قضية اسمها اليمن

الثائر صفوان الأكحلي.. نجأ من رصاص نظام صالح فقتله التواطئ الأمني على أبواب المعافر

المستقلة خاص ليمنات

 الثائر صفوان أحرق نفسه مساء الذكرى الأولى لثورة الـ”11” من فبراير الماضي في شارع جمال بوسط مدينة تعز احتجاجاً على انحراف مسار الثورة الشبابية، والتفاف القوى المتنفذة على أهدافها لغرض حكم البلد لعقود قادمة..

وقبل أن يكتمل العام على ذلك الحادث الحزين تفاجأت الأوساط الثورية بخبر مقتل صفوان الأكحلي.. ففي مساء السبت الـ3 من نوفمبر الجاري شهدت قرية القحفة القريبة من مدينة التربة غرب تعز فاجعة مروعة وجريمة هزت المنطقة وتعز كلها.. فالشاب الذي أفلت من رصاص النظام يسلم روحه إلى خالقها برصاص الغدر والهمجية..

 “عبد السلام الأكحلي” والد القتيل صفوان، الذي ما زال مرابطا في ساحة الحرية بتعز تحدث للمستقلة والقهر والحسرة يعتصران قلبه وجسده حيث قال: قرر صفوان أن يزور أقارب له في مسقط رأس الأسرة “قرية القحفة” القريبة من التربة، كونه سيسافر بعد العيد لاستكمال علاجه في تركيا من أثر الحروق التي لحقت به.. ووصل القرية يوم السبت الموافق 01/11/2012م..

ويواصل عبد السلام الأكحلي حديثه لـ”المستقلة” عند السابعة بعد مغرب يوم الـ”3” من نوفمبر توجهت بمعية صفوان وأحد زملائه قاصدين فرزة تعز الواقعة في مدينة التربة للعودة إلى تعز، وبعد أن قطعنا مسافة “150” م من المنزل تقريباً، فوجئنا بمسلحين ملثمين يعتدوا علينا بالضرب وإطلاق النار، بعد أن أضاؤا الطريق التي كنا نسلكها بكشاف إضأته قوية.

وفي البداية طلبت من صفوان وزميله مواصلة السير وعدم الالتفات لما يحصل، لكن الجناة بدوا يقتربون منا، وحاولوا ارجاعنا إلى منزلهم بالقوة، بهدف ايجاد مبرر لتصفيتنا على اعتبار أننا معتدين..

وعندما رفضنا العودة معهم، حصل اشتباك بيننا، وانطلقت ثلاث رصاصات من الشخص الذي أشتبك مع صفوان، فقام مسلح آخر بإطلاق النار صوب صفوان بالسريع..

تمكن صديق صفوان من الافلات منهم، وسقطت أنا أرضا، في حين استعاد صفوان نشاطه بعد سقوطه على الأرض، وتمكن من تجريد أحدهم بندقيته بعد أن وجهها صوبه، ليتجه صفوان نحو أحد المنازل المجاورة مستنجدا بهم.

ويتابع والد صفوان حديثه بمرارة: في حين كان صفوان يستنجد بهم، قاوموا بتجريده من السلاح، وسلموه للعصابة التي قتلته..

حاول صفوان مقاومة قاتليه مرة أخرى.. إلا أن نيرانهم أجهزت عليه.. ليفارق الحياة متأثرا بالأعيرة النارية التي اخترقت جسده..

يقول الأكحلي أن بداية القضية تعود لخلافات عائلية ليس لصفوان علاقة بها، حيث نشبت خلافات بين عم صفوان “إبراهيم”  والمدعو (ن. ط. أ. س) بسبب مشاكل بين إبراهيم وزوجته، ساهم مدير أمن التربة “العباسي” في تأجيجها واستعارها.

ويواصل الحاج عبد السلام حميد الأكحلي: سافرت من تعز إلى القرية لحل المشكلة قبل العيد، لكن مدير أمن التربة سجنني لمدة “12” يوماً، دون مبرر، كوني لست طرفا في القضية..

وكشف الأكحلي أن سجنه كان بتوصية من أحد النافذين في صنعاء، موضحا أن مدير الأمن أخرجه من السجن بشرط أن يكمل حل القضية، بعد العيد.

وبعد مقتل صفوان تواصل عمه المحامي “عبد الحكيم” بالأمن وأبلغهم بما حصل، فوصل طقم الأمن وتم اسعاف صفوان إلى مستشفى خليفة بالتربة، لكنه كان قد فارق الحياة..

أودع صفوان ثلاجة الموتى، وعاد والده ليجد مدير الأمن لا يزال يقف إلى جانب القتلة..

  يواصل الأكحلي حديثه وغصة تكتم أنفاسه: استأجروا مطلوبين أمنيا وفاسدين مطلوبين للقضاء للمشاركة في قتل ابني –صفوان- أحدهم مطلوب للقضاء بتهمة فساد.. البحث الجنائي أخبروني أنه تم إلقاء القبض على عشرة من أفراد العصابة، واصحاب المنزل الذي التجاء إليه صفوان أخفوا الآلي ولم يظهر حتى الآن.

وأضاف الأكحلي: أخي المحامي الذي أبلغ الأمن تعرض للتهكم من قبل مدير الأمن عندما اتصل به للإبلاغ، قائلا له: تعال إلى هنا مش تبلغنا بالتلفون، وفي اليوم الثالث توجهت للأمن لمتابعة القضية حبسوني وتعرضت للضرب وتم الاعتداء على أخي المحامي… وعندما كنت في القرية ظل مسلحين ملثمين يحومون على منزلنا بهدف ارهابنا..

وختم الأكحلي حديثه بمناشدة المنظمات الحقوقية بالوقوف إلى جانبه للاقتصاص من قتلة ابنه كونه رجل فقير، ويتعرض لضغوط للتنازل عن القضية، التي يقول لن يساوم فيها بدم ابنه.

وكشف عن تلقيه عرض بالتحكيم القبلي بعشرة أثوار وشيك مفتوح، لكنه قال: لن أساوم بدم ابني.. ولا أريد غير الاقتصاص لدم ابني الثائر التي هتفت حنجرته لدولة العدالة والمساواة.. دولة المؤسسات والنظام والقانون.. مهما بلغت الضغوطات..

زر الذهاب إلى الأعلى