أخبار وتقاريرإختيار المحررالعرض في الرئيسة

تحركات “علي محسن” الأخيرة بمأرب تثير توجس قيادات اخوانية .. هل انتهت مهمته في احتواء الجناح السلفي والقبلي في تجمع الاصلاح..؟

يمنات

فايز الأشول

تحركات نائب الرئيس عبدربه منصور هادي، اللواء علي محسن الأحمر، بعد مقتل الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، أثارت مخاوف حزب «الإصلاح»، وأحدثت انقساماً بين ناشطيه. خلال الأيام الماضية، استقبل الجنرال محسن، عدداً من قيادات حزب «المؤتمر» ومقربين من صالح، هاربين من صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرة «أنصار الله»، كما أعاد رئيس الأركان السابق، اللواء محمد علي المقدشي، إلى الواجهة، حيث اصطحبه الأسبوع الماضي من الرياض إلى مأرب، وكلفه بالإشراف على الجبهات في نهم والجوف، وهو الذي تمت إزاحته بعد حملة من ناشطي حزب «الإصلاح» وضغوط من قيادته، ليعين مستشاراً للقائد الأعلى للقوات المسلحة.

أسلاك شائكة

يخوض الجنرال محسن لعبة خطره، وصار يحاكي قريبه صالح في الرقص على رؤوس الثعابين في ضفة «الشرعية». هو موضع ثقة النظام السعودي، وبعد مقتل صالح، قالت مصادر لـ«العربي» إن «اللواء علي محسن الأحمر، توثقت علاقته بولي عهد أبوظبي، والتقى الأسبوع الماضي بالعميد أحمد علي عبدالله صالح، في الإمارات بترتيب من بن زايد». كما كشفت المصادر عن «تكليف الجنرال محسن من قبل محمد بن سلمان، ومحمد بن زايد، برئاسة لجنة خاصة لتسهيل خروج قيادات حزب المؤتمر من صنعاء وترتيب صفوف الحزب».

خلال الأيام الماضية، تمكن العميد طارق محمد عبدالله صالح، من مغادرة صنعاء والوصول إلى الإمارات، فيما تمكن اللواء علي صالح الأحمر، في الوصول إلى مأرب ومنها إلى الرياض. كما عقد ولأول مرة منذ 3 سنوات، أول اجتماع لقيادات في حزب «المؤتمر» في مدينة مأرب، واعتلى المنصة اللواء فضل القوسي، ونورا الجروي، والشيخ ذياب القبلي نمران.

الناشط في حزب «الإصلاح» خالد الأنسي، علق على الإجتماع بالقول: «رفعت صور عفاش داخل مأرب، قبل أن تجف دماء ضحاياه، وهذه البداية لما يدور تحت الطاولات من إعادة بناء التحالفات بين قوى مايطلق عليه المركز المقدس»، وأضاف الأنسي «سنترك للأيام وضع النقاط على الحروف، ونترك للجنرال علي محسن وضع نفسه في المكان الذي يريده واختيار النهاية التي تعجبه».

مخاوف متبادلة

تتواصل الحملة ضد الجنرال محسن من قبل ناشطين في حزب «الإصلاح» وعلى وجه التحديد من جناحي قطر وتركيا، فيما يمضي الجنرال في خطته بترتيب صفوف «المؤتمر» وترتيب جبهات القتال ضد «أنصار الله» في أكثر من جبهة.

تراجع نشاط رئيس الأركان الموالي لحزب «الإصلاح»، اللواء طاهر العقيلي، وتواصلت زيارات اللواء محمد علي المقدشي المحسوب على حزب «المؤتمر»، والموالي لمحسن إلى محاور القتال في الجوف والبقع وعلب وميدي.
عقب مقتل صالح، تمكنت القوات التابعة لحكومة الرئيس هادي، من تحقيق تقدم في جبهة نهم، وبعدها توقفت المواجهات مع «أنصار الله»، وأكدت مصادر لـ«العربي»، أن السبب في ذلك «تركز أغلب الوحدات والقادة العسكريين الموالين لحزب الإصلاح في جبهة نهم، وأن اللواء علي محسن مكلف من الرياض وأبوظبي بإعادة ترتيب الألوية العسكرية هناك».

الشباب والشيوخ

طوال فترة حكم الرئيس السابق، كانت مهمة الجنرال محسن، احتواء الجناح القبلي والسلفي في حزب «الإصلاح». وخلال أكثر من ثلاثة عقود تبادل المصالح معهم، وبالتزامن مع ذلك، ارتبط محسن بعلاقات وطيدة مع معظم شيوخ القبائل في اليمن، والكثير منهم قيادات في حزب «المؤتمر»، وجميع هؤلاء هم مصدر نفوذه إلى اليوم، ورهان طموحه بوراثة صالح بما لا يشكل خطراً على النظام السعودي الذي أعاد قبل عام، تفعيل اللجنة الخاصة وصرف المرتبات لهم عبر الجنرال.

هذا المشروع، يتعارض مع مشروع القطاع الشبابي في حزب «الإصلاح»، الموالي للنظام القطري، والمرتبط بقيادة «التحالف الدولي» لـ«الإخوان المسلمين» في تركيا، والذي تصدر احتجاجات الشارع في فبراير من العام 2011 م لإسقاط نظام علي عبدالله صالح، ولايزال يثير مخاوف النظامين السعودي والإماراتي، هذا القطاع الشبابي هو الأعلى صوتاً والأقل فاعلية في الميدان، حيث الغلبة لشيوخ الإصلاح التقليدين المحافظين على علاقتهم بمحسن.

كبش فداء

يخشى «الإصلاح» على دوره المستقبلي، وهو الذي كان قد اطمأن على تشظي حزب «المؤتمر»، لكن ما يقوم به الجنرال علي محسن، لا يثير مخاوف القطاع الشبابي في الحزب، بل مخاوف الإصلاح برمته. فترتيب المشهد في شمال اليمن لصالح حزب «المؤتمر»، سيجعل من «الإصلاح» كبش فداء لمشروع الرياض وأبوظبي في الجنوب والشمال.

المصدر: العربي

زر الذهاب إلى الأعلى