أخبار وتقاريرالعرض في الرئيسة

رهانات حيس: الجوّ للتحالف السعودي.. وأنصار الله ترصد “تمدّد الأفعى”

يمنات

على الرغم من التقدم السريع والمفاجئ الذي أحرزته قوات «المقاومة الجنوبية» و«التهامية»، والقوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي، بمساندة من قوات «التحالف العربي»، الإماراتية على وجه الخصوص، في معركة السيطرة على مدينة «حيس»، فإن ذلك التقدم، بحسب عسكريين، تغير بشكل مفاجئ خلال اليومين الماضيين، «حيث خفتت وتيرة المعارك، وصارت العمليات العسكرية لقوات الشرعية شبه متوقفة، إلا من الغارات الجوية المكثفة لطيران التحالف العربي»، وسط صد عنيف لقوات حركة «أنصار الله».

«الإحتفاظ» بالموقع الاستراتيجي

ميدانياً، تحاول القوات الموالية لهادي، الحفاظ على ما حققته في خلال الأيام القليلة الماضية، جنوب وغرب المدينة، في حين تشير مصادر عسكرية في حركة «أنصار الله»، إلى أنها «نفذت عملية التفاق ناجحة في مناطق يختل المحادية شمال مدينة حيس». 

ومنذ انطلاق معركة تحرير مدينة «حيس»، من قبل قوات هادي و«التحالف» قبل أربعة أيام، يدور جدل عسكري واسع النطاق، حول طبيعة العمليات العسكرية في المدينة، التي تعتبر جغرافيتها ساحلية وجبلية، وبحسب عسكريين «معقدة بشكل كبير جداً»، وأن «أي عمل عسكري فيها، يجب أن يكون مدروساً ودقيقاً وخاطفاً، ومالم يكن كذلك، فإن المعركة على الأرض، لن تكون سوى تقديم ضحايا بلا ثمن، وستخلف أزمة إنسانية واقتصادية كبيرة، ستنعكس آثارها على المدنيين وسط المدينة، والقرى المحيطة بها». وفي الوقت الذي تؤكد فيه بعض المصادر العسكرية، التابعة لقوات «الشرعية»، أن «استكمال تحرير المدينة وقطع كافة خطوط الإمداد بات وشيكاً»، ما يزال البعض يتوقع، وعلى ضوء كثير من المعطيات والمؤشرات على الأرض، «معارك أكثر شراسة، نظراً للمواقع العسكرية الإستراتيجية»، التي لا تزال في قبضة قوات حركة «أنصار الله».

وبحكم أهميتها الاستراتيجية، وكونها المنفذ الوحيد الذي تبقى لـ«أنصار الله»، لإمدادتهم العسكرية من إب وتعز وذمار، إلى مناطق التماس في المخا وموزع والبرح، والجبهات الغربية المحادية لمدينة تعز، كما يعتقد أنصار «التحالف»، فإن إسقاطها لن يكون، بحسب عسكريين، بهذه السهولة، كون تحريرها من قبضة «أنصار الله» بالكامل، يعني إسقاط أهم ورقة في معركة الساحل الغربي. ولهذا، لا يزال التحشيد والترتيب والاستعداد، لدى الطرفين، ومنذ أول من أمس، سيد الموقف الآن.

ولكن ما هي طبيعة الاستعدادات هذه؟ وما هي رهانات وقوة كل طرف؟

مؤشرات الخطة العسكرية لـ«التحالف» و«الشرعية» تشير، بحسب عسكريين، إلى أنها «تعتمد على الجو بدرجة رئيسية، حيث لا يزال (التحالف) يفرض حصاراً وطوقاً جوياً كبيراً، على بعض خطوط الإمداد، ويدفع بتعزيزات عسكرية برية جنوباً وغرباً».

«المقاومة الجنوبية»

وتقول مصادر ميدانية في «المقاومة الجنوبية»، لـ«العربي»، إن «هناك استعدادات كبيرة للجيش الوطني والتحالف العربي، وحتى الآن هناك ثلاثة ألوية عسكرية من قوات المقاومة الجنوبية والتهامية، وإسناد مباشر ومتواصل من قبل طيران التحالف العربي»، وتوضح أن «الخطة العسكرية المرسومة، تطهير كل المناطق التي لا تزال تتحصن فيها المليشيات شمال وشرق المدينة، بالإضافة إلى قطع كافة خطوط الإمداد (إب، حيس، مقبنة، تعز) لتأمين مدينة الخوخة ومساحة واسعة من حيس ومفرق المخا، إلى جانب الاقتراب من مدينة الجراحي ثالث مديرية لمدينة الحديدة، والتي تبعد عن مديرية حيس بنحو 20 كيلومتراً».

وتشير المصادر إلى أن «استكمال تطهير المدينة، وقطع خطوط الإمداد، ستصيب المليشيات بالشلل في الجبهات الغربية لتعز، في موزع والوازعية والبرح ومقبنة وهجدة والرمادة، لأن هذه المناطق مرتبطة بخط إمداد واحد، عبر خط الحديدة تعز، وبقطعه، يتكون المناطق الغربية في محافظة تعز محررة بالكامل». ولفتت المصادر إلى أن «طيران التحالف العربي، لا يزال يواصل غاراته الجوية لإستهداف مواقع وتعزيزات المليشيات، حيث استهدف اليوم، من خلال غارات جوية عدة، مواقع المليشيات في جبل راس والجراحي وسقم، وهذا ما سيسهل من إمكانية تحرير كافة مناطق المدينة، خلال الساعات المقبلة، ليتم بعدها التقدم نحو الجراحي وزبيد، وصولاً إلى الحديدة، من محورين وليس محوراً واحداً».

«أنصار الله»

في المقابل، تسعى قوات حركة «أنصار الله»، نحو ترتيبات عسكرية ضخمة، والدفع بتعزيزات كبيرة إلى مدينة الجراحي، والمناطق الشرقية والشمالية لمدينة حيس، وذلك في إطار شن هجوم مضاد لإستعادة تلك المواقع، التي خسرتها خلال اليومين الماضيين، وسط تحليق مكثف لمقاتلات «التحالف».

مصادر عسكرية ميدانية في «أنصار الله»، أفادت بأن «أبطال الجيش واللجان الشعبية، تستعد ومنذ مساء أمس، بتعزيزات عسكرية وعشرات الأطقم والمعدات، في القرى الشمالية الشرقية المتاخمة لحيس من جهة جبل راس، استعداداً لجولة مواجهة جديدة ضد قوات المرتزقة»، وأكدت المصادر أن «القوة الصاروخية التابعة للجيش واللجان الشعبية، ستكون لقوات المرتزقة بالمرصاد»، مشيرة إلى أن «الساعات المقبلة، ستشهد تحولاً كبيراً في وتيرة المعارك لصالح أبطال الجيش واللجان الشعبية».

وفي السياق ذاته، أفاد نائب الناطق الرسمي بإسم الجيش واللجان الشعبية، العميد عزيز راشد، في حديث خاص إلى «العربي»، بأن «أبطال الجيش واللجان الشعبية، وعلى مدى يومين، يتصدون لمرتزقة العدوان في الأطراف الغربية والجنوبية لمدينة حيس، وأصبحت تلك المناطق، مصيدة لأفراد ومدرعات وأليات المرتزقة»، وأوضح راشد أن «أبطال الجيش واللجان، نفذوا عملية التفاف ناجحة في منطقة يختل، شمال مدينة حيس، وتمكنوا من تدمير عشرات الآليات، بالإضافة إلى عشرات القتلى والجرحى».

وقال إننا «نراهن في معركتنا هذه، بعد الله عز وجل، على قيادة وأبطال الجيش في الميدان، إلى جانب وزارة الدفاع، التي تمتلك الاستراتيجية، سواء البحرية أو الصاروخية، وهي كفيلة بالنصر وإرسال رسائل للعدوان الذين ستطالهم، وخصوصاً السعودية والإمارات، وستكون هامة ومؤلمة».

وتابع: «تمدد قوات المرتزقة في الساحل، أشبه بتمدد الأفعى التي كل ما تمددت كلما سهل قطعها وبترها، فكما توسع نابليون وهولاكوا، وكان مصيره أن سقط من الداخل، فإن قوات المرتزقة في حيس اليوم، لا مصير لهم سوى القتل والانتحار، لأن الأرض لا تقبلهم، والسكان أيضاً لا يقبلونهم»، وأكد، أن «حيس ستكون نهاية قوات ومدرعات المرتزقة، والأيام المقبلة حبلى بالمفاجآت».

في غضون ذلك، تقول المعلومات الميدانية في حيس، إن «هناك تخوفات من قصف المدينة المكتظة بالسكان بالصواريخ من الجبال المطلة على المدينة»، والتي تحولت إلى معسكرات الآن وخنادق لحركة «أنصار الله». ويتوقع مراقبون عسكريون، حدوث قصف من الجبال على المدينة، في حال استمرت المعركة»، وتؤكد المعلومات أن «المرتفعات الجبلية وقرى الحجيرة والقلمازين، في المناطق الشرقية للمدينة، والمناطق الساحلية في يختل شمال المدينة، لا تزال تحت سيطرة جماعة الحوثي، في حين لا تزال قوات المقاومة والجيش، تحكم سيطرتها على أجزاء واسعة من الجهة الجنوبية والغربية لمدينة حيس».

يذكر أن مديرية «حيس» تعد أكبر مديريات محافظة الحديدة من حيث عدد السكان، كما أنها تعد ملتقى تجارياً مهماً يربط بين محافظة الحديدة وتعز وإب.

المصدر: العربي

زر الذهاب إلى الأعلى