العرض في الرئيسةفضاء حر

المؤتمر والانصار.. الخلاف العميق والحل السطحي

يمنات

أزال الجاوي

منذ اتفاق الشراكة بين انصارالله والمؤتمر والذي بموجبه تم اقتسام وظائف السلطة بينهما ومغانمها فقط ظلت هناك مشكلتان جوهريتان عالقتان لم تردا في اتفاقية الشراكة بشكل واضح وتسببت في اشكاليات اليوم بين الشريكين وظهور ذلك الى السطح , تلك المشكلتان هي :

1- من صاحب الكلمة العليا او المقرر في المفاوضات . 

2- من صاحب القرار السيادي في ادارة البلاد ورسم ملامحها ؟

في الايام الاولى للحرب استطاع انصارالله ان يحتفظوا بتلك المسالتين بايديهم الى ان بداءت مفاوضات من طرف واحد تحت الطاولة والتي ظهرت الى العلن بعد اتفاقية ظهران الجنوب ثم لقاء كيري بانصارالله في عمان والتي من بعدها شرع كلئ الطرفان لايجاد قنواته الخاصة بالتفاوض كُل على حدة بعيداً عن الاخر وربما بسرية عن الاخر ايضاً والذي ادئ في نهاية المطاف الى خلق مسارين تفاوضيين كامر واقع زعزع الثقة بين الشركين اضافة الى ان ذلك كان احد الاسباب في تعطيل العملية التفاوضية الرسمية برعاية ولد الشيخ (الامم المتحدة ) الا انه على مايبدو ان الطرفان ارتضيا بالسير في مسارين على ان يكون التنسيق باشعار كل طرف للاخر بمايدورفكان ذلك هو الحل السطحي او المؤقت لهذه المسالة المقبول على مضض من الطرفين .

اما الشق الثاني من الخلاف وهو الاهم والعالق بينهم يتلخص في من يمتلك القرار السيادي السيد ام الزعيم ؟ وهل يمكن ان يشتركان في ذلك ؟

الاجابة على التسأؤلات اعلاه يتطلب بحث كامل سنكتفي بتلخيصة بجملة واحدة وهي ان واقع الحال والتجربة التاريخة عند الطرفين تشي باستحالة ذلك.

اضافة الى البعد الايدلوجي العقائدي عند احد الاطراف والذي يمنع ذلك ايضاً على قاعدة (استحالة اجتماع الحق والباطل) كما يستند ذلك الطرف وفقاً لقواعد اساس تكوينهم ونظرتهم للامور وخطابهم الديني الرسمي وكذا يستند الاخر على تاريخه القائم على قاعدة (لايجتمع سيفين في غمد واحد ) ولا مرجعيتين لدولة واحدة سواء كانت على صيغة ولاية مطلقة معاصرة (زعيم ) او تقليدية (امام ) او غير ذلك الا ان الظروف لاتسمح باقصاء طرف للاخر بالقوة في هذه المرحلة كون ذلك سيخرج الطرفين الشريكين اللدودين كليهما من الامساك بالقرار السيادي ربما للابد , لذلك سيبقئ الصراع حول السيطرة على القرار السيادي بارداً لكنه محتدم , بكلمة اخرئ ان الاتفاق العملي الوحيد الذي يمكن ان يتوصل له الطرفان في مثل هذه الظروف وقد توصلا له فعلياً وضمنياً ودون توثيق او توقيع او حروف هو اتفاقهم على ان لايتفقوا ولا يقتتلوا ايضاً الى ان يغلب طرف الاخر بالعبة شد الحبل وليس في حلبة المصارعة والقتال .

ملاحظة :

اذا استطاع الطرفان الوصول الى صيغة شراكة بعيداً عن الصراعات او الاعيب السياسية وهو امر متعذر ان لم يكن مستحيل كما شرحنا بعاليه فان ذلك يعني نهاية الحرب الاهلية مع الاطراف الاخرئ ايضاً باعتبار ان السبب الحقيقي في الحرب الاهلية الداخلية هو رفض الشراكة في السلطة والقرار السيادي واقصاء الاخرين وفقاً لنفس القواعد والاسباب المذكورة اعلاه.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى