فضاء حر

آه من يوم تسود فيه الفوانيس .. اللهم قنا شرها”

 يمنات

"إن المطلوب هو القضاء على النفوذ بعد الثورة بتفكيك المنابع التقليدية التي يتغذى منها"

"لو أمطرت السماء حرية لرأيت بعض العبيد يحملون المظلات" أفلاطون.

لا نعرف عن طائر الخفاش رغبة إلحاق الضرر بالإنسان ورغم ذلك حولنا خصوصيته الطبيعية سلبية نلصقها بكل من يفضل الظلام على النور لحاجة في نفس يعقوب".

ويقول المثل بما معناه "أن نور الشمعة عدو السارق"

لذلك يحصل للسارق أن يقنع من يسرقهم عدم استعمال النور بدعوى أنه مخالف للعقيدة أي عقيدة كانت حزبية أو دينية ويتحول ضحيتهم أول المدافعين عن حق السارق في الاستيلاء على ممتلكاتهم هكذا مثلا نرى من يدافع عن المنابع التقليدية التي تعمل ومازالت تعمل على التخريب والقتل دون الردع لهم مدافعين بذلك بضرورة المرحلة وخطورتها، وهذا يذكرنا بما حصل قديما أن رفض الناس إضاءة الشوارع.

سنة 959 هـ قرر محتسب القاهرة "الزيني بركات بن موسى" تعليق فوانيس كبيرة تضيئ كل حارة حتى تنام المدينة آمنة وهي التي تنتهك حركتها ليلا من طرف المماليك وفرح الناس بذلك لكن الحفافيش بالمعنى المذكور أعلاه شنوا علية دعاية جعلت المضطهدين أنفسهم يتراجعون عن موقفهم الايجابي ويستنجدون بالسلطان لدفع هذه البدعة عنهم إذ ربما "أخذت البدعة البركة من الناس" وخطب الوعاظ في المساجد وعارضوا قرار تعليق الفوانيس.

وقد ورد في كتاب "تاريخ مصر المشهور ببدائع الزهور في عجائب الدهور" جزء من خطبة الجمعة المتعقلة بواقعنا..

تقول الخطبة: "يأهل مصر يقول رسول الله "ص" لا يستحى العالم إذا سئل عما لا يعلم أن يقول لا أعلم، نقول هذا لمن أحلوا تعليق الفوانيس أمام البيوت والدكاكين يدعون لعلم بالتواريخ والأحداث التي جرت وينقصهم القول ماسيجئ هنا ندخلهم في زمرة الكافرين . هل سبق لعديد من الأمم تعليق الفوانيس من قبل حكامها..؟ هل كان رسولنا ليسئ على هدى الفوانيس بفوانيس صنعها البشر؟.

يا أهل مصر لم يحدث تعليق الفوانيس من قبل لقد أمرنا رسولنا الكريم بغض البصر عن عورات النساء والفوانيس تكشف عاوراتنا .. خلق الله ليلا ونهارا ليلا مظلما ونهارا مضيئا .. خلق لليل ستارا ولباسا فهل نزيح الستار؟ هل نتطاول على الله هذا كفر لا نقبله هذا خروج عن الحد لا نرضاه قوموا وطالبوا  "الزيني بركات" وطالبوه بمنع الفوانيس التي تهتك السر وتشجع النساء على الخروج بعد العشاء فهى علامات آخر الزمان .. وعلامات دنيا تخرج عما رسمه الباري عز وجل طالبوا سلطاتنا بحرق ورجم وقتل هؤلاء الجهلاء دعاة من يوم تسود فيه الفوانيس .. اللهم قنا شره .. اللهم أبعدنا عنه .. اللهم لا تمد أجلنا حتى نراه".

وهنا تعالى بكاء الناس في الجوامع وزعق بعضهم  "اللهم أهدم الفوانيس .. اللهم اسحق الفوانيس".

وحده قاض الحنفية قال رأيا مخالفا "الفوانيس تطرد الشياطين وتنير المسالك في الليل للغرباء".

فأقصي عن منصبه "وتراجع السلطان عن قراره وعادت الخفافيش تغزو بيوت الناس .. وتخطط للسلب والنهب فهل تعرف الشعب المغلوب عن أمره طرق النجاة من فساد تلك المنابع التقليدية وتم القضاء على منابع مظالمهم، واستعبادهم لرعايهم .. وكيف تفصل الأمة بين معتقداتها الدينية ولجوء هؤلاء المستبدين لتفريخ المتناقض من الأفكار الأكثر تشددا بدعوى أنهم المسلمين الحقيقيين.

وللحديث بقية..

زر الذهاب إلى الأعلى