أخبار وتقاريرالعرض في الرئيسة

صحيفة لبنانية ترصد مسار العمليات العسكرية اليمنية في الجنوب السعودي وارتباطها بالعملية السياسية

يمنات – صنعاء

قالت صحيفة الأخبار اللبنانية، تبين بعد 9 أشهر من عدوان السعودية على اليمن، فشلها وحلفائها في إسقاط اليمن وإخضاعه.

و اعتبرت أن هذا الفشل سمح للمسار السياسي بالانطلاق، حيث تولت سلطنة عمان دور الوسيط، و جرى البحث عن صيغ توقف آلة القتل السعودية مع الحفاظ على ماء الوجه الخليجي.

و أشار إلى أن أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام طرحوا الانسحاب من عدن، حيث أبدى وفد صنعاء المرونة. لكن الإشكالية انحصرت في اسم الجهة التي ستتولى الأمن بعد انسحاب الجيش واللجان الشعبية، سيما أن الخشية متعاظمة من تنامي تنظيم القاعدة و داعش.

و في سياق رصد مسارات العمليات الحربية في الجنوب السعودي، قالت الصحيفة اللبنانية: في الأسابيع الأولى، تقدم الجيش اليمني واللجان الشعبية عدة كيلومترات داخل الأراضي السعودية. مشيرة إلى أن التقدم كان كافياً لتحريك المسار السياسي.

و لفتت إلى أن ذلك التقدم مثل ضغطا على السعودية لبدء المسار السياسي، فنقلت طائرة سلطان عمان وفد صنعاء إلى مسقط لتبدأ جولات من المفاوضات. ولكن هذه المرة بحضور عدد من الدول والجهات (الولايات المتحدة، بريطانيا، سلطنة عمان، الاتحاد الأوروبي، الأمم المتحدة والسعودية).

و كشفت الصحيفة، أنه طُرح في مسقط، تحييد صعدة من قبل العدوان مقابل انسحاب الجيش واللجان الشعبية إلى الحدود، فرُفض الطرح بالمطلق من قبل وفد صنعاء.

و نوهت الصحيفة، إلى أن السعودية أُعطيت مهلة جديدة، علّها تستطيع تحقيق إنجاز عسكري يكسبها أي ورقة تضعها على طاولة المفاوضات، فأعاد التحالف الكرة من خلال تجهيز حملات عسكرية على محافظتي مأرب وتعز. غير أنها فشلت مرة جديدة في تحقيق أي تقدم عسكري.

و لفتت إلى أن الجيش اليمني و اللجان الشعبية، نجحوا في التقدم أكثر في عمق المناطق السعودية الجنوبية.

و أضافت: تمت أيضا السيطرة على الشريجة الواقعة في لحج الجنوبية، وفي معركة الحدود، سقطت مدينتا الخوبة والربوعة في محافظة جيزان.

و أشار إلى أنه تبين في المفاوضات التي جرت الأسبوع الماضي أن دول «التحالف» تعبت من استمرار عدوانها، وأنها تبحث عن مخرج يمدّ لها طوق النجاة.

و كشفت أن وسطاء إقليميين و دوليين طرحوا انسحاب متزامن للجيش اليمني الى الحدود، مقابل انسحاب دول «التحالف» من الأراضي اليمنية، خصوصاً الجنوب، مع وقف إطلاق النار من قبل العدوان من جهة، ووقف إطلاق نار على المستوى الداخلي اليمني، على أن ترحّل المشكلة اليمنية الداخلية إلى مفاوضات جنيف.

و تابعت: السعودية ترزح تحت عبء السقوف العالية والاهداف التي يستحيل تحقيقها. حيث دخلت صراعات الأجنحة داخل الأسرة الحاكمة في صلب العدوان.

و بينت الصحيفة اللبنانية، أنه بعد مضيّ تسعة أشهر على بدء العدوان، سقطت المبررات التي استخدمها التحالف الخليجي وضعفت أدواته، وفقد القدرة على مخاطبة الرأي العام، حتى أن حلفاءهم الغربيين أصبحوا عاجزين عن تغطية جرائمهم والمجازر التي ارتكبوها بحق المدنيين اليمنيين، بل أصبح كثير من الكتّاب والصحف الكبرى يوجّهون اللوم إلى الحكومات الغربية ويحرّضونها على فك الارتباط بالسعودية.

و اعتبرت الصحيفة، أن التعثر المستمر في المفاوضات، ولجوء دول العدوان الى تغطية سيطرة «القاعدة» على مناطق الجنوب، بهدف دفعه الى مواجهة «أنصار الله»، رأت القيادة اليمنية أن استمرار التواصل السياسي مع الوسطاء الإقليميين والأمميين ليس كافياً، وأن دول العدوان، ولا سيما السعودية، تستدرج نفسها الى مزيد من المتاعب، ما يحتّم تفعيل الخطط العسكرية، سواء المتعلق منها بتحصين الجبهة الداخلية، أو تلك التي تتعلق بالخيارات الإستراتيجية.

وفي هذا السياق، أنجز الجيش واللجان الشعبية خلال الايام القليلة الماضية عملية التوغل الشاملة، التي أتاحت لهذه القوات الإشراف المباشر على مدينة نجران وعلى مناطق واسعة في عسير وجيزان. حسب ما أوردته الصحيفة.

و أشارت أنه حتى مساء أمس، كانت الجاهزية قد اكتملت، لتنفيذ خطة السيطرة على مدينة نجران، وهي خطوة مكتملة عسكرياً، بعدما فرّت غالبية القوات السعودية من المنطقة، حيث أخلت جميع المواقع القريبة، بما فيها المواقع التي كانت محصّنة بقوة.

و نقلت الصحيفة، عن مصادر من المنطقة بأن وحدات من الحرس الوطني السعودي تسيّر دوريات في كل المنطقة الجنوبية لاعتقال الجنود الفارين، بينما لم يُصر الى إنقاذ أي سيارة عسكرية أو مؤللة أو دبابة من جميع المواقع.

و أشارت أنه وسط هذه الاحداث، لوحظ أن عملية النزوح لسكان تلك المنطقة قد توسعت وتكثفت خلال اليومين الماضيين، وشوهدت قوافل من السيارات التي تضم العائلات وهي تتجه شمالاً، مقابل استقدام الجيش اليمني واللجان الشعبية قوات إضافية ونشرها داخل الاراضي السعودية الجنوبية.

زر الذهاب إلى الأعلى