العرض في الرئيسةفضاء حر

استخدام الكذب للوصول إلى السلطة والبقاء فيها

يمنات

وضاح اليمن الحريري

تتجاوز الازمة في اليمن بوجهيها الشرعية الإنقلابيين، الشرعية الجنوبيين، بعدها السياسي النظري، لتسرد تراكمات تاريخية مأزومة من اوجه عدة، إقتصادية واجتماعية ونفسية، كما تخبئ في طياتها صراعات مصالح مكتومة، قامت مجموعات من النخب بإستغلالها إستغلالا امثلا، لتكريس اهدافها، حتى إذا وصلت إلى طريق مسدود.

اندلعت الحرب واشتعل اوراها، ليتلامس هذا الوضع مع احتقانات الجنوب ويترك أثرها عليه بالتوترات الدائمة، حتى وصلت حد الصدام المسلح في اواخر يناير الماضي، لتسفر كل تلك التفاعلات عن حركة في شوكة البوصلة التي تشي بأن الأوضاع القائمة لن ينصلح حالها، لان الكذب كاحد ادوات تحقيقات الأجندات السياسية المتفاوتة في اطروحاتها، صار أسلوبأ بؤريا اساسيا، في رص مداميك ثقل كل طرف او قوة من اطراف الصراع، بعد ان تعددت اقطابها هادمة مفهوم ثنائية الشرعية والإنقلابيين الذي انطلق مع بداية الحرب، اما الغريب في الأمر هو وجود قطاعات عريضة من الناس، تصدق ذاك الكذب وتتلقاه كالحقيقة المطلقة، التي تدرك ما بين يديها ومن خلفها، متخذة بشأنها قرارات مصيرية لا تعنيها وحدها، بل تعني غيرها كذلك، وبما ان الكذب هو المسار الرئيسي في احداث البلاد، بالدليل القاطع المتمثل في سقوط وخفوت آلاف الإشاعات والإشاعات المتبادلة، والآف التسريبات والتسريبات المتبادلة، وهو المسار الذي يفرض حاليا بقوة السلاح خياراته السياسية، من كل الأطراف، يزداد تعقيد إيجاد الحلول، المعلقة في رقاب القيادات والموجهين المعنويين لعناصر وانصار هذا الطرف او ذاك.

الكذب إذن شيمة حسنة، تساعدك على الوصول إلى السلطة او البقاء في السلطة، وجني ثمارها، هذا الحيز المهول المشغول بهذا الذنب وهذه الخطيئة دينيا، يتوفر له ما لم يتوفر لغيره من فرص إعادة بناء البلاد، لكنه يأبى إلا ان يتجه للدم وانتاجه ليستخدمه ختم عبور على جواز الملكية الوطنية، ليبني عليه فضيحة هكذا سنكون لاحقا، كما نحن عليه منذ البداية القديمة أيام زمان، وعلى السيول والأنهار التي تسكب وتسيل ان تجري في مجرانا هذا او تبحث لها عن مجرى آخر، سينكشف تدريجيا بمقدار تدفقها العالي الذي سندفع الناس إليه..وهذا أخطر مما يتوقع الجميع.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى