فضاء حر

القبيطة تستغيث ..

يمنات 

شبيب منصور

القبيطة نزيف مستمر من المعاناة والبؤس والوجع والمراره , تاريخ طويل من الاهمال الذي يرفض الرحيل , مسرح كبير للمكايدات السياسية وتصفيات ماراثون الاحزاب , مساحة جغرافية شاسعة وعدد سكان مهول وخدمات تكاد من قلتها لاتذكر , فقر مدقع يعيش بين جنباتها وينتشر بين ابنائها انتشار السرطان في الجسم العليل …

القبيطة مديرية قدر لها ان تكون حد فاصلا بين شطرين وبهذا لاطالت بلح الشام ولا عنب اليمن , مثلها الاعبوس في البرلمان فترة ليست بالقليلة وبهذا اهملت عن قصد , ثما الحقت بمحافظة اخرى لتعزيز الوحدة الوطنية فتم اهمالها مجددا بحصرها في عزلة كرش فقط حيث استحوذت هذة العزلة على نصيب الاسد من المشاريع المخصصة للمديرية , واستحوذت عزلة اليوسيفين على باقي المشاريع نتيجة لجهود ابنائها وتلاحمهم ومتابعاتهم فاصبحت القبيطة هيا اليوسفين منها تبتدي جولات المسئولين وعندها تنتهي …

وحدها عزلة القبيطة بمديرية القبيطة من تفاقمت عليها الازمات , من تجاوزها اهتمام الدولة , وحدها عزلة القبيطة لم تجد من يستطيع اخراجها من عنق الزجاجة , فتجسد الحرمان والاهمال والفقر فيها بانصع صوره , بسبب انجرار ابنائها ووجاهاتها نحو المماحكات الحزبية والمكايدات السياسية , ولافتقارها لشخصية محورية يلتف حوله الجميع بمختلف توجهاتهم فيكون راس حربه للتخفيف من تداعيات الاهمال …

اليوم تتجدد معاناة المديرية نتيجة انقسامها كالعادة بين طرفي الحرب , ونتيجة تغليب الحزبية والسياسة على المصالح , وبسبب غياب الشخصية المحورية الذي يعمل على الجمع لا الفرقة , اليوم تذوق المديرية نصيبها من ويلات الحروب , تاخذ حصتها من الدمار والخراب وسفك الدماء , لتضيف لمعاناتها التاريخية معاناة جديده ستظل اثارها المدمره مصدر معاناة لاجيال متعاقبة …

في مديرية القبيطة لاحدود للالم والوجع فكل يوم يضاف بندا جديدا لبنود العذاب المسيطر على حياة الناس , وكأن ويلات الفقر وانعدام الخدمات الاساسية ووعورة الطرق وصعوبة المعيشة والبطالة المستشرية بين الشباب , بالاضافة الى ماخلفتها الحرب من دمار وخراب ونزوح وقطع للطرق وتهديد للامن والاستقرار ليس كافيا , لياتي الجفاف ليصيبنا في مقتل , فما ان طلت تباشيره حتى اصبحت معه الحياة مستحيلة الا مارحم ربي …

في القبيطة الدبة الماء سعة العشرون لتر تقارب الثلاثمائة ريال بالاضافة الي فقر مدقع يطال اغلبية الناس , وحرب لايعترف رعاتها باي امور انسانية , يصبح الوضع كارثي , ويكون من الواجب علينا دق ناقوس الخطر , ولفت الانظار لهذة الكارثة , يجب مخاطبة المسئولين سواء التابعين لسلطة عدن او لسلطة صنعاء , لابد من تحميلهم المسئولية كلا في النطاق الجغرافي الذي يقبع تحت سيطرته من اجل رفع المعاناة عن كاهل الناس …

من اجل القبيطة يجب على كل قباطي حر وغيور على مسقط رأسه ومهما كان توجهه او انتمائه الحزبي ان ينحي المصلحة الشخصية او الحزبية جانبا في هذا المنعطف الخطير الذي تكالبت فيه كل اسباب المعاناة والبؤس على اهلنا دون تمييز , يجب على الجميع رفع شعار القبيطة تستغيث وجعل هذا الشعار حديث وسائل التواصل الاجتماعي عسانا نستطيع ايصال صوتنا للمسئولين هنا وهناك فنعمل على تحريك المياة الراكدة منذ عقود …

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى