قضية اسمها اليمن

هند الإرياني: ظاهرة المقاهي المختلطة في اليمن

يمنات – فرانس 24- علياء قديح

هند الإرياني صحافية يمنية مقيمة في لبنان، أنهت دراستها الجامعية في اليمن ثم انتقلت إلى بيروت، تتحدث عن المقاهي المختلطة كظاهرة جديدة في اليمن.

هند الإرياني: " ما لاحظته من تغيير في آخر زيارة لي لليمن، ولست أتكلم هنا عن التغيير السياسي لأن الأمور كما هي عليه، الفساد مثل السابق وربما أكثر، وإنما أتحدث عن التغيير الاجتماعي. هناك ظاهرة جديدة تتعلق بالمقاهي في العاصمة صنعاء، حيث نجد مجموعة من الشباب والفتيات سوياً.
طبعاً هذا لم يكن موجوداً في الماضي، وعندما أقول الماضي أقصد بذلك السنوات القليلة الماضية التي لا تتجاوز الأربع سنوات. كان الاختلاط بين الشباب والفتيات مستنكراً تماماً.
خلال دراستي في جامعة اليمن، كان حديثنا مع زملائنا الشباب نادراً جداً، وكان من الممكن أن تفوتنا محاضرة بسبب أن الشباب يرون أنه من الأفضل ألا يتحدثوا معنا، وكأنها جريمة. وليس مهماً إذا ضاعت علينا محاضرة !
أما الفتاة التي كانت تتكلم مع شاب، كانت تتعرض سمعتها للخطر، لدرجة أن زميلتي التي كانت تدرس معي في الجامعة كان يخاف أخوها أن يكلّمها خوفاً ألا يظن أحد أنه شاب غريب عنها، فتسوء سمعتها. فكان كلما يريد أن ينبّهها أنه ذاهب إلى البيت وأن عليها أن ترافقه بالسيارة، كان يمرّ بجانبنا ويحرّك مفاتيح سيارته. وعندما كانت تسمع صوت المفاتيح، كانت تتوجه إلى السيارة.
مع أن هذا الأسلوب سيء وفيه إهانة، إلاّ أنه لا أحد كان يستنكره. لكن هذا تغيّر نوعاً ما اليوم وذهب الحاجز الذي كان يفصل الشباب عن البنات.
كيف حدث هذا التغيير ؟ حدث بفضل الساحات التي تكوّنت أيام الثورة. يبدو أن هذه الساحات كسرت حاجز الخوف الذي كان يجعل الشباب والفتيات يتخوفون كلّ من الطرف الآخر، وكأنهم من كوكب مختلف.
أسعدني جداً أن أرى هؤلاء الشباب والشابات يقومون بمبادرات إجتماعية تخدم الوطن مثل حملات التنظيف في المدن، والحملات ضد مخدّر القات، وتنظيم مؤتمر "كيبك" العالمي لأول مرة في اليمن.
كل هذه المبادرات جعلتنا نتفاءل، ورغم كل الكآبة المخيّمة على اليمن، هناك تغيير يحدث وهناك شباب يريد أن يبني اليمن يداً بيد دون تمييز بين ذكر وأنثى".
زر الذهاب إلى الأعلى