فضاء حر

المستقبل لمن يبحث عنه

يمنات

أحمد سيف حاشد

زارني مجموعة من الشباب الذين يبحثون عن المستقبل، ويتلمسون عتباته ومسالكه، ويخضون غمار البحث عنه في ليل الحاضر الدامس والدامي والمسكون بالخراب والدمار والتوحش..

يبحثون عن تحقيق أحلامهم الكبيرة وآمالهم العراض وفضاءاتهم التي تتجاوز الزمان والمكان والمألوف، غير مستسلمين لواقع مملوءا بالمحبطات وبؤس النخب والخيبات العراض..

شباب متحرر من المناطقية والجهوية والطائفية والمذهبية وكل العصبويات المنتنة.. متخفف من أثقال الماضي وأحقاده وحزازاته.. متحرر من العُقد المستحكمة التي تثقل وعي وكاهل المجتمع..

شباب لا ينتمي إلا للمستقبل العامر بالحب والتعايش والحرية، والرافض للكراهيات التي تشوه اليوم الوعي وتنخر في أعماق المجتمع وتعبث بالوطن ذاكرة ووجدان..

كانوا يتحدثون عن أشياء وتفاصيل تعيدني إلى أيامي الخوالي، أيام شبابي المتمرد وأحلامي الكبيرة التي لا زالت بعد هذا العمر لا تمل ولا تموت ولا تستكين.. شاهدت المستقبل الذي كنت أبحث عنه في وجودهم وإصرارهم على المضي نحو الآتي المشرق بمستقبل لطالما ضاع العمر في مسعى الوصول إليه..

إن خيبت الأيام كثير من آمالنا؛ فأننا نجد في حضرت هؤلاء الشباب الحالم مستقبل يتخلّق، وسيكونون له حوامل وروافع ووجود..

زر الذهاب إلى الأعلى