أخبار وتقاريرالعرض في الرئيسة

ما وراء تراجع نشاط تنظيم “داعش” في اليمن..؟

يمنات

استثناء مواجهات محدودة مع «أنصار الله» وحلفائها في محافظة البيضاء، وسط اليمن، لم ينفذ تنظيم «الدولة الإسلامية» أي عملية طوال الأشهر الماضية. تراجع يثير الكثير من التساؤلات في أوساط المتابعين، الذين توقع بعضهم أن يكون له علاقة بالهزائم التي مني بها التنظيم خلال الفترة الماضية في العراق وسوريا.

عمليات

ويعود ظهور تنظيم «الدولة» في اليمن إلى أواخر العام 2014م، حين انشقت مجموعة صغيرة عن تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب»، وأعلنت البيعة لزعيمه، أبي بكر البغدادي. وخلال العامين 2015 ـ 2016م، نفذ التنظيم عدة عمليات، استهدفت شخصيات ومقار أمنية وعسكرية ومساجد، في محافظات عدن ولحج وصنعاء وحضرموت وشبوة وصعدة.

وتُعدّ عملية اغتيال محافظ عدن السابق، اللواء جعفر محمد سعد، أبرز العمليات التي نفذها التنظيم، إضافة إلى استهداف مقرين للحكومة وقوات «التحالف» في عدن، قبل أن يتراجع نشاطه بشكل تدريجي، ويظهر عناصره في مناطق بمحافظة البيضاء.

إمكانات محدودة

في السياق، يرى محللون أن «التنظيم في اليمن لم يكن له نشاط حقيقي حتى يكون هناك حديث عن تراجعه، وعملياته خلال العامين الماضيين سمح بها الإنفلات الأمني الذي شهدته تلك المحافظات». ويضيف المحللون، الذين فضلوا عدم الكشف عن هويتهم، في حديث إلى «العربي»، أنه «إلى جانب ذلك، لا تزال إمكانات التنظيم محدودة، وكذلك خبرته، مقارنة بأفرع التنظيم الأخرى وبفرع القاعدة اليمني».

وبحسب المحللين، فإن التنظيم لا يزال، حتى اللحظة، خارج دائرة عمليات الحرب على الإرهاب، خصوصاً الغارات التي تشنها الطائرات الأمريكية من دون طيار، وذلك لصغر حجمه ومحدودية تحركاته، وليس لقوة إجراءاته الإحترازية والأمنية.

إنشقاق وتراجع دعم

الصحافي المتخصص في شؤون تنظيم «القاعدة»، إبراهيم اليافعي، يذهب إلى أن كثرة الإنشقاقات داخل التنظيم في اليمن أثرت بشكل كبير عليه، وخاصة انشقاق القيادات الدعوية التي تلعب الدور الأبرز في التنظير واستقطاب العناصر.

يُضاف إلى ذلك، بحسب اليافعي، التراجع الكبير الذي شهدته معاقل التنظيم في العراق وسوريا، وهو ما أدى إلى:

1ـ مقتل قيادات «الدولة»، حيث تؤكد المعلومات المتداولة مقتل 42 قيادياً من أصل 43 ممن أسسوا التنظيم، أي أنه لم يبق إلا أمير التنظيم أبو بكر البغدادي، وهو ما أدى إلى تخبط في القيادة وضعف في التنسيق، خاصة وأن «الدولة» قائمة على العمل المركزي، أي حتى فرع اليمن كان يتلقى أغلب الأوامر من القيادة العليا في سوريا والعراق، على حد تعبيره.

2ـ سقوط المدن والمناطق العراقية والسورية من يد تنظيم الدولة – وبالذات المناطق النفطية والغنية بالموارد – وهو ما تسبب في انعدام الدعم المالي لفرع اليمن، الذي كان يعتمد بشكل كلي على الأموال التي تأتي من البلدين المذكورين.

إستعداد

وعلى النقيض من ذلك، يرى باحث في شؤون التنظيمات المسلحة، أن تنظيم «الدولة» في اليمن قد يكون فضَّل استغلال وضع الصراع الحالي للاستعداد للمرحلة المقبلة. وبحسب الباحث، الذي تحدث إلى «العربي»، فإن الوضع القائم يُعدّ فرصة مهمة، بالنسبة إلى التنظيم، للاستعداد، بعيداً عن عمليات الملاحقة والرصد والاستهداف.
ويشير الباحث، في سياق دعم هذا الرأي، إلى الصور ومقاطع الفيديو التي نشرها التنظيم خلال الفترة الماضية من معسكرات تدريب في بعض مناطق محافظة البيضاء، والتي تؤكد أن قوته في تنامٍ وليس العكس، على حد تعبيره.

ويضيف: على النقيض من تنظيم «القاعدة» الذي بات، وإن بشكل غير مباشر، جزءاً من الحرب الدائرة ضد «أنصار الله» والقوات المتحالفة معها، يشير موقف تنظيم «الدولة» من كل أطراف الصراع في اليمن إلى أنه لا يرى مكسباً في انتصار طرف على آخر.

ويتابع: عمل التنظيم ضد أي طرف لن يغير النتيجة التي سينتهي إليها الصراع الحالي، وانتهاء الصراع إلى أي نتيجة لا يشكل فارقاً بالنسبة إليه، وهو ما يعني، على حد وصفه، عدمية عملياته خلال هذه الفترة. ويتوقع الباحث أن ينفذ التنظيم مستقبلاً بعض العمليات، كالعملية التي وثقها إصدار «جيش المدد» في بلدة رداع التابعة لمحافظة البيضاء، للحفاظ على صلته بالميدان وكجزء من التدريب لاكتساب خبرة عملية.

المصدر: عربي

زر الذهاب إلى الأعلى