العرض في الرئيسةفضاء حر

ولكنهم يرفضون أن يفهموا !!!

يمنات

منصور السروري

في ضوء ما تشهده تركيا من تطور لافت، وفي ضوء ما يمور به عدد من دولنا العربية بات واضحا أن جوهر المشكل العربي والإسلامي هو غياب الدولة المدنية الحقيقية.

ما يحدث في تركيا هو رفض اختزال الدولة في قبضة أي توجه سياسي ما، وأي حزب سيحاول إعادة انتاج دولة الحزب أيا يكن إسلامي، يساري، رأسمالي سيقول الجيش التركي كلمته بشأنه.
مشكلة الأحزاب والتيارات الإسلامية أنها لم تستوعب بعد ما هي الدولة التي يريدها ناس الله، وهذا هو حزب العدالة في تركيا الذي يراه الكثيرين من العرب وغيرهم أنضج التيارات الإسلامية في العالم هاهو ذا يكاد يقع في فخ سياساته التي ستفضي به إلى عاجلا أم آجلا خارج الحياة السياسية ربما لفترة قد تطول هذه المرة.

والسبب أنه لم يختلف عن العقلية العربية إذ راح إسلاميو تركيا يوظف كل قدراته ليس في تثبيت أركان الدولة المدنية بتركيا بل بتقويضها على حساب التغلغل داخل مؤسسات الدولة بما يضمن إعادة تدوير الحزب لفترات مفتوحة.

بل هاهو يهدد الشعب بالشعب بدعوته الأتراك إلى النزول للشوارع لحماية الديمقراطية التي يريدها حزب العدالة لا التي يعرفها الشعب التركي.

أتألم كثيرا على المآلات التي تتجه ناحيتها تركيا، متمنيا لإخواننا في التيارات الإسلامية أن يعرفوا أن الناس شبعت من تكرار أسطوانات مشروخة من حكامها العرب، وأحزابهم، ومن أي تيارات أخرى مهما كانت تتغلف بلبوس الإسلامية أكانت شيعية أم سنية.

ولكنهم يرفضون أن يفهموا ذلك !!!

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى