أخبار وتقاريرإختيار المحررالعرض في الرئيسة

اليمن .. عشر أساطير عن الحرب السعودية العدوانية المغيبة

يمنات – خاص

ترجمة خاصة بـ”يمنات”

من: فانيسا بيتلي

لماذا لا يجري حالياً توصيف اليمن بالـ”محرقة هولوكوست”. لماذا ترفض الحكومات الغربية و وسائل الإعلام الغربية استخدام كلمة “هولوكوست” مع أنهم يستعملونها بكل تحرر لشيطنة الحكومات أو الأمم المستهدفة..؟ مثلما استخدمتها “بانا العابد” في تغريداتها التي كتبت إليها من قبل والدتها، و ذلك على غرار العلاقات الخارجية الغربية التي تستخدم “اليد الخفية”.

استخدم الممثل السابق للولايات المتحدة الأمريكية في الأمم المتحدة في نيويورك، سامانثا باور، كلمة “هولوكوست” بشأن حلب حيث كان الإرهابيون المدعومون من الولايات المتحدة الأمريكية هم من ينفذون الفظائع ضد المدنيين السوريين. الاستخدام الساخر للكلمة سيق بغرض تبييض صفحة الولايات المتحدة لنفسها من الإرهاب في سوريا.

و يحدث ذلك بنفس القدر بشأن الإرهاب في اليمن، وما عدم توظيف كلمة هولوكوست الآن إلا لأن الحلف الأمريكي يريد تبييض جرائم الحرب اليومية التي يرتكبها التحالف السعودي، المدعومة والمصَدق عليها من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا والأمم المتحدة.

فلنسمها إذاً كما هي عليه..! إن اليمن محرقة هولوكوست، ويجري ارتكابها من قبل أنظمتنا في الغرب المطلعة تمام الاطلاع على أعمالها الإجرامية خاصتها والأعمال الإجرامية خاصة عملائهم في دول تحالف التي تشن حرب إبادة واستنزاف ضد الشعب اليمني لأكثر من ألف يوم.

التقرير التالي من راندي نورد حول التنبيهات الجيوسياسية يفضح عشرة من الأساطير البنيوية التي تصدرها وسائل الإعلام الاستعمارية في الغرب لتعكير المياه في اليمن ويصرف الانتباه عن حقيقة مشروع التطهير العرقي للتحالف السعودي:

أولاً: ليست بـ”حرب أهلية”

و لو أنها حرب أهلية لدلَت على أن يمنيين يقاتلون يمنيين آخرين للسيطرة عليهم. وهذه في حد ذاتها خاطئة.

تخوض المقاومة اليمنية (التي تشمل أنصار الله والحرس الجمهوري وآخرين) حاليا الحرب ضد المرتزقة المدعومين من السعودية على الأرض. ويشمل ذلك عديد من الجنود السودانيين والإماراتيين فضلا عن مرتزقة من بلاك ووتر تم استئجارهم كقطاع خاص.

ولا يمكن أن تكون حربا أهلية لأن المملكة العربية السعودية وحلفاءها هم قوة غزو تحتل اليمن عبر شحن المقاتلين الأجانب.

ثانياً: ليست بـ”حرب بالوكالة”

حسنا، من ناحية واحدة، إنها حرب بالوكالة، ولكن الوكلاء الوحيدين هم الذين تدعمهم المملكة العربية السعودية وحلفاءها.

و لا تتلقي مقاومة اليمن دعماً خارجياً ولا تقاتل من أجل أي سلطة أجنبية – بل إنها تريد ببساطة أن تقرر مصير اليمن وتتحكم فيه بمنأى عن التدخل الأجنبي.

فلكي يكون النزاع في اليمن حرباً بالوكالة، فإنه يتعين على دوله أجنبية أخرى أن تشغل و تسيطر على مقاومة اليمن وهذا ببساطة ليس هو واقع الحال. (أكثر من ذلك في وقت لاحق).

ثالثاً: ليس بـ”صراع سني – شيعي”

إذا كانت أي وسيلة إخبارية تطبخ وتنضج الحرب في اليمن (أو أي حرب، بالفعل) باعتبارها مجرد صراع سنية – شيعية، يجب عليك أن تتوقف على الفور عن قراءة تلك الوسيلة الإعلامية.

هذه الحجة، أولا وقبل كل شيء، تتجاهل جميع العوامل الأخرى وبنى السلطة لتنضج أي صراع إلى مجرد اختلافات دينية. إنها مجرد جهل صرف.

نعم، تأسست حركة أنصار الله اليمنية من قبل مسلمين زيدية شيعة. إلا أنها تشمل مقاتلين وسياسيين من عديد طوائف وأديان وهم ببساطة لا يريدون القوى الأجنبية أن تسيطر على بلدهم. أضف إلى ذلك، فإن دعوتنا لـ/إطلاقنا على (المملكة العربية السعودية) بـ “السنية” في حين نتجاهل أيديولوجيتها الوهابية المتعصبة والعنيفة ما هو إلا وصمة عار على جميع المسلمين السنيين المسالمين.

 رابعاً: السعودية تريد دائماً السيطرة السياسية والاقتصادية على اليمن

بإعادة النظر إلى الوراء، إلى القرن الماضي من التاريخ العربي، يخبرك التاريخ بكل ما تحتاج إلى معرفته عن نوايا ومقاصد السعودية في اليمن.

و خلال ثورة 1962 اليمنية، دعمت المملكة العربية السعودية الملكيين الذين يحاربون للإبقاء على الإمامة اليمن. وكانوا يعلمون أن تشكل يمن مستقل سيحوله بالتالي إلى بلد قوي – جنوب حدودهم – والذي سيصبح منافساً لهم.

حتى بالعودة إلى ذلك الوقت، فقد كانت الإمامة التي يقودها الشيعة أفضل من الجمهورية اليمنية من وجهه نظر السعودية. و ما يزال اليمن هو البلد الجمهوري الوحيد في شبه الجزيرة العربية.

و ما تزال هذه هي الحالة اليوم: لا يمكن أن يحلو للمملكة العربية السعودية أن ترى جمهورية مستقلة متعددة المقومات وقابلة للنمو اقتصاديا في شبه الجزيرة العربية.

خامساً: الحوثيون (أنصار الله) ليسوا بـ”ميليشيا إيرانية”

سلوك السعودية في اليمن شنيع وبغيض بشكل مطبق. كيف يمكن للولايات المتحدة وأصدقاءها في أوروبا أن يبرروا عسكريا دعم هذه الحرب الإرهابية..؟

آه نعم ، إيران، بالطبع. لسوء الحظ بالنسبة للإمبرياليتين، لا يوجد دليل يدعم هذه التهمة!

في الواقع، فان جميع مزاعم “النفوذ الإيراني” تؤدي في نهاية المطاف إلى نهايات مسدودة مثل القوارب الغامضة في الخليج أو طرق التهريب المجهولة عبر الكويت.

ليس فقط لأن أنصار الله، مقاومة اليمن، وإيران – جميعهم – ينكرون العلاقة، و لكن ليس هناك دليل يوحي بأن لديهم واحدة (من هذه التهم).

فلدى اللجنة الثورية العليا اليمنية في العاصمة صنعاء المعدات لتصنيع وتطوير أسلحتها الخاصة. كان الرئيس السابق صالح حليفا أمريكيا سابقا تلقى مساعدات عسكرية كبيرة خلال السنوات الأولى لـ”الحرب على الإرهاب”.

لذلك لا يوجد نقص في الأسلحة في اليمن. فهلا نسيت وسائل الإعلام الحصار الذي فرضته السعودية على الأرض والبحر والجو..؟

سادساً: القاعدة هي حليف فعلي للولايات المتحدة الأمريكية في اليمن

لماذا تقصف المملكة العربية السعودية المدنيين في الأراضي التي توجد فيها المقاومة بينما تستمر القاعدة في الازدهار في مناطق أخرى..؟

و تعتبر القاعدة حليفا وبيدقا بحكم الواقع للمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة. و ذلك حتى يحصلوا علي القليل من القوة والتصعيد الأمريكي لتنفيذ بعض العمليات الخاصة الفوضوية البارزة.

و في أجزاء من جنوب اليمن، يقاتل أعضاء القاعدة إلى جانب القوات المدعومة من السعودية. و تستخدم السعودية والإمارات مرتزقة محليين للقتال بالنيابة عنهم. من الذي يقول انه لا يوجد أعضاء تنظيم القاعدة في قوتهم..؟

لا أحد، لأن هذا لم يناقش أبدا.

و بغض النظر، فان القاعدة والتحالف السعودي يحاربان عدوا مشتركا: أنصار الله. والهدف الرئيسي للسعودية في هذه الحرب هو تدمير حركه المقاومة اليمنية – وليس محاربة القاعدة.

و أي هجوم على تنظيم القاعدة من الولايات المتحدة يتم بطريقه تمارس الضغط علي قوات أنصار الله – وليس لطمس الجماعة تماما – كما يستخدمون تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق (داعش).

سابعاً: أنصار الله وحلفاءهم يحاربون داعش وتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية

القوه الوحيدة القادرة على محاربة القاعدة وداعش في اليمن هي أنصار الله مع حلفائها. وهم العدو الحقيقي الوحيد لهذه الجماعات الإرهابية في البلاد.

و كحركة ثورية، فان لها مصلحة كبيرة في الحفاظ على سلامة المجتمعات المحلية من العنف والقوات الرجعية المتعصبة مثل القاعدة.

إن أنصار الله وحلفاءهم هم الكيانات الوحيدة في اليمن التي تتخذ خطوات كبيرة للقضاء على الجماعات الإرهابية من أراضيها. و أقامت قوات الأمن نقاط تفتيش متعددة وكثيرا ما كانت هجمات إرهابية. وهذه الحقيقة بطبيعة الحال تتجاهلها وسائل الإعلام الرئيسية بشكل ملائم.

و من ناحية أخرى، فان الهجمات الانتحارية التي تشنها جماعات مثل داعش أو القاعدة تتكرر نسبيا في الأراضي أو التي تخضع لسيطرة السعودية أو الإمارات.

ثامناً: الحصار يقتل الناس أسرع مما تفعل القنابل

تشير التقديرات الرسمية إلى أن عدد القتلى في الحرب في اليمن بلغ حوالي اثني عشر ألفاً. وتفيد المصادر المحلية بأن العدد أكبر بكثير. ومع ذلك ، فان هذا العدد لا يعكس سوى الوفايات الناجمة عن الضربات الجوية والعمليات العسكرية.

نعم، إن حملة الضربات الجوية السعودية تقتل المدنيين بشكل شبه يومي. إلا أنه منذ أبريل فقط، لقي أكثر من ألفي شخص حتفهم من تفشي وباء الكوليرا الذي لم يسبق له مثيل على الصعيد العالمي. ومره أخرى، هذا هو الرقم الرسمي فقط.

و الحصار البري والجوي والبحري الذي فرضته السعودية مسؤول بشكل مباشر عن تفشي هذا الوباء. ومن الواضح إن هذا الأمر مقصود واستراتيجي. ولا يرفض السعوديون في كثير من الأحيان دخول المساعدات إلى اليمن فحسب، ولكنهم لا يسمحون للمدنيين بالمغادرة للعلاج الطبي، وقد دمروا البنية التحتية في الموانئ اليمنية الرئيسية.

ناهيك عن أن الملايين من اليمنيين على وشك المجاعة في أي لحظة معينة جراء الحصار.

تاسعاً: الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لم يفعلا شيئا للمساعدة

لما كانت القوى الدولية حليفة للمملكة العربية السعودية وأصدقاءهم في مجلس التعاون الخليجي، فان صرخات اليمنيين لطلب النجدة تقع على أذان من طين ومن عجين.

و لم تفعل الأمم المتحدة شيئا على الإطلاق للتهدئة من وتيرة الحرب باستثناء بعض الحالات القليلة. ولم تضغط على السعودية لفتح مطار صنعاء. ونادرا ما تشجع على محادثات السلام. ولم يحثوا الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة علي وقف تسليح السعودية.

و في الواقع، وتحت ضغط من المملكة العربية السعودية، فان الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون قد أزالها بالفعل من قائمه البلدان التي تنتهك حقوق الإنسان للأطفال.

عاشراً: وسائل الإعلام الغربية تبيض جرائم الحرب السعودية في حين “تدين العنف من جميع الأطراف”

ستواصل وسائل الإعلام الغربية اللعب على جانبي السور إلى أن تنتهي الحرب في اليمن. وفي الكلمات الشهيرة لدونالد ترامب، سيواصلون إدانة  “العنف من قبل جميع الأطراف”. (غير ذات الصلة، ولكن يبدو أن تطبق جيد).

و بطبيعة الحال، فإنها سوف تتجاهل تماما أن أحد الجانبين لديه سلاح الجو ودعم من اقوى جيش في العالم في حين أن الجانب الآخر يدافعون عن أنفسهم من الغزاة والإرهابيين.

ستواصل وسائل الإعلام الغربية إدانة الجماعات الخاطئة بينما تقوم بتبييض السلوك الإرهابي للمملكة العربية السعودية وحلفاءها.

المصدر:

لقراءة المقالة باللغة الإنجليزية على الموقع الأصلي انقر هنا

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى