أخبار وتقاريرالعرض في الرئيسة

الهوّة تتسع بين “الشرعية” والإمارات .. فهل يملؤها “القاعدة”..؟

يمنات

وصلت حدّة الخلافات بين الحكومة الشرعية الموالية للرئيس هادي، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ذروتها عقب انفراط اتفاق تهدئة غير معلن بين الجانبين رعته السعودية.

مصدر في قوات “الحزام الأمني” المحسوب على الإمارات، ألمح إلى أن “الحملة التي تشنها جهات معادية للإمارات”، في إشارة إلى فصائل في المقاومة ومسؤولين محليين، “تسعى إلى تقويض الأمن والسلم في عدن بغية إفشال جهود الإمارات”.

في الجانب المقابل، قال قيادي في “المقاومة” موالٍ لهادي، لـ”العربي” إن دور الإمارات في الجنوب كان مزمناً وجاء لتحقيق أهداف؛ من بينها إعادة الأمن والاستقرار إلى المناطق المحرّرة، وهو الهدف الذي تمكّنت من إنجازه بجدارة وهي مشكورة على ذلك، ويجب أن ينتهي دورها عند تمكين القوات المحسوبة على الحكومة الشرعية من الأرض وتسليمها كافة المهام الأمنية والدفاعية لكي تسطيع العودة والعمل بحرية وتوفير الخدمات للمواطنين”.

المصدر ذاته في قيادة “الحزام الأمني”، أكد أن “القيادة الإماراتية عازمة على فرض الأمن والاستقرار في عدن والتعامل بكل حزم مع أي تحركات مضادة قد تقدم عليها ألوية الحماية الرئاسية التي رفض الرئيس هادي انسحابها من عدن الى مواقع ومعسكرات خارج المدينة بحسب اتفاق بين الجانبين وبموافقة سعودية”.

حملات موجّهة

وبحسب المصدر، فإن “الحملة الإعلامية الموجّهة التي قادتها مواقع وصحافيين تموّلهم الشرعية، وأخرى محسوبة على جماعة الإخوان المسلمين، جمعهم العداء للإمارات، وترويجهم لوصول لواء سعودي إلى عدن ليحل محل القوات الإماراتية وحلفائها المحليين، يأتي ضمن هذا السياق”.

و على الرغم من عدم صحة خبر وصول قوات سعودية إلى عدن، إلا أن مواقع ووسائل إعلام رسمية تابعة لحكومة هادي تناولت الخبر، في إشارة إلى حدّة الصراع وتوتر العلاقة بين الجانبين، والتي وصلت، بحسب المصدر، إلى طريق مسدود.

و كانت طائرات تابعة لـ”التحالف العربي” قد رافقت منذ يومين، حملة أمنية قامت بتفريق تجمّع لعدد من عناصر “المقاومة” من الموالين لهادي، في ساحة العروض بمدينة خور مكسر، في إجراء قال المصدر إنه يحمل رسالة ترسم ملامح وشكل المواجهات المقبلة.

المحلل السياسي والناشط في “الحراك الجنوبي” عبد العزيز قاسم، قال إن “طول أمد الحرب في اليمن وتشعّب ملافاتها تقود طرديّاً ألى مزيد من التفكيك لأطرافها الداخلية وهي نتائج طبيعية تكرّرت صوَرها في كل من سوريّا والعراق واليمن أيضاً”. مشيراً إلى أن “الحرب لا مجال فيها لتجريب الولاءات واختبار النيات، لذلك نجد الجهات الخارجية المحركة للصراعات البينية تتخذ أكثر من حليف لها في آن خشية تفلت أوراق القوّة من يدها”.

و لاحظ قاسم أن “دولاً عربية وأخرى أجنبية تحارب القاعدة في العراق وتدعمها في سوريا تواجهها في أفغانستان وتنسق معها في اليمن”، وبالتالي فإن “أطراف الصراع المحلية تجد أن قياداتها تتسابق إلى كسب ود الجهات الممولة تحت ضغط المعركة وحاجتها الماسّة إلى دفع وتسديد التزاماتها لمنتسبيها حاجة يتضاءل معها منسوب الوطنية لدى العديد منها، وحينها تصبح محظورات الأمس مباحة اليوم، فالضغط الهائل الذي تشكّله وقائع الحرب بحاجة إلى منافذ ويكون في غالب الأحيان عنيفاً وبشعاً، لذلك لا نستغرب مطلقاً مشاهد الحرق والذبح والسلخ التي تحيل من يقومون بها وحوشاً منفلته مجرّدة تماماً من قيم الرحمة والعدل والإيمان”.

جولة مقبلة

و من المتوقّع أن تواصل قوات “الحزام الأمني” مسنودة بجنود من إدارة أمن عدن، خلال الأيام القليلة المقبلة، فرض السيطرة الكاملة على جميع مناطق وأحياء المحافظة، بما فيها مديريات الشيخ عثمان و دار سعد و الممدارة، و هي مناطق نفوذ و تواجد ألوية الحرس الرئاسي الموالية للرئيس هادي.

و كانت حملة أمنية سابقة أطلقها “التحالف” قبل أسبوعين، قد فشلت في تحقيق ذلك الهدف، بعد مواجهتها من قبل عناصر مسلّحة، قال مواطنون وشهود عيان، إنهم كانوا يرتدون اللباس الأفغاني المعروف به عناصر “القاعدة”، ويرددون شعارات جهادية جابوا عدداً من الشوارع في مدينة الشيخ عثمان ودار سعد والطريق الواصل منه إلى حي الممدارة الجديد.

و شكّل ظهور هذه العناصر المشتبه بانتمائها إلى “القاعدة”، في عدن صدمة كبيرة لـ”التحالف” الذي يقود حملة مطاردة لعناصر التنظيم في عدد من مديريات محافظة شبوة.

و بحسب الشهود، فقد كان المسلّحون يحملون أسلحة خفيفة ومتوسطة بينها قاذفات “آربي جي” وسلاح 32 المضاد للطيران.

المصدر: العربي

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى