العرض في الرئيسةفضاء حر

الاموات يحكمون الاحياء

يمنات

عبدالوهاب قطران

منذ ساعة وانا اراجع التعليقات على اخر منشور كتبته ، المتعلق بااعلان موقف شخصي سياسي ، وهو انني مع بعض الاعزاء عيدنا اليوم ، مع اخوننا الاسماعليين وخالفنا مملكة داعش ، التى تتعمد تسيس المناسبة ، وهو موقف لم نلزم فيه احد ، ولم نسفه او نحقر راي احد، صدمني منذ الامس الحجم الهائل للتعليقات على المنشورات ، ومن خلال قرائتها يتضح للقارئ مؤشرات واتجاهات وبنية التفكير الجمعي، تطرف تزمت اصولية ارهاب فكري بؤس معرفي قحط وجدب عقلي.

العقل العربي معطل تماما ومناهج التعليم الاساسي والعالي ، افرزت هذا الواقع المزري مناهج تعج باالتطرف والارهاب والدعشنة ، ولذلك لاغرابة ان ينتشر الارهاب ويصل لتفجيرات دامية داخل المساجد، يقتلوا بعضهم بعضا وهم يؤدون الصلاة.

لاحظت ان هناك مشترك يجمع عليه ، المعلقين من كل الاطياف حوثي على اخواني على وهابي على داعشي، البنية الذهنية متقاربة، انه اسلام الحديث وليس اسلام القرأن، كنا نقرأ في ليالي رمضان الفضيل كتاب الفيلسوف العربي الكبير جورج طرابيشي ، عنوانه من اسلام القرأن الى اسلام الحديث ، النشأة المستائنفة، كتاب عميق حوالي 700صفحة، بين فيه طرابيشي ان الاسلام اللذي نعايشه اليوم ونطبقه، هو اسلام الحديث ، وليس اسلام القرأن ، اسلام النص الحنبلي الوهابي المتزمت المختلف كليا عن القرأن، واضاف طرابيشي ، انه منذ حكم المتوكل ، المعاصر لابن حنبل تم التأسيس لاسلام الحديث، واغتيل العقل والفكر والفلسفة، على يد المتوكل وابن حنبل ، بعد ان اضطهد المعتزلة وسجنوا وسلط العامة واستخدموا لقمع المفكرين والفلاسفة ، واستخدم الحاكم الفاسد الطاغية الدين ووظفه لارهاب خصومه السياسيين ، والتنكيل بالمفكرين والفلاسفة واحراق كتبهم ، وجمد العقل لمصلحة النص ، وسادت كتب البخاري ومسلم ومسند احمد ، ودبجت عشرات الالاف من الاحاديث المكذوبة والخرافية ونسبة للنبي”ص” ، احاديث شرعنت للفساد والظلم وبررت تصرفات الحكام والفيد والغنيمة ومنذ ذلك اليوم دخل العرب عصور الظلام والانحطاط الفكري والسياسي ، ومن فكر كفر والى اليوم ، اﻻساس الفكري لهذا الواقع المزري المظلم لازال قائما ، ولم يجروء احد على نقده ، والاموات يحكمون الاحياء والماضي يحكم الحاضر والمستقبل لان العقل معطل والنقد الفلسفي العقلاني مجرم ، الحملة التى شنت علينا تؤكد ذلك.

القرأن الكريم يقول من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر لست عليهم بمسيطر ، ويقول وعلى الذي يطيقونه فدية طعام مسكين ، فما بالكم ونحن افطرنا مع كثير من المسلمين واعتبرنا اليوم عيد ، كل هذا الهوس والتطرف والتكفير والسخرية والسب والشتم ، يصوموا عن الاكل والشرب ولايصوموا عن سفك الدماء وعن السب واللعن والشتم حضرت العشرات وحذفت تعليقاتهم.

الارهاب وداعش والقاعدة والتطرف وحمامات الدماء والحروب الدينية ،لن تتوقف الا بعد نقد الدين اساس كل نقد كما نقد فلاسفة اوروبا الدينين المسيحي واليهودي ، مالم سيستمر هذا الواقع لقرون لان اساسه الفكري لم ينقد لازال قائم ومسيطر على الفضاء العام والتفكير الجمعي عقليات شمولية فاشية اصولية ادلوجية بائسة عقول معطلة متبلدة فارغة .

زر الذهاب إلى الأعلى