فضاء حر

اليمن بيئة حاضنة للتطرف والارهاب

يمنات
لطالما ردد الاخوان المسلمين، ابتداءا من مؤسس الجماعة حسن البناء وانتهاء بأخر مرشد للاخوان بمصر مقولة اذا حامت الفتن فعليكم باليمن، يتواصوا دائما بزيارة اليمن ومركزين عليها، حتى ان حسن البناء رأى في اليمن خير بيئة لإقامة الدولة الاسلامية، و لذلك ارسل الفضيل الورتلاني عام 1948م، لمشاركة منفذي اغتيال الامام يحيى حميد الدين، و كانت اليمن ولازالت اخر قلاعهم، مجتمع متدين محافظ، ينخدع بالخطاب الديني السطحي والمراوغ، و مفتاح شخصية اليمني الدين، و ثقافة المجتمع دينية ماضوية رجعية متزمتة، تداخلت واندمجت في اليمن عقب اتفاق 5 نوفمبر 1967الوهابية بالاخوانية بمرجعياتها وامتداداتها من ابن تيمية وابن القيم الجوزية وصولاً الى احمد ابن حنبل،.
انشئت مئات المعاهد الدينية الممولة سعوديا، تحت اسم المعاهد العلمية، و مئات من دور الحديث ودور القرأن، ممولة سعوديا، بهدف خلق بيئة خصبة للتطرف والارهاب، و ايجاد بيئة حاضنة للجماعات التكفيرية القاعدة واخواتها، لمحاربة المد اليساري الاشتراكي الآتي من الجنوب في سبعينيات القرن الماضي، و قتال الشيعة الروافض في شمال الشمال، و تجريف الخارطة المذهبية للمذهبين الزيدي والشافعي المتعايشان منذ اكثر من الف عام، و صرف التطرف وابعاده عن مملكة النفط الى اليمن، وبرعاية نظام صالح و محسن و الاحمر الاب و الاخوان، المدعومون من اسرة ال سعود.
بدأت الاغتيالات السياسية السعودية القذرة تنفذ برعاية ودعم وتخطيط وتمويل آل سعود عبر ايادي عميلة داخلية، ابتداءا من تنفيذ اغتيال الرئيس الشهيد ابراهيم الحمدي، و انتهاء بإغتيال المتوكل مغرب امس الأول، وعادة ما يعقب الاغتيال اقفال واغلاق التحقيقات وتمييع ملفات القضايا، وطيها ونسيانها ودفنها الى الابد، و اخر جرائم الاغتيالات اغتيل داعية الدولة المدنية ورائد حقوق الانسان الدكتور المتوكل. والايادي داخلية والراعي ملك النفط، ومخابرات آل سعود، و هناك عدة دلائل وقرائن تؤشر على وقوف السعودية الان خلف العمليات الارهابية والاغتيالات، منها استضافتها ل”علي محسن الاحمر” عقب تحرر صنعاء من هيمنة الجنرال العجوز مساء 21 سبتمبر الماضي.
محسن هو رئيس النظام الخاص “التنظيم السري لجماعة الاخوان المسلمين باليمن” وهو الذي يدير العمليات الارهابية والاغتيالات ويشرف على تنفيذها، والسعودية تصرف له شهرياً عشرة مليون سعودي لمحاربة الروافض، واستضافته الآن لتستخدمه كورقة للضغط على انصار الله، و لتخريب اليمن، تريد منه الآن القيام بالدور الذي لعبه محمد ابن الحسين عقب ثورة 26سبتمبر، و ذلك بزعزعة امن واستقرار اليمن.
السعودية حسب صحيفة الوسط العدد الصادر الاربعاء الماضي، لديها فريق استخبارتي في صنعاء، يدير الازمة والتخريب والارهاب، و اعادة مرتبات المشائخ.
و سافر الاسبوع الماضي عدد من وجهاء اب وتعز الى السعودية، والمتابع لأداء قناة العربية والعربية الحدث السعوديتان، يعرف ان السعودية توجه القاعدة و داعش والاخوان المسلمين وتمولهم، وتدير معركتهم الاعلامية.
السعودية لا تريد يمن مستقر امن مزدهر متقدم، تريد يمن ممزق ضعيف فقير متشظي محترب، والمجتمع اليمني يساعدها في لعب ذلك الدور.
انظروا كيف يتعامل المجتمع عقب كل جريمة اغتيال او عمل ارهابي مروع ووحشي، كالجريمة الانتحارية بميدان السبعين الذي راح ضحيتها ما يقارب 100 جندي يمني ظهر 21مايو 2012م.
احتفل رئيس الجمهورية وقيادات الدولة اليوم التالي، بعيد الوحدة بكل برود، و قتل الاطباء الابرياء في مستشفى العرضي بوحشية اذت الضمير الانساني علي يد سعوديين، و ذبح الجنود بحضرموت، و العملية الارهابية الانتحارية الاجرامية بميدان التحرير بداية اكتوبر الماضي التي نتج عنها استشهاد 53 شهيد من المدنيين الابرياء، و احتفل انصار الله اليوم التالي بعيد الغدير، وكأنه لم يحدث شيء. الحياة الانسانية لا قيمة لها في المجتمع اليمني. واخرها الجرائم الارهابية التي نتج عنها مقتل 19جندي على ايادي القاعدة، مساء امس الاول في مديرية جبل رأس وغيرها عشرات الجرائم.
يجد المتابع ناشطي مواقع التواصل الاجتماعي يتباكون ويستنكرون ويدينون، هذا اذا كان الاغتيال لشخصية معروفة، اما اذا كان لأشخاص مغمورين فقراء كما في جريمة القاعدة امس في جبل رأس فلا تلفت الانظار ولا يكون حتى مجرد خبر رئيسي في واجهات الصحف والقنوات يمر خبر هامشي ، عادي، اما اذا كان الاغتيال لشخصية عامة كبيرة ومعروفة، فأقصى ما تعمله الرئاسة والدولة والحكومة والجيش والامن والمخابرات والاحزاب السياسية هو الشجب والاستنكار والادانة، و سرد مناقب الفقيد.
الصحف اليومية تجعل تلك الجريمة فرصة لزيادة مبيعاتها وتبرز عناوين ملفته وجذابة في صفحاتها الاولى لتجذب القارئ. الكل يستنكر ويدين ويشجب ثلاثة ايام بالكثير وينسى الجميع، و بعدها يقفل ملف القضية وتضيع وتذهب الى النسيان وتطوى في صفحات التاريخ.
لا مجتمع ينتفض ولا منظمات حقوق انسان تستنفر و لا ناشطين حقوقيين يتابعون التحقيقات في تلك الجرائم اولوياتهم هي اولويات الارهاب ومموليه ورعاته.
وهكذا تتسلسل جرائم الارهاب والاغتيالات ويألفها المجتمع ويتعايش معها، وتصبح خبر عادي ومألوف، اي ان المجتمع لا يعزل الارهاب والارهابيين، انه حاضنة للإرهاب، هذا بعكس المجتمعات المتمدنة، انظروا كيف تستنفر مصر عن بكرة ابيها رئيسا وحكومة وشعبا، عقب كل جريمة ارهابية، يتم فتح التحقيقات وتعقب الارهابيين والقبض عليهم وتقديمهم للمحاكمة امام القضاء، محاكمة علنية شفافة يطلع عليها الشعب.
انظروا كيف استنفرت مصر عن بكرة ابيها وصنفت الاخوان المسلمين كجماعة ارهابية وعزلت الجماعة الارهابية وحلت حزبها وجماعتها وجمعياتها و تحفظت على مواردها واموالها وقبضت على قيادتها ووضعتهم خلف القضبان و صدرت ضدهم احكام اعدام ومؤبد.
هناك حزم وصرامة وشدة ضد الارهاب وحاضنته وفكره وقيادته، لأنه آفة خطيرة وفتاكة تقوض امن المجتمع وحاضره ومستقبله، و سلمه الاهلي، و أي تراخي معه معناه تعريض امن وسلامة وسكينة المجتمع للخطر والدمار، سيصبح الحق في الحياة مهدرا و لا قيمة له وينتشر الخوف والذعر والجبن والسلبية و اللامبالاة والفساد والقتل وسيادة شريعة الغاب.
نفس الامر حدث في تونس، تم اغتيال القياديين اليساريين شكري بلعيد والابراهيمي، فأنتفض المجتمع وثار وعزل الارهاب واجبر النهضة على تقديم القتلة للمحاكمة، و عزلها واسقطها ونبذها.
بعكس اليمن انظروا كيف ان تجمع الاصلاح (الاخوان المسلمين) مدلل وينعم الى اللحظة بالأمن والسكينة والطمأنينة، و يسيطر على مفاصل الدولة وجيشها وامنها وقضائها واقتصادها وتعليمها ولازال يصدر قرارات تعيين وترقية لأعضائه في وزارة الكهرباء، الى الخميس الفائت حسب صحيفة الشارع.
قيادة الاخوان متماهين مع القاعدة ويمولوها ويدعموها لوجستيا وعسكريا وماليا وسياسيا واعلاميا انظروا الى تغطية وسائل اعلامهم لجرائم القاعدة و داعش وانصار الشريعة.
هددنا الجنرال اليدومي رئيس الهيئة العليا للإصلاح بداعش، عقب سقوط مراكز القوى بعمران عبر منشور له في حائطه في فيسبوك، و مر التهديد مرور الكرام، نشرت تقارير دولية عن تورط قيادات اصلاحية بتمويل داعش كالحميقاني و محمد صادق المغلس، عضو مجلس شورى الاصلاح والاستاذ بجامعة الايمان و المعهد العالي للقضاء.
لازالت جمعياتهم ومراكز عسلهم ودور حديثهم وقرائنهم وبنوكهم وجامعاتهم وشركاتهم ومدارسهم الخاصة ومستشفياتهم الخاصة تمارس نشاطها براحة بال، و برعاية خصومهم انصار الله..
الارهاب والاغتيالات في اليمن يستهدف العقول: من الدكتور عبدالكريم جدبان الى الدكتور احمد شرف الدين مروراً بالقاضي العلم عبدالجليل نعمان عضو المحكمة العليا و انتهاءا بالدكتور محمد عبدالملك المتوكل، كلهم عقول نيرة مسالمة دعاة سلام علماء ومفكرين وقضاة، طالتهم رصاص الغدر و الارهاب الذي ترعاه وتموله الجارة الكبرى.
الارهاب في اليمن له حزب وجمعية وجامعات ودور حديث وقران كلها تعلم الكراهية وتحث على القتل ومخرجاتها قتلة و ارهابيين، الارهاب لدية مراكز عسل وبنوك واستثمارات و نظام امني ومخابراتي ومحاكم و نيابات ترعاه وتتستر عليه وتميع ملفاته وتخفي الحقائق، منظومة متكاملة ترعى الارهاب.
و من يستهدفهم الارهاب وقعوا اتفاق سلم وشراكة مع رموز ورعاة الارهاب والفساد، و احد ممثليهم في بروكسل صاغ اتفاق مصالحة مع رعاة الارهاب وسياتي به الى صنعاء لإعلانه. كلهم يتسترون على الارهاب والارهابيين، لا تصلوا على احدا منهم، انهم يضحكون على ذقوننا، لو كان هناك جدية وتوجه صادق للقضاء على الارهاب، لتم حل حزب الارهاب، و الرمي بقياداته خلف القضبان، وتقديمهم للمحاكمات امام قاضيهم الطبيعي، ولتم مداهمة اوكاره وخلاياه النائمة في مسيك والسنينة وسعوان، و لتم تجفيف منابعة ومصادرة امواله ومراكز عسله، و جمعياته الخيرية، و اغلاق دور حديثه و قرائنه مفرخة الارهاب، واعلنت الحرب على الارهاب والنفير العام، و لكان الارهاب في حالة خوف ورعب وليس العكس يخاف اصحاب الرأي وحملة الاقلام المسالمين من الارهاب الذي يستهدف خيرة العقول.
نتمنى ان يتم الاستفادة من تجربة مصر ورئيسها السيسي، في محاربة الارهاب ودك حصونه و محاكمة قياداته.
