غير مصنف

دخان البخور يحتوي على مواد يمكن أن تسبب سرطان الرئة

يمنات – متابعات

عادة ما ينتشر في المجتمعات العربية على وجه الخصوص، تقليد استخدام “البخور” لدواعٍ عدة، إذ هناك من يستخدمها كرائحة عطرية طيبة لإنعاش هواء المنازل، وهناك من يعتقد أنها تجلب الخير، وآخرون يستخدمونها مع إضافة بعض المساحيق لأغراض أخرى.

وفي الآونة الأخيرة؛ ظهرت إعلانات كثيفة ترويجية لمُنتجات مختلفة للبخور الصناعي، وبأسعار رخيصة الثمن لجذب الجمهور المستهلك لها، ومن المعروف أن هذا النوع تحديدًا يستخدمه الآسيويين في معابدهم الخاصة ودور العبادة، فيما يستخدمه العرب وخاصة دول الخليج العربي كنوع من حسن الضيافة وتكريم لهم.

وتعد دول الخليج من أكثر دول العالم التي تستهلك البخور والعود، حيث يستخدم الخليجيون حسب بعض التقديرات أكثر من 75% من العود في العالم.

لكن المفارقة، أن بعض الدراسات العلمية التي نشرتها مجلة New Scientist، أوضحت أن دخان البخور المستخدم في المنازل أو المساجد يحتوي على مواد يمكن أن تسبب سرطان الرئة.

كما كشفت الدراسة التي نشرتها المجلة العلمية Environmental Chemistry Letters، أن دخان البخور يحتوي على المواد الكيميائية، التي تؤثر بالسلب على صحة الإنسان، حيث أوضحت الدراسة بعد قيام الباحثون بدراسة بقايا التبغ ودخان البخور الناتج على الحيوانات والخلايا البكتيرية عن طريق المختبر، واكتشفوا أن بعض دخان البخور كان تأثيره على الخلايا أكبر من دخان التبغ، وبالرغم من هذه النتيجة، قام الباحثون باختبار أربعة عيدان من البخور في مقابل سيجارة واحدة.

وقالت الدراسة: إن حرق الأشياء، سواء كانت بخار، سجائر أو الفحم، سينتج عنها دخان كثيف يتسبب في إثارة الرئتين وتعرضها للإيذاء.

وقد استخدم الباحثون في دراستهم أربعة عيدان من البخار وسيجارة واحدة، وقاموا بتحليل المواد الكيميائية ولدراسة واكتشاف أثرها على الخلايا البكتيرية.

وكانت بداية التجربة الأولى على خلايا السالمونيلا، ولمعرفة إذا كان تعرضها لهذا الدخان سينتج بطفرات في الشفرة الوراثية، علما أن هذه الطفرات من شأنها أن تؤدي للإصابة بالسرطان، أما التجربة الثانية فتمت على خلايا أخذت من “مبايض الفئران” للتأكد من أن هذه الخلايا لم تصاب بالتسمم.

وتوصل الباحثون بعد تجاربهم على الخلايا البكتيرية والتي أخذت من الفئران، إلى نتائج أبرزها:” أن الدخان الناتج عن احتراق البخور تسبب في كون خليطا من الطفيليات الدقيقة والمتناهية الصغر، والتى تسبب الضرر على الرئتين، ثم اكتشفوا 64 مركبا مختلفا من ضمنهم مركبات كيميائية اكثرها يحتوى على مواد سامة تضر الإنسان”.

من جانبه، قال أشرف مصطفى أخصائي الجهاز التنفسي وأمراض الصدر، أنه عند حرق البخور ينتج عنه غاز أول أكسيد الكربون، وهو غاز سام عندما يزداد تركيزه في الهواء بشكل كبير، كما ينتج غاز الفورملين، وهذا الغاز يؤثر بشكل كبير على الجهاز التنفسي، وأنه يعد من المواد المسببة للإصابة بمرض السرطان، وينتج مجموعة من المواد الهيدروكربونية العطرية، والكاربونيلز وغيرها من المركبات.

وأكد في تصريحات لـ”البوابة نيوز”، أن استنشاق دخان البخور يوميا فهو بمثابة الطريق الى الاصابة بسرطان الجهاز التنفسي، هذا بجانب اصابة الأطفال بالأمراض الشائعة كالربو والحساسية واختناق التنفس وانه يؤثر على مرضي الالتهاب الرئوي، محذرًا من استخدام البخور بكثرة في المساجد والبيوت والمعابد والكنائس وغيرها من الأماكن ويحتوي بالفعل على تركيز كبير للمواد الضارة والمسرطنة.

في نفس السياق، حذر الخبراء، المصابون بأمراض الصدر والربو بعدم التعرض الى دخان البخور أو السجائر وكل أنواع الدخان بشكل عام، موضح أن الكثير يقومون بخلط البخور مع المواد الضارة، ويخلط مع الرصاص لزيادة وزنه بهدف الغش التجاري، وهذا النوع من مسببات السرطانات والسموم.

وقال أحمد سعد استشاري الأطفال، لــ “البوابة نيوز”، إن رائحة البخور والدخان المنبعث عنه يؤذي الأطفال خاصة من لديهم بوادر الاصابة بالحساسية الصدرية أو الربو، والأطفال الأخرون يصابون بالالتهابات وعدم القدرة على التنفس بشكل منتظم، مؤكدا أهمية التهوية الجيدة للأماكن التي يضع بها البخور والحرص على عدم الافراط في اشتعال وحرق البخور خاصة بالأماكن المزدحمة بالأشخاص حتى لا تتسبب في الاختناق.

المصدر: البوابه نيوز

زر الذهاب إلى الأعلى