فضاء حر

حملة الاصلاح على شوقي هائل وجدلية الصميل والفطيرة

يمنات

تُفصحُ الحملة الشعواء المفرطة في بذاءتها ؛ والتي قادها الإصلاح من الظل ضد محافظ تعز إذعاناً لأوامر مركز قيادته العسكر قبلية،عن نزعة الاستقواء و الفوقية التي تعيدنا إلى جدلية "الصميل والفطيرة" بمنطقها الفاضح.

إن "آل الأحمر" كأبرز أنموذج فج للإقطاع السياسي القبلي في اليمن، عاجزون بالقصور الذاتي عن أن يمدوا نفوذهم خارج "العصيمات" لولا استحواذهم شبه الكامل على الدولة و لولا الخدمات الجليلة التي يقدمها ذراعهم التنظيمي متمثلاً في "تجمع الإصلاح"، عبر تأمينه غطاءً حزبياً واسعاً لهذا النفوذ المغلَّف بالإيديولوجيا قصد التمويه و على النقيض من اعتقاد ساذج يُعْلي من شأن "الإصلاح" كتنظيمٍ " حافظ على وحدة النسيج المذهبي لليمن بتسنين زيود حاشد" حسب وصف أحد الكتاب؛ فإنني أشاهد فقط نجاحاته في "حَيْشَدَة" و تدجين المحافظات الوسطى لشيوخ هذه القبيلة السياسية مع يقيني بأن "مَذْهَبَةَ" الصراع هي مواربة لئيمة لحقيقته الطبقية !

إن قطيعاً بشرياً يفتقر لأي حسٍّ طبقي- عوضاً عن وعي- حيال موقعه الاجتماعي؛ هو فقط الذي يمتلك الاستعداد الأرعن لأن يهتف ضد نفسه ومجتمعه العامل لصالح قوى العطالة المهيمنة بحيث لا يرى في تناقضه الصارخ إلا تقرُّباً لله ومرضاةً لوجهه؛… تلك هي الذخيرة الميتة التي يخوض بها الإصلاح حروبه ويوطِّد قاعدة رموز الإقطاع المقرفصين على سدة قيادته..

لقد وُجِدَتْ "حاشد آل الأحمر" لتَحْكُم، و وُجِدْنَا لنكون رعايا تاريخيين لها،.. هي مولودة للسلاح ونحن للمناجل والمحاريث والمقصات والمقاهي والحوانيت، وإذا حدث أن خرق شيوخها الحمر الميامين هذا الناموس المقدس واشتغلوا بالتجارة عبر الاستقواء بالوظيفة الحربية، فإنهم يكونون قد "تبرجزوا وتمدنوا"، فيما يهتز عرش الرحمن لو فكَّر "تاجرنا" في أن يصبح محافظاً و"فلاحنا" قائد لواء، ويدرأُ عنه العذابَ حينها أن يحمل نير الولاء لشيخ الشيوخ القابض على "الصميل" منذ أن خلق الله الأرض، ويذعن لإملاءاته كـ"رعوي" يتحدَّر من سلالة "الفطيرة" الأزلية.

زر الذهاب إلى الأعلى