العرض في الرئيسةحوارات

القيادي الاصلاحي محمد السعدي: لسنا مرتبطين تنظيميا بالاخوان المسلمين ولم نقاوم في صنعاء بسبب تفوق الحوثي ونحاول التواصل بالامارات

يمنات – الحياة اللندنية

نفى قيادي بارز في حزب التجمع اليمني للإصلاح، أي ارتباط تنظيمي يجمعهم بالتنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، لكنه لم ينكر وجود تأثير ثقافي وفكري للجماعة «المحظورة» سعودياً على عناصر حزبه، على غرار هو شائع في العالم الإسلامي، على حد تعبيره.

وقال الأمين العام المساعد في الحزب الدكتور محمد السعدي في حوار مع «الحياة» إن الإصلاحيين أثبتوا حضورهم في الساحة اليمنية بشكل عام، وفي تعز بشكل خاص، بأنهم الرقم الصعب، الذي لا يمكن تجاوزه، وحققوا منعةً وصموداً وانتصارات في كثير من المواقع.

السعدي طلب من الإمارات وغيرها ممن لديهم حساسية من «الإخوان» في أماكن أخرى بأن ينفتحوا على الإصلاح اليمني وأن يسمعوا منه بشكل مباشر، متمنياً أن يحدث ذلك في القريب العاجل.

وأكد القيادي الإصلاحي الذي يشغل أيضاً وزير التجارة في حكومة المهندس خالد بحاح، الحاجة إلى إعادة هيكلة العلاقات الشمالية-الجنوبية بشكل متوازن، وعدم حرمان منطقة على حساب أخرى داخل الوطن الواحد، مبيناً أن تقرير المصير أو الانفصال أو الاندماج يجب أن يكون بالطرق السلمية، وأنه طالما نريد أن ننفصل لماذا ننفصل ونحن نتقاتل.

واعتبر الأمين العام المساعد للتجمع اليمني للإصلاح سقوط صنعاء بيد الحوثيين وقبلها عمران «أمراً أُعد له منذ سنوات»، والمستهدف منه ليس اليمن وإنما المنطقة برمتها. وفي ما يأتي نص الحوار:

> دعني أبدأ معك من حادثة اختطافك في شباط (فبراير) 2015 في العاصمة صنعاء من المليشيات الحوثية.. ما القصة؟

– كنت ذاهباً إلى عدن عن طريق المطار، وهناك أوقفني شابان وطلبا البطاقة الشخصية، وأظهرتها لهما، فسألاني أين أعمل؟ فقلت لهم إنني أعمل في الحكومة، ثم سألاني عن الوظيفة؟ فأجبتهما: للأسف وزير، ثم بدأ أحدهما يتصل بغرفة عمليات طيران اليمنية، على حد قوله، فاكتشفت أنها تمثيلية، إذ كان يتصل بجهاز أمني، بعدها قال الأجواء في مطار عدن غير جيدة والرحلة تأخرت، وكنت أمام كاونتر اليمنية وسألت الموظف: هل صحيح الطائرة تأخرت؟ فأجابني بالنفي، وأن الطائرة موجودة في المطار، فقلت للشاب لا يحتاج الأمر إلى أن تكذب يا ولدي. فقال على كل حال لا يمكنك ركوب الطائرة، هناك توجيهات بأن الناس محتاجة إليك في صنعاء، فقررت ألا أدخل معهم في إشكالات، وركبت سيارتي وصلينا المغرب والعشاء مع مرافقي على أن نتوجه بعد الصلاة إلى عدن.

طبعاً توقعنا أن يكون هناك كمين في الطريق، وتركونا حتى وصلنا إلى ذمار، وفي النقطة العسكرية قفز مجموعة من المسلحين يلبسون الزي المليشاوي، وركبوا السيارة بجلافة، فضحكت ثم قلت لهم صلوا على رسول الله، هل بيننا ثأر شخصي، بعدها هدأوا، وقالوا للسائق: اتبعنا وذهبوا بنا إلى ملعب الكرة، وأدخلونا غرفة هناك.

> هل كان هناك معتقلون آخرون في الغرفة التي احتُجزتم فيها؟

– لا، لم يكن هناك أحد سوى المسلحين الحراس. بعد نحو ساعة من احتجازنا جاء شخص يسأل هل تعشينا أم لا، فأجبناه بالنفي، فذهب وجلب لنا طعاماً، وبعد ساعتين قالوا جاءت توجيهات لنعيدك إلى بيتك في صنعاء، فعدنا للبيت وسلمونا هواتفنا وكل حاجاتنا الشخصية، في الوقت نفسه أبلغوني بأنني تحت الإقامة الجبرية. مكثت نحو شهر على هذه الحالة، وكان طلبهم الرئيس ألا أذهب إلى عدن، بعد مرور الشهر أطلقوا رئيس الوزراء والوزراء، واعتقدنا بأن المشكلة انتهت، لكن للأسف شددت الحراسة على المنزل.

> كيف غادرت منزلك ووصلت إلى المملكة؟

– لم أستأذنهم ولكن بطريقتي الخاصة استطعت الإفلات منهم، جئت براً، ومررت بجميع نقط التفتيش وكانوا يضربون لنا سلام في كل النقاط. وكنت مع عائلتي أثناء قدومي إلى السعودية.

«الإصلاح» رقم صعب

> ما علاقة حزب الإصلاح بالتنظيم الدولي لـ«الإخوان»؟

– العلاقات بين البشر في الدائرة العالمية، والعلاقات بين المسلمين في الدائرة الإسلامية، وبين العرب في الدائرة العربية، وبين الأرحام كذلك فأنا من اليمن، أخي يحمل الجنسية القطرية، وأختي تحمل الجنسية الإماراتية وتعيش فيها، أخوال أولادي يحملون الجنسية السعودية، ولم تعد هناك الفواصل والتقسيمات التي تستطيع أن تقول إن الفكر أو السلوك ينفصل مع هذه الدوائر.

حركة «الإخوان المسلمون» منذ الثلاثينات من القرن الماضي انتشرت في العالم الإسلامي كله، وتأثر بفكرها الطلابُ والمدرسون، فالتأثر الفكري والثقافي انتشر في العالم الإسلامي كله، ومن ضمنه اليمن. ولكن الارتباط التنظيمي أؤكد أنه ليس هناك ارتباط تنظيمي؛ لأنه ليس من صالح اليمن ولا الأقطار الأخرى أن يكون هناك نمطية معينة أو إدارة مركزية أو محلية، و«الإصلاح» من خلال أدبياته ونظامه الداخلي والسياسي واضح في مسألة العلاقات الخارجية، ومنذ أن أعلن الإصلاح في أيلول (سبتمبر) 1990، كان واضحاً وشفافاً في أدبياته ومؤتمراته العامة وعلاقاته الخارجية، ولم يكن يوماً له ارتباط تنظيمي، ولكننا لا ننكر أن هناك تأثيراً ثقافياً وفكرياً كما هو حاصل في العالم الإسلامي.

> ماذا عن دور حزب التجمع اليمني للإصلاح في معركة تعز. هناك اتهامات كثيرة تشكك في دوركم، في الوقت الذي تمتلكون قاعدة شعبية كبيرة في هذه المحافظة.. كيف تردون؟

– المشكلة أن الناس لا يفهمون أن «الإصلاح» حزب سياسي، يريدون أن نكون مجموعات مسلحة. وهذا خلاف النهج والتربية والتنشئة والفلسفة والمنهج الذي نسير عليه. «الإصلاح» تجمع مدني، منذ إنشائه في سبتمبر 1990. مكثنا نتحدث عن الاسم، وما يجب أن يكون، واتفقنا عليه بعد ثلاثة أشهر من النقاش، هو تجمع لأبناء اليمن حول قضايا سياسية، قيمية، أخلاقية. ولكنه أيضاً باعتباره جزءاً من الشعب اليمني يملك القدرة على التعامل مع السلاح ولو كان فردياً أو خفيفاً، فشارك في مراحل عدة من النضال بجوار الشرعية، لم ينفرد يوماً بفتح جبهة خاصة بالعمل المسلح، وإنما اتخذ مبدأ السير مع النظام بالوئام وليس الخصام، وشارك في الثمانينات والتسعينات في معارك، ثم عاد للعمل السلمي والتربوي والتعليمي والدعوي في الوسط الاجتماعي اليمني، وله باع كبير في العمل الخيري.

حتى جاءت هذه المصيبة الذي يمر بها اليمن الآن، وجاءت الهمجية المسلحة التي انطلقت من مناطق الشمال ثم اجتاحت مناطق متعددة جنوباً والمحافظات اليمنية في معظمها، فكان من الواجب الشرعي والإنساني والمحلي على أفراد وأعضاء التجمع اليمني للإصلاح الدفاع عن أنفسهم، خلال ذلك تعاونوا مع الكتائب الرسمية وقطاعات الشعب المختلفة؛ لأن المتضرر ليسوا فئة أو حزباً معيناً، فكان من الضروري أن يضحوا تضحيات كبيرة، واللغط القائم إما ناتج من قوة العدو في التشويه، أو ضعف الدراية والمعلومة والإدراك لدى الناس الذي يرددون مثل هذا اللغط، لكن نستطيع أن نقول -ليس تعصباً- إن الإصلاحيين أثبتوا حضورهم في الساحة اليمنية، ولاسيما في تعز، بأنهم الرقم الصعب الذي لا يمكن تجاوزه، وحققوا منعة وصموداً وانتصارات في كثير من المواقع، وهم أيضاً دعاة سلم وليس حرب، وحريصون على الدماء اليمنية وألا يخسر شبابه ونسيجه الاجتماعي الذي عمل الطرف الآخر على تفتيت أواصره.

معركة تحرير تعز

> لكن في تعز هناك مقاومة بقيادة حمود المخلافي.. لماذا لا ينضمون إليه؟

– صحيح، ولكن أقول ليس من الحكمة استنفاد الطاقة في مكان واحد؛ لأن المعركة جبهاتها واسعة ومتعددة، وإنما حيثما اضطر المواطن سيجد الإصلاحيين حاضرين معه وبجواره، وبالتعاون مع جميع القوى المناهضة للانقلابيين الحوثيين.

> بحسب المعلومات الواردة إليكم من تعز، كيف تقوِّمون الوضع الآن؟

– الصعوبات ما زالت قائمة، والجهد الذي يبذله الناس جهد كبير، والحاجة إلى حسم المعركة يقدره العسكريون بالدرجة الأولى، لكن أتصور أن مزيداً من الدعم والإسناد من قوات التحالف وتلاحم ميداني بين القوى التي لها خصم واحد سيقلل الوقت والمسافة، والنصر قريب.

> لماذا يستميت الرئيس السابق علي صالح على تعز؟

– صالح لديه ذكريات قديمة في تعز، ويرى أن تعز هي التي انطلقت منها الثورة في 2011، والساحات التي امتلأت بالأصوات العالية التي طالبت برحيله، فكلمة «ارحل يا صالح» بدأت في تعز، ومن ثم هو يصفِّي حساباته وينتقم من أهل تعز، ولكن للأسف ينتقم من الأطفال والنساء والمدنيين في بيوتهم.

صالح ناكر جميل

> بعضهم يوجه اتهامات بالفساد لقيادات في «الإصلاح» في اليمن.. ما تعليقكم على مثل هذه الاتهامات؟

– المبادئ التي نتعلمها ونعلمها في «الإصلاح» أن هناك سلوكاً عاماً وسلوكاً فردياً، السلوك العام يجب الحكم عليه من خلال العمل العام، وعندما نفصل النشاطات التي يقوم بها «الإصلاح»، نجد أنه يبني المساجد، الجمعيات الخيرية، العمل الاجتماعي، العرس الجماعي، الأعمال الإنسانية، ويعمل في المجال السياسي أيضاً من خلال قنواته ومتحدثه الرسمي ومشاركته في الانتخابات والعمل الوطني من خلال تمثيل قوى سياسية وهكذا، الفكرة أن الجرم الفردي يمثل صاحبه، ويجب أن يذهب إلى المحكمة ويُحاكَم، أما الجرم الحزبي فهناك هيئة رقابية على الحزب، لجنة الرقابة على الأحزاب يجب أن تقود هذا الحزب أو ذاك إلى المحاكم.

> لكن صالح اتهم «الإصلاح» بمحاولة اغتياله في مسجد دار الرئاسة؟

– صالح، للأسف، أنكر جميلاً قدمناه له، كما قدمته له دول الخليج والمملكة، عولج في المملكة بعد أن خرج محروقاً، وقدمت له السعودية على المستويين الشخصي والرئاسي، لذلك لا يقاس على اتهاماته؛ لأنه مجرب على المستويات المختلفة وليس اليمنية فحسب.

سقوط صنعاء

> كيف تفسِّرون في حزبكم، سقوط صنعاء المدوي بهذه البساطة في أيدي المليشيات الحوثية، ومن قبلها عمران؟

– ما حدث في صنعاء، وقبله في عمران، أُعد له منذ سنوات، والمستهدف ليس اليمن، وإنما المنطقة برمتها. الإيرانيون والعجم عموماً لا يشتغلون بالأشهر أو السنوات وإنما بالعقود والقرون، ومن ثم موقع اليمن الجغرافي والتقدير بتأثيره في دول الجزيرة، ولاسيما السعودية جعل الإيرانيين يفكرون مبكراً كيف يجدون موطئ قدم وبؤر جنوب المملكة في الأراضي اليمنية، وعملوا لهذا اليوم منذ سنوات، سواء في التربية أم التثقيف أم التدريب أم التخطيط العسكري أم التسليح.

> هناك من يتساءل لماذا لم يقاوم «الإصلاح» في صنعاء؟

– نحن شعرنا بأن هناك تخلياً من المؤسسة العسكرية بتوجيهات من وزير الدفاع السابق، فلسفتنا -كما ذكرت- تقوم مع الشرعية، ولسنا منفردين، لم نغامر لنذهب منفردين؛ لأننا نعرف أن الكماشة ستكون علينا، والجيش الوطني سيتفرج، والحوثيون متفوقون، فلديهم مئات الدبابات والسلاح الثقيل. ونحن نملك بنادقنا فقط، فكان من الحكمة ألا ندخل بديلاً عن السلطة وأنها هي المسؤول الأول، وأن واجبنا هو الدفاع عن مناطقنا بجوار السلطة؛ لأنها المسؤولة عن سلامة المجتمع، فغياب السلطة جعلنا من باب أولى أن نتوارى ونذهب ولا نواجه في المكان الذي نقتل فيه.

> يقال إن «الإصلاح» يخشى من فترة ما بعد الحرب وعودة الشرعية، وأنكم تحضرون لذلك.

– هذا الكلام ليس جديداً، في الثمانينات كانوا يقولون عندما تنتهي مشكلات المناطق الوسطى؛ فإن «الإصلاح» سيسيطر. وفي 1994 قالوا الكلام نفسه، أقول يقيناً وليس سياسة، «الإصلاح» مقتنع بأنه يجب أن يكون مشاركاً، وليس منفرداً لا في العمل السياسي ولا غير السياسي. وأعتقد بأن المرحلة المقبلة تستلزم تضافر الجهود وتحسين العلاقات بين القوى الداخلية وشفافية التعامل، وحسن الجوار مع الأشقاء في المملكة والخليج، لا بد من استراتيجيات واضحة في المجالات المتعددة، السياسية، والاقتصادية، والرؤى وبناء المستقبل بشكل واضح واستراتيجي وليس رد فعل، إنما المطلوب عمل استراتيجي بين البلدين والشعبين والحكومتين.

فتح قناة حوار مع «الإمارات»

> كيف تنظرون إلى المواقف الخليجية المتباينة بشأن «الإخوان المسلمون» في اليمن مثل الإمارات؟

– لديَّ عبارة أقولها: «أسمع مني بدلاً من أن تسمع عني». وأطلب من الإخوة، سواء في الإمارات أم غيرها، أن ينفتحوا على الآخر، وهو «الإصلاح»، وأن يسمعوا منه. وكما أشرت إذا كانت لديهم مشكلات مع الارتباطات، أو كانت عندهم حساسية من «الإخوان» في أي مكان من العالم، فهذا ليس موجوداً لدى «الإصلاح».

> هل حاولتم التواصل مع الإمارات وإيصال ما تودون توضيحه؟

– حاولنا وما زلنا نحاول، ونتفاءل خيراً.

> في حال تطبيق الحوثيين وصالح قرار الأمم المتحدة بالكامل.. هل تعاد الثقة فيهم كأطراف سياسية؟

– إذا طبقوها بالكامل، لكن ليس هناك ما يدعو إلى التفاؤل، أو يلوح في الأفق بأنهم جادون في فعل ذلك، إنما أملنا كبير أن تعود العملية السياسية بعد إزالة الآثار التي أدت إلى انحرافها. كنا فخورين عندما قضينا سنة في الحوار الوطني وعملنا الدستور. ولكن للأسف في يوم نقله اختطف الدستور وحامله، وبدأت الأزمة الراهنة وما نراه اليوم.

> ذهب وفد من «الإصلاح» إلى صعدة، بعضهم قرأ ذلك في حينه على أنه ضعف من جانبكم؟

– الظروف كانت غير الظروف الحالية، ونؤمن بفلسفة بذل الجهد إلى أقصى حد ممكن، والجهد الذي كان في تلك الأيام هو منع الوقوع فيما وصلنا إليه اليوم. وكنا ندرك أن هناك إعداداً وتخاذلاً من بعض القوى والسلطات. ومن ثم كنا نريد ألا نكون السبب في تأجيج الصراع، لكن للأسف انتهت القضية بكتابة مسودة، لم يف الحوثيون بها كالعادة، ويعتبرون ذلك نوعاً من الذكاء.

> لماذا يتهمكم الحوثيون دائماً بـ«الداعشية» و«القاعدية»؟

– عندما لا يجد العيوب يبحث عن الموجود في السوق ويبيع، ليس من المخزون وإنما البيع من السوق، «داعش» أصبحت رمزاً للتطرف والعداء والإرهاب، فهم يحاولون طرح هذا الأمر، لكن المشين أن تهمهم لا تقف عند «الإصلاح» بل طاولت المملكة والتحالف، لذلك كما قلت يجب ألا نقف عند النصوص، وإنما البحث عن كيفية القضاء على اللصوص.

نحتاج إلى تعزيز التنمية وتوسيعها

< في ما يتعلق بالقضية الجنوبية، وموقف حزب التجمع اليمني للإصلاح منها، ونظرته لها بعد الحرب الأخيرة، قال الأمين العام المساعد في الحزب الدكتور محمد السعدي لـ«الحياة»: «حزب الإصلاح في فلسفته وهيكله الإداري يقوم على اللامركزية، مثلاً في كل محافظة يوجد مؤتمر عام، ومجلس شورى، ومكتب تنفيذي، ومن ثم السلطات الثلاث موجودة في المستوى المحلي، والوحدة بمفهومها الصحيح هي قوة للأمة ومانعة للوقوع في الضعف».

واستدرك السعدي بالقول: «إن ما حدث في الجنوب الكل يتألم له، وفلسفة الإصلاح أن سوء إدارة الوحدة أدى إلى نتائج سيئة، ولكن لا يعني هذا أن الوحدة هي المجرم الذي تجب محاكمته، وإنما هناك وسائل للتصحيح لم تبذل بالطريقة الصحيحة، يعني أخذت مواقف متعددة لكنها خاضعة للعواطف ورد الفعل؛ لأن الفعل كان سيئاً فكان رد الفعل أسوأ منه. والمستقبل لم يعد يتحمل الماضي كما كان، وإنما نحتاج إلى إعادة تفكير وهيكلة للعلاقات الشمالية-الجنوبية، وحتى الشرقية الغربية داخل الوطن الواحد، نحتاج إلى تعزيز التنمية في أماكن، والبدء في التنمية في أماكن أخرى، بمعنى ألا نبدأ خطوات إيجابية في مكان، ونحرم أماكن أخرى؛ لأن التوازن ضروري، وأنا أتصور أن القضية الجنوبية لم تعد تحتمل الصيغة السابقة ولا تحتمل الطرح التطرفي أيضاً».

ولم يبدِ الأمين العام المساعد في «الإصلاح» موقفاً متشدداً تجاه انفصال الجنوب، وقال: «تقرير المصير، أو الانفصال، أو الاندماج، أو غيره، إذا كان عبر الطرق السلمية من طريق الاستفتاء؛ فنؤيده»، مستدركاً بالقول: «طالما نريد أن ننفصل؛ فلماذا ننفصل ونحن نتقاتل، لماذا لا نكون حضاريين ومدنيين ونذهب إلى عمل فترة انتقالية حقيقية، وفي الوقت نفسه نستخدم الأساليب التي تتطلبها أي عملية في أي مرحلة، طالما رضينا بالتعددية والديموقراطية وصندوق الاقتراع، فليكن ذلك».

زر الذهاب إلى الأعلى