هذه الذكرى في ظل ثورة شعبية يمنية وتغيرات عربية في إطار ما يسمى الربيع العربي كيف تعني لكم هذه الذكرى في ظل هذه الظروف ؟

ثورة 26 سبتمبر 1962م وثورة 14 اكتوبر1963م، كانتا نصراً للشعب اليمني في ظل ظروف تلك المرحلة، ولم تكونا انتصاراً لليمن أو لشعبنا فحسب بل إنه من حيث النتائج كانت لهما تأثيرات إيجابية على الإقليم والمنطقة ، فقد شكلتا دفعاً للأنظمة في المنطقة لأن تعجل بإصلاحات على مستوى كياناتها السياسية والاجتماعية والثقافية، فعندما تقوم ثورة إلى جوار بلدك تحدث خشية من تأثيرها ومدها إلى داخل حدودك وهذا أمر طبيعي ويمكن تفهمه، لا بل إن الانجليز وبعد 124 عاماً من الاحتلال دفعت بهم الثورة إلى القيام باصلاحات في الجنوب فقد اضطروا لتطوير فكرة اتحاد الجنوب العربي في محاولة لاجهاض ثورة 14 أكتوبر، كذلك كان لثورة 23 يوليو في مصر تأثيرها في اليمن شمالاً وجنوباً وفي الوطن العربي وافريقيا ..

ولكن المؤسف هو حالة الارتدادة التي صاحبت مسيرة الثورة اليمنية على مستوى بناء مشروع الدولة إذ تم التراجع في هذا الاتجاه لدرجة جعلت البعض يترحمون على الإمام في الشمال وعلى الانجليز في الجنوب، مع الفارق أن الجنوب خطا خطوات كبيرة في بناء الدولة وتثبيت سلطتها وإرساء هيبتها وحاكميتها، واستفادت جمهورية اليمن الديمقراطية كثيراً من الإرث الإداري البريطاني وأسست عليه ولم تبق رهناً للماضي كما حصل في الشمال، ففي الشمال ظل الكهنوت الإمامي سيمفونية مملة وشماعة تعلق عليها الأخطاء، واتجه الوضع نحو ما قبل الدولة وهذا يعود للسياسات الخاطئة والانقلاب على أهداف الثورة وتحويلها إلى سلطة ومغانم يتم توزيعها بين مراكز قوى متعددة، ومع تقديرنا للظروف الخاصة في عهدي الرئيس السلال والرئيس القاضي الإرياني، إلا أنه تجدر الإشارة إلى محاولة الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي أن يخرق هذه الارتدادة بحالة متقدمة وبدأ في التأسيس لمشروع بناء الدولة سرعان ماتم إجهاضه باغتياله واغتيال مشروعه، وتابع النظام بعده النكوص إلى الوراء نحو ماقبل الدولة وتفشي الفساد وحالة الإثراء غير المشروع الذي لم يحدث في أيام الملكية فالإمام أوصى بما يملك لبيت مال المسلمين -حسب وثائق تاريخية- ، وبالرغم من أن الرئيس السابق علي عبد الله صالح توافرت له فرص مواتية وفي ظروف تاريخية متعددة قبل وبعد الوحدة وبعد حرب 1994م، كما توفر له كل أنواع الدعم المادي والعسكري واللوجستي إضافة إلى النفط والتحكم به وأحيانا التأييد الشعبي الذي يُمكنه من بناء دولة قوية آمنة ومزدهرة أساسها العدل والاستقرار والمواطنة المتساوية، إلا أنه اختار التفرد والاستحواذ وافتعال الأزمات وإدارتها مما قوّض مشروع الدولة وأوصلها إلى حافة الهاوية الأمر الذي أخرج الناس في الجنوب في حراك سلمي منذ العام 2007م وحروب صعدة الستة وثورة شبابية شعبية في فبراير 2011م على مستوى الشمال والجنوب كانت كفيلة بخلعه عن الحكم فقد كان ولا يزال يحاول التشبث بالسلطة بل وتوريثها ولكن هذه الثورة أطاحت بهذا المشروع.. وأثبتت التجربة أنه لا مستقبل للتوريث لا في اليمن ولا في الأنظمة المماثلة.


س / تحدثتم عن انتكاسة أو ارتدادة لثورة سبتمبر واكتوبر فهل ينطبق هذا على الثورة الشعبية الراهنة؟

انتصار هذه الثورة الشعبية الراهنة ( ثور التغيير ) لا يعول عليها فقط بناء الدولة المدنية الحديثة وهي مطلب جماهيري عام، بل أيضاً إعادة الاعتبار لثورتي سبتمبر وأكتوبر التي نعيش هذه الأيام ذكراهما ..

ولكن المؤسف أيضاً هنا هو أن هذه الثورة الشبابية الشعبية لم تحقق كافة أهدافها ولا تزال تعاني ما يشبه إلى حد ما معاناة ثورتي سبتمبر وأكتوبر مع ما تضيفه خصوصية المرحلة واختلاف الزمن فقد كانت السلطة لها هيبتها ، ولكنها فقدت ذلك مع توزعها في منظومة مصالح ومراكز قوى متعددة وقد حذرت في مقابلة واكبت الاحتجاجات في إرهاصاتها الأولى من الالتفاف على ثورة الشباب اليمني .

س / كيف يقرأ الرئيس علي ناصر المشهد اليمني اليوم لاسيما بعد تطورات عديدة في ضوء التسوية السياسية وكيف ينظر إليها ؟

شخصيا أنظر إلى التسوية السياسية بتفاؤل حذر، وربما استخدمت مصطلح ارتياب في مكان آخر، وكان ذلك الرأي له ما يدعمه في المعطى الواقعي، وهذا المعطى بطبيعة الحال إما أن يتطور إيجاباً بما يخدم التسوية وإما أن يتحرك في الخط المعاكس بما ينذر بفشلها أو انهيارها كما أشرت في سؤالك ..

واليوم ومع الأسف فإن الأزمة السياسية تتغور في عمق الوطن وتتغول في الجسد اليمني والوحدة الوطنية وتزرع البغضاء والكراهية وكلنا نعرف بأن المبادرة الخليجية لم تتحدث عن الثورة ولا عن القضية الجنوبية بل ركزت على الأزمة ونقل السلطة ولذلك قامت التسوية السياسية بين فريقين وقَّعا عليها ..

وكنا نأمل أن تشمل التسوية كافة الطيف اليمني وأن يكون الشباب الرقم الأبرز فيها فهم من حركوا عجلة التغيير لاسقاط رأس النظام، وهذه الثورة بحراكها وشبابها مهدوا الطريق لحكومة الوفاق الوطني ورئاسة الدولة من بعدها.

إن استبعاد القوى المؤثرة كان له دور كبير في خلق جو من المحاصصة والتقاسم غير المفيد مع عدم القدرة على التعايش معه لأن من المعروف أن المحاصصة ربما تكون من طبيعة أية مرحلة انتقالية على أن ذلك صحيح في حال كانت شاملة لكل الطيف لا لحساب فريقين أو اكثر .. وهذا يفسر المواجهات المتنقلة سياسيا وميدانياً بين بعض القوى وغير ذلك من الملامح القاتمة التي تفرزها حالة الإقصاء والتطرف وعدم مواكبة الأهداف التي خرج من أجلها الناس ..

س / وماذا عن موجة الاغتيالات التي تشهدها الساحة السياسية ؟

مسألة الاغتيالات مؤشر خطير وما جرى من محاولات لاغتيال كل من الدكتور ياسين سعيد نعمان واللواء محمد ناصر أحمد وزير الدفاع والدكتور واعد باذيب وزير النقل وغيرهم يستهدف جوهر عملية التغيير والدولة المدنية، ويذكرنا بماجرى أثناء أزمة 1993 والتي انتهت إلى حرب 1994م ، وقد حذرنا من الوصول إلى هذه المحطة الخطيرة حينما أكدنا على ضرورة الحوار وأكدنا رفضنا للاقتتال والانفصال لأن لا بديل للحوار إلا الحرب وفي آخر كل حرب يلجأ الجميع إلى الحوار كنتيجة حتمية .. وإن المنتصر مهزوم في مثل هذه الحروب وهذا ما اكدته التجربة في أعوام : 1986م , 1994م , 2011م.


س/ هناك طرف وقع على المبادرة الخليجية ومنح الرئيس صالح الحصانة واليوم يخرج مناصروهم لنزعها في ظل الصراع القائم أو التجاذب بين طرفي التسوية .. كيف تقيمون هذه المسألة وهل ترون أن هذا مؤشر لبلوغ محاكمات قادمة لاسيما أن لكم تجربة سابقة في الجنوب في ظل ما كان من صراعات سياسية أشار إليها الرئيس صالح في خطابه بمناسبة الذكرى الثلاثين لتأسيس حزب المؤتمر الشعبي ؟

هناك من يرفض الحصانة من حيث المبدأ والنتيجة على حد سواء وخاصة في صفوف شباب الثورة والحوثيون والحراك الجنوبي وكذلك قوى أخرى لم تنخرط في إطار المبادرة، ومن الغريب والمؤسف أن من حصل على هذه الحصانة فوق إرادة الثورة والشعب يتحدث في خطابه عن (حدث 1986م الإجرامي) على حد وصفه، الذي أشرت إليه في سؤالك فإنه بالنتيجة يمس أطرافاً وقيادات كانت معنا ومعه وبينهم رئيس الجمهورية المشير عبد ربه منصور هادي وغيره من القيادات السابقة العسكرية والمدنية التي كانت محسوبة على ما كان يسمى (الزمرة) وكان عمر الجاوي قد اختصر مصطلحي الطغمة والزمرة بـكلمة ( طُز ) وعلينا أن نفهم المعنى العميق لهذه الكلمة.

ولكي نوقف الجدل واللغط في هذا الموضوع فإنني أدعو إلى تشكيل لجنة محايدة من الأكاديميين والمستقلين الذين ليس لهم علاقة بهذه الصراعات للتحقيق في أهم الأحداث التي جرت منذ قيام ثورتي سبتمبر وأكتوبر بهدف تحليل ما جرى والوقوف على الأسباب والمسببات، واستخلاص الدروس والعبر لتطلع الأجيال الحالية والقادمة على الحقائق كما هي دون تضليل، بما يؤسس لمرحلة جديدة ، وهذا الطرح يتسق ولا يتعارض مع إعلاننا المستمر بأننا نتحمل جزءًا من المسؤولية التاريخية وأنا على استعداد للقبول بالنتائج التي تتوصل إليها هكذا لجنة.

والأهم من كل ذلك التحقيق في الجريمة الكبرى التي ارتكبت بحق الوحدة من قبل الموقعين عليها عام 1990م ..

والتي تحولت من حلم جميل إلى كابوس مفزع كما أشار الوزير الأستاذ صالح باصرة في مقابلة معه بأن الوحدة لم تصل بيوتنا أو وصلت ولكن بطريقة مزعجة ، وبرأيي ليس فقط إزعاج بل قتل واحتراب وانقسام وتشظي وكراهية وفساد، وأحب أن استشهد أيضاً بما نُقل عن السيد فيليب نائب السفير الألماني بتشبيهه الوحدة بالباص حيث قال : "الوضع في الجنوب مثل باص تم طرد ركابه عام 1994م وظل ابناء الجنوب يلاحقونه ولم يستطيعوا ان يلحقوا به ولكن فجأه توقف ابناء الجنوب من اللحاق به وعندما عاد الباص ليحملهم رفضوا الركوب فيه".

 

س / الوضع في اليمن يعاني حسبما ماذكرت من ازدواجية سلطة في ظل وجود أكثر من سلطة فهناك الرئيس عبد ربه منصور هادي والرئيس علي عبد الله صالح وعائلته واللواء علي محسن الاحمر والشيخ حميد الأحمر ورئيس الوزاراء محمد باسندوة واحزاب المشترك وحزب المؤتمر وغيرهم، فهل تعتقد أن ذلك مؤشراً على فشل التسوية وعلى قيادة الرئيس للبلاد وبعض المشايخ الذين يعتبرون انفسهم دولة داخل الدولة؟

توصيف "ازدواجية السلطة" لم أقم باختراعه بل إنه استنتاج واضح وطبيعي لأي مراقب للمشهد وخاصة في صنعاء التي تنقسم على بعضها حول مراكز قوى متعددة، ففي السابق تركزت السلطة بيد رئيس واحد وخرج الناس لتغييره وليس لتبديله بأكثر من رئيس، البعض يقول أن هناك أكثر من رئيس في اليمن وأكثر من جيش وأكثر من جماعة مسلحة وأكثر من فضائية ناطقة بإسم كل رئيس، وحتى أكثر من فرع لتنظيم القاعدة وفقاً لاختلاف مرجعياتها هذا فضلاً عن التدخلات الخارجية التي جعلت من البلد حقل تجارب في عملية خطيرة ليس لها من أفق سوى المزيد من التشظي في النفوس والانقسام والعنف في اليمن شمالاً وجنوباً، وأخشى أن لا يصبح الجنوب جنوباً ولا الشمال شمالاً !

 

س/ وماهو بتقديرك الحل لازدواجية السلطة في صنعاء ؟

المطلوب أن يمارس الرئيس كافة صلاحياته وفقاً للدستور على أن المشكل هنا تعدد المرجعيات فالمبادرة الخليجية باتت مرجعية يستند الرئيس في قراراته عليها وهذا أمر يعزز نوعاً من الخلل البنيوي في وضع التسوية السياسية الراهنة، ومن جانبي أنصح بالتوصل لمعالجة موضوعية لهذا الخلل ومن جانب آخر أنصح الاخ الرئيس علي عبد الله صالح الذي تربطنا به علاقات قبل وبعد 1986م ولا انسى له مواقفه تجاهنا منذ 86 وحتى عام 90 وما بعدها ونحن نناشده أن يساعد الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي كان نائباً له في السلطة والحزب الحاكم بالعمل على التخلي عن الازدواجية وفسح المجال له ليمارس صلاحياته كاملة، وأن يرتاح بعد أن قضى هذه الفترة الطويلة في الحكم بكل إيجابياتها وسلبياتها، وأن يغادر اليمن مؤقتاً فخروجه من السلطة والبلاد لا تعني نهاية الحياة فقد غادر السلطة والوطن قبله كل من الرؤساء المشير عبد الله السلال والقاضي عبد الرحمن الارياني وعلي ناصر محمد وعادوا إليه مرة أخرى في ظروف مناسبة وفي عهده شخصياً، وهي فرصة للإهتمام بشخصه وصحته وممارسة هواياته وكتابة مذكراته، وأنا اقدر صعوبة اتخاذ مثل هذا القرار بأن يغادر وطنه فقد خرجت من عدن وبعدها من صنعاء واديس ولكن الحياة مستمرة.

ولا أغفل توجيه النصح أيضاً للقوى الأخرى من مراكز القوى الحزبية أو القبلية أو العسكرية أن تعين الرئيس هادي على عمله لا أن تضعه بين فكي كماشة .

س / قلت انك تعي صعوبة قرار مغادرة الوطن ، فكيف تنصح الرئيس صالح بأن يغادر الوطن؟

لازلت أشعر بمرارة ذلك اليوم الذي غادرت فيه الوطن سواء في عدن عقب أحداث 13 يناير عام 1986م أو قبل اعلان الوحدة عام 1990 عندما اتفق طرفا الوحدة على اخراجي من صنعاء، إلا أن المصلحة الوطنية اقتضت اتخاذ ذلك القرار الصعب، وأنا اليوم عندما أتوجه إلى الأخ الرئيس علي عبد الله صالح بالنصح إنما من باب الحرص على الوطن أولاً وأخيراً، ومن باب الحرص عليه هو شخصياً ، حتى لا يبقى شماعة يعلق عليها الآخرون الأخطاء التي لا يستطيعون تذليلها، وهو عين ما أشار إليه في خطابه بمناسبة الذكرى الثلاثين لتأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام.


س / وماذا عن الانقسام الحاصل في الجنوب وتعدد القيادات فاليوم هناك البيض وباعوم والعطاس ومحمد علي أحمد والجفري والأصنج والحسني والنوبة والكثيري وأمين صالح وتجمع ابناء الجنوب في صنعاء وغيرهم ممن يطالبون باستعادة الدولة .. وقد كثرت الزعامات والمؤتمرات والتشهير والتخوين ضد بعضهم البعض أليس هذا مؤشراً إلى تراجع الحراك وتشظيه وفي ذلك إنهاك للقضية الجنوبية وتمزيقها مما يؤثر سلباً على مستقبل الجنوب وربما اليمن كله والمنطقة ؟

كثرت ادعاءات الزعامة الفردية في الجنوب وفي ظل الحديث عن استعادة الدولة تحضر علامة استفهام … حول كيف يمكن استعادة الدولة بهذا التعدد في الزعامة واختلاف الرؤى وفي ظل جو من التوتر والكراهية والذي لم يشهد له مثيل حتى في عهد الاحتلال البريطاني والسلاطين، ولقد ذكرت في وقت مبكر من انطلاقة الحراك الجنوبي السلمي بأن قوة الحراك في وحدته ولكن التطرف يذهب بالبعض إلى اختيار الانقسام والضعف على الرغم من عدالة القضية وعظمة التضحيات لأجلها .. فالشعب هو من يدفع ثمن هذه الإنقسامات التي عانينا منها في الماضي وحتى اليوم ومع الأسف هناك من لم يستفد من أخطاء الماضي منذ 1967م وحتى اليوم .


س / قفز اسم ايران إلى واجهت التدخلات الخارجية في اليمن مؤخراً، وهناك من يتحدث عن علاقتكم بها وفقاً لعلاقة تاريخية أثناء فترة رئاستكم لليمن الديمقراطية، فماهي طبيعة هذه العلاقة وكيف تقيمون الدور الإيراني في هذه المرحلة ؟

علاقتنا بإيران بدأت بعد قيام الثورة عام 1979م، فقد اعتبرنا أن قيام الثورة الإسلامية في إيران انتصار للنظام في عدن وللأمتين العربية والاسلامية باعتبار أن نظام الشاه كان على علاقة قوية مع إسرائيل، وكان معادياً للنظام في عدن حيث أرسل قواته إلى حدودنا وقصفت بعض القرى في المهرة من قبل طائرات عسكرية إيرانية واسقطت طائرتان وتم اسر كل من الطيارين "بافيرز علي اشرقيان أوزار" عام 1975م والميجر "تاريوش جلالي" عام 1976م .

وبعد سقوط نظام الشاه تطورت علاقاتنا السياسية والاقتصادية مع النظام الجديد وخاصة بعد استهداف المصافي الإيرانية أثناء حرب الخليج الأولى، التي وقفنا ضدها وطالبنا بوقفها والحوار بين بغداد وطهران، بينما وقفت معظم دول الخليج العربي الى جانب صدام حسين في حربه على ايران التي أنهكت البلدين عسكرياً واقتصادياً واثرت على استقرار المنطقة والملاحة الدولية، واتهمنا حينها من قبل النظام في العراق بأننا نقوم بتشغيل آلة الحرب ضده، ولكننا لم نكترث لذلك لاننا نقوم بتشغيل آلة تكرير النفط في مصفاة عدن التي كادت أن تتوقف بعد انسحاب شركة (BP) البريطانية من اداراتها وتشغيلها منذ عام 1954م وممع الاسف أن بعض الدول النفطية رفضوا مساعدتنا في تشغيل المصفاة، والذي كان سيترتب عليه تسريح الآلاف من العمال وتلحق الضرر بأسرهم اضافة للضرر التي ستلحقه بميناء عدن وتزويد السفن بالوقود وميزانية الدولة.

عن الشارع

زر الذهاب إلى الأعلى