العرض في الرئيسةفضاء حر

حرب الجُنان والعبث اليمني .. اعرف وطنك بالبارود والنار والدمار من الكدحة إلى صحن الجن

يمنات

نجيب شرف الحاج

من فوائد حرب الجُنان و العبث اليمني التي لا يوجد لها حتى اسم معين يمكن ان يطلق عليها و يميزها عن سابقيها، أنها أوجدت لنا ثقافة جديدة اسمها اعرف وطنك بالبارود و النار و الدمار. من خلالها تعرفنا على كهبوب و جبل جالس و جبل جرة و جبل الهان و تالوق و الزنقل و تبة الكسارة و تبة المصارية و تبة صادق و تبة محسن و شعب الجن و صحن الجن و حروب الجن و هدنتهم و مفاوضاتهم و انتصارهم و انسحابهم و صمودهم، و عرفنا فرضة نهم و ابن غيلان و ابن رزيق و ابن جامل و ابن دغر و ابن حبتور و ابن جليدان و ابن المشن و الغربال و الصدرين و البعرارة.

كما عرفنا غزوات الحوثي و غزوان الاصلاح و سراق الثورات و تجار الحروب و مُسعريها، و عرفنا كم تبعد الجديد عن المخا و صرواح عن مأرب و كيف تستطيع الجماعات الدينية بأداء دورين متناقضين في آن واحد، دور الحاكم بأمر الله و دور الممانع و المقاوم و المُنقذ و المُخلص لمعاناة البسطاء.

كما ان هذه الحرب قد عرفت العالم “بالحناية وبالكدحة” .. نعم الكدحة تلك المنطقه النائية الواقعة في اطراف مديرية المعافر بتعز و التي ظلت معزولة عن العالم و لا وجود للدولة فيها منذ زمن الطوفان الى اليوم، و كُنا نسمع بها ايام الانتخابات البرلمانية اثناء الغزوات التي كان يقودها سلطان البركاني و الذي وصل في احدى الدورات الانتخابية إلى اهالي الكدحة باثنين اثوار لترجيح كفته في الانتخابات.

كان يومها ماراثون سباق الصناديق يتجدد كل اربع سنوات و قفزت البلد بعدها قفزه نوعية عابرة للزمن الى ان وصلنا الى سباق البنادق، و انتقلنا من سباق التعددية و الاحزاب الى سباق الجبهات و الجماعات و الخنادق و متارس الدم و الموت بقيادة اباطرة الحروب و الفتوحات الاسلامية الحديثة أبو قرن و أبو مشط وأبو شنطة و أبو خزنه و أبو رشاش ووووو…

و مع صراع السلطة و الجماعات عينك مش حتشوف إلا الريح و الغبار و مش حتقدر تغمض عنيك و لا حتى تشبع بطنك في ظل تنامي و انتشار طواحين الجن.

للاشتراك في قناة يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى