فضاء حر

اليمن يحتاج لمؤتمر مجانين بدلا من العقلاء

يمنات
لو أن مجانين اليمن بدلا من عقلائه ووجهائه وعلمائه وشيوخه وحكمائه اجتمعوا وناقشوا الإشكال السياسي القائم للبلاد لخرجوا بحلول عملية واقعية؛ لأن المجانين وحدهم الذين سيناقشون المشكلة بتجرد وصدق ومسؤولية؛ لأنهم لا ينتظرون مقابلا لأنهم لا يحبون المال و لا يحتجون له أصلا؛ و جلهم ممن يحتقرون المال و لا يفكرون بالنفوذ والجاه والسلطة؛ وربما أن جنونهم لم يكن سوى احتجاج ضد كل تلك المطامع والمظاهر الزائفة الزائلة.
اما العقلاء أو العلماء أو الحكماء فكل تفكيرهم منصب على المال وشغلهم الشاغل الجاه والنفوذ والسلطة..
و لذلك فأول مخرجات الجنون ستكون هي تحييد ما يسمى بالعقلاء والحكماء والعلماء وتحييد مشائخ السياسة ومشائخ الدين الذين هم سر البلاء والمصيبة لأن تمسكهم بمصالحهم ومصالح زمرهم انستهم مصالح البلاد والعباد.
و من التجارب الماثلة لاجتماعات العقلاء والعلماء والحكماء أن كل اجتماع تلحق كارثة أو جائحة؛ لذلك لقاء المجانين سيسوده الصراحة والمكاشفة والصدق سيقولون لصالح رد ما سرقته و ما نهبته و لن يستخدموا قضية استرداد الأموال المنهوبة كورقة سياسية وسيقولون للعلماء والوجهاء والعقلاء ان لا علاقة لكم بفضائل العلم والسلام وغاياته وكل ما تقومون به سياسة في سياسة؛ لا تقحموا الدين في مصالحكم وصراعاتكم السياسية..
و سيقولون للحوثي: نصرتك لله ليس بانتهاك حقوق خلقه ومصادرة حرياتهم وشرعيتكم ليس من الله وإنما من رضاء وقبول المجتمع بكم ومن مدى التزامكم باحترام الحقوق والحريات.
و سيقولون للمشترك مشكلتكم أنكم نظرتم منذ البداية لثورة 11فبراير من زاوية الشراكة لأن طبيعة تركيبتكم المشتركة جعلتكم تنظرون للبحث عن شريك تقاسمونه ما ليس لكم وما لا يخصكم من المصالح العامة..
سيقولون لكم أنكم لهثتم وتركتم الشعب على ناصية الأمل الموزع بين الثورة وبين المساومة عليها .. و سيقولون لعبد ربه هادي أما أنت يا سيادة الرئيس منذ البداية قبلت ان تكون رئيسا محاصرا؛ وعندما ذقت مرارة الحصار سكت عن تمدد الحوثي على أمل أن يرفع عنك الحصار حتى اصبحت محاصرا منهم.
و سيقولون للحراك بشقيه المنقسم بين مؤيد لمخرجات الحوار والرافض لها أن رفضهم المطلق لها استمرار لذهنيات الأيدلوجية المطلقة التي دفعت بهم إلى قارعة الجنون.
و سيقولون لكل اليمنيين المشتغلين في السياسة: مشكلتكم جميعا أنكم لا تعولون على جهودكم بقدر تعويلكم على الريع المتأتي من امتهان السياسة وأن هاجس انتظار الريع هو شغلكم الشاغل فعيونكم على الموارد النفطية وعلى الهبات والمنح، و كل ما يأتي إليكم من غير شقاء أو مشقة و سيصارحونكم بأن ملكات الانتاج والعمل تعطلت لديكم لأنكم تريدون أن تلقوا بأنفسكم على ارائك الاسترخاء، بينما الاخرون يتولون العمل نيابة عنكم و أموالكم التي جنيتوها بطرق غير مشروعة من حرفة السياسية تريدون استثمارها بتحقيق مكاسب وارباح سياسية.
و سيخلص المجانين المجتمعين إلى الجزم بأنكم لو صغيتم إليهم وعملتم بوصاياهم سيوقفون احتجاجهم بالجنون لأن عندها ستكون أسباب احتجاجهم بالجنون قد زالت وولت بلا رجعة.
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى