إختيار المحررالعرض في الرئيسةحقوق وحريات ومجتمع مدني

من داخل السجن المركزي بالحديدة .. حكم عليها بدفع خمسه مليون وخمسمائة وخمسين ألف ريال كدية خطأ

المستقلة خاص ليمنات

بين شغف الحياة .. ورعب زوايا السجن المظلم والمخيف .. ثمة مواجع وأحزان تسردها لنا السجينة إخلاص سرور من خلف أسوار السجن المركزي بالحديدة حيث تقبع في غياهيب ذلك السجن منذ 3 سنوات على خلفية قضية قتل بالخطاء بحسب قولها .

السجينة إخلاص محمد حسن سرور التي تنحدر من قرية دير المزبل بمديرية السخنة بمحافظة الحديدة  بدأت حديثها معنا بالقول : لقد ضاعت 3 سنوات من عمري عانيت فيها ويلات كثيرة ووصلت الى مرحلة اليأس وباني اقبع داخل هذا السجن الموحش ليس لشيء سوى أنني حاولت أن أدافع عن حقوقي واملاكي وأملاك أسرتي  من شخص حاول الاستيلاء عليها بالقوة ..

إخلاص سرور التي تعيش  حياة بائسة لازال يراودها الأمل بالنجاة ونيل الحرية وواثقة  بأن الله  سيفرج كربها ويسخر  لها رجال الخير وأصحاب الأيادي البيضاء لأنتشالها من قعر السجن وظلماته .

وبحسب قولها أنها وأسرتها كانوا يعيشيون ظروف قاسية وفقر مدقع ورغم ذلك لم يسلموا من أذية ومشاكل جارهم( ي . د .  )  وكان سبب  الخلاف الدائر بينهما  هو وجود فاصل بين منزليهما مبني من القش والشوك واستمر الصراع والخلاف على ذلك الفاصل عدة سنوات حتى جاء  ذلك اليوم المشؤم  الذي غير مسار حياة اخلاص وأسرتها وألقى عليهم أثقال من الأحزان والمعانات ففي ذلك اليوم الذي بدأت فيه اخلاص رحلة الجحيم حضر جارهم متجهما وأقترب من منزلهم  وبرفقته الشاب ( وليد هديش  )  وكانا يستقلان سيارة يقودها الجار (ي.د).

وكالعادة حدث صياح وتحدي وإشتد الخلاف بين الجار وأسرة اخلاص واستغل الجار  عدم وجود رب الأسرة في البيت فارعد وأزبد وقام بصدم  أم إخلاص بمؤخرة السيارة  وسبها وشتمها  بألفاظ نابية وكاد أن يدهسها بسيارته بعد أن وقعت على الأرض وهنا تدخلت اخلاص وحاولت أن تدافع عن والدتها وعادت الى داخل المنزل وأخذت سلاحا وفي ذلك الوقت لم تكن إخلاص هي الوحيدة التي حملت  سلاح ناري فجارهم  أيضاً كان بحوزته مسدسا نارياً وعندما بدا إطلاق النار كان الشاب المرافق  متواجداً بداخل السيارة ولأن زجاج السيارة من النوع العاكس فقد قام  المرافق بفتح نافذة السيارة لمشاهدة النزاع الذي دار بين الجار ووالدة اخلاص سرور وحينها شاءت الاقدار أن تصيب المرافق  رصاصة طائشة  بالخطاء أدت إلى مقتله وهو ليس له ذنب ولم يشارك في عملية الإعتداء ولم يكن إطلاق النار من جهة إخلاص إلا بقصد إخافت جارهم  ليرتدع عن غيه ويوقف اعتداءه على الأم ولو كانت اخلاص في نيتها القتل لوجهت رصاصة بندقيتها نحو غريمهم الذي فر هارباً بعد الحادثة  إلى دول الجوار ..

أما اخلاص فقد تم إلقاء القبض عليها  وايداعها  السجن المركزي بمحافظة الحديدة على خلفية تهمة القتل بالخطأ واليوم وبعد مرور اكثر من ثلاث سنوات وهي تقبع داخل زنزانة  السجن المركزي الموغلة بالوحشة  وبعد طول عناء خرج منطوق الحكم من المحكمة  وقضى بأن تدفع إخلاص سرور خمسة  مليون وخمسمائة وخمسين ألف ريال كدية  قتل خطأ لأولياء الدم.

زر الذهاب إلى الأعلى