العرض في الرئيسةفضاء حر

بناء الدولة (1)

يمنات

محمد البخيتي

الاستاذ صالح الصماد مهيء لقيادة الدولة, فهو شخص صادق وخلوق ومتواضع وصبور, ولكنه بحاجة إلى فريق استشاري من ذوي الكفاءة والنزاهة وإلى أن يلزم نفسه وفريقه بالضوابط الاخلاقية والقانونية عند اصدار أي قرار خصوصا فيما يتعلق بالتعيين والعزل.

إن أول خطوة في “بناء الدولة” على الرئيس الصماد اتخاذها هي إعداد قائمة بالمتسلطين والفاسدين المحسوبين على انصار الله وعزلهم وإستبدالهم بالشخصيات التي اثبتت كفاءتها ونزاهتها خلال المراحل السابقة بصرف النظر عن إنتماءاتها السياسية والمناطقية. وهذه الخطوة مهمة لفرض هيبته, ولإنصاف المتضررين, وللقضاء على لوبي الفساد, ولكسب ثقة الشعب وحبه وتأييده, ولتحقيق مبدأ الشراكة, ولردع كل من تسول له نفسه بالفساد.

و إذا لم يكن الرئيس الصماد مؤهلا لإتخاذ هذه الخطوة في بداية هذه المرحلة الجديدة فسيفقد ثقة الشعب وتأييده, وسيقوي لوبي الفساد داخل مؤسسات الدولة, وسيجد نفسه محاصرا ومحاطا بالطامعين والفاسدين وعندها لن يكون أهلا لإتخاذ تلك الخطوة وسيفشل مثله مثل غيره. حيث أننا لم نسمع في التاريخ عن حاكما كان فاشلا في بداية حكمة ثم اصبح ناجحا ولكننا سمعنا كثيرا بالنماذج المعاكسة.

على الرئيس صالح الصماد أن يستفيد من تجربة الرئيس الراحل ابراهيم الحمدي الذي استطاع أن يقضي على الفساد الإداري والمالي خلال اشهر من رئاسته لأنه كان حاسما ولم يجامل أي فاسد بمن في ذلك اصحاب مراكز القوى. وفرصة الرئيس الصماد افضل من فرصة الحمدي لأنه يحظى بدعم اكبر واقوى مكون سياسي وفي بداية مرحلة خالية من مراكز القوى المستقلة بذاتها.

أن إزاحة الفاسدين وتقريب النزيهين والمؤهلين هو أساس نجاح أي حاكم وعلى الرئيس الصماد أن يبدأ بإزاحة الفاسدين المحسوبين على أنصار الله لكي يحظى بثقة كل الشعب.

 يقول الإمام علي عليه السلام في عهده لمالك الاشتر حين ولاه مصر مؤكدا على أهمية الخطوة التي ذكرناها: ( إنّ شر وزرائك من كان للأشرار قبلك وزيراً ، ومن شركهم في الآثام ، فلا يكونن لك بطانة ، فإنّهم أعوان الأثمة ، وإخوان الظلمة ، وأنت واجد منهم خير الخلف ممن له مثل آرائهم ونفاذهم ، وليس عليه مثل آصارهم وأوزارهم وآثامهم ، ممّن لم يعاون ظالماً على ظلمه ، ولا آثماً على إثمه، أولئك أخف عليك مؤونة ، وأحسن لك معونة ، وأحنى عليك عطفاً ، وأقل لغيرك إلفاً ، فاتخذ أولئك خاصّة لخلواتك وحفلاتك)

علينا في أنصار الله أن نعين الرئيس صالح الصماد على اتخاذ تلك الخطوة بجعلها مطلبا شعبيا لكي نسهل له مهمة تنفيذها.

المصدر: حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى