تحليلات

جرحى الثورة المضربين عن الطعام يفقدون الحكومة رشدها ويشكلون ارهاصات ثورة قادمة

يمنات – خاص

أكمل جرحى الثورة المضربون عن الطعام أمام رئاسة الوزراء الاسبوع الأول من إضرابهم، دون أن تفي حكومة الوفاق بوعودها بتسفير عشرة من جرحى الثورة المشمولين بحكم قضائي ضد حكومة الوفاق، يلزمها بعلاجهم في الخارج.

وفيما يطل مسؤولين ووزراء في الحكومة عبر الاعلام الرسمي الذي صار اليوم يؤدي نفس الدور الذي كان يمثله في عهد الرئيس السابق صالح، عمدت الحكومة إلى استخدام الجيش لقمع مسيرة تضامنية مع الجرحى المضربين عن الطعام.

وصار اليوم جنود اللواء الرابع التابع للفرقة الأولى مدرع التي يقودها اللواء علي محسن الأحمر وعدد من الوحدات المنتمية للفرقة مصدرا لقمع المسيرات والتظاهرات الاحتجاجية، حيث قمع جنود اللواء الرابع في شهر ديسمبر من العام الماضي مسيرة "أنا نازل" التي نادت برحيل جنود الفرقة من الحرم الجامعي لجامعة صنعاء، واليوم يكرر ذات اللواء قمع مسيرة تضامنية لجرحى مضربين عن الطعام يفترض بحكومة وصلت على أناتهم وعاهاتهم ودماء زملاؤهم الشهداء أن ترعاهم وتعالجهم في الأشهر الأولى من توليها مقاليد الأمور في البلاد.

ومما يشير له استخدام حكومة الوفاق التي بات فشلها حديث العامة في الريف والحضر للجيش في قمع التظاهرات، إنتاج جديد لحكم العسكر بعباءة الثورة التي قفزوا إلى ساحتها وسيطروا على منصاتها ومن ثم التحدث باسمها كحماة ومناصرين، ما سهل لهم توزيع مقاعد حكومة المبادرة وفق نظام المحاصصة والتقاسم بين النظام القديم الجديد.

وفيما يصر الجرحى المضربين على الطعام على استمرار اضرابهم حتى تسفير ستة من زملاؤهم إلى ألمانيا وأربعة أخرين إلى كوبا، يطل وزراء في حكومة الوفاق بتصريحات صحفية تؤكد سير الحكومة في اجراءات تنفيذ الحكم القضائي البات والقاضي بعلاج الجرحى العشرة في الخارج.

وكان أخر هذه التصريحات لوزير الصحة العامة والسكان الذي أكد حسب وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" أن 50 ألف يورو حولت لسفارة اليمن في ألمانيا و 20 ألف يورو لسفارة اليمن في كوبا لعلاج الجرحى العشرة.

وأعتبر العنسي أن تلك المبالغ دفعة أولى لعلاج الجرحى، إلا أن أخر الأخبار التي وردت من السفارة الالمانية حسب مصدر مطلع أن الحكومة أشرت للجرحى المسافرين لألمانيا وحجزت لهم أماكن إقامة، لكنها لم تقم بالحجز لهم في المستشفيات الألمانية، والمضحك المبكي أن مسؤول في الحكومة أرجع ذلك لعدم وجود مقاعد في المستشفيات الألمانية، سخافة كهذه تشير بما لا يدع مجال للشك، أن حكومة الوفاق تستخف بدماء أسر الشهداء وأنات الجرحى وعاهاتهم التي أوصلت وزراؤها إلى مناصبهم.

وفي الجانب الآخر لا تزال الاجراءات في السفارة الكوبية متوقفة عند الموافقة على قبول الحالات الأربع في المستشفيات الكوبية.

 

ويبدو أن الحكومة تراهن على أن مرور الوقت سيجعل المضربين عن الطعام يرفعون اعتصامهم مقابل وعود عرقوبية، ومن ثم مساومتهم بتسفيرهم عبر مؤسسة "وفاء" المقربة من تجمع الإصلاح إلى مستشفيات اخوانية في مصر والأردن وتركيا، واعادتهم مرة أخرى إلى الوطن بعاهاتهم وأناتهم التي يبدو أن الحكومة تريد أن تلازمهم طيلة ما تبقى من حياتهم، ليكونوا عبرة لمن يفكر بثورة ضد الزواج الكاثوليكي بين القبيلة والعسكر ورجال الدين الذين يسعون نحو القبض على زمام الحكم في البلاد.

وإلى جانب ذلك يريد أن يوصلوا رسالة للجرحى الذين رفعوا دعوة جديدة أمام المحكمة الإدارية أن التوجه إلى القضاء أمر غير مجدي، وأن الحل هو عبر مؤسسة اخواننا في الله "وفاء".

إلى ذلك يبدي الجرحى إصرار وتصميم على مواصلة مطالبهم ورفع سقف هذه المطالب كلما تلكأت الحكومة، وقد اصبح الجرحى اليوم يطالبون بتشكيل حكومة كفاءات ونزاهة إلى جانب مطلب تسفير العشرة الجرحى، وهو ما أفقد الحكومة رشدها فلجأت إلى قمع مسيرة الأمس ليس بقوات الأمن ومكافحة الشغب المخصصة للتعامل مع المسيرات والتظاهرات، وانما بقوات الجيش المخصصة لحماية الثغور والحدود والأمن القومي للبلد.

ولعل اختطاف جريحين ليلة أمس الأول والاعتداء عليهم وتهديدهم يندرج في إطار استشعار طرف ما بالخطر الذي يشكله جرحى الثورة المضربين عن الطعام.

زر الذهاب إلى الأعلى