حوارات

اللص عمره طويل.. يقرأ تبارك ويسرق مبارك

الميتقلة خاص ليمنات

المكان شارع الحوبان.. أمام ضاحة الحوبان.. كانت الساعة السادسة صباحاً بينما كنت أنتظر السيارة على الرصيف للذهاب في مهمة.. تعبت من الانتظار فلمحته يفترش الرصيف ويخزن من الصباح.. لفت انتباهي.. اعطيته ما بقي من القات البارحي وجلست بجواره لأبحر في أفكاره فخرجت بهذا الحوار..

> حاوره/ أمين عبد الله راجح

< ممكن نجلس نخزن معاك؟

– اخذوا البطائق.

< من أخذهم؟

– أولاد الحرام بالشارع؟!

< عرفنا باسمك؟

– محمد الليث.. محمد الصقر.. محمد الصرورة.

< والاسم الحقيقي؟

– محمد حسين.

< محمد حسين هيكل؟

– محمد حسين هالك وميت جوع بالشارع.

< كم عمرك؟

–  “كم يعطوا له اللي يقوم بانقلاب؟”..

< قلي أنت كم يعطوه؟

– أنتم داريين.. لازم يعطوا له سيارة.. شقة.. مستحقات وحقل.. ولا زم يكون له علاقة ونفوذ بالدولة.. وبالمشائخ..

< أيش من حقل!! هل تقصد حقل بترول؟

– حقل  تعليم الدواجن..

< ما هو عملك؟

– عملت بالسلك الكهربائي.. درست بالثانوية، وبعدها بالإعدادية ثم الابتدائية والحين أدرس خصوصي..

< أين درست؟

– يا برمة ما دخلك بين الدسوت.

< متزوج؟

– معي اثنين جهال.. واحد مات نتيجة التعليم.. والثاني مات نتيجة القبيلة..

< الوالد يتفاقدك بالمصاريف؟

– يقرأ تبارك ويسرق مبارك..

< أكيد أنت عاق؟

– أنا.. نيتي أوحد الوطن العربي من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه.. بس ما حد فهمنا..

< ليش أنت مهتم بوحدة الوطن العربي؟

– بوحدة الجهاز الهضمي.

< قلي بصراحة ما سبب جنانك؟

– الشيطان استاذ الرجل وتلميذ المرأة..

< أنت جبان وخائف؟

– يعزمك على الغداء وقتلك..

< هل سجنت؟

– بالاحتياط وبالسجن المركزي وحصلت ألوان التعذيب والمثل يقول: “السجين يربط ولا يضرب” كنت أسير حرب وعذبونا.. ما يفهموا القانون.. ولا الدين..

< بماذا عذبوك؟

– بالكهرباء والسلك والآثار موجودة.. (يكشف عن ذراعه ليرينا بعض الآثار)..

< هذه آثار رصاص؟

– أنا أكثر من عشرين اغتيال نجوت منهم.. أرادوا لي الموت.

< تخاف من الموت؟

– الموت حق على كل رقبة.. بس الزقوات والسرق تطول أعمارهم.

< بصراحة لماذا ارادوا اغتيالك؟

– كانوا يفتكرونا رجل كبير ولما عرفوا أننا فقير خرجونا من السجن.

< متى استجنت أخر مرة؟

– في 1985م في صنعاء.

< ما هي التهمة التي وجهت إليك؟

– روح فتش الملفات وشتعرف أين الوجع.

< وما هي الحقيقة؟

– كانوا يشتونا أغير جلدي بجلد حمار وأنا رفضت فقام من جواري بسرعة وتركنا وهو يردد: “أنتم ولا منكم فائدة”..

< من هو؟

– المبعسس حق الزعيم..

زر الذهاب إلى الأعلى