إختيار المحررالعرض في الرئيسةتحليلات

ما وراء مقتل قائد التدخل السريع بالمحفد محافظة أبين..؟ وهل للحادثة علاقة بالصراع بين حكومة هادي والمجلس الانتقالي..؟

يمنات –  خاص

أدت الخلافات التي نشبت في مديرية المحفد، شرق محافظة أبين، جنوب البلاد، الجمعة 9 مارس/آذار 2018، إلى وقف عملية عسكرية أعلنت عنها القوات الموالية للإمارات بدعم من قيادة التحالف السعودي بـ”عدن”.

العملية العسكرية اجهضت عقب مقتل قائد قوات التدخل السريع بالمديرية، سالم مهيم، و نائبه صدام طوحل، في سوق المحفد، برصاص عناصر من قوات الحزام الأمني.

العملية العسكرية كما أعلن عنها كانت تهدف لتطهير مديرية المحفد من عناصر تنظيم القاعدة الارهابي، و الذي سبق أن أعلن عن تطهيرها أكثر من مرة من قبل قوات الحزام الأمني الموالية للإمارات.

أهمية المحفد

تعد مديرية المحفد ذات أهمية استراتيجية لتنظيم أنصار الشريعة، الذارع المحلية لتنظيم القاعدة في اليمن، من ناحية التضاريس و كونها مركز انطلاق إلى عدة محافظات عبر طرق ترابية و جبلية، تسهل لعناصر التنظيم التحرك عبرها.

ينتشر عناصر تنظيم القاعدة في عدد من الشعاب و الوديان الداخلية بمديرية المحفد، و على الأخص وادي الخيالة، الذي يمتد في شعاب ضيقة وعرة المسالك، يوفر عمليات التمويه لعناصر التنظيم من ضربات الطيران، و يصعب من عمليات الملاحقة لعناصر التنظيم، و يجعل من تحركات القوات النظامية فيه فريسة سهلة لحرب العصابات التي يجيدها عناصر التنظيم.

يضم وادي الخيالة معسكر تدريبي لعناصر القاعدة، لتدريب عناصرهم على حرب العصابات و تنفيذ عمليات الاغتيالات و التدريب على صناعة المتفجرات و تفخيخ السيارات و الدراجات النارية.

كانت الجيش اليمني قد تمكن في العام 2013 من السيطرة على الوادي بعد عملية عسكرية قادها اللواء محمود الصبيحي، قائد المنطقة العسكرية الرابعة آنذاك، و تمكن خلالها من تطهير محافظة أبين من عناصر القاعدة، خلال عملية عسكرية أستمرت قرابة الشهرين، غير أن عناصر التنظيم عادت إلى وادي الخيالة و محافظة أبين و شبوة المجاورة مستفيدة من الحرب التي اندلعت نهاية مارس/آذار 2015.

و رغم الاعلانات المتتابعة لقوات الحزام الأمني و حكومة هادي بتطهير محافظة أبين و مديرية المحفد من عناصر التنظيم الارهابي، إلا أن عناصر التنظيم ما يلبثوا أن يعودوا بعد أشهر من اعلانات التطهير.

انعكاس الصراع

في هذه المرة يبدو أن الصراع السياسي بين حكومة هادي و المجلس الانتقالي الجنوبي، الأدوات المحلية في الصراع السعودي الاماراتي باليمن، خدمت عناصر القاعدة، و التي أدت إلى مقتل “مهيم” المنتمي لقبائل باكازم التي تنتشر في مديرية المحفد، و هي الحادثة التي أوقفت أي عملية عسكرية في المديرية تستهدف عناصر القاعدة.

مقتل “مهيم” كشفت عن انشقاق في أوساط قوات الحزام الأمني و التدخل السريع على أساس مناطقي، حيث احتشدت عدد من قيادات قوات الحزام الأمني بمحافظة أبين، بعد محاصرة قائد الحزام الأمني عبد اللطيف السيد إلى جانبه، فيما احتشدت قيادات أخرى إلى جانب قبائل باكازم التي حاصرت السيد في وادي حمراء.

عامل تفكيك

مقتل “مهيم الكازمي” على أيدي عناصر تنتمي لمديريات المنطقة الوسطى بأبين محسوبين على “السيد” أثار النفس المناطقي الذي بات عامل تفكيك في قوات الحزام الأمني بمحافظة أبين، و التي باتت قياداتها تتوزع على فريقين، بعضها محسوبة على قبائل باكازم و البعض الآخر على قبائل المنطقة الوسطى.

تعرف مديريات المنطقة الوسطى بأبين بأنها مسقط رأس “هادي” و يتمتع الاصلاح بنفوذ فيها، حيث ينتمي لها القيادي الاصلاحي علي عثمان حسين عشال، و قيادات أخرى، و هو ما يشير إلى أن مقتل “مهيم” أخذت طابع سياسي، لمنع الامارات من تحقيق انتصار جديد في محافظة أبين.

العودة إلى ما قبل عامين

و يعيد ما حصل في مديرية المحفد إلى الأذهان، ما حصل في العام 2013 في عدد من مديريات المحافظة، حينما انسحبت قوات الحزام الأمني بعد رفض حكومة هادي صرف مرتبات لمنتسبيها باعتبارها قوات غير نظامية لم تدخل في تشكيلات وزارة الدفاع و الداخلية، عوضا عن حصول انشقاقات و تمردات في أوساطها قادتها قيادات موالية لـ”هادي”، و تعرضها لكمائن من قبل عناصر القاعدة، نتيجة اختراقها من قبل عناصر التنظيم الارهابي.

ما حصل في المحفد مؤشر واضح على أن الحرب في محافظات الجنوب أخذت منحى أخر، سيتضح بشكل أوضح خلال السنة الرابعة حرب، حيث لم تعد الحرب تستهدف الارهاب، و انما انحرفت باتجاه تصفية الخلافات بين مكونات المعسكر المحلي الموالي للتحالف السعودي، كانعكاس واضح للصراع السعودي الاماراتي الذي اظهرته إلى العلن أحداث عدن نهاية يناير/كانون ثان 2018.

المستفيد من الصراع

الاحتقان بين آل باكازم و قبائل المنطقة الوسطى لن تنتهي بتسليم المتهمين بمقتل “مهيم” و لكنها ستستمر على شكل خلافات و انعدام الثقة داخل قوات الحزام الأمني نفسها، ما سيؤدي إلى ارتخاء قبضة هذه القوات على محافظة أبين، أو تحويلها إلى مناطق متصارعة، لم يكون المستفيد فيها غير عناصر تنظيم القاعدة، التي ترى في المحافظة معقلها الرئيسي، نظرا لموقعها الجغرافي الذي يسهل لعناصر التحرك باتجاه محافظات الشرق و الجنوب و الوسط، فضلا عن العلاقات التي نسجتها قيادات في التنظيم مع عدد من قبائل المحافظة.

و في حال عادت قوات الحزام الأمني التنفيذ عمليتها العسكرية بمديرية المحفد، فإن الخطر سيكون محدقا بهذه القوات، كون الحادثة الأخيرة أخذت منحى قبلي في التحشيد ضد “السيد” و هو ما سيجعل من أي انتصار مقدمة لاتفاق مع عناصر القاعدة من أبناء المديرية للانسحاب، و تسليم المواقع لقيادات الحزام الأمني من أبناء المديرية، لقطع الطريق أمام تدل عبد اللطيف السيد المتهمة عناصر موالية له بقتل “سالم مهيم الكازمي”.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى