العرض في الرئيسةفضاء حر

إرادة حركة العشرين من مايو تخلق وعي شعبي..

يمنات
 
هايل القاعدي
 
لا يمكن أن نتحدث عن التغيير دون الحديث عن الذات الفاعلة وعن إرادتها ووعيها بالتغيير إذ من العوامل الأساسية لأي تحرك شعبي نمو الوعي الاجتماعي حيث يدرك الفرد ذاته وحقيقة نفسه وعلاقته بالبيئة المحيطة به ويستطيع أن يستوعب ما يدور حوله وما يحاك ضده، ويتفاعل معه بالطريقة الإيجابية الصائبة وبالحكمة المطلوبة، فالوعي خطوة مهمة في تطوير الذات وخلق الإنسان المبدع المتفهم القادر على اتخاذ مواقف إيجابية أو سلبية نحو قضية ما، والقدرة على تصور بديل للواقع وفق ما يؤمن به ومن ثم فالواعي هو الذي يترجم وعيه إلى إرادة الإسهام في بناء المجتمع وتطوره. إذ أن بناء الإرادة مرحلة من المراحل الأساسية من مراحل النضج والاقتناع والفعل في الواقع.

لقد خلق الرفيق أحمد سيف حاشد رئيس حركة العشرين من مايو وعيا جماهيريا ملفت للنظر من خلال الخطوة الجريئة التي أقدم عليها ليسجل بذلك موقفا شجاعاً إنتزع من خلاله إستعادة الدور للعمل المدني في بداية للصعود خطوة خطوة في سلم التصعيد حتي يتحقق التغيير المنشود.

أن تضرب عن الطعام في مجتمع لا يأبه بما تفعل ولا يفهم الأبعاد والأهداف والدلالات التي يمثلها الإضراب عن الطعام خطوة جريئة لا يفعلها إلا العضماء الذين رسمو للإنسانية طريق التغيير من خلال الكفاح الطويل في طريق الثورات التي غيرت مسار الأمم والشعوب.
 
اليوم الثامن علي الإضراب عن الطعام تحت قبة البرلمان في تجاهل وصمت مقيت من شعب جاهل نعذره لجهلة لكننا لا نعذر زملائة في المجلس ليس لوعيهم لأهمية ماقام به وإنما لصمتهم وعدم مبالاتهم بحيات زميلهم الذي تتدهور حالته الصحية يوما بعد يوم كان الواجب عليهم التعاطف معه والضغط علي الحكومة في تنفيذ المطالب ولو من باب الزمالة الزمالة.

لكن حركة العشرين من مايو ممثلة برئيسها المعطاء حاشد تدرك تماما أهمية مايقوم به وان تعرضت حاليا لبعض الانتقادات إلا أنها ستكون بمثابة النور في حلكة الضلام للمضي في طريق التغيير حاليا ومستقبلا.
 
فما كان للمتضامنين الذي تجمعوا أمام مجلس النواب أن تخرج لولا وعيها وإيمانها الكامل بعدالة القضية التي تبنتها حركة العشرين من مايو والتي تصب في مصلحتهم بالمقام الأول ،

قيادات حركة العشرين من مايو بووعيها التام بواجباتها نحو الأمة ونصرة المستضعفين والوقوف إلى جنب المظلومين تأييدا وتمثيلا، وكذا قدرة الطليعة على التخلص من العقد النفسية التي كانت تكبلها وتمنعها من الصدع بالحق، فبعد أن دان الناس بدين الانقياد والطاعة العمياء السلبية لمن يحمل الأسواط المادية والمعنوية انبعثت الإرادة المغيرة والفاعلة من داخل صدور فئات كبيرة من الشعب لتنبذ ذهنية الخنوع التي صيرتها مفعولا به في التاريخ منصوبا لكل ذل مجرورا بأي أداة طمعا في أن تصبح فاعلا مرفوعا عزيزا.
 
فمن فضائل الحراك الشعبي أنه كسر حاجز الخوف والتخاذل والإحباط والدونية والاستكانة للواقع المأزوم وكذا كسر حاجز المفاهيم المقدسة والأحكام الجاهزة ورفع الحصانة عن أفعال كانت سبب التعاسة والاستضعاف وجعلها قابلة للنقد والتعديل وأتاح الفرصة لبناء أفكار وفق ما تريد الشعوب لا ما يراد بها ثم جعل الميادين هي المرجع لتقييم الوعي فيه ثم فتح باب الأمل في التغيير وإعادة ثقة الشعب في مؤهلاته وقدراته، الأمر الذي سيجعل سلطات الواقع الحاكمة تأخذ غضب الشعب بعين الاعتبار. وأن قامرت فستقامر بنفسها لأن الإرادة الحقة هي إرادة الشعوب فهي القوة التي لا تقهر.

زر الذهاب إلى الأعلى