إختيار المحررالعرض في الرئيسةتحليلات

ما وراء مغادرة “جباري” من تعز إلى عدن..؟ وما علاقة ذلك بتسليم المرافق الحكومية..؟ ولماذا سيطر فصيل “الاصلاح” على مبنى شركة التبغ والكبريت..؟

يمنات – خاص

أنس القباطي

ما يزال التوتر مخيما على مدينة تعز لليوم الثاني على التوالي، بعد أحداث شهدتها المدينة فجر الثلاثاء 17 أكتوبر/تشرين أول 2017، بين كتائب أبي العباس السلفية و تنظيم داعش في المدينة القديمة.

هروب أمير تنظيم داعش، هاشم الصنعاني، الذي استوت كتائب أبي العباس على مقر تنظيمه و منزل كان يتخذه سكنا له، إلى الأحياء التي يسيطر عليها فصيل الإصلاح، أدى إلى انتشار لمسلحي كتائب أبي العباس في منطقة التماس بين المناطق التي يسيطر عليها الفصيلين، قابله انتشار من فصيل الاصلاح “اخوان اليمن” في الجهة المقابلة.

هرب أمير داعش في وقت مبكر من صباح الثلاثاء، أمير داعش، إلى حي التحرير الأسفل، الذي يسيطر عليه الاصلاح بعد اقتحام كتائب أبي العباس لمنزله في وادي المدام أسفل قلعة القاهرة.

شركة التبغ

فصيل الاصلاح عزز من تواجده في شركة التبغ و الكبريت بشارع جمال، المجاورة لمدرسة نعمة رسام، التي حولها إلى ثكنة عسكرية قبل عامين، رافضا السماح لطالبات المدرسة بالعودة للدراسة فيها.

و سيطرت عناصر من فصيل الاصلاح على شركة التبغ و الكبريت بداية أكتوبر الجاري، ما أثار خلافات مع موظفي الشركة المتبقين في الفرع، الذي تحول إلى ادارة تسويق فقط.

عناصر الاصلاح رفضت مغادرة مبنى الشركة، رغم الوساطات التي قامت بها شخصيات اجتماعية و قيادات في المقاومة، و توصلت الوساطات قبل أسبوع إلى اخلاء الدور الأول من المبنى لموظفي الشركة فقط.

و يقابل مبنى شركة التبغ و الكبريت مبنى جهاز الأمن السياسي الذي تسيطر عليه كتائب أبي العباس السلفية، المنتصب على تبة مطلة على حي النسرية، و يهيمن على مناطق واسعة من غرب مدينة تعز و جبل الضربة الذي يسيطر عليه فصيل الاصلاح.

خلافات

الخلافات الأخيرة التي نشبت بين أبي العباس و هاشم الصنعاني أمير داعش، و التي وصلت حد الاشتباك المسلح، القت بضلالها على الاحتقان الذي تشهده المدينة بين الفصيل السلفي الموالي للامارات و الفصيل الاصلاحي المناوئ لها، و هو ما سهل لـ”الصنعاني” اللجوء إلى مربع الاصلاح.

و جاءت الاشتباكات الأخيرة بعد اعلان كتائب أبي العباس استعدادها اخلاء “21” موقع حكومي في مدينة تعز و تسيمها للسطلة، موجهة دعوة لنائب رئيس حكومة هادي، عبد العزيز جباري، الذي كان متواجدا في المدينة لاستلامها، و تسليمها للسلطة المحلية.

و يبدو أن علاقة ابي العباس بالصنعاني كانت قد ساءت خلال الفترة الأخيرة، فاستغل هذا الاعلان لاخراج “داعش” من المربع الذي يسيطر عليه، و ربما يكون باعلانه تسليم الـ”21″ موقع هدف لاخراج الصنعاني و تنظيمه من مبنى بريد المظفر، ربما هروبا من الصاق تهمة الارهاب بكتائبه المدعومة اماراتيا، خاصة و أن عدد من المقار الحكومية الواقعة في مربع سيطرة أبي العباس سلمت لعناصر من تنظيم “داعش” و ابرزها ادارة الضرائب و الاتصالات و الادارة العامة لمجموعة هائل سعيد و مدرسة أروى.

حدة واحتقان

الاحتقان الذي تشهده مدينة تعز زادت حدته عقب استقالة محافظ تعز المعين من هادي، علي المعمري، و ظل هذه الحدة تتأرجح بين الصعود و الهبوط، غير أن مؤشر الحدة تزايد عقب الاعتقالات التي تعرضت لها قيادات اصلاحية في “عدن” من قبل الشرطة التي يديرها شائع شائع الموالي للامارات.

عبد العزيز جباري الرجل الثاني في حكومة هادي و المحسوب على “الاصلاح” وصل مدينة تعز قبل أكثر من شهر و ظل مرابطا فيها و قام بافتتاح فرع البنك المركزي في المدينة المعطل منذ بداية الحرب، معلنا أن ذلك يعني ربط المدينة بحكومته، مبديا تأكيده أنه لن يغادر المدينة حتى تستتب أوضاعها.

و بشكل مفاجئ غادر جباري مدينة تعز، الأربعاء 18 أكتوبر/تشرين أول 2017، متوجها إلى مدينة عدن، و ذلك بعد يوم من اشتباكات السلفيين و داعش، هذا التطور يعدمؤشر على حجم الاحتقان الذي تشهده المدينة.

مغادرة جباري

و من هنا يجب الأخذ في الاعتبار اعلان كتائب أبي العباس عن تسليم المرافق الحكومية و ربطه بمغادرة “جباري”، كون عملية التسليم تحتاج إلى خطوة مماثلة من الفصيل الاصلاحي الذي يبدي تمسكه بعدم تسليم المرافق و المدارس التي يسيطر عليه.

و من هنا فإن مغادرة “جباري” قد تكون بايعاز “اصلاحي” لمنع فتح موضوع تسليم المرافق الحكومية، خاصة و ان “الاصلاح” كان نقل عدد من قياداته من مأرب إلى تعز في محاولة منه لقطع الطريق على الفصيل السلفي الموالي للامارات للسيطرة على المدينة.

الاصلاح الذي ينظر لتعز كمعقل رئيسي استشعر الخطر المحدق بتواجده في المدينة من التمدد الاماراتي، حيث تسعى “أبو ظبي” لانشاء قوة أمنية غير نظامية، على غرار الحزام الأمني في عدن لتولي أمن المدينة، و التي تعد كتائب أبي العباس نواتها.

و فيما غادر “جباري” تعز متوجها إلى عدن، ما تزال حدة الاحتقان مستمرة في المدينة التي سبق أن وعد بأنه لن “يغادرها” حتى تستتب أوضاعها، لكنه حنث بوعده و تركها على صفيح “ساخن”.

ومن هنا يطرح التساؤل التالي: هلى مغادرة “جباري” لتعز مرتبطة بالافراج عن قيادات “اصلاحية” في عدن..؟ أم أن مغادرة مؤقتة و عما قريب سيعود إلى تعز لاكمال ما وعد به..؟ .. الأيام ستجيب.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى