أخبار وتقاريرالعرض في الرئيسة

“غزوان المخلافي” فخ نصبه الاصلاح للسلفيين بهدف الحاق تعز بـ”مأرب”

 يمنات

عبد الرزاق الجمل

غادرت الأخبار القادمة من محافظة تعز زاوية المواجهات الدائرة، منذ عامين، بين “أنصار الله” وبين “المقاومة الشعبية”، حيث طغت، أخيراً، الأنباء التي تتحدث عن أهمية فرض الأمن في المناطق أو الأحياء الخاضعة لسيطرة المجموعات الموالية لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، وذلك بعد أن وصلت الخلافات بين بعض تلك الفصائل إلى الاشتباكات المباشرة وإلى عمليات الاغتيال التي طالت عناصر في صف “المقاومة”.

الأسبوع الماضي اغتيل 6 من أفراد “المقاومة” داخل مدينة تعز خلال أقل من 24 ساعة. عمليات الاغتيال جاءت بعد مواجهات عنيفة شهدها شارع جمال بين الفصيل الذي يتزعمه القيادي السلفي “أبو العباس”، وبين مجموعة أخرى من “المقاومة” يتزعمها فتى صغير السن يُدعى غزوان المخلافي.

ومع أن البيان الصادر عن فصيل “أبو العباس”، عقب المواجهات الأولى، أعطى انطباعاً سطحياً عن دوافعها، حين تحدث عن بلطجة يمارسها غزوان على الباعة في سوق قات ديلوكس، دفعتهم إلى القيام بـ”واجبهم” الذي كان يُفترض أن تقوم به السلطة المحلية في المدينة، إلا أن تعليقات الناشطين والإعلاميين المحسوبين على “حزب الإصلاح” أفصحت عما هو أعمق من ذلك.

التعليقات المذكورة منها ما حمل طابع التشفي والسخرية، ومنها ما ذهب أبعد من ذلك، كالتي اتهمت الفصيل السلفي بالعمل لحساب طرف محسوب على الخصوم، وهو ما صرحتْ به، في وقت سابق، الناشطة اليمنية الإصلاحية الحائزة على جائزة “نوبل” للسلام، توكل كرمان، حين أطلقت على “أبو العباس” لقب “أبو العفاش”، في إشارة إلى أنه يعمل لحساب الرئيس السابق، علي عبد الله صالح عفاش.

في هذا السياق يذهب بعض قادة التيار السلفي في تعز إلى أن لـ”حزب الإصلاح” دوراً في المواجهات، يتجاوز موضوع استثمارها للتشهير أو لتمرير بعض التهم، حيث يؤكد هؤلاء أن غزوان المخلافي مدفوع من الحزب الذي لا يفضِّل الدخول في مواجهات مباشرة مع السلفيين في تعز.

ويضيف هؤلاء، في حديث إلى “العربي”، أن غزوان، إضافة إلى أنه يرتبط بعلاقة نسَبية مع القيادي في “حزب الإصلاح” وقائد اللواء 22 ميكا، العميد صادق سرحان، هو أيضاً يتحرك منذ زمن في مربعات المدينة الخاضعة لسيطرة الحزب، ويمارس البلطجة والانتهاكات فيها، حد تعبيرهم.

ثأر قديم

قبل المواجهات الأخيرة بأشهر هاجم “أبو العباس” قيادات محسوبة على “حزب الإصلاح” في المحافظة، واتهمها، في حوار مع صحيفة خليجية، بسرقة الأموال التي يقدمها “التحالف” لـ”المقاومة الشعبية” في تعز، وبتكديس السلاح رغم حاجة “المقاومة” إليه.

وبالنسبة إلى المحسوبين على “الإصلاح” فقد رأوا في هذه التصريحات دليلاً على أن “أبو العباس” مجرد أداة بيد الإمارات، صاحبة الموقف المتشدد من “الإخوان”، وأطلقوا عليه لقب “قائد الحزام الأمني في تعز”، أو بيد الرئيس السابق صالح، بينما ذهب بعض المحسوبين على الحزب أبعد من ذلك، حين عدوه غطاءً لتنظيم “القاعدة” في المحافظة.

الشيخ والداعية السلفي المعروف، محمد بن محمد المهدي، اتهم “حزب الإصلاح”، بإثارة الرأي العام على “أبو العباس” والسعي إلى تشويه سمعته، وتجنيد كل من هب ودب ضده، “إلى درجة استعانته ببعض النساء المطالبات بالتغريب والاختلاط ومناهضة الحجاب، للخروج في مظاهرة ضده، بحجة أنه يضيِّق الحريات” حد تعبيره.

وأضاف المهدي، في مقال على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، أنهم سيسعون “لتصنيف أبي العباس وغيره من السلفيين المقاتلين معهم كإرهابيين، ووصف السلفيين السياسيين بالمتطرفين، وهم يهربون بجلودهم كما حصل أيام الجهاد في أفغانستان وكلنا نذكر ذلك”.

فخ

ومن خلال التتبع والبحث في حيثيات ودوافع المواجهات الأخيرة، والتواصل مع أكثر من طرف، يتضح أن غزوان المخلافي عبارة عن فخ نصبه “حزب الإصلاح” لفصيل “أبو العباس” السلفي؛ لتقديمه كمليشيا تعمل خارج مؤسسات السلطة المحلية أولاً، وثانياً لتبرير مطالب مصادرة سلاح هذا الفصيل الذي يقلق “الإصلاح” تنامي نفوذه في مدينة تعز.

وإذا ما تمكن “حزب الإصلاح” من إزاحة هذا الفصيل، بواسطة السلطة التي له نفوذ كبير فيها، فستكون تعز ثاني محافظة يسيطر فيها الحزب على المناطق التي لا تخضع لسيطرة “أنصار الله” وصالح بعد محافظة مأرب. وفي السياق، يقول رجل الدين الإصلاحي، أحمد البتيت، عبر صفحته في موقع “فيسبوك”، إن “مأرب وعدن نموذجان حيان لما يجب أن تكون عليه تعز، إما البناء أو الانحدار في الفوضى”.

المصدر: العربي

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى