العرض في الرئيسةفضاء حر

لست حوثيا ولن اكون

يمنات

شبيب منصور

انا لست حوثيا ولن اكون , ليس تحقيرا لهم , او انتقاص من شانهم , او تقليلا من قدرهم , او لعدم الاعتراف بحقهم في تأطير انفسهم بالشكل الذي يناسبهم , لا , فما يجعلني اتجنب الانتساب اليهم او الانضمام لهم , هو مبدأ نشأت عليه وجعلت منه منهاج اسير تحت ضلاله , انا اؤمن بان كل الاحزاب والجماعات الدينيه شر محظ , فاوصياء الله في الارض هم الاكثر قدره على توسيع دائرة الخراب والاكثر قدره على ايجاد المبررات للقتل والدمار ….

تكويني النفسي وشخصيتي التي تمعن التدقيق في الاشياء لاتتسق مع مبدأ الوصايه والسمع والطاعه التي تنتهجها الجماعات الاسلاميه , انا لست مؤدلج , وليس لدي الرغبه في ان اودلج نفسي بفكر جماعه معينه كيفما كانت ….

انا اتفق مع انصار الله ( الحوثيين ) في امور ولا اجد حرجا من الاشاده بهم , بل والاطراء بما اراه صوابا , واختلف معهم بامور اخري فلا اجد غضاضه في نقدهم , محاولا لفت انظارهم لمواقع الخلل , مقدما النصيحه باسلوب محب , ناصح أمين , مبتعدا عن الفجور في الخصومه , ومتجنبا استخدام عبارات الهجوم والتشفي , ولغه التحقير والتجني …

انا اتعامل مع انصار الله كسلطة أمر واقع , فرضتها تداعيات مرحله من مراحل الصراع على السلطه في بلدي , اتعامل معها كمكون اثبت بانه رقم صعب في الخارطه السياسيه في وطني , اتعامل معها من مبدأ احقيتها في الوصول للحكم من منطلق تكافؤ الفرص امام الجميع …

انا لست حوثيا ولن اكون , لكني لا انطلق في هذا القرار , من اي منطلق شخصي , تعززه كراهيه او ضغينه او احقاد , عزوفي عنهم هو اسلوب حياه , لانه ذاته مع جميع الجماعات التي تتخذ من الدين غطاء تمارس من خلاله السياسه …

انا ليبرالي علماني او اسعى لاكون كذلك , بدأت حياتي السياسيه منتمي لحزب المؤتمر الشعبي العام , وهناك تعلمت ابجديات السياسه , ثما جمدت نشاطي الحزبي الي ان وصلت لمرحلة وئدت فيها عضويتي , اؤمن الان وفي هذة المرحله بادبيات حزب الانقاذ الوطني ( تحت التاسيس ) بقيادة المناضل الوطني أحمد حاشد هاشم ورفاقه , وأري في النائب أحمد حاشد هاشم قدوه لي , اتعلم منه واتأثر به …

انا لست حوثيا ولن اكون , لكني لا استطيع ان اتجاهل دورهم المحوري في التصدي للعدوان , لا استطيع ان اتجاهل بانهم صمام أمان هذا الوطن , لا استطيع ان اغض الطرف عن كونهم الفئه الوحيده التي حملت على عاتقها مواجهة العدوان , لا استطيع تجاهل تضحياتهم العظيمه وقوافل الشهداء من المنضمين تحت لوائهم التي يقدمونها في كل الجبهات …..

انا لست حوثيا ولن اكون , لكن مايجمعني بهم هو الاهم , مايجمعني بهم هو الدفاع عن الوطن , الوطن الذي تتضائل تحت سقفه كل الخلافات وتنتهي كل التباينات , لاننا عندما نتحدث عن الوطن , نتحدث عن الحضن الجامع للجميع , لذا طالما استمر العدوان , استمر تحالفنا مع انصار الله سلطة الامر الواقع …

انا لست حوثيا ولن اكون , لكني احترم انصار الله , واقدر اصدقائي منهم , وعندما طلبت التعرف عنهم عن قرب باخذ دوره ثقافيه من دوراتهم لاعضائهم , لم يكن طلبي تملقا او رياء , او محاوله لمغازلتهم للانتساب اليهم , وانما كان من باب المعرفه والاطلاع فقط …

انا لست حوثيا ولن اكون , لكني اشفق عليهم , الحمل ثقيل , وادارة دوله ليس بالامر الهين , وعدم امتلاك خبرات كافيه , اظهر سوء ادارتهم للمرحله ….

انا لست حوثيا ولن اكون , لكن مهمة انصار الله اليوم اصبحت اكثر ثقلا ووطأه…

زر الذهاب إلى الأعلى