فضاء حر

الحروب والكوارث تعكس مستوى الوعي الحضاري والإنساني

يمنات

زكي حاشد

الكوارث والحروب تعتبر أحد التجارب والامتحانات التي تواجه الشعوب والمجتمعات، التي تعكس مدى مستوى الوعي الحضاري والإنساني لدى هذا المجتمع أو الشعب من خلال تعامله مع هذه المحن، فإذا أخرجت هذه المحنة أو الحرب أجمل ما فيه من قيم فذلك يعني ان هذا الشعبٌ وهذا المجتمع واعي وحيٌّ ينبض بالأصالة الإنسانية الحضارية… وإذا أخرجت أسوأ ما فيه فهذا يعكس ضعف انتمائه لهذه القيم وهذه الحضارة الإنسانية ، ناهيك ان هذه القيم مستمدة أصلاً من حضارة إسلامية مرتبطة بديانه سماوية ذات قيم سامية ..

أن هذه الحرب اليمنية أي كانت أسبابها ومبرراتها هي أولاً وأخيراً حرب بين إخوة لاحرب بين أعداء ولا نستطيع تجاوز حقيقة أننا جميعاً يمنيين ننتمي لوطن واحد وقيم وديانة واحدة ويجمعنا مصير مشترك واحد وأي كانت خلافاتنا وتبايناتنا سنظل كذلك ، ومهما كانت جراحاتنا عميقة فلابد لها ان تندمل يوماً ما ….

ولهذا يجب أن لانغفل عن هذه الحقيقة “كيمنين إخوة” ، وعلينا جميعاً ان لا نتمادى ونفرط في عداوتنا وان نقدح في بعضنا البعض الى هذا المستوى من الإسفاف والحقد والتفاهة المفرطة لبعضنا البعض …

سيأتي يوم وتضع هذه الحرب أوزارها وسينتهي هذا الخلاف ،، وحينها ماذا سنقول لأنفسنا كمواطنين عاديين ونخب ومثقفين ومجتمع بعد كل هذا الإسفاف وهذه الإسائه والإتهامات المجحفة لبعضنا البعض ونحن نرى القيادات السياسية وكل ميكنتها الإعلامية المتطرفة التي كانت تدفع وتزرع الكراهيه والحقد فيما بيننا في الوقت الذي تقوم هي بإحتضان بعضها البعض وتبجيل وتمجيد بعضها الآخر ..

يجب علينا كمجتمع ونخب وأفراد بالحد الآدنى ان لانسمح لهم إستغلالنا وبإستحمارنا وإستغفالنا لتحقيق مصالحهم ، وعلينا ان نمارس حقنا في التعبير عن وجهة نظرنا أو مواقفنا بوعي وحدود وبالمستوى المعقول الذي لايشعرنا بعد ذلك بأننا مغيبين ومجرد أبواق وأدوات لهذه القيادات وهذه الأطراف الإنتهازية..ونحافظ على علاقتنا وتماسكنا ونسيجنا الإجتماعي ولنتمكن من حماية حقوقنا ومصالحنا الإجتماعية ..

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى