أسرار ووثائق

تقرير لجنة التحقيق باغتيال الرئيس الغشمي يؤكد احتراق جسمه وتناثر جثة ضابط الاتصال و اللجنة ترى استجواب الشاطر وخميس وعدد من الضباط

يمنات – الأمناء نت

هذا الشهر يونيو الذكرى الخامسة والثلاثين لمقتل المقدم احمد حسين الغشمي رئيس الجمهورية العربية اليمنية القائد العام للقوات المسلحة.

وحصلت "الأمناء" على قرار رئيس الجمهورية  العربية اليمنية عبدالكريم عبدالله العرشي الخاص بتشكيل لجنة تحقيق في اغتيال المقدم الغشمي ، وكذا تقرير لجنة التحقيق بالقضية وفيما يلي تنشر "الأمناء" هاتين الوثيقتين.

ويصادف هذا الشهر الذكرى الخامسة والثلاثون لهذه الحادثة، وفيما يلي تنشر "الأمناء" هاتين الوثيقتين.

قرار رئيس مجلس رئاسة الجمهورية رقم (4) بتشكيل لجنة تحقيق في اغتيال المقدم احمد حسين الغشمي.

مادة اولى:

قرر تشكيل لجنة تحقيق في جريمة اغتيال الشهيد المغفور له المقدم احمد حسين الغشمي رئيس الجمهورية والقائد العام للقوات المسلحة على النحو التالي:

1- القاضي علي السمان وزير العدل – رئيسا.

2- عبدالله عبدالمجيد الاصنج وزير الخارجية – عضوا.

3- مقدم محسن اليوسفي وزير الداخلية – عضوا.

4- القاضي غالب عبدالله راجح – عضو مجلس الشعب التأسيسي.

5- مقدم لطف الكلابي مستشار وزارة الداخلية – عضوا.

6- اسماعيل الوزير النائب العام – عضوا.

7- الرائد عبدالله قحطان – عضوا.

مادة ثانية:

تباشر اللجنة المذكورة في المادة الاولى اعمالها فورا.

مادة ثالثة:

يعمل بهذا القرار من تاريخ صدوره وينشر في الجريدة الرسمية صدر بالقصر الجمهوري بصنعاء بتاريخ 24يونيو1978م.

                                                                                                                                           رئيس مجلس رئاسة الجمهورية

                                                                                                                                             عبدالكريم عبدالله العرشي

 

تقرير لجنة التحقيق

الاخ القاضي عبدالكريم العرشي                                   المحترم

رئيس مجلس رئاسة الجمهورية  – صنعاء – الجمهورية العربية اليمنية.

تحية واحترام وبعد:

رجوعا الى القرار رقم 4 الصادر في 24 يونيو 1978م عن مجلس رئاسة الجمهورية والخاص بتشكيل لجنة للتحقيق في جريمة اغتيال الشهيد المغفور له المقدم احمد حسين الغشمي رئيس الجمهورية والقائد العام للقوات المسلحة.

تتشرف اللجنة بأن تنهي الى علم مجلسكم الموقر بأنها قد مارست عملها الذي كلفت به وقامت بمهمة التحقيق التي انيطت بها بكل دقة وحرص على تحري الحقائق، وجمع المعلومات من الاطراف ذات العلاقة بالقضية.

وقد نهجت اللجنة نهجا موضوعيا وعلميا، فأجرت لقاءات مباشرة مع الاشخاص المعنيين واستجوبتهم والتزمت بعدم الخروج عن اطار مهمتها، ولم تتأثر بالجو العام في البلاد الذي سادته مشاعر السخط والغيض الشديدين بسبب مقتل الرئيس الراحل بذلك الاسلوب الغادر.

ولما كانت اللجنة قد انتهت بعون الله وتوفيقه من عملها، واتمت وضع تقريرها، فهاهي ترفعه اليكم آملة ان تكون قد قامت بواجبها خير قيام.

الاخ الرئيس:

لقد عقدت اللجنة سلسلة من الاجتماعات في جناحها الخاص بالقيادة العامة للقوات المسلحة استمرت في مجملها اكثر من 14 ساعة.. كما انتقلت الى مكتب خاص في الجهاز المركزي للأمن الوطني صباح الاحد 25 يونيو 1978م حيث عقدت اجتماعين الاول من الساعة الحادية عشرة حتى الوحدة والنصف بعد الظهر والاخر من السادسة مساءا وحتى الثانية عشر عند منتصف الليل.

وقد انتهت اللجنة من اعمالها في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء 27 يونيو 1978م.

الاخ الرئيس:

قام اعضاء اللجنة بمعاينة مكان الجريمة في مكتب المغفور له رئيس الجمهورية والقائد العام.. وشاهدوا الخراب التام الذي تعرض له المكتب، كما شاهدوا فظاعة اثار الدمار التي تجاوزت المكتب.. كما شاهدوا بقع الدم التي طفت فوق جانب من الركام.. وشاهدوا ما تبقى من جثة المبعوث الخاص الموفد من عدن ممثلا لنظام الحكم هناك بعد ان تناثرت اجزاء جسده في كل ارجاء الغرفة وخارجها بحيث لم يعد هناك وجود للجزء الاعلى من جثته بما في ذلك رأسه.

ورأت اللجنة ان يقوم رؤساء البعثات الدبلوماسية العربية والاجنبية بمعاينة مكان الجريمة كما اوصت اللجنة بتصوير المكان من زوايا مختلفة لتضمنه هذا التقرير.

وقد قامت اللجنة باستجواب التالية اسماؤهم تباعا:

النقيب علي الشاطر – مدير الشئون العامة والتوجيه المعنوي.

الرائد عبدالله الخولاني – مدير العلاقات الخارجية والمراسم بالقيادة العامة.

النقيب ابراهيم سريع – ضابط اتصال بمكتب الرئيس.

الجندي عبدالناصر مفتاح – جندي الخدمة بباب مكتب الرئيس.

النقيب علي قطينة – قائد سرايا القيادة.

النقيب حسين خيران – نائب قائد وقائد حرس الرئيس.

المقدم محمد خميس – رئيس الجهاز المركزي للأمن الوطني.

عبدالله حمود حمران – الممثل الشخصي.

الطيار عبدالله حيدرة – طيار الطائرة الخاصة باليمدا القادمة من عدن.

عبدالرحمن صالح الكاف – مضيف الطائرة الخاصة باليمدا القادمة من عدن.

محسن علي عبده – مساعد طيار الطائرة الخاصة القادمة من عدن.

عبدالرحمن انور حسن – طيار تحت التدريب في الطائرة الخاصة باليمدا من عدن ونقيب في القوات الجوية والدفاع الجوي بعدن.

محمد الوادعي – مستلم الهاتف بوزارة المواصلات بصنعاء.

محمد مشوان – مستلم تحويلة القيادة العامة في صنعاء.

وتلقت اللجنة تقريرا طبيا من مجموعة الاطباء الذين اشرفوا على اسعاف الشهيد الرئيس احمد حسين الغشمي في المستشفى العسكري بعد الجريمة مباشرة وحتى فاضت روحه الطاهرة الى باريها واعتبرته جزءا مكملا للتقرير.. كما طلبت اللجنة من السيد امين عام جامعة الدول العربية ايفاد مندوب عنه لمتابعة سير اعمال هذه اللجنة.

وعاينت اللجنة طائرة اليمدا الخطوط الجوية لليمن الجنوبية في مطار صنعاء واوصت باستمرار التحفظ على الطائرة وطاقمها المؤلف من اربعة افراد وتصويرهم كجزء مكمل للتقرير ايضا.

واوصت اللجنة في اجتماعها قبل الاخير صباح الثلاثاء 27/6/ بان يستدعي خبراء عسكريين اجانب لمعاينة مكان الجريمة وابداء الرأي في طبيعة الانفجار واحتمال نوعه.

وعلى ضوء ما سبق فقد برزت امام اللجنة الحقائق الاتية:

اولا – تمت بالفعل محادثة هاتفية عن دار الرئاسة في عدن وفخامة الاخ رئيس الجمهورية والقائد العام في الساعة الثامنة والربع مساء الجمعة 23 يونيو وكان موضوع المكالمة يتعلق بالإشعار بان عشرين مختطفا يمنيا سيتم اعادتهم الى صنعاء على متن طائرة خاصة تقلع من عدن صباح السبت وتحدد موعد وصولها التقريبي الى مطار صنعاء في حدود 30/8 دقيقة وان مبعوثا خاصا برتبة ضابط اتصال يحمل رسالة هامة وكشفا بأسماء المختطفين سيكون ايضا على متن نفس الطائرة.. وطلب تكليف من يستقبله على ارض مطار صنعاء ويسهل مقابلته مع الاخ رئيس الجمهورية فور وصوله للأهمية البالغة.

ثانيا – كلف الاخ الرئيس رحمة الله كلا من الاخوة عبدالله حمود حمران والمقدم محمد خميس باستقبال المختطفين العائدين.

كما كلف النقيب علي الشاطر باستقبال ضابط الاتصال بالموفد من عدن وايصاله الى الاخ الرئيس على الفور.

ثالثا – وصلت الى ارض مطار صنعاء في تمام الساعة 20/8 صباح يوم السبت 24 يونيو طائرة من طراز دي سي 3 داكوتا سجل 07/أي بي أي وثبت لدى اللجنة بأنها هي الطائرة المكلفة بالرحلة الخاصة المؤجرة للدولة في عدن من شركة اليمدا بموجب البرقيات التلسكية المتبادلة بين ادارتي الطيران المدني في كل من عدن وصنعاء.. والتي اكدتها اقوال طاقم الطائرة مجتمعين..

كما اكدت ذلك الوثائق الرسمية الخاصة بتكليف افراد طاقم الطائرة بالقيام بالرحلة الخاصة التي تقل شخصية هامة.

رابعا – اتفقت اقوال طاقم الطائرة وركابها العشرون بأن ضابط الاتصال او الشخصية الهامة كان اول من صعد الى الطائرة حاملا بيده شنطة دبلوماسية ذات ارقام حرص عليها بشكل ملحوظ طوال الفترة الزمنية للرحلة.. وقد كان في وداعه لدى مغادرته مطار عدن مدير مكتب وزير الداخلية بعدن.

خامسا – تأكد من اقوال طاقم الطائرة والمسافرين والنقيب علي الشاطر والرائد عبدالله الخولاني والنقيب ابراهيم سريع بان ضابط الاتصال الموفد من السلطة في عدن قد دخل مكتب الاخ رئيس الجمهورية والقائد العام حاملا الشنطة بأوصافها المشار اليها انفا.

سادسا – تأكد للجنة بصورة قاطعة ان فخامة الاخ الرئيس والقائد العام رحمه الله قد وصل مكتبه قبيل السابعة صباحا، وقد تقدمته الحراسة المختصة المعتادة للتأكد من سلامة المكتب من الناحية الامنية وظل رحمه الله يستفسر باهتمام من وصول المبعوث الخاص من عدن ويوصي ضرورة تسهيل دخوله.

سابعا – تأكد للجنة ان مبعوث عدن دخل مكتب الاخ الرئيس في حوالي التاسعة الا سبع دقائق وما لبث مبعوث عدن دقيقتين حتى سمع دوي انفجار مهيل في مكتب الرئيس الشهيد ، وفور ذلك هرع عدد من الضباط والجنود الى داخل المكتب، حيث وجدوا الغرفة مكتظة بالدخان والنار تشتعل في جوانبها.. وبعد بحث شاق بين الركام وجد فخامة الرئيس رحمه الله بين انقاض اثاث المكتب في حالة اغماء ونقل فورا الى المستشفى العسكري للإسعاف وحالته يصفها التقرير الطبي المرفق.. حتى لحظة وفاته رحمه الله.

ثامنا – عثر على النصف الاسفل من جثة المبعوث المجرم بين الركام المشار اليه انفا وقد تناثر النصف الاعلى من جثته اجزاء في ارجاء الغرفة وجدرانها وسقفها وذهب بعضها الى خارج المبنى كما شاهدت اللجنة مسدسا ابو عجلة من نوع لا يستخدم في الجمهورية العربية اليمنية ملتصقا باليته اليسرى.

تاسعا – تأكد للجنة ان الانفجار المهيل كان مصدره عبوة بلاستيكية ناسفة شديدة الانفجار تم وضعها واعدادها في الشنطة الدبلوماسية ذات الارقام والتي كان يحملها المجرم الاثم منذ صعوده الطائرة في عدن وحتى ولوجه مكتب الرئيس في صنعاء.

حيث تبين للجنة بأنه لم يتبقى من اجزائها شيئا عدى قفل الشنطة الحديدي ذو الارقام.

وقد جاء قرار لجنة الخبراء العسكريين الاجانب مؤكدا لهذا التحليل.

الاخ الرئيس:

وبناءا على ما تقدم من سرد للحقائق والوقائع، واستنادا الى التحقيقات الاولية التي قامت بها الجهات المختصة ونظرا لطبيعة ما تعرض له الوطن ورجالاته المخلصون في الداخل والخارج.. واستعادة لتلك الجرائم البشعة التي تعرض لها اخوتنا من ابناء خولان من نسف جماعي لمشائخها الذين تجاوز عددهم الستين شهيدا واستمرار تصدير الفتن والتخريب واقلاق امن المواطنين والاعتداء على دمائهم واموالهم واعراضهم بصورة مباشرة وغير مباشرة من جانب السلطة في عدن.. فان اللجنة لتؤكد بأن جريمة اغتيال فخامة المغفور له الرئيس احمد حسين الغشمي كانت حصيلة تخطيط محكم وتدبير اجرامي مبيت من قبل السلطة في عدن تم تنفيذه بدقة بالغة ووحشية لم يشهد لها التاريخ مثلا، اذا لم يسبق ان اقدمت دولة على ايفاد مبعوث خاص بصورة رسمية لاغتيال رئيس دولة لا ذنب له سوى اخلاصه وايمانه ووفائه لشعبه واسلامه وعروبته.

الاخ الرئيس:

هذا ما تشرفت برفعه  اليكم لتكونوا على بينة من الحقائق الدامغة التي توصلت اليها اللجنة وليطلع عليها من خلالكم ابناء شعبنا اليمني العظيم جيلا بعد جيل عبر التاريخ ليأخذوا منها درسا وعبرة.

والله يوفقنا جميعا لما فيه خير الوطن والمواطنين.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ملحق رقم (1)

التقرير الطبي

احضر المقدم احمد حسين الغشمي الى المستشفى العسكري العام بصنعاء الساعة التاسعة وعشر دقائق صباحا في حالة صدمة جراحية وفي صورة سيئة للغاية نتيجة انفجار لغم كان قد حدث منذ 15 دقيقة سابقة وذلك في مكتبه.

وكان الجزء الامامي من رأسه محترقا جزئيا مع تمزق الانسجة على الاذن اليمنى.

وكان شعر الاهداب والحاجبين محترقا تماما وكذلك شعر الرأس اما شعر الشارب فكان محترقا جزئيا.. وكانت القرنية لكل من العينين متمزقة ومتجمدة ومقدمة اللسان محترقة وجلد الرقبة والصدر والبطن والجزء الامامي من الجانبين كان محترقا في اماكن متعددة وكان يبدو اسودا من اثر تطاير مخلفات الانفجار.

جلد اليدين محترقا تماما وفقدت الطبقة السطحية من الجلد وعلى الساعد الايمن جرحان متهتكان وعلى الساق اليمنى يوجد كسر في عظمة التيبيا وجرح متهتك طوله 10 سم ويصل الى عظمة التيبيا وعلى الساق اليسرى كسر بعظمة التيبيا في ثلثها الاوسط كان المريض في حالة صدمة ويتنفس بصعوبة نتيجة لما اصاب الصدر من اصابات.

وكذلك نظرا لحدوث كسور في عدة ضلوع على الجانبين وكنا نشك في حدوث نزيف داخلي خطير.

وفي الحقيقة انه رغم العلاج والاسعاف المركز الا ان الرئيس توفي في الساعة العاشرة وعشر دقائق نتيجة لاوديما ونزيف بالرئتين .

بروفيسور د. بكلاين – بروفيسور ايطالي د. منفردوني

طبيب التخدير د. نيكولاي كبير الاطباء ود. محمد صالح الشيبة

زر الذهاب إلى الأعلى