العرض في الرئيسةحوارات

وزير خارجية الانقاذ: السعودية تريد ان تحاور اليمن تحت تهديد القنابل والحرب الاقتصادية

يمنات – صنعاء

أكد وزير خارجية الانقاذ المهندس هشام شرف، ان التحالف السعودي يريد أن يحاور اليمن تحت تهديد القنابل والحرب الاقتصادية، مشيرا إلى ان هذا الوضع لا يمكن ان يتم.
 
ولفت الى ان اليمن لن تحل أزمتها عسكريا تحت اي ظرف كان والطريقة الوحيدة لحل الازمة اليمنية هي الجلوس إلى طاولة المفاوضات والبحث عن تسوية سلمية، جاء ذلك خلال حوار اجرته معه صحيفة شبيغل الالمانية وترجمته وكالة “خبر”. 
نص الحوار
شبيغل: ما زال القتل والدمار جاريا منذ بداية الحرب في عام 2015 و 7 ملايين شخص يواجهون الآن شبح المجاعة.. كيف يمكن وقف ذلك؟
 
شرف: أعداؤنا يريدون تجويعنا. ويحاولون إجبارنا على الجلوس إلى طاولة المفاوضات بالقنابل والعزلة والحرب الاقتصادية. لكنهم يحلمون فقط.
 
شبيغل: ما الوضع الملموس في العاصمة اليمنية صنعاء؟
 
شرف: هدد التحالف الذي تقوده السعودية، والذي يدعم هادي، والذي لا نعترف به، بإسقاط أي طائرة نقل تحاول الهبوط في صنعاء. وبعد قصف نظم دفاعاتنا الجوية، فرضوا منطقة حظر جوي في سمائنا. ويحاصرون الميناء الرئيس، الحديدة، الذي يصل من خلاله 80 في المائة من إمدادات المعونة، إلى جانب معظم وارداتنا. ويذهب ما بين 70 و 80 في المائة من الإيرادات الحكومية إلى عدن، في حين أننا مقطوعون عن جميع التدفقات النقدية. وخلال الأشهر الثمانية الأخيرة، لم يحصل موظف مدني واحد على راتبه. ولكن لا نزال صامدين ويمكننا الاستمرار لفترة طويلة، إذا لزم الأمر. لكن السعوديين ليس لديهم الكثير من الوقت.
 
شبيغل: أعلن التحالف العسكري مؤخرا عزمه على مهاجمة ميناء الحديدة. هل سيكون هناك حل عسكري في نهاية المطاف لهذا الصراع؟
 
شرف: إذا تجرؤا على مهاجمة الحديدة فسوف يرون الجحيم بأعينهم. السعوديون يستطيعون قصفنا من الجو، لكن النصر يتقرر على الأرض. لا أعتقد أن هناك حلا عسكريا للأزمة في اليمن. والطريقة الوحيدة هي الجلوس على طاولة المفاوضات والبحث عن تسوية سلمية.
 
شبيغل: ماذا يعني ذلك بعبارات ملموسة؟
 
شرف: معركة الحديدة ستكون كارثية. وسوف يكون هناك الكثير من الضحايا من الجانبين. وسيجبر مئات الآلاف من الناس النزوح من المدينة، اضف الى ذلك ان الميناء هو خط الإمداد لملايين الناس، وفي حال اي هجوم سيتم قطع ذلك الامداد عن المدنيين.
 
شبيغل: السبب الرئيس لانضمام المملكة العربية السعودية للحرب في مارس 2015 هو تحالفكم مع إيران.. أليس هذا ثمن باهظ نوعا ما لدفع ثمن تحالف استراتيجي حوّل اليمن إلى ساحة حرب بالوكالة بين الخصوم الإقليميين؟
 
شرف: اطلب من الأميركيين والسعوديين عرض صور أو وثائق تثبت الوجود الإيراني في اليمن. إذا كان السعوديون حريصين على إبقاء إيران بعيدا، يمكنهم تسوية نزاعاتهم بعيدا عنا. ليس لدينا اتصال يذكر مع إيران. إيران لا تدعمنا بقدر ما تدعيه وسائل الإعلام السعودية.
 
شبيغل: لسوء الحظ، لن يصدقك أحد.
 
شرف: عندما التقيت مؤخرا القائم بأعمال السفارة الإيرانية، طلبت منه رسميا 12 صاروخا مضادا للطائرات لحماية شعبنا من القصف اليومي، حتى نتمكن من إسقاط الطائرات السعودية. لكنه قال إنه لا يستطيع مساعدتنا. لن يتدخل الإيرانيون. هذا هو الوضع الذي نعيش فيه.
 
شبيغل: ما نوع التحالف بين الحوثيين وطهران؟
 
شرف: التحالف مع إيران، الذي تروج لها وسائل الإعلام، هو نتاج البروباغندا السعودية. ولا وجود له اساسا في اليمن. نحن لا ندين بأي شيء للايرانيين. إذا كان هذا الصراع حقا حول إيران، لماذا لا يفرضون عقوبات عليهم. لماذا نحاصر لمدة اكثر من عامين بدلا من وقف تدفق الأموال والأسلحة؟
 
شبيغل: يتطلب قرار الأمم المتحدة رقم 2216 أن تعيدوا الأسلحة التي استوليتم عليها من الجيش، وأن تنسحبوا من الأراضي التي استوليتم عليها، وأن تعودوا إلى طاولة المفاوضات. لماذا لم تفعلوا ذلك؟
 
شرف: اُعتمد قرار الأمم المتحدة هذا في نيسان / أبريل 2015، عندما كان الوضع مختلفا تماما. ونحن الآن نتعرض لعدوان سعودي غير مبرر وحرب اقتصادية كبيرة وممنهجة. وكان من الممكن جمعنا ومناقشة خلافاتنا في المراحل المبكرة. ولكن هادي يعمل الآن كبوليس للنظام السعودي، وينفذ جدول أعماله ويضحي بشعبه. ولا نرفض التفاوض، لكننا نصر على وجود المعتدي الرئيس في هذه العملية السياسية. ولا يمكن أن يكون السلام مستداما بدون السعوديين لأنهم من يمولون الحرب وسيواصلون ذلك إذا لم تتوقف القوى العظمى عن التدخل في شؤوننا.
 
شبيغل: أنت، بدورك، تتعاون مع الرئيس السابق علي عبد الله صالح، الذي قاد ست حروب ضد الحوثيين. كيف حدث هذا التحالف غير المتوقع؟
 
شرف: عندما استولى الحوثيون على مؤسسات حكومية في صنعاء في خريف عام 2014، هبطت طائرة تابعة للعائلة السعودية الملكية في مطار صنعاء في أواخر أكتوبر / تشرين الأول. وعرض مبعوث الملك السعودي على الرئيس الاسبق صالح محاربة الحوثيين جنبا إلى جنب مع الحلفاء السعوديين. ويخشى السعوديون من تقدم الحوثيين في المنطقة. وراء هذا العرض – الذي كان في الأساس شيكا على بياض للقتال ضد الحوثيين بكل الوسائل اللازمة، وهذا يعني “تدميرهم” – كان وزير الدفاع السعودي اليوم.
كنت هناك مع الرئيس الاسبق وشهدت هذا الحدث. رفض صالح ذلك العرض، وبدلا من ذلك، عرض حلا سياسيا بين جميع الأطراف بما في ذلك الحوثيون. في المقابل، غضب السعوديون وغادر المبعوث السعودي بدون أي صفقة. وهذا هو السبب الذي جعل السعوديين يعادون صالح الآن.
 
شبيغل: اعتاد الحوثيون على تواصل ممتاز مع الرياض والولايات المتحدة الأمريكية. ما الذي تغير الان؟
شرف: السعوديون يخشون من إيران والولايات المتحدة تستفيد من هذا الخوف للقيام بأعمال تجارية في المملكة العربية السعودية. وهم يبيعون الرياض معدات عسكرية متقدمة واستشاريين مكلفين إلى جانب أنظمة المراقبة والأسلحة حتى ينمو ويزدهر الاقتصاد الأمريكي. اليمنيون هم ضحايا ويدفعون ثمن هذه المصالح المتبادلة بين السعوديين والأمريكيين.
 
شبيغل: كانت المستشارة ميركل في الرياض منذ وقت ليس ببعيد، حيث حثت على إنهاء القصف السعودي. هل هذا مفيد؟
 
شرف: قالت السيدة ميركل بعض الكلمات الجميلة ودعت إلى وضع حد للعدوان، ونحن نقدر ذلك. ولكن قبل بضعة أشهر فقط وقع وزير الدفاع الالماني ونظيره السعودي عقدا لتدريب الضباط العسكريين السعوديين. أسألكم، ما مدى جدية الكلمات الرقيقة للمستشارة ميركل في الوقت الذي تساعدون السعوديين على قتل شعبنا؟
 
شبيغل: تفاوض الرئيس السابق صالح مع الإمارات العربية المتحدة مرارا وتكرارا بشأن اتفاق سلام محتمل بين جماعتك والسعوديين، ولكن حتى الآن لم يصدر شيء من هذا القبيل. تحت أي ظروف يمكن أن تُجرى مفاوضات بناءة؟
 
شرف: يمكننا التوصل إلى اتفاق سلام إذا كانت هناك إشارات إيجابية من المعتدين. يجب على السعوديين وقف التفجيرات وفتح مطار صنعاء كدليل على نواياهم الحسنة. ثم سنوقف كل العمل العسكري ضد السعوديين وحلفائهم. ويمكن أن تبدأ المفاوضات فورا إذا كان السعوديون جادين. ويمكن للأوروبيين أن يلعبوا دورا إيجابيا كوسطاء للسلام. ونحن نثق بكم في ألمانيا أو إيطاليا أو الاتحاد الأوروبي في هذا الدور.
 
وأدعو الاتحاد الأوروبي ولجانه إلى مساعدة الأمم المتحدة في جهودها من أجل إحلال السلام في اليمن.
زر الذهاب إلى الأعلى