فضاء حر

مخالب الفساد

يمنات

عبد الرقيب الانسي

بلا ريب ان الفوضى ، وسوء التنظيم ، وانعدام الانضباط ، وازدواجية الاختصاصات والصلاحيات ، في مختلف مؤسسات الدولة واجهزتها الامنية والعسكرية والمدنية الذي ساد الوطن على مدى السنوات الثلاث الاخيرة من تاريخه ، ناهيك عن ظروف الحرب الداخلية والخارجية وما نتج عنها من ويلات وخراب ودمار وفقر وعوز ومعاناة دائمة ومستمرة عمت الغالبية العظمى من ابناء الشعب ، لدرجة يصعب احتوائها او تصورها ، فليس من المنصف ابدا الصاق تبعة ماجرى في الداخل اليمني على شماعة العدوان الخارجي فحسب ، دون الالتفات للعوامل والممارسات الارتجالية العشوائية المريعة في ادارة الشان العام الداخلي ابان الفترة الفائتة من تاريخ ابتداء العدوان واشتعال فتيل الحرب والاقتتال ..
 
ولابد ان هنالك ثمة اسباب وعوامل ثانوية اخرى زادت من معاناة اليمنيين واضافت اليها اسباب وعوامل ومؤثرات شديدة الوقع على حياتهم الاقتصادية والمعيشية اليومية وفي مقدمتها الفساد والتلاعب والطيش واللامبالة وعدم الاهتمام التي رافقت اداء القوى الميليشياوية في ادارة شئون السلطة والحكم ، خاصة في ظل انعدام الرقابة والمحاسبة وشيوع انتشار مراكز القوى المهيمنة على السلطة دونما وازع من اخلاق او دين او ضمير ..
 
والاسوء من هذا وذاك ان حفنة محدودة من مراكز القوى المتنفذة في العاصمة وكثير من المحافظات والمديريات ، تفرض على مختلف المراكز التابعة لهم حاجزا اسمنتيا عاليا من الصمت يحظر على المواطنين والمثقفين والصحفيين ابداء ارائهم او التعبير عما يجول في خواطرهم عن الحالات السيئة التي يعاني منها الناس بسبب تصرفات هؤلاء المسئولين والمشرفين الظالمة ، فما كان منهم الا ان عملوا على تكميم تلك الافواه والجامها بالقوة والحديد والنار والاعتقال الاعتباطي القسري ، ربما من اجل ضمان عدم ايصال شكاويهم ومعاناتهم التي تسبب بها هؤلاء الجبابرة الذين صار لهم ثروات ضخمة حصلوا عليها على حساب الفقراء والكادحين من الناس ..
 
ونستنتج من هذا الوضع الغريب الشاذ، ان عدم سماح قيادات انصار الله بفتح هامش ديمقراطي كاف للتعبير عن احوال الناس ورفعها الى الجهات المعنية في القيادات الاعلى لايجاد حلول مناسبة لها ، سوف لن يكون في صالح انصار الله سواء على المدي القريب او البعيد والمتوسط ، بل سيعمل على تقويض ثقة الناس بهم ويتسبب ولا قدر الله في اضعاف الجبهات الخارجية المقاتلة ان لم يؤدي بالفعل الى نتائج اخرى غير محسوبة ولا متوقعة وهي عزوف المواطنين المتعمد عن رفد الجبهات الامامية بالمتطوعين والمقاتلين ..
 
ومن هنا وعملا بمبدأ ، صديقك من صدقك وليس من صدقك ، اتوجه للاخ عبدالملك الحوثي بهذه الرسالة القصيرة قائلا له لاينبغي الصمت على مثل هذه التصرفات والسلوكيات العشوائية التي تجري على الارض من قبل بعض مشفيك القائمين بالامر على ارض الواقع ، فاذا لم يكن لديكم اجهزة رقابية موثوقة فعليكم النزول شخصيا الى الميدان وممارسة سلطاتكم فعليا وتحمل مسئولياتكم تجاه الوطن والشعب بمنئى عن الذين ظلموا واذاقوا الشعب مرارة الضيم والمعاناة والفقر والجوع والمرض والخسران ..

زر الذهاب إلى الأعلى