حوارات

العطاس : الفيدرالية من إقليمين طرحت وما زالت كفترة انتقالية مزمنة

 

 

يمنات – متابعات

قال المهندس حيدر أبوبكر العطاس رئيس الوزراء الأسبق أن مشروع الفيدرالية الذي طرح سابقا مازال مطروحاً كآلية مزمنة تنظم الانتقال السلمي لشعب الجنوب لاستعادة حريته وسيادته وإقامة دولته المدنية الحرة والمستقلة عبر استفتاء شعبي حر وديمقراطي، يحفظ ويصون وشائج الإخاء وينظم المصالح المشتركة مع الأشقاء شعب الشمال.

أوضح العطاس خلال حديث صحفي لـصحيفة " الطريق" أن اللقاء الذي جمع الرئيسين ناصر والبيض في بيروت كان ايجابيا واتسم بالصراحة والشفافية . وأكد العطاس أن قراري مجلس الأمن رقم 924 و 931 الصادرين عام 1994م ما زالت قائمة وأن هناك تفهما ايجابيا للقضية الجنوبية إقليمياً ودولياً.

حاوره – محمد علي النعماني

الى نص الحوار :

س1- دولة الرئيس حيدر العطاس حضرتم لقاء الرياض مع مجموعة كبيرة من الشخصيات السياسية والاجتماعية الجنوبية هل كانت الرؤى موحدة حول موضوع الاستقلال وفك الارتباط؟

ج1) مرحبا بكم مقرونا بالشكر وعبركم لهيئة تحرير الصحيفة  وقرائها الكرام ، وأغتنم الفرصة لأقدم التهنئة الحارة بقدوم العام الميلادى الجديد لشعبنا المناضل بصبر وصمود, متمنيا ان يكون عام خير ومسرات وانتصارات وأمن وسلام لشعبنا وأمتنا العربية والإسلامية وللبشرية جمعاء.

سعدنا باستقبال الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي ممثلة بمعالي الدكتور/عبداللطيف الزياني الأمين العام لمجموعة من القيادات والشخصيات السياسية والاجتماعية الجنوبية مثلت الطيف السياسي الجنوبي بمراحله التاريخية الحديثة الثلاث : مرحلة ما قبل الاستقلال ومرحلة الاستقلال ثم مرحلة الوحدة المغدور بها ، وبتوفيق من الله سبحانه وتعالى وبإحساس عالي بالمسؤولية الوطنية فقد  تحدث المشاركون بلغة موحدة حول القضية الجنوبية وأهداف وتطلعات شعبنا في الحرية والكرامة والسيادة والاستقلال وبناء دولته الجديدة, دولة كل الشعب دولة مدنية ديمقراطية حرة بتعددية سياسية وبنظام فيدرالي . كما اجمع الحضور ، وهذا المهم، على ما هو مطلوب من الأشقاء في دول مجلس التعاون للمساعدة في حل القضية الجنوبية قدم في رسالة موحدة لمعالي الأمين العام بتاريخ الاجتماع يوم الثلاثاء 5 صفر 1434هـ الموافق 18 ديسمبر 2012م.

س2- ما هي أهم المطالب التي طرحتموها للامين العام لمجلس التعاون الخليجي . وهل لمستم تجاوبا منه؟.

ج2) أوضحنا لمعالي الأمين العام أن المبادرة الخليجية أتت لفك الاشتباك المسلح بين طرفي السلطة الذي تدثر احدهما بالثورة الشعبية السلمية, حيث كاد هذا الاشتباك المسلح أن يقود اليمن والمنطقة إلي وضع خطير ، من هذه الزاوية نقدر ونحترم المبادرة ، لكنها فى اتجاه معالجة القضية الجنوبية غير صالحة اذ لم تتطرق لها ولذا فقد طلبنا من الأشقاء انطلاقا من علاقات الإخاء والجوار تقديم مبادرة  تخاطب القضية الجنوبية وتستجيب لتطلعات شعب الجنوب وإلى رسالته التاريخية التي عبر عنها في احتفالات الذكرى الـ45 للاستقلال الوطني في الـ30 من نوفمبر 1967م والتي جرت في عدن في 30 نوفمبر 2012م الماضي.

س3- في نوفمبر الماضي عقد لقاء بين المبعوث الأممي لليمن جمال بن عمر في القاهرة و عدد من القيادات الجنوبية بمن فيهم انت, في اعتقادك هل نجح هذا اللقاء في إيصال رسالة شعب الجنوب إلى أروقة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والإقليمي؟ .

ج3) لقد كان لقاء  "القاهرة" مع المبعوث الدولي سعادة السفير/جمال بن عمر ايجابيا وناجحا وكان من انعكاساته  اللقاءات المكثفة التي عقدت في عدن من قبل سفراء الدول الراعية في الفترة الأخيرة وكذا لقاء الرياض مع الأمانة العامة لمجلس التعاون . عقد لقاء القاهرة  أوائل شهر نوفمبر المنصرم مع المبعوث الدولي وتم خلاله وضع القضية بوضوح وشفافية  حين تم مخاطبة الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وحدد اتجاهات السير والمنطلقات الإجرائية والضامنة لمخاطبة القضية الجنوبية وحلها انطلاقا من تصحيح الثغرة في المبادرة الخليجية بإجراءات  إقليمية أو دولية من قبل مجلس الأمن أو بإجراءات وترتيبات  محلية يتم التوافق عليها بضمانة دولية وإقليمية ، كما طرح في  اللقاء اليتيم مع لجنة التواصل برئاسة الدكتور/ عبدالكريم الإريانى المنعقد بالقاهرة في يونيو المنصرم .

س4- في الفترة الماضية كنتم تطرحون مشروع فيدرالية من إقليمين هل ما زال هذا المشروع قائماً؟

ج4)  طرحت ولازالت كآلية  انتقالية  مزمنة تنظم الانتقال السلمي لشعب الجنوب لاستعادة حريته وسيادته وإقامة دولته المدنية الحرة والمستقلة عبر استفتاء شعبي حر وديمقراطي ، يحفظ ويصون وشائج الإخاء وينظم المصالح المشتركة مع الأشقاء شعب الشمال.

س5- إذا طرحت السلطة الحالية في صنعاء مشروع "الفيدرالية" من إقليمين كخيار امثل لحل القضية الجنوبية ماذا سيكون موقفكم؟.

ج5) عزيزي أن القرار الأول والأخير هو بيد شعب الجنوب وصناديق الاستفتاء هي الحكم في اي مشروع يقدم لشعب الجنوب .

س6- كيف تنظرون للمعارضة اليمنية ممثلة باللقاء المشترك في الوقت الحالي وهل مازلتم على تواصل معها؟.

ج6)  لهم رؤاهم كأحزاب وتكتل ونختلف معهم في الكثير منها وبالذات حول موقفهم من "القضية الجنوبية" ، وقد اختلفت معهم وانتقدت موقفهم  في مقال عام 2011م حين فرضوا  هيمنتهم على الثورة الشبابية وطالبتهم برفع عباءتهم عن الثورة ويتركوها تسير صوب تحقيق كامل أهدافها وفى المقدمة إسقاط النظام برمته ، لكنهم أبوا إلا أن يقطفوا ثمارا غير ناضجة فتحشرجت في حلوقهم ومازالت تجرهم والبلاد لمصير مجهول  أما عن التواصل فنحن لا نقطعه مع من نختلف معهم في الرأي أياً كان.

س7- ما هو موقفكم من مؤتمر محمد علي احمد الذي عقد مؤخرا في عدن تحت مسمى مؤتمر شعب الجنوب؟.

ج7) نرحب بأي مؤتمر جنوبي ينتج مكونا أو تكتلا يرفد  ويعزز نضال شعبنا ، إلا إننا نرى أن  المهمة الرئيسية والحاسمة التي تنتصب اليوم أمام الجميع هي إيصال هذه المكونات والتكتلات الجنوبية ، مع احترامنا لتعددها المفرط،،الى إطار سياسي ائتلافي  موحد يفرز قيادة سياسية ائتلافية موحدة بتمثيل شبابي واعد لتسلم القيادة ، تقود نضال شعبنا الميداني السلمي  والسياسي نحو تحقيق كامل أهداف ثورته في استعادة حريته وكرامته وهويته وسيادته وبناء دولته المدنية المستقلة بنظام فيدرالي ديمقراطي تعددي على كامل تراب ارض الجنوب الحر.

س8- هل يوجد أي تنسيق أو اتصال بينكم وبين السيد علي سالم البيض في الفترة الأخيرة. خاصة قبل لقاء الرياض؟.

ج8)  مساعينا متواصلة منذ مايو2009م . ونأمل أن تثمر مع مطلع هذا العام 2013 م،  ليكون، بعون الله وبعملنا الوطني الواعي والمثابر ، عاما للحسم  يرتكز على قاعدة متينة من الحوار الجنوبي – الجنوبي المسؤول والصريح والشفاف يفعل مبدأ التسامح والتصالح الجنوبي الشامل للمراحل الثلاث من تاريخ شعبنا المعاصر.

س9- قمتم خلال الايام الماضية بزيارة لعدة عواصم عربية وأجنبية ما هي أسباب تلك الزيارات وماذا كانت نتائجها؟.

ج9) تواصلنا مع الإقليم والمجتمع الدولي مستمر  ، وما قمنا به من زيارات لدول شقيقة وصديقة خلال الفترة الماضية وتحديدا منذ انعقاد  مؤتمر القاهرة فى نوفمبر 2011م تهدف إلى شرح وتوضيح القضية الجنوبية وأهداف نضال شعبنا السلمي سعيا لكسب المناصرة والتأييد ، ونشعر بالارتياح للتفهم الإيجابي الذي لمسناه خلال تحركنا  أواخر العام الفائت ومع بداية هذا العام.

س10- بالعودة إلى لقاء "الرياض" هل ترى أن هذا الحضور الكبير للشخصيات السياسية والاجتماعية يجسد اللحمة الوطنية بين أبناء الجنوب؟.

ج10) اعتقد أنها بداية طيبة ومشجعة تستوجب البناء عليها ، فقد جسد اللقاء مبدأ التسامح والتصالح وأسفر عن موقف موحد تجاه القضية الجنوبية،  صاغه شركاء الأجيال الثلاثة في جنوبنا المعاصر، واقصد بها: جيل ما قبل الاستقلال من المستعمر البريطاني، وجيل الاستقلال وجيل الوحدة أو جيل الشباب، فشراكة هذه الأجيال في تقديري هي الضمانة لمسيرة شعبنا في نضاله نحو مستقبل حر متطور ، آمن ، نامي ومستقر.

س11- في نظرك هل لقاء الرياض يمثل نقلة ايجابية للقضية الجنوبية على المستويين الإقليمي والدولي؟.

ج11) بكل تأكيد نعم ، شرط أن نحسن استخدامها ونوفر الشروط الذاتية والموضوعية للانتقال بها إلى دائرة الفعل لترسيخ أسس الشراكة الإقليمية التكاملية التي تحفظ لشعوب الجزيرة أمنها واستقرارها ونمائها ، وتعزز  شراكتها الدولية في حفظ  المصالح المشتركة  وتصون  الأمن والاستقرار وترعى التنمية المستدامة.

س12- هل طرح عليكم الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي خلال لقاء الرياض المشاركة في الحوار الوطني المزمع عقده في صنعاء وما هو موقفكم من هذا الحوار؟.

ج12) نعم طرح ذلك ، وقد أوضحنا موقفنا بكل شفافية واحترام بان المبادرة الخليجية التي سيجرى الحوار تحت مظلتها لم تستوعب القضية الجنوبية حيث جاءت لفك الاشتباك المسلح بين طرفي سلطة 7يوليوالذى  تدثر احد أطرافها بالثورة الشعبية والشبابية، وطلبنا من الأشقاء تقديم مبادرة  تخاطب القضية الجنوبية مستوعبة رسالة شعب الجنوب التي عبر عنها فى احتفالاته بالذكرى الـ45 للاستقلال الوطني 30 نوفمبر 1967م.

س13- بما أنك ذكرت مبدأ التصالح والتسامح ما رأيك في اللقاء الأخير الذي جمع كلآ من الرئيسين البيض وعلي ناصر في بيروت ,وهل لديك أي معلومات عن مخرجاته؟ .

ج13) رحبنا بلقاء الرئيسين علي ناصر وعلي البيض وكان على قدر كبير  من الأهمية رغم أنه لم يكن الأول وتأتي أهميته من تزامنه مع ذكرى التصالح والتسامح التي يحتفل بها شعبنا هذه الأيام وكذا حساسية المرحلة الحالية ليس بالنسبة للقضية الجنوبية فحسب وإنما للوضع العام محليا وإقليمياً ودولياً, كان اللقاء بحسب إفادة الرئيس ناصر حميمياً اتسم بالعمق في الصراحة والشفافية, ومن أهم مخرجاته الاتفاق على لقاء أوسع وهذا ما نعمل عليه حاليا ونتطلع بتفاؤل للقاء قادم من أجل الجنوب وشعبه الصابر والمكافح .

س14- ظهرت في الآونة الأخيرة بعض المكونات الجنوبية ذات الطابع المناطقي كالعصبة الحضرمية على سبيل المثال ما هي رؤيتكم لهذه المكونات وما أسباب ظهورها في هذا الوقت بالذات؟.

ج14) لنترك الأسباب جانبا فقد تجرنا إلى  نظرية المؤامرة ونحن لسنا من عشاق مدرستها ، وقلنا بكل وضوح  وشفافية لإخوتنا : بان كل من يريد تجنيب محافظته أخطاء الماضي الشمولي ، الذي نجتره جميعا وقد فات ، عليه أن يكون مساهما فى صلب مسيرة شعب الجنوب النضالية بثقل ووزن محافظته ليسهم في صنع المكانة  التي يراها لمحافظته في إطار الدولة الجنوبية الجديدة  ليحميها ويمنع  عودة الماضي الشمولي ، وما عدى ذلك فستكون الخيبة والخسران من نصيب الجميع.

س15- ما هو تقييمكم للحراك السلمي الجنوبي خلال الفترة الماضية وكيف تنظرون لوضع الجنوب في المستقبل من خلال قراءتكم للوضع السياسي في المنطقة؟.

ج 15) لقد احتضن شعب الجنوب الصابر والمكافح الحراك الجنوبي السلمي منذ انطلاقته  الشاملة فى العام 2007م وعند بداياته عام 1998م، وقدم التضحيات الجسام في أروع صورها وأعلى درجات   الفداء بالروح والدم ولازال مواصلا بصمود بطولي رغم الإخفاق القيادي في صيانة حراكه السلمي من الاختراق والتشرذم ،  يسعى بإصرار على مواصلة النضال السلمي والاستعداد للتضحية لتجاوز الثغرات في بنية مكونات حراكه السلمي والمظفر بمشيئة الله ، وصولا إلى تحقيق كامل أهداف وتطلعات شعبنا . وقد أذهل هذا الموقف الشعبي كل المراقبين إقليمياً ودولياً، فهل تعي القيادات  وازعم أنني واحد منهم ، وتتجاوز حالة التشرذم والاختراق .

س16- هناك خلافات بين القيادات الجنوبية على الرغم من أن الجميع متفقون على مبدأ "التحرير والاستقلال" ما هي أسباب هذه الخلافات من وجهة نظركم وما الحلول لها؟.

ج16)  أحاول فهم الأسباب فلم أجد سببا موضوعيا واحدا مقنعا .  كثيرا من الأسباب التي تطرح بالمزايدة تهدف لممارسة الإقصاء والتفرد ، وهذه كانت من أكثر العوامل والأسباب السلبية تأثيراً  وإسهاماً في تدمير تجربة دولة الاستقلال الوطني وإضاعة مشروعها لإقامة الدولة المدنية.

س17-  هناك مبادرة تقدم بها الشباب في محاولة لتوحيد القيادات الجنوبية . ما هي معلوماتكم عن هذه المبادرة ؟ وهل تتوقع لها النجاح ام  سيكون مصيرها الفشل ؟

ج17) علمنا بذلك الجهد الشبابي المخلص والواعي ورحبنا به كما نرحب بكل جهد يبذل لتعزيز تلاحم أبناء الجنوب في حراكهم السلمي المظفر بمشيئة الله . والشباب هم العمود الفقري للحراك ولثورة شعبنا السلمية وقاعدتها الصلبة وانطلقوا في مبادرتهم من حرصهم ومسؤليتهم فى الحفاظ على الثورة حتى إيصالها مرفأها الآمن ، وبإذن الله سيصل الشباب لتحقيق أهداف مبادرتهم لانهم وسيلة الثورة السلمية وهدفها  في آن واحد ، فالشباب هم الحاضر والمستقبل  وهم أصحاب  المصلحة الحقيقية  ، فالمستقبل الذي تنشده الثورة لهم ولأجيال الشباب من بعدهم. نشد على أيديهم وندعوهم للتكامل مع كل الجهود الخيرة التي ترمي لتحقيق نفس أهدافهم.

س 18- هل قرارات مجلس الأمن التي صدرت في صيف العام 1994م أثناء الحرب على الجنوب ، أو ما سميت بحرب الوحدة ، ستكون مرجعية لأي  حوار قادم بين الشمال والجنوب ؟ أم القرارات الأخيرة التي صدرت  خلال الأعوام 2011 و2012م ، والتي تؤكد على  وحدة اليمن وتلغي القرارات 924و931لعام 1994م؟

ج 18) قرارات مجلس الأمن الأخيرة الصادرة في الأعوام 2011 و2012م بشان الأزمة التي افتعلها النظام لاحتواء الثورة الشعبية والشبابية ، لم تلغ قرارات المجلس الصادرة صيف العام 1994م رقمي 924 و931، التي صدرت أثناء الحرب على الجنوب اثر الخلاف الذي نشب بين طرفي الوحدة السلمية والطوعية ، الشمال والجنوب ، فهي قرارات تتعلق في جوهرها بأسس الأزمة وهي أزمة الوحدة وهى لذلك تكتسي أهمية كبيرة حيث دعت الأطراف إلى إيقاف الحرب ونصت على "أن استخدام القوة لا يحل الخلافات السياسية" وعليه فكل ما ترتب على نتائج حرب 1994م على الجنوب باطل ، ولان الخلاف كان حول الوحدة الطوعية وحلها سياسيا طالما احد أطرافها لا يرغب في الاستمرار ، لكن صنعاء  أصرت على نهج حسم  الخلاف بالقوة بالحرب في تحد واضح لمجلس الأمن الدولي الذي لا تعترف قراراته  بنتائج تلك الحرب الظالمة، ولذا فهي مهمة لأي حوار أو تفاوض شمالي – جنوبي ، لان الجنوب وضع من يوم 7يوليو 1994م تحت الوحدة القسرية بالقوة ، وكما هو معلوم فالوحدة فعل طوعي لا يستقيم مع الإكراه. ولذا فالقرارات مهمة من هذه الزاوية.

س 19 –  كلمة أخيرة؟ .

ج19)  يسرني عبر صحيفتكم الغراء أن أتقدم إلي جماهير شعبنا وإلى شبابنا في ساحات النضال السلمي بأحر التهاني بمناسبة الذكرى السنوية السادسة لانطلاق دعوة التصالح والتسامح التي انطلقت من جمعية ردفان الخيرية ، واذكر هنا بان الجنوب  وبكل أبنائه سيصنع مستقبلة بهم ولهم ، ولذا فوحدتهم مهما اختلفت وتباينت أفكارهم ورؤاهم السياسية شرط أساسي لانتصار قضيتهم ولإحراز التقدم والنماء والاستقرار .

وأشيد هنا بمبادرة الشباب التي تهدف إلي تحقيق شروط النصر بعون الله ، المتمثل في الوحدة والاصطفاف الجنوبي  مع احترام التنوع والالتزام .

سينتصر شعب الجنوب ، بمشيئة الله ، وبنضال جماهيره وفى الطليعة الشباب ، وسيبني دولته المدنية المستقلة .

و سينتصر أيضاً شعب الشمال ، بعون الله ، وبنضال قواه الوطنية على خاطفي دولته المدنية .

وستقام أفضل علاقات الشراكة بين دولتي  الشمال والجنوب في إطار شراكة أوسع مع دول الإقليم ، ليعم الأمن والاستقرار ربوع منطقتنا ، ويسود العدل وتزدهر التنمية الشاملة .

الخلود للشهداء  والشفاء للجرحى والمعوقين ، والإفراج عن المعتقلين والنصر للشعب .

المصدر: صحيفة الطريق

زر الذهاب إلى الأعلى