أخبار وتقاريرالعرض في الرئيسة

الولايات المتحدة تعزز المعونة لمذبحة السعودية في اليمن

يمنات – خاص

كتب: بيل فان اوكين

ترجمة/ عبد الله قائد – ترجمة خاصة بـ”يمنات”

دشنت واشنطن سلسلة من السياسات الجديدة الرامية إلى بناء القوة العسكرية للديكتاتورية الملكية في المملكة العربية السعودية بينما تنفذ (الأخيرة) حصارا يمكن أن تودي بحياة الملايين السكان في اليمن المجاور لها.

و أوردت صحيفة وول ستريت جورنال نقلا عن مسؤولين رفيعين في الإدارة السبت (الفائت) إن “إدارة ترامب تبحث عن سبل لتعزيز الدفاعات الصاروخية السعودية بسرعة و تعطيل تدفق الأسلحة المتقدمة التي صنعتها إيران في الجانب الآخر من الشرق الأوسط مع تزايد المخاوف بشأن أزمة جديدة مزعزعة للاستقرار في المنطقة”.

إن ما يدعى بـ”الازمة الجديدة المزعزعة للاستقرار” في الشرق الأوسط هي واحدة من صنيعة واشنطن و الرياض ذاتيهما و التي تتأتى من محاولة إدارة ترامب لتشكيل تحالف مناهض لإيران يوحد الإمبريالية الأمريكية و المملكة العربية السعودية و بقية مشيخات النفط السني الرجعي في الخليج و إسرائيل في تحالف عسكري ضدا على  إيران.

و قد قام ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي شجعه الدعم الأمريكي غير المشروط ، بتطهير كاسح لمنافسيه المحتملين داخل النظام السعودي، كما قام بتصعيد الحرب الدامية في اليمن و تنفيذ عملية اختطاف و إجبار رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري على الاستقالة بهدف زعزعة استقرار لبنان و إشعال فتيل حرب أهلية طائفية ضد الحركة الشيعية، حزب الله.

و بحسب مقالة “وول ستريت”، ترى إدارة ترامب إن الجدل الدائر حول الحريري هو “مضاعفة محبطة” باعتبارها تحرف مسار الحملة التي تقودها واشنطن نحو “حشد الدعم لعمل جديد ضد إيران”.

و كانت أكثر الإجراءات السعودية الإجرامية التي تدعمها الولايات الأمريكية هي فرض حصار علي اليمن يهدف إلى تجويع سكانها و (المتمردين) الحوثيين الذين استولوا علي جزء كبير من المنطقة الغربية من البلاد بما فيها العاصمة صنعاء.

و سوغت الرياض حصارها بالقول إنها تحاول منع الأسلحة من الوصول إلى الحوثيين بعد إطلاق صاروخ من اليمن في الرابع من نوفمبر والذي أسقط  بالقرب من مطار الرياض الدولي.

و في الواقع، فإن ما تقوم به المملكة العربية السعودية – بمساعدة البحرية الأمريكية – هو إعادة شحنات من الأغذية والأدوية وغيرها من الإمدادات الحيوية من حيث أتت في ظل ظروف انتشار المجاعة وأسوأ وباء للكوليرا في التاريخ الحديث.

و نفت إيران الاتهامات السعودية بأن الصاروخ كان من صنع إيراني، وهو موقف أيده فريق من الخبراء عينه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي أصدر بيانا بعد ستة أيام من إطلاق الصاروخ قال “فيع” إنه لا يوجد دليل على نقل إيران للصواريخ قصيرة المدى إلى اليمن و اتهامه للسعودية بأن الرياض تستغل الحادث كـ”مبرر لعرقله تسليم السلع الأساسية المدنية بطبيعتها”.

و مع ذلك فإن واشنطن، التي رددت الدعاية السعودية التي تتهم إيران بالهجوم، لم تصدراي بيان يدين الحصار الذي تفرضه على اليمن، وهو جريمة حرب متورطة فيها الولايات المتحدة الأمريكية نفسها.

و ظلت القوى الأوروبية الكبرى صامتة إلى حد كبير أيضا ابان تنفيذ حملة أقرب ما تكون بـ”حملة” إبادة ضد شعب اليمن، و هو أفقر بلد في العالم العربي. و قد حصل مصنعو الأسلحة الأوروبيون، مثلهم مثل نظرائهم الأمريكيين، على عقود مربحة مع المملكة السعودية.

و بحسب مقالة الـ”وول ستريت”، فان الاستجابة الأولية لإدارة ترامب على الأزمة في الشرق الأوسط هو الدفع بمزيد من الأسلحة لحساب النظام السعودي. ففي الشهر الماضي، وافق ترامب على صفقة أسلحة تسمح للرياض بشراء ما قيمته 15 بليون دولار من الصواريخ و القاذفات و الرادارات و غيرها من معدات التقانة العسكرية.

و قال مسؤولون أميركيون إن الاتفاق قد يجري التسريع به بسبب الصاروخ الذي أطلق علي الرياض.

و أضافت الصحيفة إن “الجيش الأمريكي يمكنه أيضا تكثيف جهوده لمصادرة شحنات الأسلحة التي تمر عبر الخليج و عبر المنطقة” و هو ما يعني أن البحرية الأمريكية ستصعد العمليات التي تسهم في إعاقة إمدادات الإغاثة و المجاعة الجماعية التي تجتاح اليمن.

و في الأثناء اعترف البنتاجون بأن القوات الجوية الأمريكية قد زادت من رحلات التزود بالوقود إلى أكثر من الضعف و التي تبقي الطائرات الحربية السعودية و الحليفة في الجو و تقصف باستمرار المستشفيات و المدارس و المجمعات السكنية و البنى التحتية اليمنية، متسببة بمعظم الوفايات التي بلغت 12,000 حالة في الحرب الجارية مذ سنتين و نصف.

كما زادت واشنطن من إمداداتها من الوقود النفاث للسعوديين بنسبه 140 في المئة خلال السنة المالية التي انتهت في سبتمبر، بحسب ما ذكره تقرير نشر على موقع المونيتور على شبكة الإنترنت.

3 بليون قيمة قنابل  

إن القنابل و الصواريخ التي تقتل اليمن يتم توريدها أيضاً من قبل واشنطن إلى حد كبير، حيث تم تزويد السعودية و الإمارات العربية المتحدة بما قيمته 3 بليون (مليار) دولار من القنابل منذ 2015 و ما قيمته خمسمئة مليون دولار كمبيعات ذخائر دقيقة التوجيه وافق عليها مجلس الشيوخ الأمريكي في يونيو.

و حدثت الفظاعات الأخيرة التي أتاحتها هذه المساعدات الخاصة بالأسلحة الأحد (الماضي) عبر ضربة جوية سعودية في محافظة الجوف الشمالية حيث دمرت منزلا أسفر عن مصرع ثمانية أطفال وثلاث نساء، كلهم من نفس العائلة، و قتلوا تحت الأنقاض.

يهدد الحصار السعودي الذي استمر أسبوعين بزيادة أكثر من عدد القتلى الناجم عن حمله القصف. فحتى قبل أن تغلق المملكة العربية السعودية المطارات و الموانئ البحرية و الحدود اليمن، و تصد السفن الحاويات الملىء  بالأغذية و إمدادات الإغاثة و ناقلات الوقود التي سبق و أن تم تفتيشها بغية خلوها من الأسلحة، ثمة سبعة ملايين من اليمنيين علي شفا مجاعة و لم يعرف مليون آخرون من أين ستاتي وجبتهم القادمة.

و حذرت وكالات الإغاثة المختلفة التابعة للأمم المتحدة من أن اليمن معتمد على الواردات بنسبة تسعين في المائة من غذائه وان الحصار يمكن أن يؤدي بسرعة إلى وفاه الملايين.

و ذكرت لجنة الصليب الأحمر الدولية إن ثلاث مدن يمنية هي الحديدة وصعدة و تعز الجمعة الماضية نفذت منها المياه النظيفة بسبب الحصار السعودي الذي يمنع تسليم الوقود اللازم لتشغيل شبكات الضخ و الصرف الصحي.

سيضع نقص المياه النظيفة ما لا يقل عن مليون شخص آخرين في قائمة المعرضين للإصابة بالكوليرا علاوة على الـ 928,000 اللذين يعتقد انهم أصيبوا بالمرض.

و قال الصليب الأحمر إن سكان العاصمة صنعاء وغيرها من المدن “سيجدون أنفسهم في وضع واحد” في غضون أسابيع إذا لم يتم رفع الحصار. سيؤدي نقص الوقود أيضا إلى إغلاق المولدات الكهربائية التي توفر الطاقة للمستشفيات، و الذي سيتسبب بموت عديد من المرضى”.

و ذكرت منظمة أطباء بلا حدود الأحد إن النظام السعودي يمنعها من القيام برحلات داخل اليمن و خارجه علي الرغم من ادعاءات الرياض بأنها تسمح بنقل الإمدادات والطواقم الإنسانية.

و قالت الوكالة إن السلطات السعودية حذرتها من العمل في المناطق التي يسيطر عليها (متمردو) الحوثي.

و أصدرت مجموعة المساعدات التابعة لمنظمة أوكسفام تحذيرا بأن ثمة “كارثة ذات أبعاد مذهلة تتكشف أمام أعيننا بالنظر إلى أن الأراضي اليمنية التي يسيطر عليها الحوثيون مغلقه ومخنوقة … وفي غياب تحول سريع، من المحتمل أن نشهد في اليمن مستوى غير عادي من التدمير الذي لم يسبق أن عاشه معظمنا بتاتاً”.

و واصل البيان بالقول إن “الحكومة الأمريكية قادت حلفائها في مظاهرات تضامن مع السعودية ضد إيران متجاهلة أزمة إنسانية شنيعة. وكان الدعم غير المحدود الذي قدمه المجتمع الدولي لموقف المملكة العربية السعودية قد توج باعتماد بيان رئاسي لمجلس الأمن يدين النشاط الضار للحوثيين وإيران دون الإشارة الكافية إلى الأزمة الإنسانية الكارثية لليمن والإجراءات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية لدفعها إلى حافه الكارثة”.

ابادة

إن الإبادة الممنهجة للرجال والنساء والأطفال اليمنيين بالقصف والمجاعة والمرض تكشف الوجه الحقيقي للإمبريالية الأمريكية. وهي تبرهن على ما وراء الرطانة الفارغة حول “الحرب على الإرهاب” و “حقوق الإنسان” و “الديمقراطية” بأنها مستعدة لقتل الملايين للتعويض عن تراجع الرأسمالية الأمريكية من خلال حملة تؤكد الهيمنة العالمية الأمريكية بالوسائل العسكرية.

المصدر:

رابط التقرير باللغة الانجليزية انقر هنا

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى