العرض في الرئيسةفضاء حر

خمس حقائق مستجدة.. مابعد موت صالح

يمنات

أزال الجاوي

هناك مجموعة من المتغيرات الكبرى في الساحة اليمنية خلقت حقائق لايمكن اغفالها نتجت عن مقتل الرئيس السابق عفاش هي :

1- خروج المؤتمر الشعبي من المعادلة السياسية للقوى الرئيسية الفاعلة في الساحة وحتى اعادة ترتيب اوضاعه الداخلية والتي قد تتطلب وقت طويل لتسويتها ان استطاع القائمين عليه ذلك .

2- نتيجة خروج المؤتمر من المعترك كقوة فاعلة اصبحت هناك ثلاثة قوى رئيسية فاعلة فقط في الساحة اليمنية بشكل عام هي : انصارالله , الاخوان المسلمين ( الاصلاح ) , السلفين بتشكيلاتهم المختلفة الا ان انقسام السلفيين في تشكيلات متفاوتة التشدد يجعل وحدتهم شبه مستحيلة ويعطيهم دور اقل من غيرهم .

3- مقتل صالح وضع دول التحالف في مأزق فان فرضنا ان دخول صنعاء والقضاء على انصارالله ممكناً فهذا يعني ان البلاد ستسقط او ستسلم للاخوان والسلفيين بحكم انهم التنظيمات الاكبر والاقدر والاكثر امكانيات وهذا سيعقد المشهد اكثر وسيعطي الاحداث بعد طائفي او مذهبي وان كان سقوط صنعاء غير ممكن وهو كذلك فعلاً ستتحول الحرب الى مذهبية ايضاً .

4- كان صالح وحزبه جسر العبور في استراتيجية النصر عند “التحالف” لاعتقادهم بقدرته على اسقاط صنعاء من داخلها باقل تكلفة , كما كان ايضاً جسر العبور الافتراضي في استراتيجية الخروج من الحرب في حال فشل التحالف في تحقيق اهدافه وانتهاء الحرب بتسوية سياسية فرفض العالم انفراد القوى الدينية ( الاصلاح , انصارالله ) بعد التسوية بالسلطة جعل من صالح وحزبه المنقذ الوسطي الوحيد بين قوتين راديكالية وهذا بالضبط ماجعل وزير الخارجية الامريكي تليرسون بعد مقتل صالح يوبخ التحالف من باريس بقوله : (على السعودية ن تكون أفعالها أكثر ترويا وتدبرا وأن تضع العواقب في الحسبان بشكل كامل ) .

5- مقتل صالح خلط اوراق التحالف وافقدهم خططهم واستراتيجياتهم في التسوية مابعد النصر او الهروب من الحرب وهذا ماجعلهم سياسياً اليوم في حالة تخبط ورغبة في البحث عن وسائل لاعادة تسوية الساحة السياسية بحيث لاينتج عن هذه الحرب انتصار لقوى دينية معادية لاحد الاطراف في التحالف او في العالم اليوم او في المستقبل وهي المسؤولية التي التزم بها التحالف امام المجتمع الدولي وهذا يعطينا مؤشر واضح اننا دخلنا في منعطف جديد يتتطلب اعادة صياغة كل المعطيات السياسية والقتالية وهذا ما اشار اليه الوزير الاماراتي قرقاش في تغريدة له بعد مقتل صالح .

ان الحقائق الخمس اعلاه توضح لنا طبيعة المشهد السياسي القائم اليوم وهي مؤشر ايضاً على ان الحرب ستطول اكثر الى اجل غير مسمى وان صنعاء مازالت وستظل بعيده بل حلم تحول الى كابوس خانق لدول التحالف يصعب تجاوزه او الهرب منه .

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى