أخبار وتقارير

عقب عودة الفوضى إلى عدن .. هل ينجح الميسري في مهمّته؟

يمنات 

مجدداً، عادت التفجيرات والفوضى الأمنية إلى مدينة عدن، وارتفعت وتيرتها بالتوازي مع وصول رئيس الحكومة، أحمد عبيد بن دغر، ونائبه وزير الداخلية، أحمد الميسري، الذي وضع على سلّم أولوياته بعد تعيينه «حفظ الأمن في مدينة عدن والمناطق المحررة»، إضافةً إلى «توحيد الأجهزة الأمنية».

ومنذ وصول الحكومة، يوم الجمعة الماضي، شهدت مدينة عدن عدداً من العمليات الإرهابية التي كان إثنان من رجال الدين البارزين في عدن هدفاً لها، عن طريق العبوات الناسفة. الأربعاء الماضي، زرع مجهولون عبوة ناسفة بالقرب من جامع «العيدروس»، في الشيخ عثمان، انفجرت قبل موعدها، وراح ضحيتها مواطن يقف بالقرب من الجامع. وبعد 48 ساعة جاء تفجير اليوم الجمعة بعبوة ناسفة انفجرت وهي بحوزة الشخص، كان يحاول وضعها بالقرب من منزل إمام جامع «الفرقان» في دار سعد، الشيخ صلاح سالم الشيباني. 

مراقبون يرون أن العمليتين تندرجان ضمن مسلسل استهداف مشايخ السلفية السياسية، أو ما يعرف في اليمن بعلماء جمعيتي «الإحسان» و«الحكمة»، ومعهم بعض الدعاة في حزب «التجمع اليمني للإصلاح»، وهو المسلسل الذي بدأ قبل عامين، وحصد 11 خطيباً وداعية في عدن، ينتمون إلى منهج فكري سلفي ينهاض التوجه الإماراتي في الجنوب، وعلى خلاف فكري مع المدرسة السلفية التي ترعاها الإمارت في اليمن.

وتجدر الإشارة إلى أن الشيخ صلاح سالم، يُعد من أبرز وجوه تلك المدرسة، وهو من المشائخ الذين تحفظت عليهم الرياض ومنعتهم من العودة إلى عدن قبل أن تسمح له بالعودة أخيراً. لكن مراقبين آخرين يؤكدون أن تلك العمليات التي شهدتها بعض مديريات عدن، سواء تلك التي استهداف قائد شرطة البريقى الثلاثاء الماضي، أو اشتباكات خور مكسر، وانتهاءً بتفجير العبوات الأخيرة، جاءت بدعم من جهات تسعى إلى إدخال عدن والجنوب في فوضى أمنية، وإفشال أي مساعٍ لتوحيد الجهات الأمنية تحت قيادة موحدة، وتطبيع الأمن في عدن، خصوصاً وأنه تزامن توقيتها بعد تعيين الميسري وزيراً للداخلية، وهو من الشخصيات الجريئة في حكومة هادي، والتي تنتقد التصرفات الإماراتية في الجنوب علناً. 

في موازاة ذلك، قالت مصادر مقربة من وزير الداخلية أحمد الميسري، أن الأخير «تعهد بتوفير الحماية الأمنية لجميع مثقفي وخطباء وكتاب محافظة عدن»، معتبراً أن «نُخب عدن ومفكريها وكتابها ودعاتها وخطباءها خط أحمر»، وتوعد بـ«عزل القيادات الأمنية المتهاونة في عملها».

المصدر: العربي

زر الذهاب إلى الأعلى