احدهم وهو عضو مكتب سياسي في انصار الله اغلق تلفوناته وتذمر وتباكى، و حزن لأنه تم مداهمة بيوت قيادات الارهاب، من قبل الثوار، تباكى عليهم، و احتج وارتج وهو الآن الى جوارهم في بروكسل، لايعلم هذا الطيب انه قد يكون ضحية قادمة للإرهاب، لأن الارهاب لا يصادق و لا يوفي مع من اوفى معه وهادنه وصالحه و تودده، بل العكس الارهاب جبان يخشى الشجعان ويخاف من الابطال اللذين يواجهونه، يخاف القادة الشرسين غير المهادنين، وليس العكس.
عجلوا في القضاء على الارهاب قبل ان يقضي علينا وعلى رموز العقل والحكمة ودعاة الخير والحق والعدل والجمال.
لماذا الجماعة قياداتهم سالمة غانمة آمنة مطمئنة تمارس انشطتها براحة بال؟ لماذا لا تخاف من اغتيالات ولا ملاحقات ولا اي مكروه .. الاغتيالات تطال خصومهم المسالمين العزل وهم امنين، لا بل سيصفروا العداد ويبيضوا صفحتهم الفاسدة مع بقية شركائهم في الفساد والارهاب، احزاب المشترك و هادي التي هي خير غطاء لهم.
وقعوا اتفاق سلم وشراكة مع من كنا نعتبرهم ثوار، و صفروا العداد وبيضوا صفحة الفساد والارهاب، و الان سيأتوا من بركسل متصالحين، لا ادري من يصالح من؟!
و كيف سيتشاركوا في السلطة ويستمروا في الفساد والسرقة وتنفيذ العمليات الارهابية والاغتيالات، من دون ان يسألهم احد؟!.
انظروا الى اليسار كيف لازالت قيادته مرتمية بأحضان جماعة الاخوان المسلمين الى اللحظة، بل ان وسائل اعلامهم صارت ناطق رسمي باسم الاخوان ومحسن وحميد، انظروا الى نشطائهم اطفال انابيب اليسار، كيف صاروا يدافعوا عن الجماعة ويخوضوا معاركها بطريقة مخزية. لا يستفزهم الارهاب ولا الاغتيالات التي كانت قيادات حزبهم ضحيه لها تم اغتيال 159 من خيرة قيادات الحزب الاشتراكي اليمني، اخرهم الشهيد جارالله عمر، اولوياتهم ومعاركهم هي اولويات الاخوان ومعاركهم هي معارك الاخوان، هل سيروا مسيرة واحدة لرفض الاغتيالات والعمليات الارهابية؟ هل نظموا فعالية واحدة لنبذ العنف والارهاب؟ كما يسيروا مسيرات وينظموا فعاليات ضد المليشيات الحوثية الطائفية حسب توصيفاتهم.
اين هم من يسار تونس ومصر وسوريا ولبنان؟ و اي يسار هذا الذي يتماهى مع جماعة ارهابية اصولية ادلوجية فاسدة.؟ اي يسار هذا الذي يسوق اطروحات ورؤى الجماعة كتبني الشريعة في الدستور القادم كمصدر وحيد للتشريعات في مؤتمر الحوار بما يؤدي بنا الى دولة دينية قرووسطوية تنشط فيها محاكم التفتيش!!
و انتم يا انصار الله كيف سمحتوا لأنفسكم بتحصين الفاسدين والارهابيين على حساب 25 مليون يمني سرقت اموالهم واهدرت دماء ابنائهم من غير حساب او عقاب؟!!! اي خذلان هذا وهل لا زالتم تزعموا انكم ثوار؟ الا تدرون انكم بذلك ستشاركونهم في سفك دمائنا وسرقة اموالنا؟ وان اي قطرة دم ستسفك ستكونوا شركاء في سفكها لتفريطكم في الثورة وشهدائها؟ سوف يستمر نزيف بحار من الدماء، اذا لم تفعل المحاكمات والمسائلات ويقبض على المجرمين ويحاكموا، ويتم مغادرة ثقافة عفاء الله عن ما سلف. في مثل هكذا وضع لا ندري من هو الضحية التالية؟

زر الذهاب إلى الأعلى