فضاء حر

فقهاء الحكم ودعاة الحكام

يمنات

أحمد شائع

ميز الله الإنسان بالعقل، ولأن للسطة عشق وشغف يصل إلى القتل من أجل ذلك، فإن الحكام في كل زمان ومكان يتخذون ممن يسمون أنفسهم رجال دين مطايا وأبواق تدعي التحدث بإسم الله في كل الأمور، ومنها ما يتعلق بالحياة الإجتماعية والسياسية التي فصل عليها هؤلاء المدعين حكمهم القاطع في كل معارض لأي قول يصدر منهم أو يرضي أربابهم من دون الله لتثبيت بقائهم على رقاب العباد، متجاهلين سنة الله في الخلق (التبديل والتغيير) وإلا لما كانت هناك أمم وممالك إندثرت ولم يعد لها أي ذكر سوى ما يرد في كتب التاريخ أو آثار تدل عليها.

و رغم هذا فإننا نجد في وقتنا الحاضر سعار كبير وموجات تكفير وتخوين وقتل تسبب فيها هؤلاء المدعون للفتوى والتصريح الإلهي التي هي مرضاة للحكام مغضبة للرب بما ينتج عنها من دماء وقتل وتشريد يطال كل البسطاء وأبناء الفقراء المغرر بهم من أدعياء الدين.

و العجيب (وليس بالغريب) ما يحصل الان في المملكة المجاورة لليمن والتي نادى فيها وجوز وأفتي في السنين الماضية بجواز الخروج على ولي الامر وخلافة من مبررات دمرت دول عربية واسلامية وقتلت آلاف الأنفس، ولكن حينما بدأ المد والتذمر يمس حكامهم إذا بهم (كعادتهم) يختلقون الفتاوى المبررة بعدم جواز الخروج أو العصيان..!!

لذا فإنني أجد هؤلاء هم أشد على الأمة من أعدائها لأنهم (دعاء فناء وقتل لا إنسانية وعقل).

و لأن الخائف لايفكر فقد إتخذوا نصوص من السنة التي جمعت عن الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام وآراء مجتهدين من السلف مبدأ وصك به يقومون بالتجويز والتحريم والتكفير وتسيير العامة وفق آهوائهم ومخوفين لهم بأن أي خروج على هذه النصوص يعتبر في قاموسهم كفر يستوجب النار. و كأن مفاتيح الجنة والنار بأيديهم وهم المتصرفين والمدخلين لرحمة الله بعد الإذن منهم وإستلام صكوك الغفران دأبهم دأب قساوسة الكنيسة في القرون الماضية التي يمنحونها لمتبعي الديانة المسيحية، ولافرق الآن لدينا بمن هم موجودون ومدعي التحدث بإسم الله.

إلى هنا ونقول لهم .. إن كنتم تخافون الله حقاً فعليكم بأنفسكم وأسيحوا الشحوم من كروشكم وكونوا عباد الله صالحين بالاقوال والافعال .. حينها ستجدون أنكم برضى من الله قد كسبتم الناس وأنقذتم أنفس بدلا من إرضاء سلاطين هم إلى زوال لكن يبقى أثر ما تفتون في عقول الناس وعند ظهور الحقيقة سيلعنوكم.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى