العرض في الرئيسةفضاء حر

20 مايو .. قصة حركة صدعت رأس أمراء الحرب

يمنات

ايهاب القسطاوي

قوة جديدة طفت على الساحة السياسية في اليمن لم يتخطِ عمرها العام منذ تأسيسها في 20 مايو من العام الجارى، ومع ذلك تخطت في تأثيرها و فعاليتها الجماهيرية العديد من الأحزاب الأيديولوجية التى شاخت و تجمتدت اوردتها..

و الملفت للنظرفي الأمر شعارات و نشاطات و تركيبة و آليات عمل و علاقات داخلية متطورة مكنت الحركة من التقدم على الأحزاب القديمة، حتى في المواقف السياسية التي لا تختلف كثيراً عن بقية الأحزاب، لكنها تطرح تحليلاً مبسطاً يمكن أن يفهمه المواطن اليمنى البسيط.

شارك في تأسيس حركة “20 مايو” عدد كبير من الرموز السياسية اليمنية البارزة، وقد كانت نواة التأسيس هى التحالف بين حزب الإنقاذ و هو حزب تحت التأسيس يرأسه النائب أحمد سيف حاشد، و تيار اليسار الإجتماعي الثوري اليمني تحت قيادة الرفيق عبد الوهاب قطران، و توجه الحركة الايدولوجى يساري، فبيانها التأسيسي سياسي بامتياز، لم يحتج لتوحيد المواقف من المسائل الفكرية، و الشروط الوحيدة لمنتسبيها أنهم مواطنون مؤمنون بحرية اليمن..

خرجت “20 مايو” من رحم معاناة المرحلة الراهنة التي يعيشها الشعبى اليمني العظيم، فبالاضافة لما يتكبدة الشعبى اليمنى من عدوان ارهابى غاشم، الا ان المرحلة الدقيقة التى يعيشها اليمن كشفت ان جميع القوى المتصارعة في الداخل سواءً التي هي تقف الى جانب العدوان صراحة او التي تدعي مقاومة العدوان وحكوماتها تمثل في حقيقتها حكومات امراء حرب مزقت اليمن واستباحت ثرواته وعملت على تذكية الصراع المناطقي والطائقي في اليمن خدمة للانظمة الرجعية في حرف الصراع عن حقيقته الطبقي، وكان من ظلالها المخيفة تبنى سياسات افقار وتجويع للشعب اليمنى.

قامت سلطات الامر الواقع في صنعاء بإيقاف صرف المرتبات وتعويم المشتقات النفطية ورفع اسعارها لتركيع الشعب اليمني وارغامه على قبول الواقع البائس الذي رسمته قوى الرجعية العربية من حيث بقاء اليمن ممزقا تحكمه كل جزء منه امراء حرب ثم الخضوع للهيمنة والوصاية الرجعية والذي فضحت نواياة ما سميت بمبادرة مجلس النواب والتي نصت على تسليم جميع الموانئ اليمنية والمنافذ البرية والمطارات لإشراف الأمم المتحدة قي مقابل صرف المرتبات واجراء حوار وتصالح وتسامح دون الحديث عن العدوان السعودي الإماراتي واحتلالهما لجزر وسواحل اليمن واجزاء من الاراضي اليمنية..

و من رحم هذة المعاناة خرجت بيانات مشتركة حزب الإنقاذ وتيار اليسار، للتحرير من مغباة هذا المخطط، ليأتى يوم 20 مايو 2017 ليتم الإتفاق على تأسيس الحركة في العاصمة صنعاء والبدء بخطوات عملية حيث تم تحديد ثلاثة مطالب هي:

1- صرف مرتبات الموظفين

2- الغاء قرار تعويم المشتقات النفطية والغاز

3- اسقاط حكومات الحرب

و على اثرها تم دعوة جموع الشعب اليمنى للخروج للإحتجاج يوم 25 مايو في ميدان التحرير في صنعاء تحت شعار: “ثورة الخبز والكرامة”، لتقابل من سلطات الامر الواقع في صنعاء بشن حملة تشويه ممنهجة ضد قيادات الحركة متهمة لها بخدمة العدوان واثارة الفوضى، ولتوجه المحتجين بالميادين، بالمليشيات المسلحة منذ منتصف الليل ومنع كل من يحاول الإقتراب من الميدان منذ فجر ذلك اليوم، علاوة على قيام هذة المليشات بإحتلال الميادين..

عند حلول الساعة الخامسة فجرا هاجمت السلطة منزل القاضي عبد الوهاب قطران نائب رئيس الحركة باثنى عشر طقما ومصفحة من المسلحين وداهمت المنزل واقتحمته بقوة السلاح واقتادته معصوب العينين ومقيد اليدين الى سجن الامن السياسي، بالاضافة الى مداهمة منزل الرفيق هائل القاعدي ومحاصرته ثم اقتحامه بقوة السلاح واقتادت والده واربعة من اقربائه الى السجن..

طرحت الحركة شعارات بسيطة رددها المواطنون العاديون بسهولة، أي أنها حركة تخصصية تركز على المسألة الأساسية الراهنة، حل العقدة التي يمكن أن تفتح الطريق أمام المواطنين اليمنين للانطلاق لنيل حريتهم وحقهم في الحياة، مع التركيز على حشد “الأغلبية الصامتة” التي لم تستطع الأحزاب تحريكها حتى الآن.

تعتمد “الحركة” في عملها على العلنية والشفافية واستخدام الطرق السلمية، إلا أنها لا زالت تتمسك بالثورة الشعبية ضد كل امراء الحرب وتعزيز الوحدة الوطنية والإنطلاق في حرب تحرير وطنية للجزر والسواحل والمحافظات التي تحتلها دول العدوان.

سينشر المقال فى صوت الشعب واليسار اليوم والحوار المتمدان والنداء بمصر

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى